قراءة في قول النبي صلى الله عليه وآله : ( شعبان شهري فرحم الله من أعانني على شهري )

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

ورد في كتاب مفاتيح الجنان للشيخ عباس القمي ما هذا نصه :

روى الشّيخ عن صفوان الجمّال قال : قال لي الصّادق (عليه السلام) حُثّ من في ناحيتك على صوم شعبان، فقلت : جعلت فداك ترى فيه شيئاً ، فقال : نعم انّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان اذا رأى هلال شعبان أمر منادياً ينادي في المدينة : يا أهل يثرب انّي رسول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)اليكم ألا انّ شعبان شهري فرحم الله من أعانني على شهري . ثمّ قال انّ أمير المؤمنين (عليه السلام) كان يقول : ما فاتني صوم شعبان منذ سمعت منادي رسول الله (عليه السلام) ينادي في شعبان، ولن يفوتني أيّام حياتي صوم شعبان ان شاء الله تعالى ، ثمّ كان (عليه السلام) يقول : صوم شهرين متتابعين توبة من الله .

وهنا يمكن ان يثار سؤالان أود طرحهما والاجابة عليهما بعد توفيق الله وتسديده :

الأول : ما هو شكل او اشكال الاعانة لرسول الله صلى الله عليه واله في هذا الشهر المبارك ؟

الثاني : ما هو التفسير المنطقي لتلك الاعانة او بتعبير اخر أليس في فعل الخير اعانة لأنفسنا للرقي في سلم التكامل، فما وجه الاعانة اذن لرسول الله صلى الله عليه واله؟

يمكن القول وكجواب على السؤال الاول :

1 – ان صوم هذا الشهر هو إعانة لرسول الله صلى الله عليه واله وهذا ما يتبادر الى الذهن من قول الامام علي سلام الله عليه – المار الذكر - : ما فاتني صوم شعبان منذ سمعت منادي رسول الله (عليه السلام) ينادي في شعبان ....

2 – ان الصوم ليس هو الشكل الوحيد للاعانة بل هو المصداق الابرز لها وعندها فأن قضاء حوائج الناس والتصدق والصلوات المستحبة والدعاء وغيرها هي من اشكالها او مصداقيها الاخرى

واما في سياق الجواب عن السؤال الثاني ، فانه لا غرابة في البين ان يطلب القائد الالهي الإعانة من قواعده الشعبية في إنجاز ما كلف به من مهام حتى ورد عن الامام علي سلام الله عليه قوله : ( .... الا انكم لا تقدرون على ذلك فأعينوني بورع واجتهاد وعفة وسداد ..) وقد تكرر ذكر هذه العبارة من قبل سماحة السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله في اكثر من مقام ومقال كما هو معلوم لكل متتبع .

وفي مقام الحديث عن رسول الله صلى الله عليه واله فانه عندما يروم احد ما ان يقوم بمشروع خيري فمن البديهي ان يطلب المعونة من الاخرين على اتمامه مع العلم ان اولئك المساهمين قد اعانوا انفسهم وعادوا عليها بالنفع في الدنيا والاخرة .

لذا فان الناس عندما تلبي نداء رسول الله صلى الله عليه واله وتصوم هذا الشهر وتتصدق وتقوم بافعال الخير ، سوف تتقدم خطوة في سلم التكامل وتهذيب النفس وهذا ما يريده الله جل وعلا ويبتغيه نبيه الكريم صلى الله عليه واله ، مضافاً ان هذه الافعال سوف تعكس صورة وضاءة وجميلة للاسلام وهذا من شأنه خلق باب لهداية الاخرين ممن هم خارج هذا الدين القويم .

وفي الختام اسأل الله جل وعلا ان يجعلنا واياكم

لرسولنا الكريم صلى الله عليه واله من المعينين

ولندائه في هذا الشهر الكريم من الملبّين

ولأوامر السيد القائد مقتدى الصدر من المطبقين

بحق محمد واله الطيبين الطاهرين

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
التفاتات طيبة وفقكم الله اخي العزيز

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
وفقك الله لكل خير اخي الغالي على مرورك الطيب

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
السلام على رسول الانسانية وشفيع المذنبين ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير اخي العزيز على هذا الموضوع

بارك الله فيك اخي العزيز وموفق لكل خير وبركة