العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > قسم الثورة الحسينية وعطائها المتجدد > منبر مواساة الحسين عليه السلام فكرياً وثقافياً ( بحوث حسينية )

منبر مواساة الحسين عليه السلام فكرياً وثقافياً ( بحوث حسينية ) جزء يسير من المواساة من مداد أقلامنا الى أن يأذن الله ونرخص الدماء لمواساته مع إمامنا المهدي ( ع )

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-12-2012, 10:16 AM   #1

 
الصورة الرمزية ابو بتول

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1726
تـاريخ التسجيـل : Oct 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 3,128

حسين السفير المظلوم مسلم ابن عقيل عليه السلام

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين ورحمة الله وبركاته
السلام على سفير الحسين مسلم ابن عقيل ورحمة الله وبركاته
تمهيد
إن ما دعاني لكتابة بحثي هذا حول سفير الحسين مسلم ابن عقيل (سلام الله عليه) هو:
أولا: لتعلقي بهذه الشخصية .
ثانيا : الظلامة التي وجهت إليه عبر كتب التاريخ وهي التشكيك في كثير من مواقفه (سلام الله عليه ) .
فأحببت أن أكون من أولئك المدافعين عن أولياء الله (جل وعلا) بما مكنني الله سبحانه وتعالى . راجيا من الله القبول .
حيث أحببت أن أبدأ بحثي بذكر مقدمة تناولت فيها كلام السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر(قدس سره ) حول عدم جواز التشكيك أو الأشكال على القادة الألهيين .ثم أوردت قضية أثيرت حولها الأشكالات والشبهات ألا وهي قضية عدم قتل مسلم ابن عقيل (عليه السلام) للطاغية عبيد الله بن زياد(عليه اللعنة)وكان في معرض الرد عن تلك الشبهة أنني قمت بتضمين جواب السيد الشهبد(قدس سره) نقلا من كتاب الأضواء للسيد الشهيد (قدس سره)ثم ومساهمة مني في المشاركة في رد الظلامة عن هذا البطل الهاشمي أحببت أن أدرج بعض الإطروحات والتي استلهمتها من كلام السيد الشهيد (قدس سره ) وحسب فهمي القاصر .
وحتى لا أكون مقصرا أمام الله جل وعلا وجب علي بل على كل مخلص محب لقيادته تابعا لها الدفاع عن شخصية شابهت في كثيرمن الصفات شخصية مسلم بن عقيل (سلام عليه)ألا وهو سماحة السيد القائد مقتدى الصدر (أعزه الله) ولست الآن بذكر تلك الصفات وبحثها . وإنما أردت رد بعض الأشكالات التي أثيرت حول بعض مواقفه (أعزه الله) وقد أخترت منها قضية تجميد جيش الإمام المهدي (عج) . وقمت بالرد عليها .
ثم ختمت البحث بذكرعدة توصيات راجيا منها الفائدة .
ومن الله التوفيق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المـــــــــــقد مــــــــــــــــــــــــة
أود أن أبدأ بحثي هذا بكلام للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر (قدس سره) ليكون بابا لما أريد أن أقوله وهو عدم الجواز لنا بالتشكيك أو الإشكال على ما يقوم به القائد الألهي حيث يقول سماحته ما نصه :ـ
(( .... أن نحمل المعصومين وأصحابهم على الصحة . لأنهم تربية رسول الله(صلى الله عليه وآله) أو لأنهم ملهومون ونحو ذلك .فأي شيء شككنا فيه في ذلك فإنما هو لقصورنا وتقصيرنا وليس لنقص فيهم والعياذ بالله . وهذا يعتبر كقاعدة عامة )) (1)
فمن هذه القاعدة التي وضعها السيد الشهيد (قدس سره) يجب علينا ان نحمل كل ما يفعله المعصوم سواء بالعصمة الواجبة او العصمة المكتسبة على الصحة دائما لأنهم يرون ما لا نرى وهم مسددون من قبل الله تعالى وهذا التسديد بطبيعة الحال يقتضي أن تكون كل أفعالهم موفقة بل أنها تصب في الحكمة الألهية . ولعل هذا الذي يمكن فهمه من قول المعصوم
(ما كان لله ينمو وما كان للشيطان يخبو)
أضف الى ذلك ما قاله السيد القائد مقتدى الصدر(أعزه الله) ما نصه :ـ
(( ولا يخفى أن من يخوله المعصوم لابد أن يكون معصوما ولا يمكن القول بتخويل غيره من هذه الناحية وكل يصدر من المخول يكون فعل معصوم لا يمكن النقاش فيه )) (2)
ومن هذا ينتج لنا أن كل ما يفعله المخول من قبل المعصوم أو المبعوث من قبله أو القائد الألهي الذي يعمل تحت ظله يجب علينا دائما أن نحمله على الصحة وعدم فهمنا لفعله وقصور عقولنا من إدراك ذلك لا يعني التشكيك به وإنما الواجب هو التسليم والإنقياد له . وإن حصل وحدث إشكال أو شبهة في فعل من الأفعال أو موقف من المواقف أو تصرف فيجب علينا أن ندافع عن الإشكال أو الشبهة وذلك بإيجاد مبررات أو أحتمالات عقلية تدعوا الى الصحة
ومن هذه المواقف التي أريد أن أسلط الضوء عليها في هذا البحث هي الشبهة التي أثيرت حول مسلم ابن عقيل (عليه السلام) أو السبب في عدم قتله لإبن زياد والشبهة أن الفرصة قد سنحت لمسلم في قتل ابن زياد بعد أن أصبح كاللقمة السائغة بيده (كما يعبر السيد الشهيد (قدس سره)
وأن في قتله منفعة وفوائد منها :ـ
1) أنه عدو لمسلم وعدو الحسين (عليه السلام) وعدو الله عزوجل
2) أن قتله مهم جدا في إمكان السيطرة على المجتمع في الكوفة
3) أن في قتله تفريق القيادة من المنافقين الذي جمعهم ابن زياد وتركيزها بيد أهل الحق . (3)

وبعد هذه المقدمة أذكر الرواية التي نصت على هذه الحادثة , وقد ذكرت الرواية بأختلافات ولو بسيطة لكنها تنم كلها على عدم قتل مسلم لأبن زياد وهذا هو المهم وقد ذكر مضمونها السيد الشهيد (قدس سره) وقال ( يقول لنا المؤرخون ما مضمونه بأختصار)(4)
وقد وجدت هذه الرواية في كتاب مقتل الحسين . (5) والرواية تقول :
ذهب معظم المؤرخين إلى ان شريك بن الأعور مرض مرضا شديدا في بيت هانئ بن عروة فانتهى خبره الى ابن زياد فارسل إليه رسولا يعلمه انه آت لعيادته ,فاغتنم شريك هذه الفرصة فقال لمسلم :
إنما غايتك وغاية شيعتك هلاك هذا الطاغية ،وقد أمكنك الله منه وهو صائر إلي ليعودني فقم فادخل الخزانة حتى اذا اطمأن عندي فأخرج إليه فاقتله ،ثم صر الى قصر الأمارة فاجلس فيه فانه لا ينازعك فيه أحد من الناس وان رزقني الله العافية صرت إلى البصرة فكفيتك أمرها وبايع لك أهلها
وكره هانئ أن يقتل ابن زياد في داره تمسكا بالعادات العربية التي لا تبيح قتل الضيف والقاصد إليها في بيوتها فقال له ما أحب أن يقتل في داري ) فقال له شريك : ولم فوالله ان قتله لقربان الى الله . ولم يعن شريك بهانئ والتفت إلى مسلم يحثه على إغتيال ابن زياد قائلا له : لاتقصر في ذلك . وبينما هم في الحديث واذا بالضجة على الباب فقد أقبل ابن مرجانة مع حاشيته ،فقام مسلم ودخل الخزانة مختفيا بها ،ودخل ابن زياد فجعل يسأل شريكا عن مرضه وشريك يجيبه ،ولما استبطأ شريك خروج مسلم جعل يقول :
ما الأنتظار بسلما أن تحيوها حيوا سليمى وحيوا من يحيها
كأس المنية بالتعجيل فاسقوها : ورفع صوته ليسمع مسلما قائلا :
لله أبوك اسقنيها وان كانت فيها نفسي ، وغفل ابن زياد عن مراده وظن إنه يهجر فقال لهانئ : أيهجر ؟ نعم اصلح الله الأميرلم يزل هكذا منذ اصبح ، وفطن مهران مولى ابن زياد ، وكان ذكيا الى ما دبر لسيده فغمزه ونهض به سريعا فقال له شريك : أيها الأمير إني أريد أن أوصي إليك فقال له ابن زياد :إني أعود إليك والتفت مهران وهو مذعور الى ابن زياد فقال له : انه اراد قتلك فبهر ابن زياد وقال كيف مع اكرامي له ؟ وفي بيت هانئ ويد أبي عنده ، ولما ولى الطاغية خرج مسلم من الحجرة ، فالتفت إليه شريك وقلبه يذوب أسى وحسرات قال له : ما منعك من قتله ؟ فقال مسلم : منعني منه خلتان : احداهما كراهية هانئ لقتله في منزله ، والأخرى قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله) : ان الإمان قيد الفتك لايفتك مؤمن ، فقال له شريك :اما والله لو قتلته لاستقام لك امرك واستوسق لك سلطانك .
وقبل أن أبدأ بالدفاع عن موقف مسلم ابن عقيل (عليه السلام) يجب أن نعرف من هو مسلم ابن عقيل (سلام الله عليه) :ـ
أولا:ـ جاء في كتاب الإمام الحسين (عليه السلام) الى أهل الكوفة ما نصه (( أني باعث إليكم أخي وأبن عمي وثقتي من أهل بيتي مسلم ابن عقيل ) ونحن نعلم أن كل ما يصدر من الإمام المعصوم (عليه السلام) من قول وفعل وتقرير هو حجة فالإمام لا يمدح إعتباطا . بل أن ما يقوله المعصوم (عليه السلام) هو مطابق للواقع وعين الحقيقة لأنه معصوم ومنزه من قبل الله جل جلاله فثقة الحسين (عليه السلام) يجب أن يكون ثقة .

ثانيا: ـ القاعدة التي وضعها السيد الشهيد (قدس سره) وهي أن نحمل المعصومين وأصحابهم على الصحة ومسلم ابن عقيل من خاصة أصحاب الحسين (عليه السلام) بل هو معصوم بالعصمة الثانوية كما أثبته السيد الشهيد (قدس سره)

ثالثا: ـ ما روي أن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال لرسول الله (صلى الله عليه وآله) : يا رسول الله إنك لتحب عقيلا ؟
قال (صلى الله عليه وآله) إي والله إني لأحبه حبين حبا له وحبا لحب أبي طالب له , وأن ولده لمقتول في محبة ولدك . فتدمع عليه عيون المؤمنين وتصلي عليه الملائكة المقربون , ثم بكى رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى جرت دموعه على صدره .ثم قال إلى الله أشكو ما تلقى عترتي من بعدي . (6)
وهذه خاصية لمسلم (عليه السلام) وهي تصلي عليه الملائكة المقربون والخاصية الأهم هي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أول من بكى عليه .
ومن هذا المنطلق نفهم بأن مثل هكذا قائد إلهي لا يصح لنا أن نحمل أفعاله على الشبهة أو الإشكال ,بل على كل مخلص الرد على ما يثار من إشكالات إذا أمكن ذلك .
وهنا أريد أن أبدأ بما قاله السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر (قدس سره) في كتابه أضواء على ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) وكجواب على الإشكال الذي أثير سابقا .حيث قال :ـ (7)
الوجه الأول كراهية هانئ بن عروة أن يقتل عبيد الله بن زياد في داره ,ومسلم بن عقيل كان ضيفا لدى هانئ , وكان ولا يزال يخدمه بالسمع والبصر , ويؤدي لمسلم أي مصلحة عامة أو خاصة,فإذا فعل في داره ما يكرهه حصلت عدة مضاعفات :ـ

أولا:ـ الإحراج أمام هانئ نفسه أخلاقيا .فإن مقتضى المسؤولية الإخلاقية أن لا يفعل في داره ما لا يحب ,وخاصة وهو بهذه الصفة العظيمة في الإنتصار له .

ثانيا : ـ تحريم تصرفه في الدار بعد ذلك لو كان قد فعل ما يكرهه صاحبها مما يضطره للإنتقال إلى دار شخص آخر ,وقد لا يجد شخصا جامعا للشرائط المتوفرة في هانئ , او قل : لا يجد له مثيلا في سكان الكوفة .
ثالثا:ـ إحراج موقف هانئ في حصول هذا القتل في داره . الأمر الذي أثار في نفسه هذه الكراهية , فإنه كان رئيسا لقبيلة مذحج وله إتصالات ومجاملات ومصالح في مختلف أوساط المجتمع , فإذا قتل ابن زياد في داره كان ذلك إحراجا أمام شريحة مهمة في المجتمع , وهذا ما يكرهه ,ولا يريد مسلم ابن عقيل (عليه السلام) إثارة هذا الإحراج أمامه .وتفكير هانئ بهذا الشكل تفكير على المستوى الدنيوي,ولكنه قائم على أي حال . وهو بطبيعة الحال لا يدرك ما ندركه أو نحتمله نحن بعد ألف وحوالي النصف في ذلك التأريخ من وجود مصلحة عامة في قتله . بحيث تجب التضحية في سبيلها بكل غال وعزيز وإذا كان غافلا عن ذلك , وهو غير معصوم على أي حال . فالله سبحانه يعذر الغافل .
الوجه الثاني : لعدم اغتيال ابن زياد: ما ذكره مسلم نفسه حسب الرواية [إن الإيمان قيد الفتك ولا يفتك مؤمن]. إلا إن هذا بمجرده لا يتم، إلا أن يرجع معناه إلى الوجه الآتي، وذلك لأن هذا الخبر يحتاج إلى الصحة سنداً ودلالةً. أما السند فيظهر حصول مسلم عليه مرسلاً غير موثوق، لأنه عبر عن انه: حديث حدَّثنيه الناس عن رسول الله(صلى الله عليه وآله)، الأمر الذي يدل على انه يجهل روايته أو لا يوثقه على اقل تقدير.
وأما من ناحية الدلالة، فهذا الأمر الذي كان عازماً عليه هو الغيلة أو الاغتيال، وليس الفتك فإنه وان كان قد يرد في اللغة بهذا المعنى أيضاً، إلا إن له معانيَ أخرى كالشجاعة بحيث لا يهاب أَحداً، والاستقلال بالرأي عن الآخرين وغير ذلك فلا يتعيّن أن يكون المراد من الخبر ذلك.
مضافاً إلى إن الاعتماد على خبر من هذا القبيل، بل حتى ولو كان صحيحاً، في دفع مصلحة عامة في قتله، أو جلب مفسدة عامة في حياته،كما قد حصل فعلاً، غير صحيح جزماً وغير مرضي لله عز وجل، ما لم يعد الأمر إلى وجوه أخرى أو إلى الوجه الآتي الذي سنذكره الآن.
الوجه الثالث : الأخلاقية في العلاقات مع الآخرين, الأصدقاء منهم والأعداء، سلماً كانت العلاقة أم حرباً أم قتلاً. ومن جملة الأسس الأخلاقية التي التزم بها المسلمون ونصحت بها تعاليم الإسلام، عدم البدء بالحرب والضرب، وإنما يكون أهل الحق هم ثاني الضاربين لو صح التعبير، ليكون موقفهم أمام الله والناس هو الدفاع فقط. وما زال النبي (صلى الله عليه وآله) هو نبي الرحمة، وليس من مقتضى الرحمة البدء بالهجوم، حتى أن الحسين (عليه السلام) في ساحة كربلاء العسكرية التزم بذلك، وهذه مصلحة أخلاقية جليلة في الحرب والقتل والقتال، ذات تأثير عام في إحسان الظن بالمعسكر المحق وجلب القلوب نحوه. وهي مصلحة عامة تعدل الكثير من المصالح العامة الأخرى التي قد ندركها، مما تكون مصالح وقتية وأن كانت صحيحة، في حين إن هذه القاعدة الأخلاقية دائمة الصحة جيلاً بعد جيل.
فإذا عرفنا ذلك استطعنا تقييم وتمييز موقف ابن عقيل من ابن زياد، من حيث إن ابن زياد لم يكن محارباً في ذلك الحين، ولا ناوياً لقتل أحد. إذن، فهو لم يبدأ بالقتال ولم ينو السوء، فلا يجوز بدؤه به أو نية السوء ضده، لأنه خلاف القاعدة الأخلاقية المشار إليها.
الوجه الرابع : ما ذكرناه فيما سبق، من كون مسلم بن عقيل (عليه السلام)، مسدداً ملهماً، ولا أقلّ من احتمال ذلك. إذن فيمكن أن يكون قد واجه نهياً عن قتل عبيد الله بن زياد، كما يحتمل أن يكون هذا النهي مأخوذاً عنده من الحسين (عليه السلام) أو من جده النبي (صلى الله عليه وآله) بخصوص هذه الواقعة أو ما يشملها، فيجب عليه الامتثال، وقد سبق أن قلنا في أمثال ذلك: إن مجرد الاحتمال يكفينا, لأنه إذا دخل الاحتمال بطل الاستدلال. يعني يفسد السؤال عن إعراضه (عليه السلام) عن اغتيال ابن زياد، وان ذلك كان على خلاف المصلحة أو السياسة العامة.
الوجه الخامس : ما أشرنا إليه أو إلى مثله، من أحد الوجوه التي قلناها في نفي سيطرة مسلم بن عقيل على الكوفة، وهو اقتضاء الحكمة الإلهية الإبقاء على بعض الفاسقين والكافرين، من أجل ميلاد بعض المؤمنين من ذراريهم ولو في جيل متأخر, ولو عدة مئات من السنين أو اكثر. فليكن ابن زياد كذلك. وهذا لا يتوقف على علم مسلم بن عقيل أو التفاته إلى ذلك، بل إما أن يكون ملتفتاً وإما إن الله سبحانه صرفه عن قتله لهذه الجهة. والاحتمال في ذلك يكفينا لقطع الاستدلال المعاكس، كما كررنا في أمثاله.

الوجه السادس : ما ذكرناه أيضا هناك من الأمر المربوط بكتابنا [اليوم الموعود]. فإنه أيضا من الأمور المربوطة بتلك الأسس فراجع.
يتبـــــــــــــــع

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »

التعديل الأخير تم بواسطة أبو الفضل ; 31-12-2012 الساعة 10:55 AM
ابو بتول غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-12-2012, 10:16 AM   #2

 
الصورة الرمزية ابو بتول

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1726
تـاريخ التسجيـل : Oct 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 3,128

افتراضي رد: السفير المظلوم مسلم ابن عقيل عليه السلام

تكملة الموضوع على بركة الله

هذه الوجوه التي ذكرها السيد الشهيد (قدس سره) في هذا الموضوع وهنا وكما أسلفت في التمهيد أحببت المشاركة في الرد على هذا الإشكال عن سفير الحسين المظلوم مسلم بن عقيل (عليهما السلام ) وذلك بإدراج عدة إطروحات مستمدا ذلك من السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر (قدس سره) فأقول .


الأطروحة الأولى:ـ إن مسلم (عليه السلام )لم يكن مخولاً إلا بأخذ البيعة من أهل الكوفة كما نص عليه كتاب الإمام الحسين (عليه السلام ) [ أما بعد فقد فهمت كل الذي اقتصصتم .وقد بعثت لكم بأخي وأبن عمي وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل وأمرته أن يكتب إلي بحالكم وأمركم ورأيكم فأن كتب إلي أنه قد أجتمع رأي ملئكم وذوي الحجى منكم على مثل ما قدمت به رسلكم أقدم إليكم إن شاء الله ]
وقد قال السيد الشهيد (قدس سره) على مضمون هذا الكتاب (8)
[ وهذا خال من التخويل بالحرب كما هو واضح ]

فأن قلت أن السيد الشهيد (قدس سره) قصد الحرب لا قتل بن زياد : أقول أن قتل بن زياد بهذه الطريقة وله أعوان كثيرة من أهل الكوفة لا يسكتون على قتله وسيجتمعون على محاربة مسلم بن عقيل (عليه السلام) وأنصاره وهذه الحرب هي ليست من تخويل مسلم كما أسلفنا .
الإطروحة الثانية:ـ إن مسلم (عليه السلام) لم يكن يريد أن يعطي الذريعة للأعداء بأن يطالبوا الإمام الحسين (عليه السلام) بدم وذلك عندما خطب فيهم الإمام في كربلاء ومن جملة ما قال لهم [...... ويحكم أتطلبوني بقتيل منكم قتلته أو مال أستهلكته أو بقصاص جراحة ]
فأذا كان مسلم قد قتل بن زياد لم يكن الحسين (عليه السلام) ليقول ذلك لأن مسلم (عليه السلام) هو محسوب على الحسين (عليه السلام) لأنه أبن عمه ومرسل من قبله .
الإطروحة الثالثة:ـ أن مسلم (سلام الله عليه) أراد أن يتأسى بكلام عمه أمير المؤمنين (عليه السلام) عندما قال( أتريدون أن أقتل قاتلي ) يقصد عبد الرحمن بن ملجم عليه اللعنة والرواية تقول [ لما أتاه أبن ملجم يبايع له وولى قال : من أراد أن ينظر الى قاتلي فلينظر الى هذا, فقيل له ألا تقتله , قال عليه السلام ( يا عجباه تريدون أن أقتل قاتلي ) (9)
فمسلم كأنما يقول أتريدون أن أقتل قاتلي عبيد بن زياد . وهو من باب عدم الإعتراض على الإرادة الإلهية .
الإطروحة الرابعة:ـ إن قتل مسلم لإبن زياد بهذه الطريقة سيكون فيه إعلاء شأن بن زياد عند أهل الكوفة لأنه سيكون مظلوما وقتل غدرا وهذا ليس من شيم العرب , وهذا ينافي أهداف الحسين (عليه السلام) لأنه جاء للإصلاح .
الإطروحة الخامسة :ـ إن قتل مسلم (عليه السلام) لإبن زياد ليس فيه منفعة لإبقاء حياة الحسين (عليه السلام) لأن مسلم يعلم بقضاء الله وقدره بقتل الحسين وقتله (عليهما السلام) فلا توجد منفعة بقتله بهذه الطريقة .
وذلك نستلهمه من قول الإمام الحسين لمسلم عندما أرسله [ إني موجهك الى أهل الكوفة وسيقضي الله من أمرك ما يحب ويرضى وأنا أرجو أن أكون أنا وأنت في درجة الشهداء فأمض ببركة الله ........]
ثم إني وجدت من المصلحة بل من الواجب أن لا أغفل في الدفاع عن بطل هاشمي منَ الله علينا به ألا وهو سماحة السيد القائد مقتدى الصدر(أعزه الله) فقد كان مثالا واضحا ومصداقا عاليا للقائد الإلهي بما يتمتع من صفات كثيرة ومقومات عديدة تناولها الإستاذ علي الزيدي في كتابه القيم (لماذا السيد مقتدى الصدر قائدا) ولست بصدد ذكرها فمن أراد الإطلاع فليراجع .
إلا إني وكما أسلفت في التمهيد أحببت أن أؤدي واجبي كفرد تابع لجهة الحق ومدافعا عنها وهو المساهمة في رفع ظلامة وذلك برد الأشكالات التي قد ترد من بعض المشككين حول بعض من مواقف سماحته (أعزه الله) ومنها وكمثال على ذلك أمره بتجميد جيش الإمام المهدي (عج) .
والإشكالات التي أثيرت حول هذا الأمر والتي طرحت من بعض المشككين منها :ـ
1) هذا القرار كان بمثابة أضعاف جهة الحق المتمثلة بجيش الإمام المهدي في وقت كان يواجه فيه تحديات كبيرة .
2) اعتبره البعض بمثابة تسليم افراد الجيش كلقمة سائغة بيد أعدائهم .
3) أعتبره البعض تخلي واضح للسيد القائد عن أتباعه المتمثلين بجيش الإمام المهدي (عج)
وأجيب على هذه الإشكالات التي لا صحة لها بما قاله الإستاذ الفاضل همام الزيدي في شبكة ومنتديات جامع الأئمة في ذكر بعض فوائد تجميد الجيش . حيث قال :ـ
يمكن لنا بيان وتوضيح بعض الفوائد التي حصلت من جراء هذا التجميد بالنقاط التالية .
اولا :- ان هذا التجميد قد ساهم بشكل واضح ومؤثر في الحفاظ على الثلة الخيرة من جيش الإمام المهدي نتيجة تكالب الأعداء عليهم ومن كلا الجانبين اعني من جانب من يدّعي الإسلام ولكنه ابتعد عن الخط الإسلامي الصحيح لوجود مصالح ومنافع دنيوية آنية هم أنفسهم يدركون جسامة خطورتها، ومثلهم في ذلك كمثل عمر بن سعد حينما حدث نفسه بان يختار بين ملك الري وقتل الحسين عليه السلام مع علمه المطلق بأحقية ومظلومية الحسين سلام الله عليه.
والجانب الآخر الجانب الإمريكي المتغطرس والذي يمثل المحرك الرئيسي لأدواته في القضاء على هذا الجيش العقائدي البطل وقيادته الشريفة، ولذلك فان هذا التجميد قد فوت الفرصة على أعداء الله للنيل من أولياء الله .
ثانيا :- ان في هذا التجميد تمحيصاً واختباراً الى إفراد الجيش أنفسهم، وذلك بطاعة قائدهم والالتزام باوامره ومطالبه ، وعليهم النجاح في هذا الاختبار الصعب والخروج من هذه التجربة بالتكامل المناسب لهم . وبالتأكيد فإن هناك من نجح في هذا الاختبار وهناك من فشل، وذلك لان كل فرد في الجيش له رؤية ومنهج وفهم للسيد القائد بحسب ثقافته وإدراكه وإيمانه وبصيرته بحيث يحدد بهذه المفردات طريقه في العمل مع هذا الجيش وقائده.
ثالثا :- ان السيد القائد مقتدى الصدر قد اوجد بأمر التجميد حلاً في تلك الفترة وازمتها لم يكن متوقعا عند الامريكيين ولا عند أذنابهم المتسمين بالمسلمين وغيرهم، ظناً منهم بأنهم قد احكموا الطوق والخناق على هذا الجيش الشريف وانهم سوف يقضون عليه بالتدريج ، لأنهم وضمن خياراتهم وخططهم المدروسة وخبراتهم الطويلة تساعدهم إمكانياتهم المادية في ذلك على انهم قد وصلوا الى الحل الأمثل والأكمل للقضاء على هذا الجيش المجاهد ولا يوجد منفذ اخر ينقذون من خلاله . لكنهم تفاجأوا بقرار السيد القائد مقتدى الصدر، وكما قلنا في بداية البحث بان الله تعالى يمد القادة الالهيين بالحلول والفتوحات التي لا تندرج ضمن سلك المادة والياتها ، بل تندرج ضمن العطايا والهبات الإلهية والتي لا يستحقها الا ذوّوها . ولعل مثل هذه الأمور وهذه المفاجئات سوف تكون المحرك الرئيسي في القضاء على الدجال وأعوانه.
وفي الختام أذكر بعض التوصيات المستفادة من هذا البحث :ـ
1) إن عدم فهم بعض الأوامر الصادرة من القائد الإلهي لا يعطي المبرر في التشكيك به وإنما الحق كل الحق في التسليم والإنقياد له .
2) إن من المطلوب من الأتباع ليس عدم التشكيك فقط وإنما التصدي بما مكنهم الله في الرد على شبهات المشككين .
3) إننا مهما بلغنا من العلم فأننا نقصر عن فهم وأدراك الدوافع الواقعية لأوامر قياداتنا لذا فلنلتزم بالقول ( مولاي يعلم وانا لا اعلم )
4) إن هنالك الكثير من الأوامر يحجب القائد الإلهي عن ذكر أسبابها ودواعيها الحقيقية لأتباعه لما قد يؤدي ذلك من عدم تحقيق الأهداف المرجوة من ذلك الأمر او المصلحة هو يقتضيها إذن فالنجاح والحال هذه هو في التسليم والتطبيق لكل أمر يصدر منه وأن نكون ( كالميت بين يدي الغسال )
5) إن الذي يكلف من قبل القائد الإلهي في إداء مهمة ما يجب أن يتصرف بحكمة ودراية في الإمور التي قد تصادفه أو تعترض طريقه في إداء مهمته وذلك لكي يكون عند حسن ظن قيادته التي أنتخبته لإداء هذا العمل .
والحمد لله رب العالمين وصل الله على محمدا وآله الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم والعن عدوهم
المصادر
1) شذرات من فلسفة تاريخ الحسين للسيد محمد محمد صادق الصدر(قدس سره) صــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ17
2) خطبة الجمعة للسيد القائد مقتدى الصدر(أعزه الله)في تاريخ 7\12\ 2012
3) أضواء على ثورة الحسين للسيد الشهيد (قدس سره) صـــــــــــــ193
4) نفس المصدر صــــــــــــــــــ192
5) مقتل الحسين لباقر شريف القرشي ج2 صـــــــــــ362
6) الآمالي للصدوق صــــــــــــ191
7) أضواء على ثورة الحسين صــــــــــــــــ193 ـ 194
8) نفس المصدر صــــــــــــــــ190
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »

التعديل الأخير تم بواسطة أبو الفضل ; 31-12-2012 الساعة 10:56 AM
ابو بتول غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-12-2012, 10:35 AM   #3

 
الصورة الرمزية الاستاذ

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 13,354

افتراضي رد: السفير المظلوم مسلم ابن عقيل عليه السلام

جزاك الله تعالى خيرا على البحث

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم والعن عدوهم
الاستاذ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-12-2012, 10:56 AM   #4

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 198
تـاريخ التسجيـل : Mar 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 2,990

افتراضي رد: السفير المظلوم مسلم ابن عقيل عليه السلام

وفقكم الله على البحث

 

 

 

 

 

 

 

 

الممهد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-12-2012, 12:05 PM   #5

 
الصورة الرمزية الصادقي

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 133
تـاريخ التسجيـل : Feb 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : بغداد
االمشاركات : 3,223

افتراضي رد: السفير المظلوم مسلم ابن عقيل عليه السلام

احسنت اخي على هذا البحث وجعله الله في ميزان اعمالك

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »


الصادقي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 08:41 PM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2025