![]() |
![]() |
![]() |
|
منبر التربية الروحية للمواضيع التي تنمي التربية الحقة في السير الى الله تعالى |
![]() ![]() |
|
![]() |
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
|
![]()
و المراد بالآثار الدالة على الخيرية هي كل فعل ليس في ذاته برا و خيرا، و انما يستدل به على الخيرية. و هي اما متعلقة بالبدن، كاظهار النحول و الصفار ليستدل بهما على قلة الاكل او الصوم و سهر الليل، و يوهم بذلك شدة الاجتهاد و عظم الحزن على امر الدين و غلبة الخوف من الله و من اهوال الآخرة، و كخفض الصوت ليستدل به على ان وقار الشرع قد خفض صوته. . . و قس عليها غيرها من الامور المتعلقة بالبدن، الدالة على الخيرية قصدا الى تحصيل المنزلة في قلوب الناس، و كل ذلك يضر بالدين و ينافي الورع و اليقين، و لذا قال عيسى-عليه السلام-: «اذا صام احدكم، فليدهن راسه، و يرجل شعره، و يكحل عينيه» ، خوفا من نزع الشيطان بالرياء. ثم هذه مراآة اهل الدين بالبدن، و اما اهل الدنيا فيراؤن في البدن باظهار السمن و صفاء اللون و نظافة البدن و حسن الوجه و امثال ذلك. او متعلقة بالزى و الهيئة كحلق الشارب و اطراق الراس في المشي، و الهدوء في الحركة، و ابقاء اثر السجود في الجبهة، و لبس الصوف او الثوب الخشن او الابيض و تعظيم العمامة و لبس الطيلسان و الدراعة، و امثال ذلك مما يدل على العلم و التقوى او الانخلاع عن الدنيا. و المراؤن من اهل الدين بالزى و اللباس على طبقات: منهم من يرى طلب المنزلة بالثياب الخشة، و منهم من يرى بالثياب الفاخرة، و منهم من يرى بالوسخة، و منهم من يراه بالنظيفة، و للناس فيما يعشقون مذاهب و اما اهل الدنيا فلا ريب في انهم يراؤن في اللباس بلبس الثياب النفيسة و ركوب المراكب الرفيعة و امثال ذلك. او متعلقة بالقول و الحركات كاظهار الغضب و الاسف على المنكرات و مقارفة الناس للمعاصي، ليستدل بها على حمايته للدين و شدة اهتمامه على الامر بالمعروف و النهي عن المنكر، مع ان قلبه لم يكن متاثرا عن ذلك، و كارخاء الجفون و تنكيس الراس عند الكلام و اظهار الهدوء و السكون في المشي، ليستدل بذلك على وقاره، و ربما اسرع المرائي في المشي الى حاجة فاذا اطلع عليه واحد رجع الى الوقار خوفا من ان ينسب الى عدم الوقار فاذا غاب الرجل عاد الى عجلته. او متعلقة بغير ذلك كمن يتكلف ان يكثر الزائرون له و الواردون عليه (لا) سيما من العلماء و العباد و الامراء ليقال ان اهل الدين و العظماء يتبركون بزيارته. فصل ذم الرياء الرياء من الكبائر الموبقة و المعاصي المهلكة و قد تعاضدت الآيات و الاخبار على ذمه، قال سبحانه: «فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذينهم يراؤن و يمنعون الماعون» (12) . و قال سبحانه: «فمنكان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا و لا يشرك بعبادةربه احدا» (13) . و قال سبحانه: «يراؤن الناس و لا يذكرونالله الا قليلا» (14) . و قال: «كالذي ينفق ماله رئاءالناس» (15) . و قال رسول الله-صلى الله عليه و آله-: «ان اخوف ما اخاف عليكم الشرك الاصغر» قالوا: و ما الشرك الاصغر؟ قال: «الرياء، يقول الله عز و جل يوم القيامة للمرائين اذا جازى العباد باعمالهم: اذهبوا الى الذين كنتم تراؤن لهم في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم الجزاء» . و قال -صلى الله عليه و آله-: «استعيذوا بالله من جب الحزن» قيل: و ما هو يا رسول الله؟ قال: «واد في جهنم اعد للقراء المرائين» . و قال -صلى الله عليه و آله-: «يقول الله تعالى: من عمل لي عملا اشرك فيه غيرى فهو له كله، و انا منه برىء، و انا اغنى الاغنياء عن الشرك» و قال-صلى الله عليه و آله-: «لا يقبل الله تعالى عملا فيه مثقال ذرة من رياء» . و قال-صلى الله عليه و آله-: «ان ادنى الرياء الشرك» و قال-صلى الله عليه و آله-: «ان المرائى ينادى عليه يوم القيامة يا فاجر يا غادر يا مرائي ضل عملك و حبط اجرك اذهب فخذ اجرك ممن كنت تعمل له» . و كان-صلى الله عليه و آله-يبكي، فقيل له: ما يبكيك؟ قال «اني تخوفت على امتي الشرك اما انهم لا يعبدون صنما و لا شمسا و لا قمرا و لا حجرا و لكنهم يراؤن باعمالهم» . و قال-صلى الله عليه و آله-: «سياتي على الناس زمان تخبث فيه سرائرهم و تحسن فيه علانيتهم طمعا في الدنيا لا يريدون به ما عند ربهم، يكون دينهم رياء لا يخالطهم خوف يعمهم الله بعقاب فيدعونه دعاء الغريق فلا يستجيب لهم» و قال: «ان الملك ليصعد بعمل العبد مبتهجا به فاذا صعد بحسناته يقول الله عز و جل: اجعلوها في سجين انه ليس اياى اراد به» (16) و قال-صلى الله عليه و آله-: «ان الحفظة تصعد بعمل العبد الى السماء السابعة من صوم و صلاة. و تفقه و اجتهاد و ورع، لها دوي كدوي الرعد وضوء كضوء الشمس معه ثلاثة آلاف ملك، فيجاوزون به الى السماء السابعة، فيقول لهم الملك الموكل بها قفوا و اضربوا بهذا العمل وجه صاحبه اضربوا به جوارحه، اقفلوا به على قلبه، اني احجب عن ربى كل عمل لم يرد به وجه ربي، انه اراد بعمله غير الله، انه اراد رفعة عند الفقهاء و ذكرا عند العلماء وصيتا في المدائن، امرني ان لا ادع عمله يجاوزني الى غيرى، و كل عمل لم يكن لله خالصا فهو رياء، و لا يقبل الله عمل المرائى، قال-صلى الله عليه و آله-: و تصعد الحفظة بعمل العبد من صلاة و زكاة و صيام و حج و عمرة و خلق حسن و صمت و ذكر الله تعالى و تشيعه ملائكة السماوات حتى يقطع الحجب كلها الى الله فيقفون به بين يديه و يشهدون له بالعمل الصالح المخلص لله، قال: فيقول الله تعالى لهم انتم الحفظة على عمل عبدى و انا الرقيب على نفسه، انه لم يردني بهذا العمل و اراد به غيرى فعليه لعنتي فتقول الملائكة كلهم عليه لعنتك و لعنتنا، و تقول السماوات كلها عليه لعنة الله و لعنتنا، و تلعنه السماوات السبع و من فيهن» . و قال امير المؤمنين-عليه السلام-: «اخشوا الله خشية ليستبتعذير (17) و اعملوا بغير رياء و لا سمعة فانه من عمل لغير الله و كله الله الى عمله يوم القيامة» و قال الباقر-عليه السلام-: «الابقاء على العمل اشد من العمل» قيل: و ما الا بقاء على العمل؟ قال: «يصل الرجل بصلة و ينفق نفقة لله وحده لا شريك له فكتب له سرا ثم يذكرها فتمحى فتكتب له علانية ثم يذكرها فتمحى فتكتب له رياء» . و قال الصادق-عليه السلام-: «قال الله تعالى انا خير شريك فمن عمل لي و لغيرى فهو لمن عمل له غيري» . و قال-عليه السلام-: «قال الله تعالى: انا اغنى الاغنياء عن الشريك فمن اشرك معى غيرى في عمل لم اقبله الا ما كان لي خالصا» و قال-عليه السلام-: «كل رياء شرك، انه من عمل للناس كان ثوابه على الناس، و من عمل لله كان ثوابه على الله» . و عن ابي عبد الله -عليه السلام-في قول الله عز و جل: «فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا و لا يشرك بعبادة ربه احدا» . قال: «الرجل يعمل شيئا من الثواب لا يطلب به وجه الله انما يطلب تزكية الناس، يشتهى ان يسمع به الناس فهذا الذى اشرك بعبادة ربه» ثم قال: «ما من عبد اسر خيرا فذهبت الايام ابدا حتى يظهر الله له خيرا، و ما من عبد يسر شرا فذهبت الايام حتى يظهر الله له شرا» . و قال-عليه السلام-: ما يصنع احدكم ان يظهر حسنا و يسر سيئا اليس يرجع الى نفسه فيعلم ان ذلك ليس كذلك و الله عز و جل يقول: «بل الانسان على نفسه بصيرة» . ان السريرة اذا صحت قويت العلانية. و قال -عليه السلام-: «من اراد الله بالقليل من عمله اظهر الله له اكثر مما اراده به و من اراده الناس بالكثير من عمله في تعب من بدنه و سهر من ليله ابى الله الا ان يقلله في عين من سمعه» . و قال-عليه السلام-لعباد البصرى: «ويلك يا عباد! اياك و الرياء فانه من عمل لغير الله و كله الله الى من عمل له» . و قال-عليه السلام-: «اجعلوا امركم هذا لله و لا تجعلوه للناس فانه ما كان لله فهو لله و ما كان للناس فهو لا يصعد الى الله» . و قال الرضا-عليه السلام-لمحمد بن عرفة: «ويحك يا بن عرفة اعملوا لغير رياء و لا سمعة فانه من عمل لغير الله وكله الله الى ما عمل ويحك ما عمل احد عملا الا اراده الله به ان خيرا فخيرا و ان شرا فشرا» (18) . و كفى للرياء ذما انه يوجب الاستحقار لله و جعله اهون من عباده الضعفاء الذين لا يقدرون نفعا و لا ضرا، اذ من قصد بعبادة الله عبدا من عبيده فلا ريب في ان ذلك لاجل ظنه بان هذا العبد اقدر على تحصيل اغراضه من الله و انه اولى بالتقرب اليه منه تعالى و اى استحقار بمالك الملوك اشد من ذلك. فصل اقسام الرياء الرياء اما في العبادات او في غيرها (و الاول) حرام مطلقا و صاحبه ممقوت عند الله و هو يبطل اصل العبادة و لان الاعمال بالنيات، و المرائى بالعبادة لم يقصد امتثال امر الله بل قصد ادراك مال او جاه او غرض آخر من الاغراض فلا يكون ممتثلا لامر الله خارجا عن عهدة التكليف، ثم مع بطلان عبادته و عدم خروجه عن عهدة التكليف يكون له اثم على حدة لاجل الرياء، كما دلت عليه الآيات و الاخبار، فيكون اسوا حالا ممن ترك العبادة راسا، كيف لا و المرائي بالعبادة جمع بين الاستهزاء بالله و التلبيس و المكر لانه خيل الى الناس انه مطيع لله من اهل الدين و ليس كذلك. و اما الرياء بغير العبادات، فقد يكون مذموما، و قد يكون مباحا، و قد يكون مستحبا، و قد يكون واجبا، اذ يجب على المؤمن صيانة عرضه و الا يفعل ما يعاب عليه، فلا يليق بذوى المروات ان يرتكبوا الامور الخسيسة بانفسهم عند مشاهدة الناس و ان جاز لهم ذلك في الخلوة، و من زين نفسه باللباس او غيره في اعين الناس حذرا من لومهم و استثقالهم او استقذارهم اياه كان ذلك مباحا له، اذ الحذر من الم الذم غير مذموم الا ان ذلك يختلف باختلاف الازمنة و البلاد و الاشخاص من العباد، فربما كان بعض اقسام الرياء بغير العبادات مذموما بالنظر الى وقت او شخص او بلد غير مذموم بالنظر الى آخر. روى: «ان رسول الله-صلى الله عليه و آله و سلم-اراد يوما ان يخرج على اصحابه، فكان ينظر في حب من الماء و يسوى عمامته و شعره، فقيل له: او تفعل ذلك يا رسول الله؟ فقال: نعم، ان الله تعالى يحب من العبد ان يتزين لاخوانه اذا خرج اليهم» . و قال امير المؤمنين-عليه السلام-: «يتزين احدكم لاخيه المسلم كما يتزين للغريب الذي يحب ان يراه في احسن الهيئة» ، و قال الصادق -عليه السلام-: «الثوب النقي يكبت العدو» . و روى: «انه -عليه السلام-نظر الى رجل من اهل المدينة قد اشترى لعياله شيئا و هو يحمله، فلما رآه الرجل استحى منه، فقال-عليه السلام-: اشتريته لعيالك و حملته اليهم، اما و الله لو لا اهل المدينة لا حببت ان اشتري لعيالى الشيء ثم احمله اليهم» (19) اراد-عليه السلام-لو لا مخافة ان يعيبوه على ذلك لفعل مثل فعله، الا انه لما كان في زمان يعاب عليه بمثله لم يجز له ان يرتكبه، و لما لم يكن ذلك مما يعاب عليه في زمن امير المؤمنين -عليه السلام-كان يرتكبه و كان ذلك منقبة له و تعليما. فظهر ان ارتكاب بعض الامور و عدم ارتكاب بعض الافعال قد يكون رياء محبوبا و قد يكون رياء مذموما. فصل تاثير الرياء على العبادة الرياء اما ان يكون مجردا عن قصد القربة و الثواب بحيث لو لاه و الفرد صاحبه لترك العمل و هو اشد درجات الرياء و اعظمها اثما، او يكون مع قصدهما فان كان قصدا ضعيفا مرجوحا بحيث لو كان خاليا عن قصد الرياء لم يبعثاه على العمل، و لو كان قصد الرياء خاليا عنهما بعثه عليه، كان قريبا من سابقه و ان كان مساويا لقصد الرياء بحيث لو كان كل واحد خاليا عن الآخر لم يبعثه على العمل، فالحق كونه مفسدا للعمل ايضا لظواهر الاخبار. و ان كان راجحا على قصد الرياء غالبا عليه بان يكون قصد الرياء و اطلاع الناس مرجحا و مقويا لنشاطه بحيث لو لم يكن لم يترك العمل، و لو كان قصد الرياء وحده لما اقدم على العمل، (فبعض العلماء) على انه لا يحبط اصل العمل و الثواب بل ينقص من الثواب او يعاقب صاحبه على مقدار قصد الرياء، و يثاب على مقدار قصد الثواب و (فيه نظر) اذ ظواهر الاخبار تفيد ابطاله اصل العمل و الثواب لصدق الرياء عليه و صدق المرائى على صاحبه، لقول امير المؤمنين-عليه السلام- «ثلاث علامات للمرائي: ينشط اذا راى الناس، و يكسل اذا كان وحده و يحب ان يحمد في كل اموره» و ما تقدم من الاخبار الدالة على ان كل عمل اشرك مع الله تعالى غيره كان الله منه بريئا و لم يقبله، صريح في المطلوب. و حملها على ما اذا تساوى القصد او كان قصد الرياء ارجح خلاف الظاهر. ثم الظاهر ان البطلان في هذه الصورة انما هو اذا رجع قصده الى حبه اطلاع الناس عليه لتقع منزلة له في قلوبهم، ليتوسل بها الى نيل غرض من الاغراض الدنيوية، و اما اذا كان سروره و قصده من اطلاع الناس لاحد المقاصد الصحيحة الآتية فلا باس به و لا يبطل العمل.
التعديل الأخير تم بواسطة أبو الفضل ; 05-02-2013 الساعة 09:10 PM |
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
|
![]()
شكراً لجهودك جزيتِ خيراً ان شاء الله
|
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
|
![]()
|
![]() |
![]() |
![]() |
#4 |
|
![]()
|
![]() |
![]() |
![]() |
#5 |
|
![]()
جزاك الله خيرا ونستجير بالله من الرياء وغيره من الادران والشوائب ونسأل الباري ان يوفقنا في ان نعبده مخلصين له الدين ولو كرهت انفسنا الاماره والخبيث ابليس وسواسه[/align]
|
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]() |
![]() |