نور من كربلاء

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة

ان ثورة الامام الحسين هي ثورة كبيرة وعظيمة ومتكاملة من كل النواحي والاتجاهات فتنوعت الاداور فمن الامام الحسين قائدا الى الاصحاب والى حامل الراية ابو الفضل العباس (عليه السلام) والامام السجاد والباقر وعمتهما زينب (عليهم السلام) اتقن كل واحد دوره حتى الراس كان له دور كبير وسوف نتكلم في هذا البحث المتواضع عن دور رأس الامام الحسين وسوف نذكر بعض النقاط وعلى سبيل الاطروحة حول تكلم الرأس , ونسأل الله ان نوفق في ذلك .

1. ان الامة الاسلامية لم تشاهد هكذا تضحيات من زمان رسول الله والى واقعة الطف, يمكن القول ان الامام الحسين يريد ان يعمّق الايمان داخل نفوس المؤمنين وان يكونوا مستعدين ان يُقتَلوا وتقطع رؤوسهم وتُحمل فهي قليلة امام دين الله المبارك وان يكون المؤمن جاهز في كل الاوقات حيث كان المسلمون في ذلك الوقت ينظرون الى الاسلام نظرة بسيطة ولا يدركون مدى اهمية دينهم واهمية الاخلاص له فقد اعطانا ابو عبد الله ورأسه المقطوع المحمول على الرمح درسا في التضحية وبالفعل حدثت بعد واقعة كربلاء عدة تضحيات بل الكثير منها فقد ضحى المؤمنون وقُطعت رؤوسهم وحُملت وقد صُلبوا كزيد الشهيد والكثير من المؤمنين رضوان الله عليهم, حتى في زماننا الحالي شاهدنا الكثير من القيادات الالهية قد ضحت بأنفسها وابنائها وكما قال السيد الشهيد بما مضمونه (انني انتظر الرصاصة في جبيني).

2. هناك حديث لرسول الله صلى الله عليه وآله يسمى الثقلين (اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي وانهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض, ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا ) ان كلام رسول الله دستورا لكل المؤمنين ولو دققنا النظر الى كلام رسول الله من جهة والى رأس الامام الحسين عليه السلام من جهة ثانية , وأن راس الامام الحسين المرفوع على الرمح قد اعطانا نتيجة وحيث اننا نسمع في زماننا الحالي ان الامام الحسين عليه السلام ميّز بين الحق والباطل حيث ان الدولة الامويّة في ذلك الوقت كانت تدعي الاسلام ويقيمون الصلاة فقد كانوا في نظر البعض مسلمين ولو رجعنا الى ثورة الامام الحسين عليه السلام نجد ان رأس الامام الحسين عليه السلام افشل مخططاتهم حيث ان رأسه قد نطق بالقرآن وهو مرفوع على الرمح حيث لم يُعرف في الاسلام رأسا مرفوعاً يتكلم وهذا دليل على احقّية الحسين وبطلان اعدائه فلو رجعنا الى حديث رسول الله صلى الله عليه وآله سوف نجد ان الرأس الذي يقرأ القرآن هو الثقلين نفسهما وان الذين يحملون الرأس ويدعون الاسلام انهم مزيفون , هذا من جهة ومن جهة ثانية نجد ان القرآن لا يفارق المعصوم حتى بعد مقتله وهذا ما قاله رسول الله ص (لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض) .

3. ان الائمة المعصومين كانوا يتكلمون حسب ما تتحمله عقول الناس وكانوا يختارون المكان والزمان المناسبين لذلك ولو رجعنا الى رأس الامام الحسين عليه السلام وكما ذكر السيد الشهيد في كتابه (اضواء على ثورة الامام الحسين عليه السلام) .

"ان رأس الامام الحسين عليه السلام تكلم سبع مرات "

وحين ننظر الى كلام الرأس الشريف نجده انه اختار المكان والوقت المناسبين وسوف نذكر مثال على ذلك:
"ولمّا حُمل الرأس الشريف الى دمشق ونصب في مواضع الصيارفة وهناك لغط المارّة وضوضاء المتعاملين فأراد سيد الشهداء توجيه النفوس نحوه ليسمعوا عضاته فتنحنح الرأس تنحنحا عاليا فاتجهت اليه الناس واعترتهم الدهشة حيث لم يسمعوا رأسا مقطوعا يتنحنح قبل يوم الحسين فعندها قرأ سورة الكهف الى قوله تعالى ) نُحن نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى) . " اضواء على ثورة الامام الحسين عليه السلام / ص224
وكما بيّنا الوقت المناسب والمكان المناسب لذلك وبطبيعة الحال ان ثورة الطف دستور لكل الاجيال فعلى الذين يسيرون في ذلك الطريق فالطريق مفتوح وهناك امر شاهدناه في زماننا الحالي ان السيد الشهيد محمد الصدر كيف انه سار بخطى اجداده فلو رجعنا الى صلاة الجمعة سوف نجد ان السيد الشهيد كيف اختار الوقت والمكان المناسب لذلك حيث كانت هناك خمسة و اربعون جمعة كيف حققت فتحا كبيرا وليس في ذلك بل ان السيد الشهيد قد اختار حتى الكلام المناسب وايضا نشاهد حاليا السيد القائد مقتدى الصدر في افعاله واقواله في المكان والزمان المناسب لذلك .
4. مثل ما بيّنا في النقطة السابقة من البحث حول وجود اسلام مزيّف وان هناك أناس يدّعون الاسلام, اننا سوف نبيّن في هذه النقطة ونربط بين زماننا وزمان الامام الحسين عليه السلام وحمل رأسه الشريف , سوف نجد ان القتلة الذين يقطعون الرؤوس ويعلقونها ويقطّعون الاشلاء انهم اهل زيف وباطل وانهم مزيّفون وهم صنيعة الغرب الكافر يريدون ان يبينوا للعالم من فعلهم الوحشي الهمجي ان الاسلام هو دين قتل وقطع الرؤوس , وكما لاحظنا ان رأس الامام الحسين عليه السلام وخلال تجواله من العراق الى الشام قد مرّ بالكثير من المدن والامصار وحيث شاهده المسيحي والمجوسي وقد شاهده مختلف الناس على اختلاف قومياتهم ودياناتهم وبطبيعة الحال من شاهد رأس الامام الحسين عليه السلام مقطوعا ومرفوعا فوق الرمح وهو رأس امام المسلمين وابن امير المؤمنين وابن نبي المسلمين سوف ينقل صورة لمارآه وسوف يقولون ان الاسلام دين وحشي حيث ان المسلمين قد قتلوا ابن بنت نبيهم واهله وسبوا عياله وحملوا رأسه من بلد الى بلد هم قتلة مجرمين فقد كانت هذه الفكرة في الاصل هي من دسائس وافعال الغرب في ذلك الوقت المتمثل بالدولة البيزنطية وكما قال السيد الشهيد ان الدولة البيزنطية هي من قتلت الامام الحسين عليه السلام مستغلة اتباعهم يزيد وجيشه اللعين يرمون من ذلك تشويه الاسلام بل وحتى قتل الاسلام وكما يفعلون الآن حيث ان الارهابيين المجرمين يرتكبون ابشع الجرائم بحق الناس العزّل ونحن نقول ان هؤلاء لا يمثلون الاسلام بل ان من يمثل الاسلام هو الامام الحسين عليه السلام ورأسه الشريف حيث ان رأس الامام الحسين عليه السلام عندما رُفع على الرمح بيّن زيف اهل الباطل وبيّن مكائدهم وفضحهم على حقيقتهم .

نتائج البحث

1. على الفرد المسلم ان يتدبر في واقعة الطف الخالدة وان يأخذ العبر والدروس من ذلك .

2. ان الدين الاسلامي دين رحمة ومساواة ينبذ قطع الرؤوس ومظاهر الارهاب بكافة اشكاله .

3. ان رأس الامام الحسين عليه السلام وتكلمه وحمله على الرمح قد بيّن الاسلام الحقيقي والاسلام المزيّف .

4. على الفرد المؤمن ان يكون مستعدا للتضحية من اجل دينه ومن اجل مبادىء وثورة كربلاء الخالدة .

5. على الفرد المؤمن ان يقوم بكتابة البحوث ولو بفكرة بسيطة عن واقعة الطف فأن في ذلك فائدة كثيرة يستطيع من خلالها المؤمن ان يفهم امور مهمة عن الثورة المباركة .

والحمد لله رب العالمين

المصادر

1. اضواء على ثورة الامام الحسين عليه السلام.

2. بحار الانوار.

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
بارك الله فيك على البحث القيم

جزاك الله تعالى خيرا على البحث

بسم الله الرحمن الرحيم
مأجور اخي العزيز وموفق لكل خير وبركة

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
في ميزان اعمالك الصالحات
واحسن الله لك العزاء