أين التقرب الى الله سبحانه

-----------------
فما دام القلب متعلقاً بهذه الدنيا ولم يخرج حبها منه فانه لا يستطيع
التقرب الى الله , فلا مناص – اِذن – أن نطرح حب الدنيا – الذي
هو رأس كل خطيئة – من قلوبنا ونجتثه من أنفسنا , فلا نعيش على
طول المنى والآمال للحصول على المتاع والترف المادي , ثم ما قيمة
اللذة اِن كان انقضاؤها في دقايق أو ساعات ؟ ترى ما لأولئك الذين انساقوا
وراء الملذات ومتع الدنيا وزخرفها , فكم عمروا وبنوا ومشوا وأشتروا ,
وكم ربحوا ونالوا , ولكن اين هم واين هي دنياهم ؟ لقد تركوها جميعاً ثم
رحلوا الى دار الآخرة يحملون أوزارها بما لم يشكروا ربّهم على نعمائه
وبما لم يعطوا حقوق الغير من حقوق الله سبحانه –
كما قال الله تعالى في كتابه العزيز ( الذين يكنزون الذهب والفضة ولا
ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم – يوم يحمى عليها في نار جهنم
فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم
تكنزون ) التوبة / 34 – 35 .
وهكذا الحال بالنسبة الى الذين ملكوا وحكموا من قبل , فما الذي وجدوه ؟
فمنهم من أصبح ملكاً أو رئيساً وها هي مذكراتهم تنطق بأحوالهم , فهذا
أحدهم يقول : اِن عيني لم ترى النوم لستة أشهر بسبب ما عانيته من هموم
ومشاكل شتى حتى وصلت الى ما وصلت اِليه من ملك وجاه وعظمة ,ولكن
هذه المظاهر المادية جمعها على حساب راحته وسعادته , فقضى شبابه بالكد
والتعب والهموم والمشاكل .

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

بسم الله الرحمن الرحيم
احسنت اخي الغالي
وفقك الله تعالى لكل ما يحب ويرضا
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ان الانسان المحب لله سبحانه وتعالى والقريب منه لايمكن ان يعصيه او يخالف احكامه ، وانما ينقاد لاوامره انقياد العارف بقدر الله سبحانه وتعالى.
وفيما اوصى الله تعالى الى داود ( عليه السلام ) : « يا داود من احب حبيباً صدق قوله ومن رضى بحبيب رضى فعله ، ومن وثق بحبيب اعتمد عليه ومن اشتاق الى حبيب جد في السير اليه » . وفي الحديث « من آنس بحبيب قبل قوله ورضى فعله » .
وعن الامام الصادق ( عليه السلام ) : « ما احب الله عزوجل من عصاه ثم تمثل فقال : تعصي الاله وانت تظهر حبه لو كان حبك صادقاً لاطعتـه هذا محال في الفعال بديـع ان المحب لمن يحب مطيع

كما ان الانسان المحب لاخر لابد وان يشتاق للقائه والاجتماع به ويستعد لذلك اللقاء ويعمل قصارى جهده من اجل انجاح ذلك اللقاء ولو كلفه الكثير من المصروفات والعناء ، كذلك من يحب الله فانه يشتاق الله ويرغب في ملاقاته ، ولذلك تجده يعد للآخرة ويزرع لما بعد الحياة ليلقي الله سعيداً ولذلك ايضاً هو يشتاق الى لقاء الله ولايخاف من الموت.

وفي الدعاء للامام الصادق ( عليه السلام ) : « سيدي انا من حبك جائع لا اشبع ، ان من حبك ظمآن لا اروى ، واشوقاه الى من يراني ولا اراه ... »
وفيما اوصى الى داود ( عليه السلام ) : يا داود : ذكري للذاكرين وجنتي للمطيعين وحبي للمشتاقين وانا خاصة للمحبين »
وفي الدعاء للامام زين العابدين ( عليه السلام ) ؛ « اللهم اني اسئلك ان تملأ قلبي حباً وخشية منك وتصديقاَ لك وايماناَ وفرقاَ منك ، وشوقاً اليك » .
وفي الدعاء ايضا للرسول ( صلى الله عليه وآله ) : « اللهم اجعل حبك احب الاشياء الي واجعل خشيتك اخوف الاشياء عندي واقطع عني حاجات الدنيا بالشوق الى لقائك »
ان الانسان المؤمن الذي يحب الله قد يلاقي اذى كثيراً في جنب الله ويكابد المشاق والمعاناة ولكنه مع ذلك يشعر ان ذلك الاذى له لذة كبيرة جداً تنسيه التعب اكثر لذة من ذلك الاب الذي يعمل من اجل ان يصرف على عياله ويرتاح لذلك.
أحسنتم وأجدتم سلمت يمناكم وبارك الرحمن بشمالكم
انسأل الله تعالى بحق محمد وآل محمد ان يوفقكم لكل خير
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
والحمد لله رب العالمين

قال تعالى: {وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ }العنكبوت64
طرح رائع ومميز
شكرا واسال الله لك دوام التوفيق