في رحاب البلاغة :تعريف المجاز ,المجاز المرسل,وعلاقاته

المجاز
...........
لغة: المجاز (مجوز) على وزن (مفعل) إسم مكان مشتق من الفعل الثلاثي (جاز_يجوز) من الباب الأول (فتح ضم)
وقد تحركت الواو بالفتح فانقلبت (ألفاً) فصارت (مجاز)
ناحية الدلالة المعجمية :
يذكر الخليل بن أحمد الفراهيدي في معجمه (العين)
دلالتين:
الدلالة الاولى:من قولهم(جاز الطريق ,يجوزه جوزاً ومجازاً إذا قطعه,أي بمعنى القطع .
الدلالة الثانية:مأخوذ من الرخصة ,فالمجاز بمعنى الرخصة
ينقسم المجاز في الاصطلاح الى قسمين هما : المعنى اللغوي والمعنى العقلي,فالعقلي واحد حاصل بالتركيب ويعرف بالعقل,أما اللغوي ففيه قسمان هما : الإستعارة والمرسل.
فالمجاز بصورة عامة في الاصطلاح هو استعمال اللفظ في غير ما وضع له لعلاقةَ أو مشابهة مع وجود قرينة مانعة من ارادة المعنى الاول المتجوز به
والقرينة إما ان تكون لفظية(أي مذكورة في الكلام)
أو أن تكون حالية (أي غير مذكورة في الكلام)
وهذه تعرف وتدرك بالعقل.
وإن كل لفظ في اللغة له دلالة حقيقية ,مثل : كلمة (القلم) تدل على آلة الكتابة ,وإذا استعملنا (القلم) للدلالة على اللسان ,فالدلالة المشابهة بينهما أنهما الاثنان يستعملان للتعبير عن الافكار.

المجاز
اللغوي وينقسم الى:
1_ مرسل
2_الاستعارة
المجاز اللغوي المرسل:وهو استعمال اللفظ في غير ما وضع له لعلاقة غير المشابهة
مع وجود قرينة صارفة عن ارادة المعنى الاول(الحقيقي)
س/لماذا سمي هذا النوع من المجاز بالمرسل؟
ج/المرسل هو المطلق ,ولذلك سمي هذا المجاز مرسلاً,لكثرة علاقاته فهي تربو على اثنتي عشرة علاقة.

علاقات المجاز المرسل
.....................
1-العلاقة السببية:وهي علاقة من علاقات المجاز المرسل مفادها استعمال اللفظ المنقول بوصفه سبباً ومؤثراً للمعنى المنقول اليه مع وجود قرينة صارفة عن ارادة المعنى الاول للفظ المتجوز عليه.
ومثال هذه العلاقة: قول العرب ((رعينا غيثاً))
فالغيث معناه الحقيقي الاول هو((المطر النافع)) واستعمل بمعنى النباتات التي تركتها الحيوانات وهي المعنى المجازي الثاني.
فالغيث هو السبب والمؤثر ,والنباتات هي المسبب عنه ونتيجة للمؤثر ,فالسبب يجوز ان يكون محل لمسبب عنه والمؤثر يجوز ان يحل محله النتيجة
أذن فالعلاقة السببية هي اطلاق اللفظ بوصفه سبب للدلالة على ما سيتسبب عنه.
2- العلاقة المسببيىة:وهي علاقة من علاقات المجاز المرسل مفادها أن يكون اللفظ المنقول نتيجة ومسسباً عن المعنى المنقول إاليه.
وذلك مثل كلمة رزق تستعمل _مجازاً_للدلالة على المطر
ومثاله قوله تعالى
( وَيُنـزلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا )
استعمل لفظ (رزقاً) مجازاً للدلالة على المطر

مسبب ونتيجة (الرزق)........(المطر) سبب ومؤثر
3-العلاقة الحالية :وهي علاقة من علاقات المجاز المرسل مفادها إطلاق لفظة (الحال) وهو صاحب المكان وأرادة (المحل) وهو المكان.
ومثالها قوله تعالى :
﴿إِنَّ الاَْبْرَارَ لَفِى نَعِيم (13) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِى جحِيم (14)
اطلق لفظ النعيم الذي هو الحال واراد الجنة التي هي المحل

اطلق لفظ الجحيم الذي هو (حال) واراد النار التي هي (المحل)
4-العلاقة المحلية: وهي علاقة من علاقات المجاز المرسل مفادها اطلاق لفظة (المحل) وهو المكان وإرادة (الحال) وهو صاحب المكان.
ومثالها قوله تعالى ((فليدع ناديه))
المكان هو النادي
وهو الذي ينادي فيه الواحد على الثاني
اطلق لفظة النادي وهو (المحل) أي المكان وأراد به صاحب المكان أي (الحال) وهم أهله وعشيرته المجتمعين في النادي
5-العلاقة الكلية: وهي علاقة من علاقات المجاز المرسل مفادها اطلاق لفظة ((الكل)) وإرادة (الجزء) على سبيل المجاز المرسل
مثالها قوله تعالى
((أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ(19)
(أصابعهم) أطلق لفظة الكل(الاصابع) وأراد جزءها ((الأنامل)) على سبيل المجاز المرسل.
العلاقة الجزئية: هي علاقة من علاقات المجاز المرسل مفادها إطلاق لفظة ((الجزء)) وإرادة ((الكل)) على سبيل المجاز المرسل
مثالها قوله تعالى
((فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ))
إطلاق لفظة الجزء (الرقبة)
وإرادة الكل ((العبد المملوك))
وقو المتنبي:
كم بعثنا الجيش جرا
راً وأرسلنا العيونا
أطلق الجزء((العين)) وأراد الكل ((الجاسوس)) على سبيل المجاز المرسل
7-بإعتبار ما كان: وهي علاقة من علاقات المجاز المرسل مفادها إطلاق لفظة تدل على ما كان عليه الشيء في الماضي وإرادة ما يكون في وقت الكلام.
مثالها قوله تعالى ((وآتو اليتامى أموالهم))
بإعتبار الحال الاولى وهو كونهم (دون سن البلوغ)
وإرادة البالغين وذلك من باب التحنين والترقيق
8- بإعتبار ما يكون عليه الحال في المستقبل:
وهي علاقة من علاقات المجاز المرسل مفادها إطلاق لفظة ((تدل على ما يكون عليه الشيء في المستقبل)) وإرادة ما يكون عليه الحال في وقت الكلام.
مثالها قوله تعالى
((أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا))
قصد هنا بالخمر العنب وفي المستقبل سيصبح هذا العنب خمراً
وقول تعالى ((ولا يلدوا إلا فاجراً كفاراً))
فاجراً كفاراً: ما سيكون عليه الحال في المستقبل
فإن الانسان يولد على فطرة الاسلام
9- العموم:وهي علاقة من علاقات المجاز المرسل مفادها استعمال لفظ يدل على (العموم) ويراد منه الخصوص, مثالها
قوله تعالى

((والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا))
((والشعراء)) الأصل فيهم أنهم يغوون الكل وهو يفيد العموم عند الاصوليين لأنه معرف ب(أل) , ولكن اراد الجزء مخصوص منهم بقرينة الاستثناء (إلا)
10- الخصوص : وهي علاقة من علاقات المجاز المرسل مفادها استعمال لفظ يدل على (الخصوص) ويراد منه (العموم) ,ومثالها
قوله تعالى

((هم العدو فأحذرهم) المنافقون
العدو :لفظ خاص يفيد المفرد وأراد به الأعداء وهم العموم

سنكمل ان شاء الله في مناسبات اخرى
هذا والحمد لله رب العالمين
المصدر: محاظرات في البلاغة

احسنت اخي الغالي على الموضوع القيم

جزيتم خيرا على الموضوع

شكرا أخي التائب على الموضوع والمعلومات المفيدة
موفق للمزيد من اﻻبداع

موفق اخي للمزيد من العطاء المتجدد