الشيخ المفيد

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل بت محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم

الشيخ المفيد

العلامة الشيخ المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الحارثي البغداد المعروف بابن المعلم .
ولد الشيخ المفد سنة 336 ه , وقيل : 338 ه في عكبرة , تبعد عن بغداد عشرة فراسخ , توفي ف بغداد سنة 413 ه , وشيعه ثمانون ألفا من الباكين عليه , وصلى عليه تلميذه الشريف المرتضى علم الهدى , بمدان الأشنان ,وهو المدان الرئيس بكرخ بغداد , وكان وما مشهودا , وضاق على الناس مع سعته دفن بداره ببغداد , ثم نقل بعد ذلك إلى الكاظمية فدفن بمقابر قريش في حرم الإمامين الكاظمين , بالقرب من رجلي الإمام الجواد ( عليه السلام ) إلى جانب استاذه أبي القاسم جعفر بن محمد ابن قولويه القمي , وقبره للآن معروف يزار في وسط الرواق الشرقي الكاظمي .
ترعرع الشيخ المفيد في كنف والده _ الذي لم نعرف من أخباره سوى كونه معلما بواسط _ ودرس عليه , ولذلك كان يكنى ب ( ابن المعلم ).
وما ان تجاوز المفيد سني الطفوله وأتقن مبادي القراءة والكتابة , حتى انحدر به أبوه _ وهو صبي _ إلى بغداد حاضرة العلم ومهوى أفئدة المتعلمين .
تتلمذ عليه قرابة خمسة وستين عالما وتخرج من مدرسته , منهم الشريف المرتضى علم الهدى , والشريف الرضي نقيب الطالبين , والعلامة الدليمي , والعلامة الكراجكي , والعلامة النجاشي , وغيرهم .
روي أن الشيخ رأى في المنام وهو جالس على تدريسه إذ جاءته السيدة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ماسكة بيديها الإمامين الحسن والحسين ( عليهما السلام ) قائلة له : أيها الشيخ المفيد , علم ولدي هذين _ أو درسهم , الترديد مني _ , فأنتبه مرعوبا , ولم يعرف تفسير حلمه .
وفي صباح اليوم التالي وهو في مجلسه إذ جاءته العلوية فاطمة بنت الناصر صاحب الديلم ماسكة بيدي ولديها الشريفين _ المرتضى والرضي _ قائلة له كما قالت جدتها الزهراء ( عليها السلام ).
وقد رثاه الشيخ عبد المحسن الصوري بقصيدة مطلعها :
ياله طارق من الحدثان الحق ابن النعمان بالنعمان
برئت ذمة المنون من الإ مان لما أعتدت على الإيمان
واستحل الورى محارم دين ال له ويل الورى من الديان


كما رثاه مهيار الديلمي في قصيدة , مطلعا:

مابعد يومك سلوة لمعلل حتى ولا ظفرت بسمع معذل
سوى المصاب بك القلوب على الجوى قيد الجليد على حشى المتململ
وتشابه الباكون فيك فلم يبن دمع المحقق لنا من المتعمل

كانت له وجاهة عند الملوك والعلماء , وبلغ من احترام عضد الدولة البو يهي له أنه كان زوره في داره ويعوده إذا مرض .
وكان في عصره أضطرابات طائفية , وفتن مذهبية, برز بين أعلام عصره بفن ( المناظرة ) , بمعناه الصحيح .
مدحه أجلاء العلماء في عصره وبعده .
قال النجاشي : شيخنا وأستاذنا ( رضي الله عنه ) , وفضله أشهر من أن وصف في الفقه والكلام والرواية , والتفقه والعلم .
وقال الخطيب البغدادي : شيخ الرافضة والمتعلم على مذاهبهم .
وقال ابن حجر : كان كثير التقشف والتخشع والإكباب على العلم , وبرع في مقالة الإمامية , حتى كان يقال : له على كل إمامي منه .
وله مباحثات وحكايات طريفة أفر د لها السيد المرتضى كتابا خاصا . أما مؤلفاته فقد بلغت 195 ( عنوان ) أو كتاب , ذكر ذلك مفصلا السد الأمن في أعيانه ( 9 : 420 _ 424) .
فسلام عليه يوم ولد , ويوم جاهد , ويوم مات , ويوم يبعث حيا .

اللهم صل على محمد وآل بيت محمد وعجل فرجهم

اجركم الله موفقين

بارك الله فيكم
(حبذا ذكر المصدر)