العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > القسم الإسلامي العام > منبر علي ولي الله

منبر علي ولي الله المواضيع التي تخص امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع)

 
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 14-08-2011, 05:52 PM   #1

 
الصورة الرمزية الاخوة

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 20
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : عاصمة دولة العدل الالهي
االمشاركات : 2,667

مقال نقض بيعة الغدير

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل الحمد مفتاحاً لذكره,وسبباً للمزيد من فضلهِ ودليلاً على آلائه وعظمتهِ,وصلوات الله على محمد الذي إبتعثهُ بالنور المضيء والبرهان الجلي والمنهاج البادي والكتاب الهادي, أُسرتهُ خير أسره وشجرتهُ خيرُ شجرة,أغصانها معتدلة وثمارها متهدلة وسلام الله على أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم الذين هم عيش العلم وموت الجهل هم دعائم الإسلام وولائج الاعتصام بهم عاد الحق إلى نصابه وانزاحَ الباطلُ عن مقامه وعجّل اللهم فرجهم والعن عدوهم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لعلَّ الذي يدقق في تاريخ الإسلام يرى الكثير من الأحداث التي تحتاج إلى التأمل ويرى الكثير من التساؤلات التي تحتاج إلى الإجابة .وهذا تساؤل كثيراً ما شغل تفكيري وأخذ حيزاً من وقتي , أود الإجابة عليه بما يمليه عليَّ فهمي القاصر عسى أن أوفق لرضا الله ورسوله والمعصومين عليهم السلام .
والسؤال هو :

لماذا أحجم اغلب المسلمين الذين شهدوا بيعة الغدير عن الوفاء بالبيعة وولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بالرغم من وجود مائة ألف أو يزيدون في غدير خم ممن سمعوا ورؤوا رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يبلّغ بولاية عليٌ عليه السلام بالقول والفعل وأمرهم بالسلام عليه بإمرة المؤمنين وما هي أسباب جحودهم البيعة وانخراطهم تحت بيعة السقيفة ؟ وهل أنهم جحدوا بها جهلاً أم خوفاً أم طمعاً أم اجتهاداً أم نفاقاً وكفراً ؟؟
وللإجابة على هذا السؤال لا بأس أن تكون الإجابة بعدة أطروحات:
الأطروحة الأولى
إن فهم المسلمين لبيعة الغدير لم يكن بالمستوى المطلوب مما جعلهم يجهلون الغاية الحقيقية التي أرادها الله تعالى ورسوله منها وهي استخلاف أمير المؤمنين عليه السلام لله ورسوله في أمور الدين والدنيا وان المقصود بالولاية هي الولاية بكل أقسامها التكوينية والتشريعية...
وهذه الأطروحة قابلة للنقاش من ثلاث جهات:
الجهة الأولى:-
إن العرب آنذاك كانوا يمتازون بالفصاحة والبلاغة والفهم الواعي لمفردات اللغة العربية وقد نزل القرآن الكريم بلغتهم التي يفهمونها وقد ورد إن معجزة القرآن فصاحتهُ وبلاغتهُ فكيف نقبل جهلهم بمضمون البيعة وعدم فهمهم لمطالبها.
الجهة الثانية:-
إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد بذل ما بوسعه لإتمام الحجة وإيصال المطلوب قولاًُ وفعلاً وقد أمر الحاضرين بإبلاغ الغائبين حتى كمل الدين وتمّت النعمة بقوله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً) ولكنهم جحدوا بها واستيقنتها أنفسهم.
الجهة الثالثة:-
إن وصف الناقضين للبيعة بالجهل يعني أنهم معذورين في حالة كونهم قاصرين وغير معذورين في حالة كونهم مقصرين إلا أن رسول الله صلى الله عليه وآله قد بذل ما بوسعه لإتمام الحجة كما أسلفنا فلا يبقى عذرٌ لقاصرٍ أو مقصّر لان هذا يعد خللاً في إمكانية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في إقامة الحجة البالغة الدامغة إلا أن الله عز وجل أوضح حالهم بانقلابهم على أعقابهم بقولهِ: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً...) والانقلاب على الأعقاب يأتي بعد معرفة الحقيقة والطريق المستقيم .


الأطروحة الثانية
إن الذين شهدوا بيعة الغدير كانوا من قبائل بعيدة عن المدينة المنورة التي أبرمت فيها سقيفة بني ساعدة مما لم يتح الفرصة لهم لإبداء ما في نفوسهم تجاه ولاية أمير المؤمنين عليهُ السلام وقد فات الوقت وأُقصي أمير المؤمنين عن السلطة.
ونناقش هذهِ الأطروحة من جهتين:
الجهة الأولى:-
وجود عدد كبير ممن شهدوا بيعة الغدير في مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من المهاجرين والأنصار إلا أنهم لم يفرغوا ذمتهم تجاه أمير المؤمنين عليه السلام لإظهارهم الإيمان وإبطانهم الكفر.
الجهة الثانية:-
وصول أخبار السقيفة إلى القبائل البعيدة وطلب البيعة منهم وقد توافدوا للبيعة التي هي نقض لبيعة الغدير ولذات السبب وهو النفاق.
الأطروحة الثالثة
خوف اغلب الذين شهدوا بيعة الغدير من القسوة التي مارسها الشيخين ضد الذين رفضوا مبايعتهم ووصفوهم بالمرتدين حيث اتّسعت حركة الردة عن الإسلام التي كان من أعظم أسبابها عند بعض القبائل العربية انحراف المسلمين عن المخطط الذي وضعه رسول الله صلى الله عليه وآله في غدير خم وغيرهُ من المواقف فيما يعود إلى الخلافة كما يبدو ذلك من مواقف بعض القبائل التي وصفوها بالارتداد وجاءَ في تاريخ الطبري إن جماعة ممن وصفوهم بالارتداد وهم من عشائر أسد وفزارة قالوا والله لا نبايع أبا الفضيل أبداً يعنون أبا بكر مما يؤكد بأن الكثير ممن أسموهم بالمرتدين لم يتراجعوا عن الإسلام بل رفضوا خلافة أبي بكر وأنكروا هذا التحول السريع الذي ظهرَ منهُم بمجرد أن غابَ رسول الله صلى الله عليه وآله عن هذهِ الدنيا وإنّ القلة الذين بقوا إلى جانب علي عليه السلام كانوا يحتجون بكل ما يملكون من جرأة وبيان ولم ترهبهم درّة عمر بن الخطاب ولم تسيطر عليهم الغوغاء بل وقفوا إلى جانب علي عليه السلام بحزمٍ وصلابة. فيكون احتمال الخوف مردوداً لأن اغلب العرب كانوا ينتمون إلى قبائل كبيرة تستطيع حمايتهم حتى من يد السلطة وخصوصاً إن السلطة في بداية غصبها للخلافة كانت ضعيفة وهذا حال كل سلطة في بدايتها إضافة إلى أن العرب كانوا يمتازون بالشجاعة وعدم السكوت على الذل وإذا كان منهم من جبن فهذا لا يعني أنهم قد جبنوا كلهم .
الأطروحة الرابعة
إن اغلب الذين حضروا بيعة الغدير من السذج الذين يمكن خداعهم بسهولة من قِبَلْ الذين كانوا يَعدون أنفسهم من المقربين لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن المسلمين الأوائل مما أتاح لهم الفرصة بان يجتهدوا مقابل النص نحو (النبوة والإمامة لا يجتمعان في بيتٍ واحد )و(إن الخلافة شورى وليست تنصيباً إلهيا )مما يوحي إن التخطيط لإقصاء علي عليه السلام لم يكن وليد ساعته.
وهذا مردود أيضا كون الكثير من المهاجرين والأنصار الذين شهدوا الغدير هم أيضا من المسلمين الأوائل وممن سمعوا الحقائق من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن قرب دون توسط الناقل إذن مالهم كيف يحكمون.
الأطروحة الخامسة
إن من جملة الأسباب التي منعت قريشاً من اختيار علي عليه السلام للخلافة البغض والحسد لأمير المؤمنين عليه السلام لأنه برز في حروب النبي صلى الله عليه وآله لقريش وقتل عدداً كبيراً من جُلّة بيوتهم وفي الوقت ذاتهُ لم تكن نفوسهم قد طهرت وخلصت من العصبيات التي كانت تثير التنافس الحاد بين بيوتاتها وبين بني هاشم وزادهم حقداً عليهِ. إنهم لا يملكون الثأر منهُ لقتلاهم الكفار ولقد علم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام هذا من قريش عندما يئِس من مودتها وأُبتُليَ بالصريح والدخيل من كيدها ٍ فقالمالي ولقريش أما والله لقد قتلتهُم كافرين ولأقتُلنهم مفتونين والله لأبقرن بطن الباطل حتى يخرج الحق من خاصرته فقل لقريش فلتضجّ ضجيجها ) هذا من جهة ومناقبهُ وفضائلهُ التي ملأت الخافقين من جهةٍ أخرى وان صفتي البغض والحسد من لوازم النفاق .
الأطروحة السادسة
طمع ذوي النفوذ بالسلطة من جهة وخوفهم من استتباب الأمر لأمير المؤمنين عليه السلام الأمر الذي يؤدي إلى مساواتهم بغيرهم لما لمسوه من عدالته عليه السلام . إلا أن هذه الشريحة ليست كبيرة في المجتمع آنذاك.
الأطروحة السابعة
إدعاء الكثيرين بأن أمير المؤمنين عليه السلام لا يصلح لسياسة الرعية كونهُ صغير السن وقاسي القلب لاشتراكهُ في اغلب الحروب التي خاضها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفتكهِ بالكافرين وهذا الادعاء مردود لعلم العدو قبل الصديق بورع وكياسة وعلم وعدل وإيمان علي عليهُ السلام بالرغم من صغر سنّه.
الأطروحة الثامنة
تسافل المجتمع وضعف إيمانه وعدم وجود الفهم الصحيح للعصمة وإبطانهُ الكفر وإظهاره الإيمان أدى إلى الإخفاق في هذا التمحيص والإحجام عن الوفاء بالبيعة لعلي عليه السلام وعدم الفوز بالولاية .


الأطروحة التاسعة
عدم استحقاق المجتمع لأمير المؤمنين عليه السلام وكما ورد عن المعصومين عليهم السلام كيف ما تكونوا يولّ عليكم ) إضافة إلى توافق الحدث مع التخطيط الإلهي الذي لابد منه.

والحمدُ لله ربِ العالمين والصلاة والسلام على خير خلقهِ محمدٍ وآلهِ الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم والعن عدوهم
المصادر
1_ سيرة الأئمة الاثنى عشر لهاشم معروف الحسني ج1 (ص259- ص273)
2_ كتاب أهل البيت لتوفيق أبي علم ص224
3_ حياة الإمام الحسن (ع) لباقر شريف القرشي ج1 ص265
4_ تاريخ الطبري ج3 ص229

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
الاخوة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 10:04 PM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2025