العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > قسم الثورة الحسينية وعطائها المتجدد > منبر مواساة الحسين عليه السلام فكرياً وثقافياً ( بحوث حسينية )

منبر مواساة الحسين عليه السلام فكرياً وثقافياً ( بحوث حسينية ) جزء يسير من المواساة من مداد أقلامنا الى أن يأذن الله ونرخص الدماء لمواساته مع إمامنا المهدي ( ع )

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-01-2013, 02:44 PM   #1

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 525
تـاريخ التسجيـل : Oct 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : عراق الخير والمحبة
االمشاركات : 1,793

حسين هلاك أعداء الله

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين ورحمة الله وبركاته

الاهداء
بأسم من كان سبباً في كتابة هذه الوريقات
وكان حاضرا معي بأنفاسه في كل الاوقات
اهدي بحثي المتواضع هذا الى :
ريحانة ابيه الحسن المجتبى
وحبيب عمه الحسين الشهيد بكربلاء
الى القاسم ابن الحسن (عليهما السلام )
التمهيد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
من الأمور التي احببت أن اسلط الضوء عليها هي مسألة دعاء الأمام الحسين (عليه السلام ) عند مصرع ابن اخيه القاسم بن الحسن (عليهما السلام)حيث ان الدعاء احد الاساليب التي ارادها المعصوم لكي نستلهم منها العبر والدروس وهذا ما اشار اليه سماحة السيد القائد مقتدى الصدر (اعزه الله)حيث قال (ان الاهم في الحرب التي خاضها (عليه السلام )هو واصحابه واله انهم ارادوها مدرسة وارادوها منهلاً ننهل منه ونتعلم منه)( خطبة الجمعة يوم( 23/11 / 2012 )حيث ان الامام له بكل حركة وحرف وسكنة فوائد جمة وهذا ما بينه السيد القائد مقتدى الصدر (اعزه الله) حيث يقول :
(فان في كل حرف له وفي كل سكنه وحركة فائدة بل فوائد جمة قد نتفهم بعضها ونعي بعضها الاخر ونتعلم البعض الاخر وقد تخفئ عنها العبر والافهام وانما هذا لعظم وكبر ودقة مايقولون ولصغر مانعي لفهمه) (خطبة الجمعة ( 14 / 12 / 2012 )
فنرى ان دعاء الامام قد تنوع في تلك الواقعه بتعدد المواقف وانه في حقيقته قانون جزائي اصدره الامام (عليه السلام ) بحق الجناة في ذلك الموقف بل في كل موقف يشابهه على مر الزمان متخذاً اسلوب الدعاء في صياغته وذلك لعلمنا ان دعاء الامام لايرد هذا من جهة ومن جهة اخرى ان المعصومين مظهريين لاوامر الله ونهيه كما جاء في الزيارة الجامعة ( والمظهرين لامر الله ونهيه وعباده المكرمين الذين لايسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون ) فانه (عليه السلام)مثل بدعائه الارادة الالهية في اصدار العقوبة العادلة على ذلك الجرم حيث بدأت بحثي هذا وكمقدمة له بذكر الموقف الذي قال بسببه (عليه السلام) هذا الدعاء وهو خروج القاسم بن الحسن (عليهما السلام ) واستشهاده بين يدي عمه الحسين (عليه السلام )ثم عرجت الى بيان مفردات الدعاء مستخدماً اسلوب الاطروحات التي اسس لها الشهيد محمد محمد صادق الصدر (قدس ) ثم ختمت بحثي بذكر عدة نقاط كنتائج .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المقدمة
و هنا جاء القاسم ، فتىً في الرابعة عشرة من عمره ، وجهه يشبه القمر ، جاء القاسم ليودّع عمّه العظيم ، قبل أن ينطلق إلى ميادين الشرف و الكرامة و الاستشهاد .
احتضن الحسين (عليه السلام ) ابنَ أخيه و بكى ، بكى من أجل فتىً في عمر الربيع ، بكى ذكرى أخيه الحسن . و لكن القاسم لم يكن يفكّر في الدنيا ، حتّى يحزن من أجل فراقها ، فالدنيا التي يحكم فيها يزيد لا تساوي شيئاً ، و الدنيا التي يرفضها عمّه ، سيد الأحرار ، دنيا لا قيمة لها . من أجل ذلك استلّ القاسم سيفه ، و تقدّم نحو آلاف الذئاب ، تقدّم دون أن يخامره شعور بالخوف ، فهو سليل عليّ بن أبي طالب بطل الإسلام الخالد . كان ما يزال في مقتبل العمر ، ليست لديه تجارب المحاربين . خرج القاسم ماشياً ، عليه قميص و إزار ، و في كفّه سيف ، و في قدميه نعلان .راح القاسم يقاتل آلاف الفرسان و آلاف المشاة ، و فيما هو مشغول بالقتال ، انقطع شسع نعله اليسرى ، و كان أمام خيارين ، إما أن يقاتل حافياً ، أو أن يصلح نعله . لم يكترث لآلاف الجنود ، و هم يدورون حوله . توقف ... ركز سيفه في الرمال ، و انحنى ليصلح شسع نعله . لقد أَنِفَ القاسم أن يقاتل حافياً ، أراد أن يقول لجيش يزيد أنّه لا يهتمّ ، و لا يكترث ، و لا يخاف ، و إنّ جيش يزيد لا يساوي حتّى هذا النعل . و في هذه اللحظات هجم أحدالجناة و في يده رمح غادر ، فطعن الفتى العلوي الطاهر . فصاح :ـ يا عمّاه !
كان الحسين (عليه السلام ) يراقب من بعيدٍ غبار المعركة ،فهبّ يلبّي استغاثة ابن أخيه . الذين شاهدوا الحسين (عليه السلام ) في تلك اللحظات ، و هو ينطلق كالسهم باتجاه القاتل ، أدركوا غضب الإمام .و أهوى الإمام بسيفه على العدو الغادر ... لمع سيف الحسين (عليه السلام ) وسط الغبار كالصاعقة ، و سقط القاتل فوق الأرض . و في هذه اللحظة اندفع عشرات الفرسان لإنقاذه ، و داسته الخيول بحوافرها و مات . و جاء الحسين إلى ابن أخيه (عليهما السلام ) . كان ما يزال يتنفّس ، و جراحه تنزف دماً . اعتنق الإمام الفتى ، شمّ رائحة أخيه الحسن (عليه السلام ) قال الحسين (عليه السلام ) و هو يمسح غبار المعركة عن وجه القاسم :
(( بعداً لقوم قتلوك ، خصمهم يوم القيامة جدّك ))
ثمّ تمتم آسفاً :
(( عزَّ و الله على عمّك ، أن تدعوه فلا يجيبك ، أو يجيبك فلا ينفعك ))
و أغمض القاسم عينيه . عرجت روحه الطاهر إلى السماء إلى حيث يذهب الشهداء . رفع الحسين ( عليه السلام ) عينيه إلى السماء ، ليستمطر اللعنة على هؤلاء الوحوش ، الذين جاءوا لقتل أبناء النبي دون ذنب ، هؤلاء الذين يطيعون يزيد ، ويعصون الله و رسوله .
و قال الامام (عليه السلام) ((ـ اللّهم أحصهم عدداً ، و لا تغادر منهم أحداً ، و لا تغفر لهم أبداً ))
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شرح مفردات الدعاء.
1 ـ اللهم إحصهم عدداً
الإحصاء لغة:ـ جاء في كتاب قاموس المعاني في مادة احصى.
• أحْصَى الشَّيءَ عدَّه وأحاطَ به ، حصره ، ضبطه ,إحصاء السُّكَّان / الطُّلاب ، -
• أحصى عليه أنفاسَه, راقبه ، تعقبه ، ضيّق عليه .
• أحصى الكتابَ, حَفِظه .

الإحصاء اصطلاحاً:ـ
جاء في تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي ج6 ص405 قوله تعالى { إِن كُلُّ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ إِلاَّ آتِي ٱلرَّحْمَـٰنِ عَبْداً } * { لَّقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً } * { وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ فَرْداً } مريم الايات 95/ 96 / 97 (لَّقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً ) أي علم تفاصيلهم وأعدادهم فكأنه سبحانه عدَّهم إذ لا يخفى عليه شيء من أحوالهم .) انتهى .
اذن يمكن القول ان الإحصاء مادة اعم من العدد اي بينهما نسبة عموم وخصوص ويمكن تاكيد ذلك من خلال اعراب كلمة (عدداً) فتعرب على انها تمييز , والتمييز عادة يأتي لازالة الابهام عن الشيء فجاء هنا لتمييز الفعل احصى , اي ان الإحصاء له معاني متعددة ميزنا منها العدد وهو اعلى مصاديق الإحصاء
2- ( ولاتغادر منهم احداً )
جاء في قاموس اللغة غادرَ يغادر ، مغادرةً ، فهو مُغادِر ، والمفعول مُغادَر: غادر وطنَه / غادر المكانَ ترَكه " غادَر عملَه وبحث عن عملٍ آخر )قال تعالى {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} [الكهف : 49] وفي دعاء الامام يعني لاتترك احداً منهم .
ويمكن اعطاء عدة اطروحات لفهم مامر من مقاطع الدعاء
(اللهم احصهم عدداً ولا تغادر منهم احداً ).
الاطروحة الاولئ شمول القصاص لكل من حضر الواقعة للجيش المعادي حيث لم ينجُ احدٌ منهم اما بقتل والذي لم يقتل اصابه داء في جسده حتئ مات .
وهذا ما أكده لنا التاريخ . ونذكر روايه منها .
)) عنسلمان بن محمد بن أبي فاطمة ، باسناده ، عن جوير بن سعيد ، قال:أمسى رجل من الحي صحيحا وأصبح أعمى ، فمررت ببابه بكرة ، والناس يسألون : ما الذي أصابك؟
فقال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في منامي وبين يديه طشت وبيده سكين ، وهو يقول : ائتوني بقتلة الحسين. ولا يؤتى بأحد إلا ذبحه في ذلك الطشت ، وذهب بي إليه.
فقال لي : ما أنت ممن قتل الحسين؟
فقلت : يا رسول الله شهدته والله ، ما رميت بسهم ، ولا طعنت برمح ، ولا ضربت بسيف.فقال لي : لا والله ، ولكنك سودت وكثرت ثم أخذ من ذلك الدم بإصبعيه ، فأهوى به الى عيني ، فأصبحت كما ترون)) ( بحار الأنوار ج 42 ص 52)
(( عن الصلت ابن الوليد قال تذاكرنا يوماً ونحن في مجلس انه لم يلفت ممن شرك في قتل الحسين (عليه السلام ) احدا الاقتل او اصابته العقوبة , فقال رجل مما كان في المجلس , قد شهدت قتل الحسين وما اصابني شيء اكره الى اليوم ,فقام من المجلس , حتى مر غلام بيده مجمرة فيها النار فطارت منها شرارة ,فتعلقت بثياب الرجل فهبت ريح فأضرمتها ناراً فاحترق ومات مكانه ))
شرح الاخبار للقاضي النعمان المغربي الجزء الثالث ص 172 )
الاطروحة الثانية:ـ ان مجيء عبارة ولا تغادر منهم احداً ,قد يكون من باب التاكيد على عدم عذر اي واحد منهم ولاي سبب كان
الاطروحة الثالثة:ـ قد يفهم من عبارة ( اللهم احصهم عدداً ولا
تغادر منهم احداً )العقوبة الفردية وليست الجماعية , اي القصاص من اولئك الجناة على حدة بما يتناسب مع الجرم الذي ارتكبه وهذا ماحدث فعلاً كما يروي لنا التاريخ . وهذا مافعله المختار الثقفي بقتلة الامام الحسين (عليه السلام ) واهل بيته واصحابه حيث عاقبهم كلاً حسب جريمته .
((قال المنهال : دخلت على علي بن الحسين ( عليهما السلام ) قبل انصرافي من مكّة ، فقال لي : ( يا منهال ، ما صنع حرملة بن كاهل الأسدي ) ؟ فقلت : تركته حيّاً بالكوفة ، فرفع يديه جميعاً ثمّ قال ( عليه السلام ) : ( اللهُمّ أَذِقْه حرَّ الحديد ، اللهمّ أذِقْه حرّ الحديد ، اللهمّ أذِقْه حرَّ النار) قال المنهال : فقدمت الكوفة ، وقد ظهر المختار بن أبي عبيدة الثقفي، وكان صديقاً لي ، فركبت إليه ولقيته خارجاً من داره ، فقال : يا منهال ،لم تأتنا في ولايتنا هذه ، ولم تهنّئنا بها ، ولم تشركنا فيها ؟! فأعلمته أنّي كنت بمكّة ، وأنّي قد جئتك الآن . وسايرته ونحن نتحدّث حتّى أتى الكناسة ، فوقف وقوفاً كأنّه ينظر شيئاً ، وقد كان أُخبر بمكان حرملة فوجّه في طلبه ، فلم يلبث أن جاء قوم يركضون ، حتّى قالوا : أيُّها الأمير البشارة ، قد أُخذ حرملة بن كاهل !
فما لبثنا أن جيء به ، فلمّا نظر إليه المختار قال لحرملة :الحمد لله الذي مكّنني منك فصاح المختار: الجزارالجزارفأتي الجزارفأمر بقطع يديه ورجليه،ثم قال النار، فأُتي بنار وقصب ،
فأُلقي عليه فاشتعل فيه النار . قال المنهال : فقلت : سبحان الله ! فقال لي : يا منهال ، إنّ التسبيح لحسن ، ففيم سبّحت ؟ قلت : أيّها الأمير ، دخلت في سفرتي هذهوقد كنت منصرفاً من مكّة – على علي بن الحسين ( عليهما السلام ) فقال لي : يا منهال ، ما صنع حرملة بن كاهل الأسدي ) ؟ فقلت : تركته حيّاً بالكوفة ، فرفع يديه جميعاً فقال : ( اللهمّ أذِقْه حرَّ الحديد ، اللهمّ أذِقْه حرّ الحديد ، اللهمّ أذقْه حرّ النار)فقال لي المختار : أسمعت علي بن الحسين يقول هذا ؟! فقلت : والله لقد سمعته يقول هذا ، فنزل عن دابّته وصلّى ركعتين فأطال السجود ، ثمّ ركب
وقد احترق حرملة )) ( بحار الأنوار ج 42 ص 52 )

لان الامام علي ابن الحسين (عليه السلام) دعا بدعوات فاجابها الله على يد المختار الثقفي .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
ولعل الامام اختار العقوبة الفردية بدل العقوبة الجماعية لفوائد يمكن ادراجها ضمن الاطروحات التالية :
الاطروحة الاولئ:ـ ترقب وقوع العقوبة , مما يجعل المرء يعيش في حالة من الخوف الشديد وبالتالي تكون حياته عبارة عن جحيم .
الاطروحة الثانية :ـ استمرار الاحساس بالذنب .
فاذا كانت العقوبة جماعية , كما فعل بالامم السابقة بقتلهم الانبياء وعدم الايمان بما جاءوا به فلو قتلوا هؤلاء الجناة بشكل جماعي فان الاحساس بالذنب سوف يتلاشى في المجتمع بعد فترة وجيزة
من الزمن فان بقاء من شارك بقتل الحسين (عليه السلام) جعل المجتمع يشعر بالذنب لعدم مناصرة الامام الحسين (عليه السلام ) وواجبه بالقصاص ممن شارك في تلك الواقعة ولعل هذا كان من اسباب خروج ثورة التوابين وثورة المختار الثقفي ( رضوان الله عليه ) .
الاطروحة الثالثة :ـ ان العقوبة الفردية ارى انها جانب من جوانب الاعلام لتلك الثورة الخالدة ، حيث أنه بين فترة زمنية واخرى عندما تحدث عقوبة لاحد اولئك الجناة الذين اشتركوا بتلك الواقعة يكون مصدر لحديث الناس وتذكرهم بعظم جرم اولئك وبمظلومية الامام الحسين (عليه السلام )
الاطروحة الرابعة:ـ ان هذه الاطروحة يمكن ان تندرج ضمن الاطروحة الاولى ولكن بأختلاف بسيط وهو إن إنتظار العقوبة يجعل الانسان فكانما يعاقب كل يوم وهو منتظر لها ولعل في هذا اشارة لعظم الجرم في قتل المصلح اي بمعنى اخر ان الفرد يعاقب لحرمان الكثير من الناس من فيوضات ذلك المصلح .
3 - (ولا تغفر لهم ابداً)
عدم المغفرة يعني الخلود في النار كما يعني استحالة اصلاحهم بل كلما امتد بهم العمر ازدادوا ظلماً وطغيانا وكفراً اما (ابداً ) ظرف زمان للمستقبل وتدل على الاستمرار قال تعالى {مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا} [الكهف : 3]
ويمكن ان نعزي اسباب عدم المغفرة الابدية لاولئك اللعناء الى عدة اسباب منها :
1:ـ وحشية القوم وتجردهم من الانسانية في قتل اولئك الاطهار الذين لاذنب لهم الا انهم ارادوا لهم الخير وتحريرهم من ذل عبودية الطغاة , وكانت واقعة الطف تحكي لنا صوراً على بشاعة ووحشية اولئك من حرمان الحسين (عليه السلام ) واهل بيته واصحابه من الماء الى قتل الطفل الرضيع وقطع الرؤوس وغيرها وهذا مستقبح ليس عند المسلمين فقط وانما عند كل انسان ضمن قاعدة الحسن والقبح العقلي
2:ـ القتل المتعمد لسبط النبي الحسين (عليه السلام ) واهل بيته واصحابه ، قال تعالى {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خالدا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} [النساء : 93]
قال تعالى{إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا} [الأحزاب : 57]
فمثل هذه الاثام لاتنالها المغفرة لانها دخلت ضمن اللعن وهو الطرد من رحمة الله وهذا يؤدي الى غضب الله ويؤدي الى نار جهنم . وقد ورد عن رسولنا الكريم (صلى الله عليه واله وسلم ) ( الحسن والحسين امامان قاما او قعدا ومن آذاهما فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذى الله في النار)( الامالي للصدوق ص 128)
4ـ قوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ }[النساء : 48]
فأقول: هذا منطبق على الكثير منهم وعلى رؤسائهم بالتحديد حيث انكروا البعث والحساب وصرحوا بذلك في الكثير من الروايات اذكر منها :
أ:ـ قول ابو سفيان عندما صار الملك لهم .
( يابَني امية تلقّفوها تلقق الكرة فو الذي يحلف به ابو سفيان مامن عذاب ولاحساب ولاجنة ولانار ولابعث ولا قيامة ) مناقب آل البيت للشيرازي ص 407
ب:ـ قول يزيد (عليه لعنة الله)في شعره
ليت أشياخي ببدر شهدوا *** جزع الخزرج في وقع الاسل
فأهلوا واستهلوا فرحاً *** ثم قالوا : لي هنيا لا تسل
قد قتلنا الضعف من أشرافكم *** وعدلنا ميل بدر فاعتدل
(البداية والنهاية / ابن كثير ج 5 ص 209)
ج:ـ قول عمر بن سعد (عليه لعنة الله) في شعره يذكر الجنة والنار.
يقولون إن الله خالق جنة ********** ونار وتعذيب وغل يدين
فإن صدقوا مما يقولون إنني ***** أتوب إلى الرحمن من سنتين
وإن كذبوا فزنا بدنيا عظيمة ******* وملك عقيم دائم الحجلين
(اللهوف في قتل الطفوف / السيد ابن طاووس ص 193 )
د:ـ وجاء في تفسير العياشي عن جابر عن ابي جعفر (عليه السلام ) اما قوله تعالى ( ان الله لايغفر ان يشرك به) انه لايغفر لمن يكفر يولاية علي (عليه السلام ))
قوله تعالى (وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) يعني لمن والى علياً (عليه السلام ) ( تفسير نور الثقلين ج 2 ص 44 )
فعندما تكون الشفاعة لال البيت (عليهم السلام ) وأن المجرمين اقدموا على قتل ريحانة رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) واهل بيته واصحابه اذن اين سيلتجئ هؤلاء واين المفر ومن سيشفع لهم والمعاقب هو الله والشافع هو الخصم في الدنيا والاخرة
قال الشاعر:ـ
لابد أن ترد القيامة فاطم ** وقميصها بدم الحسين ملطخ
ويل لمن شفعاؤه خصماؤه * الصور في يوم القيا مة ينفخ
((مناقب ابن شهر اشوب ج 2 ص 91 ))
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد ان بينا مفردات الدعاء واوضحنا في المقدمة انه بمثابة قانون جزائي اصدره الامام "عليه السلام " في تلك الواقعة علماً انه غير خاص بها بل يوجد له مصاديق في كل زمان وفي وقتنا المعاصر ارى انه منطبق على كل من قام بقتل السيد الشهيد الاول محمد باقر الصدر (قدس الله سره الشريف ) والسيد محمد محمد صادق الصدر (قدس الله سره الشريف ) ونجليه وان هذا الجزاء لايشمل من باشر بالقتل فقط وانما يعم كل من رضا بذلك او امر به وهذا مابينه السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر في احد خطب الجمعة (قتله كل راضا بقتله "من رضا بفعل قوم كان منهم " قتله سرجون ويتعبير اخر قتلته الدولة البيزنطية)
الجمعة الرابعة ) )
اذن فالقصاص شامل لهم وهذا مالمسناه حيث قتل الله قاتلهم واخزاه في الدنيا قبل والاخرة ولازال القصاص قائم فيمن شارك في القتل او رضا به وهم اتباع الهدام "عليه وعليهم لعائن الله " وان الله لايغفر لهم ابدا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
النتائج
1- ادعية الامام الحسين "عليه السلام "في واقعةالطف كانت بمثابة قانون جزائي اطلقه الامام بحق الجناة
2- ان دعاء الامام الحسين "ع" كان احد الجوانب التي ارادها المعصوم لاخذ العبر والدروس منها
3- عدم اعطاء المبررات للنفس لارتكاب المعاصي مثلاً كأن يكون الخوف على النفس الخوف على العائلة الخوف على المنصب
4- عدم الاستهانة بالذنب والتعويل على التوبة بعد ارتكابه فربّ ذنب لايغفر تدخل بسببه النار
5- تحقق الدعاء يدخل ضمن الجانب الاعلامي لمعركة الطف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
اسئلة حول البحث
س/ ذكرت في البحث من ضمن فوائد في اختيار الامام الحسين عليه السلام للعقوبة الفردية بدل الجماعية : ان العقوبة الفردية تجعل هنالك استمرارية في الشعور بالذنب لدى المجتمع .... )
سؤالي : اذن ما هو قولك في عقوبة الامم السالفة حيث ان القران شاهد على العقوبة الجماعية لهم ؟
الجواب /
يمكن الاجابة ومن خلال عدة نقاط اذكر منها :
1:ـ افضلية الامام الحسين (عليه السلام) على باقي الانبياء ممايجعل العقوبة على قتله اكبر من تلك العقوبة للامم السابقة
2:ـ بما أن الثورة الحسينية مثالية من كل الجوانب فأن اختيار الامام الحسين (عليه السلام ) لتلك العقوبة الفردية معناه أن هذه العقوبة هي العقوبة المثالية اكيداً
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
المصادر
1ـ القرآن الكريم
2ــ خطب الجمعة لسيد الشهيد ممحد ممجمد صادق الصدر (قدس)
3 ـ خطب الجمعة لسيد القائد مقتدى الصدر (اعزه الله )
4ــ مفاتيح الجنان
5ـ كتاب قاموس المعاني
6 ـ بحار الانوار
7 ـ شرح الاخبار للقاضي النعمان المغربي
8 ـ الامالي للصدوق
9 ـ مناقب آل البيت للشيرازي
10 ـ البداية والنهاية / ابن كثير
11 ـ اللهوف في قتل الطفوف / السيد ابن طاووس
12 ـ تفسير نور الثقلين
13 ـ مناقب ابن شهر اشوب
14 ـ مجمع البيان في تفسير القرآن / الطبرسي



 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
خادم العترة الطاهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-01-2013, 03:14 PM   #2

 
الصورة الرمزية أبو زينب

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 167
تـاريخ التسجيـل : Mar 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : بغداد
االمشاركات : 3,258

افتراضي رد: هلاك أعداء الله

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وآلعن عدوهم
جزاك الله خيراً على هذا البحث وجعله الله في ميزان أعمالك

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »

أبو زينب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-01-2013, 03:33 PM   #3

 
الصورة الرمزية ناصر الحوزة الناطقة

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 291
تـاريخ التسجيـل : May 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : بلد التمهيد
االمشاركات : 1,140

افتراضي رد: هلاك أعداء الله

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وآلعن عدوهم
بحث رائع جزاك الله تعالى خيرا

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
السلام على موحد الصفوف قائدنا المقتدى (اعزه الله)

ناصر الحوزة الناطقة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-01-2013, 03:45 PM   #4

 
الصورة الرمزية الطالب

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 374
تـاريخ التسجيـل : Aug 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 5,133

افتراضي رد: هلاك أعداء الله

موفق على البحث

 

 

 

 

 

 

 

 

الطالب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-01-2013, 04:24 PM   #5

 
الصورة الرمزية نور المهدي

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1824
تـاريخ التسجيـل : Dec 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 2,312

افتراضي رد: هلاك أعداء الله

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وآلعن عدوهم
جزاك الله خيراً على هذا البحث وجعله الله في ميزان أعمالك
وعظم الله لك الاجر

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
نور المهدي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 12:21 PM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2025