![]() |
![]() |
![]() |
|
منبر تفسير القرآن ألكريم وبحوثه مخصص لمواضيع التفسير والبحوث القرآنية |
|
![]() |
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
|
![]()
ملخص القصة كان الوليد بن المغيرة المخزومي من عتاة قريش وصناديدهم واكثرهم اموالا واولادا وفي ذات يوم سمع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقرأ اياً من القرآن الكريم فقال ما هذا من كلام الانس ولا من كلام الجن والله ان له لحلاوة وان عليه لطلاوة وان اعلاه لمثمر وان اسفله لمغدق وانه يعلوا ولا يعلى عليه فخافت قريش ان ينتشر قول الوليد فيؤمن الناس بمحمد صلى الله عليه واله وسلم فالحوا على الوليد ان ينال من مقام الرسول فأجابهم وماذا أقول عنه ؟ هل أقول مجنون ؟ ومن يصدق ؟ أم أقول كاهن وما تكهن قط أم أقول شاعر وما نطق بالشعر أم كاذب وما جرب عليه أحدا من الكذب ... ثم فكر ملياً فلاح له أن يصف الرسول بالساحر وأنه أخذ القرآن عن الكهنة والسحرة ( تفسير الكاشف ص459 ) تتحدث هذه الآيات الكريمة عن الوليد بن المغيرة وهو كان رجلا ثري مغرور يرى في نفسه أنه ذو شيء ووصل في حد الغرور حتى وصف الرسول الكريم بالساحر ونحن لا نريد نقل تفسير هذه الآيات الشريفة بل لأخذ العبرة منها : اولا – الغرور لدى هذا الرجل بسبب القوم الذين رافقوه والوضع المادي الذي يعيشه وكونه شيخا كبيرا في صفوف قريش فأرادوا منه بعد ان سمعوا منه وصفا حسنا لرسول الله وبما انهم يعلمون ان لهذا الرجل كلاما مسموعا في قريش فأرادوا منه أن ينطق بغير ذلك حتى صدر منه الوصف القبيح بحق خير البشر رسول الله صلى الله عليه وآله ... وهذا من تداعيات الغرور من الجاه والمال والسمعة وما له من تأثير على سلوك الانسان فكانت كلمته مسموعه عند اتباعه من قريش فأخذوا ينعتوا الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله بالساحر ..... فكيف بنا ونحن اليوم نعيش وسط أناس أصابهم الغرور والتفاخر في أنفسهم ويحسبون أنفسهم من أصحاب المراكز الدينية أو السياسية أو الأجتماعية وغيرها من المراكز وممن لهم باع طويل في محاربة أعداء الاسلام من المحتل وأذنابه فاذا كان المغيرة قد تجاوز على النبي محمد صلى الله عليه وآله في زمنه فنجد اليوم ان الكثير ممن يتصف بصفة الوليد وغيره ممن أساءوا كثيرا لرسول الله وهاهم يسيئون للقيادات الالهية التي تسير على نهج الرسول الاعظم والتي تريد أخراج الناس من الظلمات الى النور ثانياً – وجعلت له مالا ممدودا وهنا لابد أن نعلم يقينا أن المصدر الاول الواهب للاموال هو الله تعالى كما في الآية ( وجعلت ) فالاموال الكثيرة التي كان يمتلكها الوليد بن المغيرة دفعت الكثير من السذج لأتباعه وسماع قوله وما يصدر عنه وهنا لابد ان نعلم ان النعم التي يمن الله بها على البشرية تحتاج الى الشكر والتواضع وكثرة الطاعة لله تعالى بأعتبارها وسيلة لقضاء الحاجة وليست هي الغاية الحقيقية للفرد المؤمن الساعي لرضا الله بل وعلى العكس فبالمال يستطيع الفرد ان ينال رفيع الدرجات ان بذله لمستحقيه وكرسه لقضاء حوائج اخوانه المؤمنين وهذا متحقق وان كان بنسبة ضئيلة .... ويجب ان لاتكون سببا للغرور والتكبر على الآخرين وشراء ذممهم التي يمكن من خلالها التعرض لشخص القيادات الالهية كما اننا يجب ان نعلم يقينا ان نعم الله غير محدودة بالمال والجاه والاولاد وكما قال تعالى ({وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ }إبراهيم34 بل ان هناك نعم يمن بها الله اهم من ذلك بكثير وهي الافضل الا وهي نعمة اتباع طريق الحق ومعرفته والسير تحت راية الحق ففي ذلك يجمع الفرد خير الدنيا والآخرة .... والعطاء الالهي ايضا غير محدود بفئة دون أخرى ولا منتهى له بحيث ان الفرد يبقى محتاجا الى العطاء والمد الالهي الذي يمكن من خلاله الثبات ونيل المزيد من النعم فلا أحد منا يأمن المكر والاختبار الالهي في كل لحظة وان كنا نريد النجاة من هذه الاختبارات فعلينا الثبات وتطبيق الاوامر الالهية الصادرة من القيادة الحقة ومن يمثلها خير تمثيل ... وأعني بخير تمثيل أن يرى الفرد الاعمال والتوجيهات المطابقة لأوامر القيادة نفسها فهناك الكثير وللاسف ممن ينتمي للقيادة الحقة الا انه يسير بخط مختلف تماما عما يريده القائد منا وهنا يجب الفحص عن المبلغ الحقيقي الذي يريد لنا التكامل عمن سواه (( ممن يدعوا لنفسه ومخططاته التي يشعر بها كونه من المحسوبين أو من المقربين )) ومن الاحاديث الشريفة التي أحببت ان انقلها لكم في هذا الصدد ما ورد عن مولانا أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام : غرور الأمل يفسد العمل (( الأخلاق والآداب الاسلامية ص225 )) وقوله عليه السلام : من أغتر بنفسه أسلمته الى المعاطب (( الأخلاق والآداب الاسلامية ص225 )) اذا في كل شيء غرور وهذا ما قرأناه في قول أمير المؤمنين فأحذر من كيد الشيطان وأفعاله فلا تقول بأني قادر على محاربة الشيطان ومعرفة أسراره وأني بلغت من التكامل شيئا ... بل علينا أن نأمن مكره بالالتزام والعمل الحثيث والطاعة ومحاربة النفس الامارة بالسوء والدعاء ليل نهار بالثبات والقول ( اللهم خلصنا من كل خصلة لا تحبها ولا ترضاها وأجعلنا ممن يتبعون الحق وأهله ومن المطيعين والمضحين لقائدهم لما تحب وترضى يا ربنا والحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد وآله الطيبين الطاهرين
|
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
![]() |