دروس من سفير الإمام الحسين ( مسلم بن عقيل ) عليهم السلام

ان معركة الطف الخالدة تلك المدرسة المحمدية التي ينهل منها الجميع ولا ينضب معينها ولا ينفذ عطائها وان الفرد المؤمن يأخذ منها كل ما يحتاجه في مسيرة تكامله واليوم نتحدث عن شخصية مهمة في تلك المعركة وكان رمزا للطاعة و التضحية والشجاعة والصبر والتحمل وصفات كثيرة يعجز القلم عن جمعها وذكرها فهو مدرسة في كل شيء يستمد عطائه من الطف ذاك الشهيد البطل ذو العائلة التي تحملت الكثير من اجل الإسلام فهي ضحت بكل ما تملك من اجل الإسلام ورسوله الكريم محمد صلى الله عليه واله وسلم وامير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام واهل البيت عليهم السلام وفي هذا البحث البسيط نريد ان نأخذ الدروس والعبر من مدرسة سفير الامام الحسين عليه السلام الشهيد مسلم بن عقيل عليه السلام

نبذة مختصرة عن حياته
ابوه:- هو عقيل بن ابي طالب بن عبد المطلب الهاشمي وهو العلامة النسابة الشهير كان انسب قريش واعلمهم بأيام الناس سريع البداهة حاضر الجواب نافذا ويقطر حماسا كان من المدرسين لعلوم العرب الرائجة في ذلك الوقت ويتميز علمه (عليه السلام ) بإحاطته بالمحاسن والمساوي وعلمه بالمناقب والمثالب
وقد ابغضه قريش لنشر فضائح اسلافها (1)
لهذا السبب كانت قريش تبغض عقيلا ويرمونه بأشد انوع الكذب وترك امير المؤمنين علي السلام والسبب الرئيسي ان اخوه امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام
كما ان قصة طلب المال من امير المؤمنين الكثير يتناولها على انها مثلبة على سيدنا عقيل عليه السلام ولكن أقول
ان هذه القصة توضح لنا مستوى الفقر لعائلة عقيل تلك العائلة الكبيرة بالرغم من اناخوه هو الخليفة وكذلك أي مستوى من العدالة لأمير المؤمنين علي بن ابي طالب وهو الخليفة ولا يميز بين اخوه وباقي الناس في توزيع المال ولا يميز بين القريب والبعيد وكما ان عقيل عليه السلام صاحب علم ونساب وعارف كبير فاراد ان يعرف المجتمع حقيقة أخيه بانه لا يفرط في أموال المسلمين وكيف ان السيد عقيل الذي يعرف أحوال الناس لا يعرف حقيقة اخوة ولكن ضحى بسمعته من اجل اظهار حقيقة أخيه وكيف يحافظ على بيت المال المسلمين
(قال امير المؤمنين علي عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم يا رسول الله إنك لتحب عقيلا قال أي والله اني لاحبه حبين حبا له وحبا لحب ابي طالب له وان ولده مقتول ويقصد مسلم في محبة ولدك فتدمع عيون المؤمنين وتصلي الملائكة عليهم بكى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم حتى جرت دموعه على صدره ثم قال إلى الله اشكو ما تلقى عترتي من بعدي )(2)
أمه :- ام ولد تسمى (علية )اصلها من النبط ومن اشرافهم والنبط سكان العراق القدماء وكانت لهم ملوكية العراق قبل الفرس ولما غلبهم الفرس على السلطان انتسبوا فيهم وختلطوا بهم (3)


تربى سفير الحسين عليه السلام :-
تربى في ذلك البيت الطاهر بيت الطالبيين وتحول السفير الى بيت امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام وللمواصفات الخاصة التي يمتلكها السفير تلقى من العلوم العلوية الكثير وقد اهتم امير المؤمنين بتربيته بشكل خاص وبعد شهادة امير المؤمنين تكفل في تربيته الحسن والحسين عليهم السلام ويكون قد تربى على يد ثلاثة من الائمة عليهم السلام ونهل من تلك العلوم العلوية الالهية والمعارف الربانية واستمد العلوم العربية من ابيه وقد جسد تلك التربية خير تجسيد في طاعة امامه وكان خير سفير له
ولهذه المقدمات الصحيحة والتربية العلوية كانت السبب في اختيار الامام الحسين عليه السلام لمسلم بن عقيل سفير له الى الكوفة تلك المدينة التي تتكون من خليط غير متجانس من القوميات والديانات المتعددة وكذلك هي العاصمة الثانية بعد الشام عند المسلمين وعندما وصل مسلم بن عقيل الى الكوفة كانت تموج بالفتن والاضطرابات وقد تمكن سفير الحسين عليه السلام من تطويق تلك الفتن ونجح في توحيد الصفوف ولكن الغدر والخوف الذي اصابهم كان السبب في نقض العهد وترك سفير الحسين وحيدا بين الأعداء يقاتلهم
وفي هذا البحث البسيط نريد ان نأخذ بعض الدروس من تلك المدرسة التي اختصته بالسفارة والتي يجب على الجميع التعلم منها في مرحلة الاعداد للفرد المؤمن والذي يسعى على ان يكون احد افراد جيش الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف
ومن هذه الدروس
1:- الاعداد الصحيح في قبول أي امر يصدر من القائد وفي أي مرحلة او وقت
فنجد ه في سوح القتال ونجده سفير الامام فهذه الأوامر تحتاج الى مرحلة اعداد صحيحة من قبل الفرد المؤمن
2:- التحمل:- فقد سار من مكة الى الكوفة وتحمل صعوبات السفر وحيدا ولا يوجد معه غير الدليلين وقد ماتا في نصف الطريق واكمل المسير وحيدا وهذا دليل على القابلية والتمرين الصحيح لمثل هذه المواقف
3:- تنفيذ الأوامر وتعامل مع الاحداث والمواقف التي مر بها وهو بعيد عن القائد الامام الحسين عليه السلام وهذ أيضا يحتاج الى قوة وشجاعة وعلم وطاعة في تطبيق الأوامر وهذا نتيجة التدريب الصحيح الذي تلقاه من الائمة الثلاثة عليه السلام لان الكل يحتاج للمعصوم عليه السلام او المصلح وعندما يكون الفرد قريب من الامام يكون اشد قوة واكثر شجاعة وهذا من فيض العصمة على الافراد .
ونجد من الحنكة التي تعامل بها عليه السلام في موقف بن زياد عليه اللعنة والعذاب عندما دخل دار هاني (رض) ولم يقتله لانه يعلم ان الإسلام قيد الفتك وكذلك اختياره للمواجهة عندما تركه الجميع وهذه كانت رسالته الى الجميع عدم التراجع عن الهدف المرسوم له كذلك فضح ظلم بني امية وهم يهجمون عليه بهذه الاعداد ويقتلونه ويسحبونه في شوارع الكوفة
4:-الخبرة في اختيار عابس الشاكري في إيصال الرسالة الى الامام الحسين عليه السلام يخبر الامام الحسين عليه السلام عن اجتماعه باهل الكوفة وهذا ان دل عن شيء يدل على العلوم التي تلقاها من ابيه في معرفة الرجال .
وهذا الشيء القليل من الدروس التي نأخذها من سفير الحسين عليه السلام فهو تلك المدرسة المتكاملة التي يجب علينا ان نتعلم منها الكثير ونحن نسعى على ان نكون في ذلك الجيش العقائدي جيش الإمام المهدي عليه السلام وكيف ندرب انفسنا على طاعة القائد والقبول في أي امر يصدر وكيف نتعامل لو اراد منا ان نكون سفير له او أي امر وهذا ليس مجرد كلام بل يحتاج الى تدريب مستمر والتعلم من القائد الإلهي وذلك لان أصحاب الامام لامجال الى التصحيح في تنفيذ الأوامر ونحن في هذا الوقت يجب علينا ان نكون سفراء للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر (قدس) في هذا المجتمع الذي تحيط به الفتن من كل صوب والذي يعيش في الملذات والشهوات الدنيوية ويبتعد شيئا فشيئا عن طاعة الباري عز وجل وعن التعاليم الاسلامية فيكون دورنا اظهار تلك التعاليم وان نكون خير سفير للسيد الشهيد في هذا المجتمع وكذلك ان نكون سفراء للسيد القائد مقتدى الصدر (اعزه الله)في هذا البلد الجريح لكي يوفقنا الله في اكمال مسيرة التكامل من اجل ان نكون من انصار الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف لان الامام لا يقبل أي اخطاء في التطبيق وهذا يتطلب الاستعداد الصحيح في كافة الجوانب وان يكون ملم بكل التعاليم الإسلامية وكذلك التدريب البدني والعسكري




نتائج البحث :-
1:- العمل على التكامل في جميع الجوانب الدينية والسياسية والعلوم الأخرى .
2:- التعرف على طبيعة الشعوب من خلال المطالعة على أحوال الشعوب والبلدان
3:- التدريب المستمر تحت اشراف اهل الخبرة في كافة الأمور العسكرية والبدنية من اجل تنفيذ أي امر من القائد

وأخيرا نتوسل بسفير الحسين ان يحفظ قائدنا السيد القائد مقتدى الصدر (اعزه الله) ويجعلنا واياكم من الطائعين والمنفذين لأوامره حتى يرزقنا الله نصرة امامنا الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف

سؤال:- ذكرت ان سفراء الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف لا يوجد مجال للتصحيح فهل انهم لا يخطئون؟

جواب:-
نعم انهم لا يخطئون بل انهم اخطأوا قبل المهمة وتربوا على ذلك فالأمام لا يرسل شخص يخطأ لان الامر لا يتحمل الخطأ
او لا يكلف شخص من كثرت اخطائه فالأمام يرسل إصحابه على قدر قابلياتهم ( وحكمه كما ورد كحكم داود من دون بينة )


المصادر:-
1:- كتاب سفير الحسين مسلم بن عقيل ( الشيخ عبد الواحد المظفر )ص6
2:- الشيخ الصدوق_88_مجلس 27

:-3 كتاب سفير الحسين مسلم بن عقيل ( الشيخ عبد الواحد المظفر )ص8

بارك الله فيك اخي العزيز ومأجور على هذا الطرح

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
موفق لكل خير اخي الكريم

احسنت اخي على الطرح القيم
وفقك الله

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
جزيت خيرا على البحث القيم والطرح المبارك موفق لكل خير