الدنيا ... لحظات وتنتهي ...

[frame="9 98"]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
الدنيا ... لحظات وتنتهي ...
سل شقيق البلخي عنه وما عاين منه وما الذي كان ابصر
قال لما حججت عاينت شخصا شاحب اللون ناحل الجسم اسمر
سائرا وحده وليس له زاد فما زلت دائما اتفكر
توهمت انه يسأل الناس ولم ادر ا
ثم عاينته ونحن نزول دون قيد على الكثيب الاحمر
يضع الرمل في الاناء ويشرب ثم ناديته وعقلي محير
اسقني شربة فناول منه فعاينته سويقا وسكر
فسألت الحجيج من يك هذا قيل هذا الامام موسى بن جعفر
المصدر خطبة السيد الشهيدالجمعة الحادية والثلاثون 23 رجب 1419
الخطبة الاولى
قال الامام الكاظم ع لهشام ابن الحكم يا هشام : مثل الدنيا مثل ماء البحر كلما شرب منه العطشان ازداد عطشا حتى يقتله
بحار الانوار ج 1 ص 152
يا هشام تمثلت الدنيا للمسيح ع في صورة امرأة زرقاء فقال لها : كم تزوجت ؟ فقالت كثيراً قال : فكم طلقت ؟ قالت :لا بل كلاً قتلته
ولعل تركيز الامام ع الى عدم الركون الى الدنيا ... يؤدي بالفرد المؤمن الى دار السعادة والنجات
فقد قال الله تعالى
( فما متاع الحياة الدنيا في الاخرة الاقليل ) التوبة 38
( ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها ) الشورى 20
( زين للذين كفروا حب الحياة الدنيا ) البقرة 212
( زين للناس حب الشهوات ) آل عمران 14
وقد ورد عن رسول الله ص
1ـ الدنيا سوق الخسرات
2ـ ان الدنيا كلشبكة تلتف على من يرغب فيها
3ـ انما سميت دنيا لانها ادنى من كُل شيء
وأيضاً ورد عن الامام الكاظم ع : من احب الدنيا ذهب خوف الاخرة من قلبه
وورد عن السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر ( قدس سره ) في فقه الاخلاق
1ـ حب الدنيا اساس نقص النور في القلب
2ـ من لم يحمل هم الدنيا هو الاسرع في التكامل
3ـ الغفلة الدنيوية كلموت المؤقت
4ـ الدنيا والاخرة ضارتان لا تجتمعتان
وكما ورد في الدعاء عن احد المعصومين ( ع )
( اللهم اخرج حب الدنيا من قلبي )
وقال الاشاعر :
دع الدنيا وزينتها ومافيها ان كنت الرشيد
اترجو جزأً من دنيا عافت حسين السبط وختارت يزيد
أذن فالدنيا رأس كُل خطيئة كما ورد عن مولانا أمير المؤمنين ( ع )
ومن صفات الدنيا :
1ـ ملذاتها اتية لا يشعر بها الا في وقت محدد
2ـ التعلق بها لا يخلف الا الدماء والدمار والانهيار في نهاية المطاف فتعلق فرعون بالدنيا ماذا خلف وتعلق هارون اللارشيد بالدنيا ماذا خلف
3ـ انها كلذي يدخل من باب ويخرج من باب اخرى اي انها قصيرة جداً قياساً بالحياة الاخرة....
فالله عزه وجل قد اخذ من بني آدم الوعود وميثاق في عالم الذر على ان يكون هو المعبود لا سواه ولا يعصوه لا في السراء ولا في الضراء
فأراد الله بمقتضى حكمته ان ينزل بني آدم ( الذين اعطوه الوعود والميثاق على ان لا يعصوه ) الى ساحة التطبيق الفعلي لتلك الوعود
فكما اقتضت حكمته نزول البشر الى ارض الاختبار فقتضى عدله ان تكون الارض ( التي هي تلك التي نزل بها آدم ع ) حاوية على جميع الملذات ومايلتذ به كُل انسان من أكل وشرب وملبس والمتاح منها والحرام ... وبعد ان احاطهم العليم القدير بالماذات والشهوات انزل عليهم احكامه التي منها تحريم شرب الخمر ولحم الخنزير وغيرها الكثير وقال لهم طبقوها لكي يخرج منهم الجيد من الرديء وبالاضافة الى كُل هذه الامور قد خير في مسيره ولم يجبره ( كما في اعتقادنا ان الانسان مخير وليس مسير )
وبعد كل هذافمن يتبع ملذات الدنيا وشهواتها فقد خالف العهد الذي قطعه على نفسه بعالم الذرعلى ان لا يخالف الله ولا يعصيه ومن لم يتبع شهواته ( واما من نهى النفس عن الهوى فأن الجنة هي المأوى )
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الخلق والمرسلين ابي القاسم محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين [/frame]

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم
طرح مميز وفقك الله للمزيد

موضوع رائع ، جزاك الله تعالى خيرا

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم
وفقك الله لكل خير طرح جميل

حياك الله وجزيت خيرا ووفقك الله للمزيد