استأثروا فأساؤوا اﻻثرة وجزعتم فاسأتم الجزع

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

( استأثروا فأساؤوا اﻻثرة وجزعتم فاسأتم الجزع) هذه الكلمة يخاطب بها أمير المؤمنين اﻻمام علي ( عليه السﻻم ) واصفاً بها من حكموا فأساؤوا الحكم ومن ثاروا على الحكم والظلم فأساؤوا للثورة ، وهذا الكلام للإمام ( عليه السلام ) يعد قاعدة لكل من أراد ان يطالب بحقوقه ويرفض الظلم والحيف سواء كان فردا أو جماعة أو طائفة ، يقول عالم اﻻجتماع والتاريخ علي الوردي معلقاً على هذه الكلمة ( وتلك حكمة اجتماعية بليغة يجدر بنا اﻻعتبار بها عند دراسة وقائع التاريخ )(1). فلا بد ان تراعى القيم اﻻنسانية في الثورة والمطالبة بالحقوق ، ونأخذ شاهد على هذه المقولة من عراقنا الجريح ، بعد ظلم الحكومة وسياستها الطائفية انتفضت احدى طوائف وطننا الحبيب تطالب بحقوقها ، وقد أيد السيد القائد مقتدى الصدر ( دام عزه ) هذه المطالب وقال لهم ان حقوقهم مشروعة ويجب ان تحصلوا عليها ، ولكن ماذا حصل بعد ذلك تحققت كلمة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ( وجزعتم فاسأتم الجزع) بدأت الشعارات الطائفية والقتل على الهوية والتفخيخ وانتشر التكفير للديانات والطوائف وأصبح المعتدلين بين ظلم الحاكم والسكين اﻻرهاب ، ولم يلتزم ( أصحاب الحقوق ) بتوصيات السيد القائد ( دام عزه) بأن تكون المطالب وفق الثوابت اﻻسلامية واﻻنسانية لكن لمن ينادي ، والنتيجة ماذا كانت حسب المعادلة التالية ( ظلم+ظلم) ماذا يساوي ، فنجد السيد القائد مقتدى الصدر ( دام عزه ) يؤكد دائما على كل عمل جهادي ان يلتزم القائمين به الثوابت وألاخلاق اﻻسلامية لكي تتحقق اﻻهداف المطلوبة من العمل سؤاء كان عسكريا أو ثقافيا أو أي عمل اخر ، والتاريخ مليء بالشواهد على ثورات اتبعت سبيل الظلم فكان مصيرها الفشل وثورات التزمت بالقيم اﻻسلامية فتخلدت في التاريخ.
والحمد لله رب العالمين.

المصادر:
( 1)لمحات عن تاريخ العراق الحديث ج2/ص122.

[/frame]