التحمل والارادة عند اصحاب الامام الحسين عليه السلام

بسم الله الرحمن الرحيم
نعزي صاحب العصر والزمان الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف والسيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله بذكرى استشهاد الامام الحسين وصحبه واهل بيته .
يجب على كل شخص له هدف يسعى للوصول له ان تكون له صفات وميزات يختلف بها عن اقرانه بغية الوصول للهدف المطلوب وهذا ما نراه واضحاً وجلياً من خلال الشخصيات التاريخية التي كانت لها اهداف سامية وراقية ومن هذه الشخصيات هي اصحاب الامام الحسين عليه السلام الذي يقول عنهم (ما رأيت اصحابا افضل من اصحابي)
اذن لأهمية الهدف وسموه الذي نسعى له الان فيجب ان تكون من ضمن الصفات او المميزات التي نمتلكها هي التحمل و الأرداة وكما قال السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله ( فمن يرى في نفسه التحمل والارادة والقوة والقدرة والانابة والنشاط وبعد الشيطان والنفس الامارة بالسوء ليكون طالباً لما يلي ومطبقاً له ومصداقاً له )
لذا ففي هذا البحث سوف نبين ما هو التحمل وما هي الارادة ونراها في اصحاب الحسين عليه السلام وبعد ذلك نربطها للاستفادة منها في واقعنا الحالي
في معنى التحمل
هنا نأخذ شرح الاستاذ علي الزيدي في كتابه مقتدى الصدر والمخلصون الطبعة الاولى صفحة 167:
ذكر التحمل كأول صفة يراها الفرد في نفسه لولاها لا يمكن ايجاد وتفعيل الصفات الاخرى لأنها امور ثقيلة وتحتاج الى بذل جهد غير دارج في الفهم البسيط للايمان ...(انتهى كلام الاستاذ) .
وهنا نقول ان اصحاب الامام الحسين عليه السلام تطوف بهم مجموعة من الرزايا والمحن وتحملوا الكثير من الكوارث والابتلاءات منها انهم كانوا يرون الاطفال والعيال وهو يضجون من الم الظمأ فكان الامام الحسين عليه السلام يأمرهم بالصبر وكان مثلاً لجميع الفضائل ومكارم الاخلاق وكانوا من اعبد الناس لله وازهدهم وقد فجروا ثورتهم الكبرى في كربلاء فقد قدموا انفسهم الاطهار امام امامهم الحسين عليه السلام دفاعاً عن العقيدة الاسلامية فاستشهدوا مظلومين عطاشى غرباء ولقد اصبحت هذه الثورة المباركة صرخة مدوية تدك عروش الظالمين والطغات وتزلزل الدول المنحرفة عن الحق .
وقول الاستاذ علي الزيدي في نفس المصدر المذكور سابقاً :
ان المراد من هذا كل ما فهمته من هذه الصفة التحمل ان هناك امانة كبيرة ملقاة على عاتق من يريد ان ينتمي الى جيش الامام المهدي هذه الامانة التي لا يمكن الحفاظ عليها وتحملها الا من افراد تنطبق عليهم صفات ومميزات خاصة قال تعالى في كتابه العزيز (إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا) الاحزاب 72 .
من المعلوم ان رفض حمل الامانة من قبل السماء والارض والجبال لا من معصية لوجود العجز في ذوات هذه الاشياء وحيث انها تعلم سعة وجودها وقابليتها ولذلك كان رفض عن علم ودراية . بينما قابليات الانسان التي زوده الله تعالى على خلقه بل قل ان اصل خلقة الانسان لكي يتحمل الامانة وان لا يستطيع الانسان تحمل هذه الامانة لوجود معرقلات يضمها الفرد نفسه كالاستجابة على شيطانه والابتعاد عن اوامر الرحمن مع وجود قابلية التحمل فهو بالتأكيد سوف يكون ظلوماً جهولاً وهذا في غاية الاجحاف .(انتهى كلام الاستاذ)
لذا فعلينا كأفراد نسعى للالتحاق في صفوف جيش الامام المهدي عجل الله فرجه ان نكون كأصحاب الحسين اصحاب تحمل للصعاب والبلاءات والمعرقلات التي تواجهنا وتحول بيننا وبين الوصول لهدفنا .

في معنى الارادة
ومعناها ايضاً نذكر ما ورد في كتاب السيد مقتدى الصدر والمخلصون للأستاذ علي الزيدي الطبعة الاولى وصفحة 169 .
قال الشيخ محمد الامين المامقاني في معنى الارادة (الارادة من الممكن تتطلب المرور بمقدمات كالتصور الجزئي للمراد وخطورة في النفس ثم الميل وهيجان الرغبة نحوه ثم الجزم والتصديق بفائدته وصلاحه ثم العزم والشوق الاكيد المستتبع لتحريك العضلات نحو ايجاد المراد عند ارادة المباشرة او امر الغير عن ارادة التسبيب) .
وفي خبر صفوان بن يحيى قلت لابي عبد الله الحسين عليه السلام :
اخبرني عن الارادة من الله ومن الخلق ؟
فقال الارادة الارادة من الخلق الضمير (أي ما يضمر الانسان من العزم) انتهى كلام الاستاذ .
فأصحاب الامام الحسين عليه السلام عندهم قوة وارادة وصلابة وعزم والتصميم فوقفوا امام القوى العدو صامدين ثابتين لا تهزهم قوتهم ولا جبروتهم وبهذه الارادة الجبارة قابلوا قوى الظلم والطغيان والاستكبار الاموي فاعلنوا برائتهم ورفضهم لبيعة يزيد شارب الخمر واطاعة جيشه الكافر فصرعوا باشرف معركة واحداً تلو الاخر ويقول زهير بن القين الاصحاب والله لو اقتل ثم انشر ثم اقتل ثم احيا ثم اقتل على ان اتركك يا ابا عبد الله لما فعلت .
بعد ان توجهوا هم وامامهم الحسين عليه السلام واسرته الكريمة الى ميدان الشرف والمجد لرفع راية السلام .
فكم هي عالية ارادتهم وكم هي كبيرة عزائمهم في مواجهة الباطل واهله .
و الارادة من شرح نفس المصدر:
ومن كان يتصور حول مفردات العمل التي تبرى ذمته ويكون من خلالها قد استعد لان يكون جندياً في خدمة الامام الحسين عليه السلام بحيث ترضى نفسه بهذا العرض وتميل اليه برغبة تسديده بعد التيقن بانه الطريق المنجي من الهلاك والبعد عما يريده الامام فانه بالتأكيد سوف تكون نفسه متوجهة نحو المراد من دون النظر الى ارادته تكون في ايجاد شيئ يحوي جميع الفضائل التي ينادي بها الانبياء والائمة المعصومين والابتعاد عن أي شيئ خلاف ذلك مهما كان عنوانه .
وبما نحن كافراد كما اسلفنا نود الالتحاق بالركب المهدوي يجب ان تكون لدينا الارادة والقوة والعزيمة التي وجدت عند اصحاب الحسين عليه السلام .
نتائج البحث
1- على الانسان المؤمن من ينتظر الامام الحجة عجل الله فرجه ان تكون عنده صفة التحمل ومن لا يملك صفة التحمل لا يستطيع اكمال الصفات الاخرى كالارادة والقوة والقدرة ... وغيرها وتحقيق الهدف الحقيقي اتجاه قيادته .
واذا تمكنا من كسب هذه الصفة أي التحمل اذن نستطيع ان نحفظ الامانة التي القيت على عاتقنا التي هي انتظار فرج مولانا وقائدنا الامام الحجة والقتال معه في نصرته وقتل اعداءه .
2- ان يكون الفرد المؤمن الذي يمتلك هذه الصفة التي تحدثنا عنها في البحث بطريق اولى لديه العزم والاصرار على الهدف الحقيقي الذي يسعى له ..

هذا والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطاهرين

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
احسن الله لك العزاء
احسنت اخي وفقك الله لكل خير وجزيت خير ان شاء الله

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
احسنت وجزاك الله الف خير على البحث القيم
وجعله الله خير مواساة للإمام الحسين (عليه السلام)

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
احسنت وبارك الله لك هذه المواساة لإمامنا الحسين عليه السلام
اسأل الله لك دوام التوفيق وعظم الله لك الاجر واحسن لك العزاء

أحسنت وجزاك الله تعالى خيرا على البحث