الامام الحسن عليه السلام واختبار الامم في تقبل الهدنة مع معاوية

الملف الشخصي · 03-08-2012, 11:37 PM

[align=center]الامام الحسن عليه السلام واختبار الامة في تقبل الهدنة مع معاوية
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
في البدء نهنى بقية الله في أرضه وسماءه الحجة بن الحسن المهدي عليه السلام والسيد القائد مقتدى الصدر أعزه الله بولادة سبط رسول الله وريحانته الامام الحسن بن علي المجتبى عليه السلام ...
وهنا اود التطرق الى مفصل من مراحل حياته الشريفة الا وهو الهدنة مع معاوية عليه اللعنة والعذاب وما ينطبق مع مرحلتنا الحالية وما تعانية القيادة الالهية من مشاكل المجتمع وعدم ادراكه وفهمه للخطوات التي يقوم بها المصلح الرباني ...
حيث روى الشيخ الصدوق قدس سره في كتاب علل الشرائع بسنده عن ابي سعيد عقيصا الذي سأل الامام الحسن عليه السلام عن السبب الذي دفعه الى الصلح ( الهدنة ) مع معاوية من انه عليه السلام يعلم انه على الحق وان معاوية ضال وظالم فأجابه الامام عليه السلام ( يا ابا سعيد الست حجة الله تعالى ذكره على خلقه واماما عليهم بعد أبي عليه السلام ؟ قلت بلى .. قال الست الذي قال رسول الله صلى الله عليه وآله لي ولأخي الحسن والحسين اماما قاما أو قعدا ؟ قلت بلى .. قال فأنا اذاً امام لو قمت وانا اماماً اذا قعدت يا ابا سعيد علة مصالحتي لمعاوية علة مصالحة رسول الله صلى الله عليه وآله لبني ضمرة وبني أشجع ولأهل مكة حين أنصرف من الحديبية اولئك كفار بالتنزيل ومعاوية وأصحابه كفار بالتأويل يا أبا سعيد اذا كنت اماما من قبل الله تعالى ذكره لم يجب أن يسفه رأيي فيما أتيته من مهادنة او محاربة وان كان وجه الحكمة فيما أتيته ملتبساً الا ترى الخضر عليه السلام لما خرق السفينة وقتل الغلام وأقام الجدار سخط موسى بن عمران عليه السلام فعله ؟ لأشتباه وجه الحكمة عليه حتى أخبره فرضي ( هكذا أنا سخطتم علي بجهلكم بوجه الحكمة فيه ولولا ما أتيت لما ترك من شيعتنا على وجه الارض أحداً الا قتل ) .
وهنا لست في صدد شرح عبارت هذه الرواية فالكثير ممن تطرق لامر الهدنة وسرد الكثير من المؤلفات جزا الله خيرا المدافعين عن تلك الخطوة الالهية التي قام بها الامام الحسن عليه السلام ...
ولكن اود ان اطرح سؤالان مهمان للفائدة ...
اولا : هل لنا ان نستفيد من تلك الواقعة ؟؟؟
ثانياً : هل يمكن ان نتصور حال الامة المعارضة لتلك الخطوة في تلك الفترة والى يومنا الحاضر ؟؟؟
وللاجابة أقول
اولا : يمكن لاي فرد باحث عن الحق والحقيقة ان يتأمل في تلك الحادثة ( الهدنة ) واستخلاص العبر منها . ولعلنا نجد في جواب الامام عليه السلام البيان الكافي لبيان الاسباب التي دعته الى القبول بالهدنة .
فنجد ان الامة في تلك الفترة كانت على عدة مستويات من الفهم دفعت بالامام الى القبول بهكذا أمر ومن أهم تلك الاسباب وعلى رأسها عدم انصياع القاعدة الشعبية المحيطة بالامام عليه السلام لاوامره ونواهيه وكما ورد على لسانه الشريف عند جرحه بالمدائن قائلا ( أرى والله معاويه خيرا لي من هؤلاء يزعمون أنهم لي شيعة أبتغوا قتلي وأنتهبوا ثقلي وأخذوا مالي ..... )
وهنا يتبين لنا ان الالم الحقيقي هو من أصحابه الذين أرادهم عونا له لمواجهة معاويه عليه اللعنة ولكنهم خذلوا الامام ومنهم أغلب قادة الجيش كما تدل بعض الروايات . حتى وصل بهم عدم فهم الخطوات الالهية للامام عليه السلام ان ينعتوه بأبشع الاوصاف حين قال له احدهم ( السلام عليك يا مذل المؤمنين ) .
فهذا السبب وغيره دفعوا بالامام الى تقديم المصلحة العامة والرؤيا المستقبلية للدين والمذهب مما غاب عن العقول القاصرة التي كانت تدعي الانتماء للامام عليه السلام
وهنا لا بد للفرد المؤمن الذي يتخذ من امامه الحسن عليه السلام ان يكون ذو تسليم وطاعة لكل خطوة يقوم بها قائده او مرشده الى طريق الصواب لانه يعلم ونحن لانعلم .
وكذلك فأن مجرد التشكيك غير كاف فلا بد من عدم السؤال او التفسير لكل خطوة يقوم بها لان هذا نابع من عدم الثقة والجهل بالقيادة الحقة .
ثانياً : وفي معرض الاجابة عن التساؤل الثاني فأقول نعم لنا أن نتصور ذلك ... فعلى سبيل التصور ونحن نعيش هذه المرحلة الحرجة لقيادتنا من جهة وللعامة من جهة أخرى .
فليس بخفي عنا المظلومية التي يعاني منها السيد القائد مقتدى الصدر أعزه الله متأسياً بجده الامام الحسن عليه السلام
فقبل كتابة الموضوع قرأت وتألمت تلك الكلمات التي خطتها أنامل السيد القائد المجاهد شارحا ومبينا لزيارته الاخيرة الى أربيل وما رافقها من تخرصات لاعداه وتشكيك من بعض المحسوبين عليه وعلى الامام الحسن عليه السلام.....
فما أشبه اليوم بالامس وما أشبه معاناة قيادتنا الالهية بمعاناة الامام الحسن عليه السلام وما أشبه تقول أعداءه بأقاويل اسلافهم فبالامس ينعتون الامام بقولهم ( السلام عليك يا مذل المؤمنين ) واليوم يتهجمون على السيد القائد بقولهم ( أنه يسعى لشق الصف الشيعي ) .
متجاهلين وغافلين عن الاخطار المحدقة بمذهب التشيع والدين الاسلامي عموما وهذا ما نوه عنه امامنا صاحب الذكرى عليه السلام في الرواية التي ذكرناها في بداية الموضوع حين قال ( سخطتم علي بجهلكم بوجه الحكمة فيه ولولا ما أتيت لما ترك من شيعتنا على وجه الارض أحداً الا قتل ) واليوم يكررها القائد المجاهد بالقول مبينا احد اسباب زيارته الى اربيل قائلا (ولكن مما أريد التنويه له هو أنَّ المنطقة مُقبِلَة أو على شفى حرب طائفية طاحنة,
يسقط بها ما لا يعلم عدده إذا بقيت الأمور على هذا التشدّد وعلى هذا الحال لا
سمح الله, وخصوصاً أنَّ العراق مركز هذه الصـراعات, لِما فيه من فسيفساء جميلة
من تشيّع وتسنّن من جهة, وتشدد وانفتاح من جهة أخرى.) وقوله اعزه الله (فيجب أنْ يكون العراق مُنطَلَقاً لتحسين العلاقات الداخلية بين مكونات الشعب,
ليكون قدوة للآخرين أنْ يُحسّنوا أوضاعهم فيما بينهم, وخصوصاً أنَّ التشدّد السني
موعود بالحكم والسلطة.
ولا أريد التشعب بل أريد أنْ أبين أنَّ تحسين العلاقات الشيعية مع الأكراد والسنة(1) في
العراق قد يكون تحصيناً من تلك الحروب الطاحنة التي يتوجّس منها العراقيون,
بل وكافة المسلمين عموماً... وخصوصاً بعد أنْ ساءت العلاقات الطائفية والعرقية
السياسية في الآونة الأخيرة في الرقعة العراقية المقدسة.
وفي ذلك مفسدة سيكون معها التشيّع والعراق في معرض الخطر, وبوجه عاصفة
طائفية هوجاء, وفيضان التشديد الهائج الذي سيأخذ الجميع إلى الغرق في هاوية
الطائفية المقيتة مرة أخرى.)

فهذا هو حال الامم الرافضة لمشاريع اولياء الله وقادته المصلحون والتي دائما ما تكون مفاجئة ومباغته وتحمل في طياتها الكثير من الامور الخفية التي لا تدركها العقول القاصرة التي جبلت على فهم ظاهر الاشياء وهذا النوع من الفهم السطحي غالبا ما يكون خاضعا للشهوات والرغبات النفسية البعيدة عن حقيقة الامور ... وهذا الرفض ستكون له نتائج وخيمة لا يحمد عقباها على تلك الامم والامثلة كثير وعلى مر الازمنة فكلما رفضت الامة القائد الالهي ابتليت بشتى أنواع البلاءات التي وجدت بسبب الانفس الامارة بالسوء والتي دائما ما تكون بمواجهة الحق وأهله
ونحن يا أخوتي علينا أن نتعظ ونأخذ العبرة ونكون من أتباع القيادة الالهية الحقة قولا وفعلا وان نتق الله حق تقاته في قادتنا فهم سبل النجاة من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى .
والحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على حبيبنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
وعجل فرجهم والعن عدوهم[/align]