![]() |
![]() |
![]() |
|
منبر مواساة الحسين عليه السلام فكرياً وثقافياً ( بحوث حسينية ) جزء يسير من المواساة من مداد أقلامنا الى أن يأذن الله ونرخص الدماء لمواساته مع إمامنا المهدي ( ع ) |
![]() ![]() |
|
![]() |
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
![]() |
#1 |
|
![]()
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين قال تعالى في محكم كتابه الكريم ( وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ )آل عمران 169 - 170 وورد عن مولانا الامام السجاد عليه السلام ( الموت لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة ) ــ فالشهادة كرامة من الله اختص بها خاصة اولياءه ممن افنوا وجودهم في سبيل اعلاء كلمة لا اله الا الله والشهيد حي حاضر دائماً وليس بغائب وهذا الكلام وان كان يخص ممن افنى ذاته في سبيل الله ... الا اننا نعلم ومن خلال الواقع الذي نعيشه نجد ان الكرامة للشهيد غير منحصرة فقط فيمن بذل نفسه في سبيل الله بل ان قدسية الشهيد موجودة سواء كان الشهيد وطنياً او دينياً وسواء كان في الاديان الشرقية او غيرها . فكل رسالة او دين او عقيدة تقدس شهدائها حتى لو كانت الرسالة مادية والاهداف دنيوية غير دينية مع علمنا ان الشهادة اقترنت فيمن يضحي بنفسة في سبيل الله فلماذا هذا التقديس والاهتمام عند مختلف الاديان والعقائد والحركات ؟ لان مفهوم الشهادة ومدى تضحياته تكتسب نوعاً من القداسة يمتد الى ما وراء الماديات فنجد ان الكثير من الحركات التي لا تؤمن بالقداسة والتقديس الا انها تعتقد بقدسية الشهيد وهذا ناتج من العلاقة التي تربط الشهيد بالمعتقد والرسالة التي ضحى من اجلها ولذا تكون العلاقة بين الافراد وعقيدتهم علاقة مقدسة كما يعبرون وبدورها توجد بين الافراد والشهادة والعقيدة علاقة تقديس مترابطة . باعتبار ان الشهيد منح وجوده بالكامل وحياته في سبيل هذه العقيدة وفي سبيل الاهداف السامية التي يشترك بها مع شركاء دربه . وعليه ستكون شهادته بنظر اخوانه واحباءه في نفس المنهج ذو قيمة لا تعد ولا تحصى الا بالتكريم والتشريف واعتباره نموذجا يحتذى به . فان قدم العالم نفسه في سبيل العلم فانه سيتحول الى علم ينهل منه باقي العلماء . ومن يقدم نفسه في سبيل احياء او انقاذ امة معينة فانه سيتحول الى امة يقدسها كل من يعتقد بان الامة روح جماعية تهيمن على الافراد لاكما يعبر البعض من ان الامة مجموعة افراد بل ان المهم ان يكون الفرد المضحي بنفسه تجسيد معنوي للامة وعملها الجماعي الذي يمهد لتحقيق الاهداف التي وجدت من اجلها .وعندما يضحي الفرد بنفسه في سبيل حرية امته فانه سيكون مناراً يشير اليه ابناء تلك الامة باعتبار انه ضحى من اجل حريتهم ورفاهيتهم وتخليصهم من الظلم السائد , وما الاحداث الاخيرة عنا ببعيدة فكم من فرد اقترن اسمه بحرية شعوب باكملها وان كانت تضحيته غير مطابقة للموازين الشرعية . او انها كانت بنظرهم السبب الرئيسي وهي غير ذلك ؟ فلماذا يعيبون على البعض تضحياتهم وتكريمهم لشهدائهم ورموزهم بينما يبيحونهالانفسهم ؟ ليس هذا مقام البحث ........ وبعد هذه الامثلة البسيطة عن قدسية الشهادة يكون الشهيد فكراً او رسالة او قدسية حينما يهب في لحظة معينة يشعر فيها بوجوب نهضته لبيان حقه او لطرح فكره أو لأنقاذ واقع معين او لتذكير الامة بدورها . وفي هذا البحث المتواضع احب ان اتطرق الى اسباب الشهادة باعتبار انها نتيجة وكرامة من الله ولها اسبابها من دون ادنى شك والا لماذا يقتل النبي او الولي وبأي ذنب ؟ مع علمنا بحسن سيرته وسلوكه في مجتمعه ..... الا انها تبين الاستمرارية للمعركة بين الخير والشر والتي ابتدأت منذ خلق البشرية بل قل قبل ذلك كما بين الباري حين أخبر الملائكة بخلق الانسان والاستفهام الصادر عن الملائكة ( قال اني جاعل في الارض خليفةً قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدما ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال اني اعلم ما تعلمون ) وغيرها مما جرى بعد هذا الخلق مباشرة ورفض ابليس السجود لادم حيث طلب ابليس اللعين من الباري أن يمهله الى يوم القيامة ولكن الله أمهله الى يوم الوقت المعلوم اي انه حدد بداية المعركة برفضه السجود كما ان القرآن أشار الى وقت نفاذها للوقت المعلوم وبالفعل ان معركة الخير والشر مستمرة الى يومنا الحاضر وفي مختلف الازمنة التي مضت الى ظهور منقذ البشرية ونهاية ابليس اللعين ونهاية الشر بأسره . قال تعالى ( واتل عليهم نبأ ابني ادم بالحق اذ قربا قرباناً فتقبل من احدهما ولم يتقبل من الاخر قال لا قتلنك قال انما يتقبل الله من المتقين لئن بسطت الي يدك لتقتلني ما ان بباسط يدي اليك لاقتلك اني اخاف الله رب العالمين ) سورة المائدة 27 – 28 . وعن النبي الاكرم محمد صلى الله عليه واله وسلم ( لا تقتل نفس ظلماً الا كان على ابن ادم الاول كفل من دمها لانه كان اول من سن القتل ) تفسير في ظلال القران مجلد 2 صــــ703ــــــــ نقلاً من كتاب الامثل ج3 ص 410 . وهذه الاية الشريفة تبين الصراع الدائم الذي يميزالمجتمعات البشرية حيث يقف في احد جانبيه اناس جبلوا على الطهارة والصفاء والايمان وفي الجانب الاخر يقف اناس تدنسوا بالانحراف وجبلوا على الحقد والحسد والانانية وهذا الامر الذي طالما اكد عليه مولانا الصدر المقدس اعلى الله مقامه بتكرار قوله ( ان الانانية والحسد صفتان ملازمتان .... ) واصفاً بذلك مراتب عليا من المؤمنين فضلاً عن غيرهم من الافراد الاخرين ............. وتبين روايات اهل بيت النبوة على أن المنشأ الاساسي في سبب القتل هو في مسألة الوصايا ووراثة العلم حيث روى العياشي في تفسيره عن سليمان بن خالد عن ابي عبد الله عليه السلام ورد فيها ان الله تبارك وتعالى اوصى ادم عليه السلام ان يدفع الوصية الى هابيل وكان قابيل اكبر منه فبلغ ذلك قابيل فغضب فقال انا اولى بالكرامة والوصية فأمرهما ان يقربا قربان فتقبل من هابيل ولم يتقبل من قابيل فحسده قابيل فقتله ..... وهذا الحديث مروي في بصائر الدرجات ( تفسير العياشي محمد بن مسعود العياشي ج 1 صــــــــــ301ــــــ ) ــ ومن خلال التمعن في هذه الحادثة التي يذكرها القران الكريم يتبين لنا ان بذور الخلاف قد بانت علاماته منذ اول خلاف على الوصاية والولاية وبيان ان قوى الشر ستستهدف الخير الذي اوصى به الباري مهما كان او يكون ومهما كانت صلة القرابة بينهما باعتبار ان مسألة الخير والشر اعم من الارتباط النسبي والى اليوم فلا زالت القرابين تقدم من انبياء الله واوصيائه فمن قربان هابيل الى قربان ابراهيم الخليل والى سيد الاوصياء وشهادة ابا الاحرار عليه السلام قربان الله الاكبر كما صرحت بذلك عقيلة الطالبين عندما قالت ( اللهم تقبل منا هذا القربان ) . وان كنا في مجال البحث نتحدث حول الشهادة فنقول نعلم ان الحسين قربان الله الاكبر لانه كان الدعامة الاساسية التي ارتكزت عليها كل الديانات السابقة والممهد للدين الاسلامي الحنيف هذا الدين الذي لم يستقم الا يقتل سبط النبي المختار واصحابه الميامين . وعليه فأن هذه الحادثة وكما عبر عنها الدكتور علي شريعتي في كتابه الامام الحسين وارث ادم انها الانعطافة التي يمكن تسميتها بأنها لحظة نشوء الحرب بين الخير والشر وانها اللحظة التي ابتدا التاريخ من خلالها . لسبب بسيط وهو ان مصير البشرية يؤول في النهاية الى اقامة حكم الله في ارضه وهذا يستدعي تلك المعركة لبيان حقيقة كل من الخير والشر ونشرها على البشرية اجمع لييحي من حي عن بينه وكلا ينال جزاءه. ــ وتستمر فصول هذه المعركة في زمن انبياء الله عليهم السلام فقد كان السبب في قتل الانبياء والمرسلين يكاد يكون متشابهاً وان اختلفت طريقة التنفيذ وهو سبب رفضهم للظلم والعدوان والشرك ودعوتهم للتوحيد والعبودية حتى وان كانت اسباب قتلهم في الظاهر مختلفة وكما في قتل يحيى عليه السلام ومحاولتهم قتل عيسى عليه السلام وغيرهم من الانبياء . وكثيرا ما اشار القران الى ان سبب القتل بغير حق لبيان احقيتهم ومظلوميتهم وانهم شهداء العقيدة والتوحيد لله واستمرارية المواجهة بين الحق والباطل وارتباط حركة ابا الاحرار عليه السلام بالانبياء السابقين مما نقرأه ونقربه في زيارتنا للامام عليه السلام في زيارة وارث حيث نقول ونسلم على الامام عليه السلام ( السلام عليك يا وارث ادم صفوة الله . السلام عليك يا وارث نوح نبي الله . السلام عليك يا وارث ابراهيم خليل الله . السلام عليك يا وارث موسى كليم الله . السلام عليك يا وارث عيسى روح الله . السلام عليك ياوارث محمد حبيب الله ) فمن خلال الترابط في هذه الزيارة العظيمة يمكن القول ان وراثة الامام الحسين عليه السلام تكمن في الحفاظ على سر الله واكمال مسير الانسانية نحو اقامة المجتمع المسلم وهذا ما بذل الحسين في سبيله نفسه وعياله وكل ما يملك . فكربلاء جسدت ساحة المعركة الحقيقية التي استمرت فصولها من لحظة بدء الخليقة والى يومنا الحاضر .وفي نظرة سريعة لحركة واسباب قتل الانبياء عليهم وعلى نبينا الاكرم التحيات والصلوات نجد ان الانبياء من ذرية ابراهيم عليه السلام يجمعهم قاسم مشترك يتمثل بأنهم قاموا وثاروا من الوسط المحروم اجتماعياً واقتصادياً كما صرح بذلك نبينا الاكرم صلى الله عليه واله وسلم حينما قال انهم كانوا يعملون رعاة او بعض الاعمال البسيطة الاخرى وكما هو شأن نبينا الاكرم صلى الله عليه واله وسلم كذلك حيث وصفه الباري عز وجل بأنه الامي قال تعالى ( هو الذي بعث في الاميين رسولاً منهم ) والامييون عامة الاميين أي انهم من البشر ولم يكونوا من الملائكة او من الطبقات الخاصة او المحافظين الاشراف وغيرهم عبيد ؟ وكان حديثهم بلسانه المحرومين واقرب الى المجتمع من الحكام المستبدين . ــ هذا الامر الذي سبب المواجهة مع القوى الحاكمة في زمانهم فنجد ان ابراهيم يحمل الهراوة وموسى يحمل العصا ويرعى الاغنام الا انه هجم على فرعون مفنداً دعواه الباطلة وداعياً الى عبادة الله الواحد الاحد او قل داعياً وممهدا الى قيام الدين الاسلامي الحنيف فالقران الكريم ومن خلال آياته الشريفة نفهم ان ( الاسلام ) ليس هذا الدين فحسب وانما هدف الاديان واحد على طول خط البشرية وكانت مهمة الانبياء السابقين بما يناسب ومتطلبات كل مرحلة وما اعلان اسم الاسلام في ختام الديانات الا لبيان الاتصال والتلاحق بينه وبين الديانات التي سبقته و التي مهدت له في محاربة الشرك والضلال من جانب ومن جانب اخر بيان احكامه تباعاً . وكثيراً ما اشار القران الكريم الى المهمة السياسية التي بعث من اجلها الانبياء كما في وصفهم بأنهم يعلمون الناس الكتاب والحكمة والامر بالقسط ونبذ الشرك في العبادة . فما كانت النتيجة الا مواجهتهم من قبل ارباب السلطة والتسلط والرافضين لاقامة حكم الله في ارضه فما كانت النتيجة الا قتلهم وتشريدهم في سبيل ذلك . وما حصل في ساحة كربلاءالمقدسة ما هو الا اجتماع دعوات الانبياء في قباله السياسة التي استخدمت عندهم من مال وقوة ورهبانية مدعاة وبذلك كان الامام الحسين عليه السلام يمثل الوريث الحقيقي للديانات والانبياء السابقين في مواجهة اعداءهم في نقطة الافتراق فأما تثبيت تلك التضحيات واما تفنيدها نهائياً والعياذ بالله وهيهات لابا الاحرار ان يتراجع الا ان يقوُم الدين بدمه الطاهر . ــ ومن هنا اكتسبت ثورة الامام الحسين عليه السلام بأنها مصدر الاشعاع الحقيقي للانسانية وبالخصوص لجميع الثائرين الرافضين لمختلف أنواع الظلم والأستبداد مما سبب لهم القتل والاضطهاد على مر التاريخ حيث نعلم ان الاستكبار العالمي لم ينظر الى حركة المصلح فحسب بل ان أي رجل مصلح يمثل خطراً برأيهم لان مجرد وجوده يعني ان نبض الثورة لا زال يسري في ابدان الاحرار الثائرين الرافضين لمختلف اشكال الظلم . فنرى ان الاستعمار لم يكتفي بقتل الانبياء السابقين وقتل الرسول الاكرم وامير المؤمنين وتفتيت جيش الامام الحسن عليه السلام بل استمر في طغيانه ساعياً الانتصار في معركته التاريخية ولكن كان مفترق الطرق بشهادة ابا عبد الله عليه السلام فكانت شهادته نقطة الاستقامة والثبات والأستمرارية لهذه الديانات السماوية . وهنا يمكن أن نطرح سؤالا * لماذا لم يدفع الله القتل عن اوليائه وقتلهم بهذه الطرق من دون حق كما بين الباري عز وجل في كتابه الكريم ( وقتلهم الانبياء بغير حق ) ج ــ 1 ـ لم تكن الاقوام السابقة على مستوى من الفهم العالي الذي يؤهلها لفهم النبي والوصي وحركته في المجتمع فكانوا ينظرون اليه نظرةً مختلفةً تصل الى حد التآليه والربوبية بما كان يقدم لهم من معجزات خارقة فلم يكن في تصورهم انه سيموت ويفنى او انه سيمرض او حتى مطالبتهم من قبل اقوامهم بأمور خارقة فأبتلى الله اوليائه بالقتل والفقر ومما يشير الى ذلك قوله تعالى (وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا ) الفرقان 7 . وايضاً ما ورد عن رسولنا الاكرم محمد صلى الله عليه واله وسلم ( اعظم الناس بلاءاً الانبياء ثم الامثل فالامثل الى ان يقول بالبلاء العظيم الذي يهون معه على جميع الناس لئلاً يدعوا له بالربوبية اذا شاهدوا ما اراد الله ان يوصله اليهم من عظائم نعمه ...... ( الخصال ج 2 الحديث ص 108 ) – ( البحار 44 ص 275 ) وفي اكمال الدين والاحتجاج وعلل الشرائع عن محمد بن ابراهيم بن اسحق الطالقاني قال كنت عند الشيخ ابي القاسم الحسين بن روح النوبختي رضوان الله عليه فقام اليه رجل فقال له اريد ان أسالك عن شيء فقال له سل عما بدا لك فقال الرجل اخبرني عن الحسين بن علي عليه السلام اهو ولي الله ؟ قال نعم فقال الرجل : اخبرني عن قاتله اهو عدو الله ؟ فقال نعم : فقال الرجل فهل يجوز ان يسلط الله عدوه على وليه ؟ فأجابه ابو القاسم : افهم عني ما اقول ...... اعلم ان الله عز وجل لا يخاطب الناس بشهادةً العيان ولا يشافههم بالكلام ولكنه بعث اليهم رسولاً من اجناسهم واوصافهم فلو ارسل اليهم رسلاً من غير اوصافهم لنفروا عنهم ولم يقبلوا منهم ...... ( ثم استمر الحديث عن الانبياء ومعجزاتهم الى ان قال ) ..... فلما اتوا بمثل هذه المعجزات وعجز الخلق من اممهم عن ان يأتوا بمثله كان من تقدير الله عز وجل ولطفه بعباده وحكمته ان جعل انبياء مع هذه المعجزات في حال غالبين وقاهرين وفي حال مغلوبين ولو جعلهم في جميع أحوالهم غالبين ولم يبتلهم ولم يمتحنهم لاتخذهم الناس الهةً من دون الله ولما عٌرف فضلهم ( علل الشرائع 1 – 241 ) نقلاً من كتاب ناسخ التواريخ ص 167 . ومن جواب السفير الثالث نجد ان السائل يسأل عن ملحمة الحسين عليه السلام وسبب مقتله فيجيبه السفير بجواب عام يشمل جميع حركات الانبياء السابقين وهذه الرواية لوحدها فيها دلالة على شمولية هذه المعركة المثالية وبيان الترابط في الحركة والأسباب . ــ وربما يسأل سائل عن تكامل الامم وبيان العديد من الامور للبشرية من خلال تعاقب الديانات وختامها دين الاسلام وان مسألة تالية اولياء الله لم تعد واردة بحسب تكامل البشرية ؟ الا ان وجود المغالين في زمن مولانا امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام خير شاهد واقرب مثال فبينما اسس النبي الاكرم صلى الله عليه واله وسلم وثبت اركان الدين الاسلامي الاسلامي الحنيف ما هي الا سنوات معدودة وتحذو طائفة من المجتمع حذو هؤلاء وتعلن ربوبية الامير عليه السلام فما كان منه الا معاقبتهم ..... 2 ــ السبب الثاني من اسباب قتل الانبياء او مشاهدتهم ما ورد عن مولانا السجاد عليه السلام ( الموت لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة ) فالشهادة تكريم لاولياء الله لما بذلوا وقدموا في سبيل الله وهي كرامة اختص بها خاصة اولياء الله وكلا بحسبه . وهي من الامور التي يقر بها العقل البشري بمختلف توجهاته . فليس من المعقول ان يطالبنا الشرع المقدس بالإحسان في قبالة الاحسان ما لم يكن صادراً عن المحسن المتفضل نفسه . ومن ادلة هذه الكرامة والاجر المضاعف ما ورد عن علي بن رئاب قال سألت ابا عبد الله عليه السلام عن قوله ( وما اصابكم من مصيبةً فبما كسبت ايديكم ويعفوا عن كثير ) أرايت ما اصاب علياً واهل بيته عليهم السلام اهو بما كسبت ايديهم وهم اهل بيت طهارة معصومون ؟ فقال : ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كان يتوب الى الله عز وجل ويستغفره في كل يوم وليلة مائة مرة من غير ذنب ان الله عز وجل يخص اولياءه بالمصائب ليأجرهم عليها من غير ذنب ( معاني الاخبار 383 ج 10 ) . واي اجر استحق الاولياء عموماً والحسين واصحابه خصوصاً فهم باب نجاة الامة وكرامتهم لا يحيط بها الا الله والراسخون بالعلم . 3 ــ قال تعالى ( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ) ال عمران 144 . فنلاحظ ان قتل انبياء الله واوليائه من اهم الاختبارات ونتائج الامم .... فالاختبارات تكمن في النبي او الولي قد حصل على النتيجة التي وعده الباري بها وتبقى المسألة في ساحة الاتباع فهم بين تابع لمسير ومنهج ذاك الولي الشهيد وهو ناج . وبين منقلب على عقبيه وليس له الا الخسران المبين . وعليه تستمر المعادلة بزيادة تكامل المخلصين وعدم استحقاق الاخرين البقاء هذه النعمة الربانية . وبالتالي فأن مقتل اولياء الله حركة ربانية لتمييز الصالح من الطالح وليحصل كلاً منهم على درجته . وكذا فأن ضلال الفئة المنحرفة يقابله نشوء تكامل جيل متكامل ازداد تكاملاً وارتوى من دماء ذلك المصلح وكما يذكر احد الفلاسفة ان دماء الشهيد حينما تسقط على الارض فأنها تنبت جيلاً من الافراد المخلصين الذين يستضيئون بنور واشعاع منهج ذلك المصلح الرباني . 4 ــ في الحديث عن سبب او العلة من استشهاد مولانا ابا الاحرار في واقعة الطف فقد اعلن عنها امامنا عليه السلام بنفسه من خلال خطبه التي القاها من بداية مسيرة من مكة الى كربلاء ومنها قوله ( ما خرجت اشراً ولا بطراً انما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ) وقوله ( انما خرجت امراً بالمعروف ناهياً عن المنكر ) وغيرها من الاقوال الشريفة التي باتت منهجاً لكل الاحرار والثوار والرافضين للظلم فكانت الاهداف جامعة مانعة بتعيير طلبة العلوم . وكذا فأنها مدرسة في التضحيات التي قدمها في الطف وعلى مختلف الاصعدة ففيها مصائب الرجل الكبير والمرأة والطفل الرضيع فأصبحت بابا واسعا يتقرب به الفرد الى الله أضافة الى نبذ التسلط ورفضه وأيقاظ شعور الأمة وتعريفها بمهمتها الرئيسية في الحفاظ على الدين والمكتسبات المتحققة وتقديم المصلحة الالهية على المصالح الشخصية وغيرها من الأسباب . ــ والحديث في هذا المجال لا يكاد فرد الا وتطرق اليه سواء على صعيد ابناء الدين والمذهب او حتى باقي الديانات والمعتقدات فكانت خير وسيلة لهداية العديد من ابناء الديانات الاخرى وعلى مر الازمنة كما بان ذلك في أقوال غاندي والعديد من الكتاب والمستشرقين . ومن احاديث ائمتنا عليهم السلام في بيان احد اسباب شهادة ابا الاحرار ونتائجها ما ورد عن مولانا السجاد عليه السلام في جوابه لابراهيم بن طلحة بن عبد الله حين سأله عن المنتصر في معركة الطف فأجابه الامام : اذا دخل وقت الصلاة تعرف من هو الغالب ) حياة الامام الحسين بن علي عليه السلام 3 – 440 . 5 - ورد عن مولانا الصدق عليه السلام ( مامنا الا مقتول بالسيف او مسموم ) بصائر الدرجات 148 والسؤال هنا – ما ذا لو لم يقتل الامام او يدس اليه السم فهل تستمر حياته الشريفة ؟ وفي معرض الاجابة اقول ان الوجود الشريف لاولياء الله عليهم افضل الصلوات والتحيات انما هو لاجل هداية البشرية وارشادها الى الطريق الحق أي انهم اصحاب رسالات الهية ولم تكتمل او تنتهي حياة الامام المعصوم الا بعد تأدية رسالته للامة واداء واجبه الذي كلفه به الباري عز وجل . أي اننا نستطيع القول بأن حياته ستستمر الى ان يؤدي واجبه الالهي وان بقي من الحياة الدنيا يوم واحد وهذا نستدل به من حديث مولانا الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام لدعبل الخزاعي ..... عندما القى قصيدته المشهورة مدارس آيات خلت من تلاوة ...... ومنزل وحي مقفر العرصات الى ان وصل الى قوله ..... خروج امام لامحالة خارج ...... يقوم علـــــى اسم الله بالبركات يميز فينا كل حق وباطــــل ...... ويجزي على النعماء والنقمات فقال الامام لدعبل نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين فهل تدري من هذا الامام ومتى يقوم ؟ ثم أخذ الإمام يعدد الأئمة من بعدهالى أن قال .... لو لم يبقى من الدنيا الايوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج قائمنا ( حديث الغدير 6 ـ 355 ) ((( اما الحديث عن نتائج الشهادة واثرها ))) فقد أشار القران الكريم الى ثواب هذه الفضيلة والخاصية العظيمة التي اختص بها اولياء الله . ــ فقد ذكر الشيخ المفيد رضوان الله عليه ان للشهداء مقاماً رفيعاً من يصبر ويقاوم في سبيل الله حتى يراق دمه يصبح يوم القيامة من امناء الله ذوي المرتبة السامية ( أوائل المقالات للشيخ المفيد 114 ) ــ وعن النبي صلى الله عليه واله وسلم قال ( ما من عبد يموت له عند الله خير يسره ان يرجع الى الدنيا وان له الدنيا وما فيها الا الشهيد لما يرى من فضل الشهادة فأنه يسره ان يرجع الى الدنيا فيقتل مرة اخرى وهذا ما جسده اصحاب الحسين عليه السلام في هذه المعركة المقدسة فقد ورد عنهم انهم على استعداد لان يُقتلوا الف مرة دون الحسين عليه السلام . ــ وايضا لابد علينا ان نلتفت الى قوله سلام الله عليه اني راحل الى الشهادة او الى كربلاء فمن كان موطناً نفسه على الشهادة فليلتحق بي . وهنا نجد شرطاً من شروط اللحاق بالامام وخصوصاً ونحن نعلم ان اللحاق غير مقتصر على زمن دون اخر وكما ورد ( كل يوم عاشوراء وكل ارض كربلاء ) بل ان اللحاق بالامام يعني السير على منهجه كما تشهد بذلك القواعد المنطقية حيث ان التقرب الى شخص يتم من خلال التقرب الى اهدافه وان التقرب الى أي صاحب قضية يتم من خلال التقرب الى قضيته وتحقيق اهدافه وكلما نصر قضيته فأنه سيكسب عطفه وحنانة وتأييده ومتى ما استطاع ذلك كان جزء من التاريخ الذي لا يمكن القضاء عليه . ومن هنا فأن من ابواب الله التي منحها لخاصة الاولياء هو الالتحاق بهذا المسير الذي خطته دماء الانبياء والاولياء على خط البشرية متجسدا بالتضحيات الجلية لمولانا أبا الأحرار عليه السلام . ــ وكذا فأن رغبة الفرد وتوطين نفسه للشهادة تجعله في سمو التكامل حتى ينال اعلى مراتب الكمال ومنها العصمة . فكما اشار مولانا الصدر المقدس ( قدس سره الشريف ) في حديثه عن عصمة بعض الاصحاب بالعصمة الثانوية ومنهم حبيب بن مظاهر رضوان الله عليه . فنحن نعلم ان حبيب وصل الى درجة من الاخلاص وتوطين النفس على الشهادة فأستحق تلك المرتبة . ــ ومما ذكره السيد الخميني قدس سره الشريف ( كل ما عندنا فهو من كربلاء ) وكربلاء هي المنهج الذي يسير عليه افراد جيش الامام المهدي عليه السلام فأن نيل هذه المرتبة العظيمة امر مستطاع للفرد المؤمن لمجرد ان يوطن نفسه للشهادة بين يدي المعصوم لانها بحد ذاتها ستكون مانعاً من ارتكاب الذنوب والمعاصي والا فليس من المعقول ان يسعى الفرد للالتحاق في جيش الحجة بن الحسن عليه السلام من دون ان يتخلص من واقعة المتردي وماضيه المرير . فمع الثبات والسعي الجاد للتكامل ونيل الشهادة التي اختصت بها الخاصة من اولياء الله يستحق الفرد ان يرتقي الى مستوى رضا الله جل جلاله والمعصوم عليه السلام وهذا بحد ذاته نعمه لا ينالها الا ذو حظ عظيم . ــ ولعل البعض يستغرب من ذلك الا ان المولى المقدس بين ذلك في كتاب اضواء على ثورة الامام الحسين عليه السلام ص 30 حيث قال في النقطة الرابعة من القسم الثاني فقرة اصحاب الحسين عليه السلام :- ( انحصار عدد افراد المعصومين بالعصمة الواجبة بالانبياء والاوصياء واما العصمة الاخرى فبابها مفتوح لكل البشر في ان يسيروا في مقدماتها واسبابها حتى ينالونها وليست الرحمة الالهية خاصة بقوم دون قوم ) ــ وكذا ما ذكره الاستاذ الفاضل علي الزيدي في كتاب اسئلة معاصرة حول الامام المهدي عليه السلام ص 266 ( في تعريف العصمة الثانوية : هي درجة من درجات التقوى العالية التي يصل اليها صاحبها بالتدريج عن طريق المجاهدات النفسية والعقلية بحيث تصبح لديه ملكه راسخة تمنعه من الفجور والمعصية او ان يترك ما امره الله ) وكذا قوله في نفس المصدر ص 267 (هي عصمة يبقى بابها مفتوح لكل ساعي لها بأخلاص لنيلها والتحلي بها ) وكذا ما ذكره في ص 269 ( ولا يتحقق امر العبادة الحقة الا من خلال امتلاك جميع البشرية للعصمة الثانوية الكاملة وهذا بطبعه لا يتحقق الا بعد ان تمتلى الارض قسطاً وعدلا بظهور امامنا المهدي عليه السلام ) ــ وهنا يبين الاستاذ الفاضل الترابط بين تحقق العبادة الحقة من خلال امتلاك العصمة الثانوية . ــ فما هو دور الشهادة في ذلك يا ترى ؟ اقول اننا ان لم نستطيع ان نهذب انفسنا بما يرضي الله ورسوله والامام المعصوم والوصول الى نيل هذه المرتبة التكاملية العليا ...... ــ فعلى الاقل علينا ان نقدم انفسنا ونوطنها للشهادة أي ان نواسي مولانا ابا الاحرار بدماءنا ونقول ( ان كان تحقق الاطروحة الالهية متوقف على استشهادنا ...... وان كان تحقيق الأطروحة الألهية ووصول المجتمع الى درجة العصمة الثانوية متوقف على استشهادنا فيا سيوف خذينا بحق محمد وال محمد ــ واخيراً احب ان اقول اننا طالما تعلقنا بمولانا الصدر المقدس ومولاتنا الزهراء عليها السلام وخصوصاً في محرم الحرام من كل عام . فعندما نقرا في زيارة العبد الصالح المختار رضوان الله عليه انه ادخل السرور على قلب ائمتنا السجاد والباقر ومولاتنا عقيلة الطالبين عليهم السلام فهل نعاهد الله على ان ندخل السرور على قلب مولاتنا الزهراء عليها السلام فمن ثمار الشهادة اننا سندخل على قلبها السعادة والسرور الحقيقي كما بين ذلك السيد القائد مقتدى الصدر في حديثه عن يوم فرحة الزهراء الحقيقية بظهور منقذ البشرية وهل سنكون ممن يقال بحقهم ( السلام على من ادخلوا السرور على قلب الزهراء البتول ) نسأل الله ذلك بحق محمد وال محمد والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وأله الطيبين الطاهرين اسئلة حول البحث س – ذكرت ان تصدي المصلح للولاية سيسبب قتله ؟ فأن لم يكن لديه تصدي للولاية ايقتل ام لا ؟ ج – ان مجرد وجوده في المجتمع واصلاحه فيه هو نفس امر التصدي للولاية كما اني ذكرت ان فقط وجود المصلح يمثل للاستعمار خطراً كبيراً س – ذكرت ان المعصوم لا يموت الا قتلاً بالسيف او بالسم ؟ فما الغاية ؟ ج – ان هذه العلة من العلل المختصة بالله جل وعلا فلا يمكننا ادراك غاياته وعلله جل وعلا ! لكن يمكننا ان نقول ان المعصوم هو منبع للتكامل بكل اتجاهاته وان لديه تكامل عالي فمجرد تطبيق القانون النظامي للجسد كمصدرية الاكل والشرب والنوم وغيرها كثير يؤدي الى ديمومة واستمرار حياة اي شخص ملتزم بهذا النظام ...... وعلى تعبير السيد الشهيد لا يعيق بقاءه الا اسباب قهرية .. كالقتل وغيرها .... س – ذكرت ان توطين النفس على الشهادة يكون دافع لترك الذنوب والدنيا ؟ لكن لماذا لم يكن ترك الذنوب والدنيا دافعاً لطلب الشهادة ؟ او مقدمة لتوطين النفس على الشهادة ؟ ج – ان ما ذكرت في توطين النفس على الشهادة تكون دافع لترك الدنيا والذنوب انما ليست بوجه الاطلاق والعموم فهناك الكثير ممن تركوا الدنيا وعبدوا الله لكن عند مسمعهم لقوله تعالى ( فتمنوا الموت ان كنتم صادقين ) يقفون امام هذه الاية بل لا يجيبون لداعي الله ولايسعون للشهادة فحب الشهادة امنية لا ينالها الا شخص مستقيم مؤمن تمنى نيلها منذ صغره وهو حب فطري يلقيه الله في قلب من يشاء او بعبارة اخرى بقلب من يكون له استعداد للشهادة فمطلب الشهادة عالي جداً وهو ارقى مصاديق الموت فأكيدا تكون الشهادة رقيب على الفرد كي يترك الذنوب والدنيا وليس ترك الذنوب وترك الدنيا هو دافع للشهادة ونيلها كما اننا لا ننفي الرأي القائل بأن ترك الذنوب والدنيا مقدمة للشهادة ونيلها . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
|
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
|
![]()
أحسنت أخي الغالي أبو محمد على البحث القيم للشهادة وأسئل الله تعالى أن يجعلنا ويجعلك سائرين على درب الشهادة بحق محمد وآل محمد
|
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
|
![]()
|
![]() |
![]() |
![]() |
#4 |
|
![]()
أحسنت أخي الغالي أبو محمد على البحث القيم وجعل الله الحروف التي سطرتها في ميزان اعمالك
|
![]() |
![]() |
![]() |
#5 |
|
![]()
تبيان جميل لابعادها التربوية موفق لكل خير
|
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]() |
![]() |