العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > قسم آل الصدر ألنجباء > منبر سماحة السيد ألقائد مقتدى الصدر (أعزه الله)

منبر سماحة السيد ألقائد مقتدى الصدر (أعزه الله) المواضيع الخاصة بسماحة سيد المقاومة الإسلامية سماحة القائد مقتدى الصدر نصره الله

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-08-2021, 11:04 PM   #1

 
الصورة الرمزية خادم البضعة

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 23
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق الجريح
االمشاركات : 12,709

ختم مقدمة الجزء الخامس من موسوعة الإمام المهدي عليه السلام بقلم سماحة السيد مقتدى الصدر (اعزه الله)


بسمه تعالی

إننا نؤمن إيماناً راسخاً بأن الله سبحانه وتعالى هو القادر على كل شيء، وإذاقال للشيء كن فيكون، وإن أراد الله رحمة بعباده فلا ممسك لها وهو خالق كلشيء ويعلم بما نخفي وما نعلم وما تخفى على الله من خافية.

وإن الله سبحانه تعالى الذي خلق الإنسان وجعل فيه تكويناً فعل الخير والشر على حدّ سواء ليختبر عباده (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ۝ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ).

وهو العالم بما كان وما سيكون فبيده مقاليد كل شيء ولم يجبر عباده على فعل الخير أو الشر ولم يفوضهم بذلك أيضاً بل جعل بينهما أمراً بين أمرين.

ومن هنا، فمن المتوقع أن تصل البشرية فيما لو حكّمت وأعملت الشرّ إلى مهاوي الرذيلة والتسافل کما العكس أيضاً.

ولذلك، فإنه تعالى لن يترك البشرية جمعاء لتصل إلى أسفل درك بسبب تقديمها لشهواتها وميولاتها والسعي خلف ملذاتها.

بل إنه عزّ وجلّ، قد خطط لأمر يبعد هذه النتيجة السلبية والتسافلية المستقبلية التي من المحتمل الوصول إليها.

فالله سبحانه وتعالى لم يخلق الخلق عبثاً وبلا هدف تکاملي فهذا لا يصدر منه على الإطلاق.. وحاشاه أكيداً .

وإذا كان ذلك، فإنه عزّ وجلّ سیسخّر له كافة المستلزمات والمتطلبات اللائقة والضرورية التي توصل إلى هذا الهدف الأسمى والأعلى وهو ما يُطلِق عليه السيد الوالد (قدس): (الاطروحة العادلة) والتي ستكون يوماً موعوداً للبشرية جمعاء بغض النظر عن الانتماءات الدينية والعقائدية والفكرية.

بل إن ذلك واضح وجليّ إذا ما تتبعنا الوقائع التاريخية ولا سيما سيرة الأنبياء والرسل والأولياء والمعصومين، منها: عمر سيدنا نوح الذي قارب ألف عام أو قصة سيدنا يونس مع الحوت أو قصة سيدنا يوسف مع البئر وقصة سیدنا الخليل إبراهيم مع نار النمرود بل وحتى قضية خاتم الأنبياء محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ومنام علي بن أبي طالب (عليه السلام) في فراشه وقصته في الغار وغيرها كثير.

كل ذلك، لا لكونهم يستحقون المعجزة فحسب أو لأنهم أولياء متكاملون وأولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون فحسب، بل إن في ذلك مغزی آخر وهو: كونهم ضمن التخطيط الإلهي لهداية المجتمع والوصول إلى اليوم الموعود والأطروحة العادلة آنفة الذِكر .

لذا فقد سخّر الله لهم كل ما يحتاجونه من تذليل العقبات وفق مبدأ الاستحقاقات البشرية المتعلقة بزمانهم، فعلى سبيل المثال: إن نبيّ الله يونس (عليه السلام) لم يَكُ لينجو من بطن الحوت إلّا لمصلحة أعلى وهي أن له عملاً منوطاً به لم يكتمل وفقاً لذلك التخطيط السماوي الربّاني.

بل ولعلّ الأوضح من ذلك ما كان مخططا لنبيّ الله يوسف (عليه السلام) حينما اُنزل للبئر ليكون بمأمن من ذرية نبي الله اسر*ائيل: (إخوته).. وبالفعل قد نجى من حبائلهم ومكائدهم إلا إن ذلك اُجِّل لبضع سنوات وازداد بقاؤه في سجنه لما ارتكب من (ذنب دقّي) بالنسبة له.

وغيرها من الوقائع التاريخية التي يجب ان لا تكون مخفية عن قارئ هذه المقدمة البسيطة لهذا الكتاب الزاخر بالعلم والفائدة والنفع.

بل وإن المروي أن كل المعصومين عليهم السلام كانوا هم (المهدي) إلّا إن عدم استحقاق الناس في زمنهم كانت نتيجته التأجيل فيكون التالي هو المهدي وهكذا حتى وصوله الى مقام سيدنا المهدي (سلام الله عليه) الذي اصطدم بمبدأ الاستحقاق البشري في ايّامه الأولى وكان من اللطف الإلهي بل ووفقاً لما خطط له ان يكون هو المصلح والمهدي للأمم وأن يسخّر الله له كافة المستلزمات لبقائه لذلك الهدف.

وبما إن القوم تآمروا عليه وأرادوا قتـ .له ولو بقي بينهم لقتلوه فقد اخفاه الله تعالى من بين ظهرانيهم إن جاز التعبير.

وهذا الخفاء سيستمر وفقاً لذلك المخطط حتى يكون هناك استحقاق بشري لتلقيه والتجاوب معه وإطاعة أوامره ونواهيه وقراراته، وما أصعبها!

فخفاؤه (سلام الله عليه) إنما هو لأجل ذلك الهدف.. أعني الأطروحة العادلة واليوم الموعود لتخليص البشرية.

فمن الواضح إن قتـ .له وتصفيته كانت منالاً سهلاً لحكّام الجور والظلموبالتالي سيكون قتـ .له ماحياً ولاغياً لذلك اليوم ولتلك الأطروحة العادلة.

ومن الواضح إن بقاءه في ذلك الحين لم يَكُ مستطاعاً، أو قل لم يَكُ ذا فائدة ترتجى.. لا لكونه مهدداً بالقتـ .ل فحسب بل لكون بقائه مهديّاً ومصلحاً مخالفاً للاستحقاق البشري.

فإن الله سبحانه وتعالى يستطيع وهو القادر أن يحميه من قتـ .لته ومن حكام الجور والظلم، لكن هذا لم يَكُ هو السبب الوحيد في خفائه عن الجميع، بل إن السبب الأوضح هو أن بقاءه هادياً ومهدياً ومصلحاً في زمانه لم يَكً مثمراً ومنتجاً لما خُطط له من قبل السماء إن جاز التعبير، فالبشرية غير مستحقة له بمعنى أنه لو لم تنله رماح الأعداء فإن العصيان والخذلان كان هو المتوقع أكيداً من أناس لم يَصلوا إلى استحقاق ظهوره، ولا أقل من استصحاب الوقائع التاريخية مع آبائه وأجداده (سلام الله عليهم أجمعين)، فصار من المتعَيّن إعجازياً من الله سبحانه وتعالى إخفاؤه لمصالح مستقبلية عظيمة.

فإن قيل : إن المعجزة هي آخر الحلول فلماذا لم يحاول بطرق وأسباب دنيوية للوصول إلى بقائه وعدم خفائه وبالتالي سيصل إلى هدفه المنشود ويومه الموعود؟

قلنا: يجاب بأكثر من جواب:

الأول: إن الأسباب الدنيوية في ذلك الزمان لم تَكُ متوفرة فلقد استحكم فيها الظلم واستبدّ بها حكّام الجور وهو (سلام الله عليه) لم يَكُ يستطيع دنيوياً التعويل على أتباعه ومحبيه لأنهم تحت ظلم وخوف شديدين كما هو واضح للمتتبع.

الثاني: إن بقاءه –كما قلنا آنفاً- مخالف لإستحقاق البشرية، وبتعبير آخر: إن البشرية غير مؤهلة لذلك وغير مستعدة للرضوخ له ولأوامره ونواهيه (انتهى).

فلذا كان الحل الوحيد هو تأجيل ظهوره وتصدّيه للإصلاح إلى إشعار آخر.. نحن وإياهم بانتظاره.

لكننا قد نصطدم بإشكال آخر مشهوري: وهو: ما الضير من قتـ .له، فالله قادر على أن يأتي بمهدي آخر في أيّ وقت وزمان، فالله يقول للشيء كن فيكون؟

قلنا: أولاً: إن إيجاد مصلح جديد لا يضاهي مصلحاً مخضرماً يطّلع على كل شاردة وواردة وكل صغيرة وكبيرة.. وسيكون بالتالي ملماً بكل التفاصيل.

ثانياً: إن هناك ثوابت لا يمكن التنازل عنها حتى من أجل الأطروحة العادلة، وهي كون (المعصومين) أربعة عشر لا غير.. أكرر: فقط لا غير.

إذن: إيجاد معصوم خامس عشر وإن كان ضمن القدرة الإلهية إلّا إنه من الثوابت التي أراد الله تعالى إبقاءها.

ثالثاً: إنه (سلام الله عليه)، قد وُعِد من الله سبحانه وتعالى بأن يكون هو المهدي.. والله لا يخلف الميعاد، فقد اُقّتت الرسل والأولياء والله يريد أن يمنّ على الذين (استضعفوا) في الأرض ويجعلهم (أئمة) ويجعلهم الوارثين.

رابعاً: إن الإمام المهدي ثمرة ثلاثة عشر معصوم سبقوه، وهذا أكيداً لا ينطبق على البديل الذي تدّعونه في قولكم.. فقد ورث من آبائه وأجداده كمّاً هائلاً وعظيماً لا يمكن لأحد الإلمام به من دونهم (سلام الله عليهم أجمعين).

خامساً: قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز: (وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ۝ قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ۝ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ).

فحسب فهمي أن كون الإمام محمد بن الحسن روحي له الفدى هو المهدي إنما هو اُسس الخلق ومن أصل ميثاق الخلق الذي توافق عليه حتى ملائكة الله قبل خلق الخلق، فما (الأسماء) المذكورة في الآيات القرآنية تلك إلا أسماء الأربعة عشر صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

بل ولعلّه سلام الله عليه.. أعني الإمام المهدي هو المقصود في قوله تعالى ولو كأطروحة: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۝ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۝ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ).

فإن الخليفة هو المهدي والمصلح.. وإن وقع الشك فيه فقد أجاب الله سبحانه وتعالى: (أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ).

وكل هذه الأمور التكوينية لمبدأ الخَلق هي ثوابت إلهية لا يمكن التنازل عنها بطبيعة الحال.. ومعه، أي ومع كل هذا التخطيط الأزلي –إن جاز التعبير- وكل هذه الحقب الزمانية التي هي مقدمة للوصول إلى الأطروحة الكاملة والعادلة ألا يكون أمر خفائه عن الأنظار وطول عمره (سلام الله عليه) أمراً بسيطاً أمام قدرة الله وأمام تخطيطه للوصول إلى الهدف.

فكلما عظُم الهدف تصاغرت أمامه التضحيات والمعجزات التي قد يراها البعض خارجة عن قدرة الله تعالى والعياذ بالله لا لكونهم لا يؤمنون بقدرته فحسب بل لكونهم لا يفقهون ولا يعون ما أهمية وجود مصلح آخر الزمان ومهدي الأمم وصاحب الزمان.. فلقد أعْمّت الدنيا بصائر الأغلب، فهم لا يريدون إصلاحاً بل يريدون علواً واستکباراً في الأرض، وإذا ظهر سلام الله عليه سيقولون له عد من حيث أتيت!

لكنهم أصغر وأضعف من أن يوقفوا عَجَل اليوم الموعود مهما تأجّل أو تأخر.. فلابد للّيل أن ينجلي ولابد للشمس أن تشرق.

شمس المهدي وإن غيّبها السحاب إلا إن فيوضاته لا زالت تفيض على البشرية جمعاء من حيث يعلمون أو لا يعلمون.. والعاقبة للمتقين.

ثم إني قد ترددت كثيراً في طباعة ونشر هذا الكتاب، من حيث إن السيد الوالد (قدس سره) لم يطبعه في حياته لسبب ما من هنا أو هناك.

إلا إنه بعد التفكير والمداولة تقرر طبعه ونشره من أجل الفائدة المتوخّاة من الإطلاع عليه وقراءة سطوره العظيمة والتي يستدل بها السيد الوالد (قدس سره) بطرق كثيرة على طول عمر الإمام المهدي (عجّل الله فرجه الشريف) وفقا للمذهب الإمامي.

وقد طرح السيد الوالد (قدس سره) أدلة علمية وفقهية وتاريخية عديدة لإثبات ذلك وعلى القارئ اللبيب فهم ما بين السطور ليكون المطلب في ذهنه واضحاً وجلياً .

ثم إن ما دعاني إلى طباعته ونشره بعد استشهاده هو عدم إمكان تصحيحه من قبله رضوان الله تعالى عليه.. لذلك فهذا الكتاب الذي بين يديك عزيزي القارئ أمانة يجب التدقيق في قراءته وعدم الإسراع به أو أخذه بصورة ساذجة.

وعموماً فإن الهدف من وجود الإمام المهدي أعلى وأسمى الأهداف ومعه ستذلل كل الصعاب من قبل الله تعالى من أجل إطالة عمره وبقاءه بشتى الطرق والأسباب العلمية والدنيوية والأخروية أو حتى الإعجازية إن وصل إليها الأمر.. ولذلك قد ذكر السيد الوالد قدس سره في مطاوي هذا الكتاب القيّم قاعدة اللطف وأشباهها ولذلك أسباب أهمها هداية المجتمع وجمعه على الحق وإبعاده عن الباطل أو كما يقول السيد الوالد قدس سره في باقي أجزاء هذا الكتاب من لا بُدّية حدوث الوعد الإلهي في تحقق اليوم الموعود ودولة العدل الإلهي فإن وعد الله غير مكذوب فقوله للشيء كن فيكون فتعالى الله عمّا يشركون علواً كبيراً.

فنسأل الله أن يضفي هذا الكتاب على المجتمع بالخير والبركة وأن يحشرنا مع محمد الصدر وأجداده إنه ولي كل نعمة.

ابنك الأصغر

مقتدى الصدر

۱۷شهر رمضان المبارك ١٤٤٢

٢٩ / ٤ / ٢٠٢١

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »

التعديل الأخير تم بواسطة خادم البضعة ; 09-08-2021 الساعة 11:07 PM
خادم البضعة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-08-2021, 02:25 PM   #2

 
الصورة الرمزية الاستاذ

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 13,370

افتراضي رد: مقدمة الجزء الخامس من موسوعة الإمام المهدي عليه السلام بقلم سماحة السيد مقتدى الصدر (اعزه الله)

احسنتم النشر

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم والعن عدوهم
الاستاذ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 08:15 AM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2025