مكائد الشيطان والنفس الأمارة

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

مكائد الشيطان والنفس الأمارة :

في كلام لأمير المؤمنين (عليه السلام )لكميل بن زياد : ( ياكميل و إن إبليس لا يعد عن نفسه , وإنمايعد عن ربه ليحملهم على معصيته فيورطهم ) (1).
كما ان البعض رضي لنفسه أن يكون عبدا للطواغيت والظالمين , وجنديا مخلصا لهم , يأتمر بأمرهم , ولا يرقب في الله تعالى إلا ولاذ مة .
وعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :إياكم وابواب السلطان وحواشيها , فأن أقربكم من أبواب السلطان على الله عز وجل أذهب الله عنه الورع وجعله حيران )(2).وعنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ): ( من مدح سلطانا جائرا وتخفف وتضعضع له طمعا فيه , كان قرينه الى النار ) .(3)
وعن الصادق ( عليه السلام ) : ( أيما مؤمن خضع لصاحب سلطان أو من يخالفه على دينه طلبا لما في يديه , أحمله الله ومقته عليه ووكله عليه , فإن هو غلب على شيء من دنياه وصار في يده منه شيء , نزع الله البركة منه شيء , نزع الله البركة منه ) (4).
والبعض من خدعته القداسات المزيفة لهياكل بشرية صنعتها لها أبواق الكهنة , والسدنة , المستفيدين من أموالهم وسلطانهم , فصار المعروف ماعرفوه , والمنكر ماأنكروه , وجعلوا تلك الهياكل مقياسا لمعرفة الحق , وليس الحق معيار لمعرفة الرجال .
وعن أمير المؤمنين ( عليه السلام ): (إن أبغض الخلائق إلى الله تعالى رجلان : رجل وكله الله إلى نفسه , فهو جائر عن قصد السبيل, مشغوف بكلام بدعة ,ودعاء ضلالة , فهو فتنة لمن افتتن به , ضال عن هدي من كان قبله , مضل لمن أقتدى به في حياته وبعد وفاته , حمال خطايا غيره , رهن بخطيئته .
ورجل قمش جهلا ,موضع في جهال الأمة , غاد في أباش الفتنة ....قد سماه أشباه الناس عالما وليس به .... فإن نزلت به إحدى المبهمات هيأ لها حشوا رثا من رأيه , ثم قطع به , فهو من لبس الشبهات في مثل بيت العنكبوت , لا يدري أصابأم أخطأ , إن أصاب خاف أن يكون قد أخطأ , وإن أخطا رجا أن يكون قد أصاب . جاهل خباط جهلات , عاش ركاب عشوات , لم يعض على العلم بضرس قاطع , يذري الروايات إدراء الريح الهشيم .... لا يحسب العلم في شيء
مما أنكره , ولا يرى أن من وراء ما بلغ منه مذهبا لغيره , وإن أظلم عليه أمر اكتتم به لما يعلم من جهل نفسه ,تصرخ من جور قضائه الدماء , وتعج منه المواريث .
إلى الله أشكو من معشر يعيشون جهالا , ويموتون ضلالا, ليس فيهم سلعة أبور من الكتاب إذا تلي حق تلاوته , ولا سلعة أنفق بيعا ولا أغلى ثمنا من الكتاب إذا حرف عن مواضعه , ولا عندهم أنكر م المعروف , ولا أعرف من المنكر )(4).

اللهم صل على محمد وآل بيت محمد وعجل فرجهم
الحمد لله رب العالمين




المصدر:
(1) بشارة المصطفى : ص27.
(2)البحار : ج75 ص 372.
(3) الأمالي للصدوق : ص 513 .
(4) ثواب الأعمال : ص294 .
(5)نهج البلاغة : الخطبة : 17 .





[/size]