جامع براثا

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل بيت محمد وعجل فرجهم

جامع براثا

أول مسجد اسس في كرخ بغداد _ على يد الإمام علي ( عليه السلام ) _ مسجد براثا المعروف ب ( المنطقة ) وذلك لما خرج الإمام علي ( عليه السلام ) بجيشه لحرب الخوارج في النهروان , عسكر في هذه المنطقة .
وكان في تلك البقعة بئر قديم مغطى بصخرة عظيمة , فأمر ( عليه السلام ) جيشه أن يزيحوا الصخرة ليستخرج منها الماء , فلم يستطيع الجيش إزاحتها , فجاءها ( عليه السلام ) فأستنطقها فنطقت له بالشهادة , وأنه أميرالمؤمنين , وخليفة رسول رب العالمين , ومن ذلك الوقت سميت ب(( المنطقة )) فأزاح الصخرة وحده عن موقعها , وكشف عن البئر وشرب الجيش كله .
ومكث أربعة أيام وصلى فيها , ولقداسة المكان شيد عليه مسجدا , واتخذه المسلمون , لاسيما الشيعة منهم مسجدا يتعبدون في فنائه , كما أحدثوا في الأرض المحيطة به وفي جوار جبانة (1) , ومغتسلا لتغسيل موتاهم ودفنهم فيها , ولاتزال .
وقد جاء في كشف الغمة للإربلي , عن براثاماهذا ملخصه :
عن علي بن الحسين , عن آبائه (عليهم السلام ) , قال : لما رجع (2) الإمام علي ( عليه السلام ) من وقعة الخوارج اجتاز بالزوراء فقال للناس : خذوا يمنة السواد , إذا براهب في صومعته , فقال له : ياراهب أأنزل هاهنا ؟ فقال له الراهب : لا تنزل بجيشك هذه الأرض . قال ولم ؟ قال :لأنه لا ينزلها إلا نبي أو وصي نبي بجيشه يقاتل في سبيل الله عز وجل , هكذا نجد في كتبنا . فقال له أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : فأنا وصي سيد الأنبياء , وسيد الأوصياء . فقال له الراهب : فأنت إذا أصلع قريش وصي محمد . قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : أن ذلك . فنزل الراهب إليه فقال : خذ علي شرائع الإسلام إني وجدت في الإنجيل نعتك فأنك تنزل ارض براثا ببيت مريم وارض عيسى ( عليه السلام ).
فقال له أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) : قف ولا تخبرنا بشيء . ثم أتى موضعا فقال : الكزوا هذا , فلكزه برجله فأنبجست عين خرارة . فقال : هذه عين مريم التي نبعت لها . ثم قال : اكشفوا هاهنا على سبعة عشر ذراعا .
فكشفوا فإذا بصخرة بيضاء . فقال الإمام علي ( عليه السلام ) : على هذه الصخرة وضعت مريم عيسى من عاتقها , وصلت هاهنا . فنصب أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) الصخرة وصلى عليها , وأقام هناك أربعة أيام , وجعل الحرم في خيمة من الموضع ( كذا ) .
وذكر الخليلي في موسوعته (3) نقلاعن ياقوت الحموي في معجم البلدان , والخطيب في تأريخ بغداد , نقلا ملخصا مع بعض التصرف في العبارة دون المساس بالمعنى .
قال ياقوت الحموي في معجمه , براثا كانت قبل بناء بغداد قرية يزعمون أن عليا مر بها لما خرج لقتال الحرورية بالنهروان , وصلى في موضع من الجامع ....
وفال الخطيب البغدادي : (( وكان في الموضع المعروف ببراثا مسجد يجتمع فيه قوم ممن ينتسب إلى التشيع ويقصدونه للصلاة والجلوس فيه , فرفع إلى المقتدر بأن الرافضة يجتمعون في ذلك المسجد لسب الصحابة والخروج عن الطاعة , فأمر بكسبة يوم الجمعة وقت الصلاة , فكبس وأخذ من وجد فيه , فعوقبوا وحبسوا حبسا طويلا , وهدم المسجد حتى سوي بالارض , وعفى رسمه , ووصل بالمقبرة التي تليه, ومكث خرابا إلى سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة , وأمر الأمير ( بجكم ) بأعادة بنائه وتوسعته وإحكامه فبني بالجص والآجر وسقف بالعاج المنقوش ووسع فيه ببعض مايليه اسما مما ابتيع له من أملا ك الناس المجاورة , وكتب في صدره أسم (( الخليفة )) الراضي بالله .
وكان الناس ينتابونه للصلاة فيه , والتبرك به , ثم أمر المتقي بالله بعد بنصب منبر فيه كان بمسجد مدينة المنصور معطلا مخبوء في خزانة المسجد عليه اسم هارون الرشيد , فنصب في قبلة المسجد . وجاء في أخبار سنة 420ه ما يفيد أن الشيعة كانوا مسيطرين على جامع براثا في ذلك العصر (4), ولايزالون إلى اليوم .




اللهم صل على محمد وآل بيت محمد وعجل فرجهم



المصدر:
سلسلة الثقافة الإسلامية
(1)الجبانة : المقبرة.
(2)يروى : لما خرج .
(3)العتبات المقدسة 9 : 18- 21.
(4) المنتظم 8: 44 , والكامل لأبن الأثير 7 : 344.





[/motr][/SIZE][/B][/SIZE][/COLOR][/SIZE][/B]

بارك الله فيك