دروس وعبر نأخذها من سجن الامام الكاظم (عليه السلام)

أول عبرة ودرس يجب ان نأخذه من سجن الامام الكاظم وذلك لكي يكون لنا درساً بليغاً من اجل ان نتعض ونأخذ العبرة ونحن نهيأ انفسنا لان نكون من جيش الامام المهدي (عجل الله فرجه) من اجل المحافظة على قيادتنا المتمثلة بالسيد القائد مقتدى الصدر (اعزه الله) ولكي نحافظ على هذا القائد العظيم لكي يوصلنا الى هدفنا المنشود تحت راية الامام المهدي (سلام الله عليه) واليكم تلك العبر والدروس
1-السرية والكتمان وعدم النظر لمن هو افضل منا وحسده والبغض والضغينة لمن هو اعلى منا مرتبة وخصوصاً اذا استحقها ذلك الفرد وجاهد لكي يصل الى تلك المرتبة فأننا نرى ان احد اسباب سجن الامام الكاظم (عليه السلام) ناهيك على ان هناك كثير من الاسباب جعلت هارون العباسي يسجن الامام الكاظم ولكن من تلك الاسباب هي ان احد اصحاب الامام المخلصين كان يناظر العلماء وخصوصاً علماء العامة لكي يثبت احقية الامام الكاظم بالخلافة والمذهب الصحيح ولهذا فأن كثرة مناظرات ذلك الشخص أودت بسجن الامام الكاظم واليكم الرواية التي ثبتت ذلك فأن هارون العباسي طلب من وزيراً له ان يأخذه الى ذلك المكان الذي يكون فيه المناظرات بين علماء المذاهب واراد ان يدخلها فتنكر لكي يعلم ما يدور من احاديث ولهذا ذهب هو والوزير ودخل الى ذلك المجلس وعندما سمع هشام بن الحكم وما له من حجة بالغة ولسان ينطق حقاً ويثبت احقية المذهب الشيعي تفاجأ هارون العباسي بذلك الامر حينها قال للسان هذا ابلغ من مئة الف سيف وكيف يبقى ملك هارون ساعة بعد الذي سمعته.
فهذا كان احد الاسباب التي دعت هارون لأن يسجن الامام الكاظم (عليه السلام) وخصوصاً ان الامام قد انذر هشام بن الحكم بعدم التكلم طويلاً بأحقية الامام ولكنه ومن دون قصد اخذته العاطفة لكي يتكلم ولو اتخذ مبدأ السرية والكتمان لما آل الامر الى تلك النتائج ولهذا يجب ان نأخذ العضة والعبرة من ذلك الدرس البليغ
واما السبب الثاني وهو حقد وحسد اخي الامام الكاظم لما للإمام من هيبة ووقار وسمعة فاقت التصور فذهب الى هارون العباسي وقال له خليفتان في وقت واحد احدهما في بغداد والاخر في المدينة كيف يكون ذلك.
عندها غضب هارون العباسي واخذ يفكر في سجن الامام والخلاص منه .
2- قلّة الناصر وخذلان المعين فأنه لو كان للامام اتباع ومحبين ومخلصين لما استطاع هارون العباسي ان يسجن الامام ولكنه كان يعلم ان اتباعه وشيعته ليس لديهم القدرة على مواجهته وانهم لا يستطيعون ان يثوروا ضده وان اكثرهم غير مخلصين للامام ولذلك اقدم على هذا الامر وهذا الحال ينطبق علينا في الوقت الحاضر ويجب ان نأخذ منه العضة والعبرة وان نكون مستعدين للتضحية بالغالي والنفيس من اجل قيادتنا وان نضحي من اجل تلك القيادة بكل شيء حتى بدمائنا فيجب ان نرخصها للقائد وللإمام المهدي (عليه السلام) حتى لا نكون كأصحاب الامام الكاظم واليكم مثلاً وقتنا الحاضر فأن السيد الشهيد محمد الصدر (قدس الله سره) ورغم طغيان صدام الهدام ما استطاع ان يسجن السيد الصدر لكثرة مناصريه واستعدادهم للتضحية في سبيله وهذا الحال مع السيد القائد مقتدى الصدر فأن امريكا واعوانها واذنابها ما استطاعت ان تعتقل السيد القائد مقتدى الصدر (اعزه الله) فيجب ان نبقى مستعدين للتضحية وترخيص الدماء من اجل قائدنا وسيدنا .
3- ومن العبر المستفادة من سجنه يجب ان تكون في اي موقف كان داعية لله سبحانه وطريق حق للذين يريدون ان يسلكوه فلنأخذ العبرة من امامنا الكاظم (سلام الله عليه) فأنه رغم سجنه اصبح داعية لله صامتاً فكثير ما نرى ان المسؤولين عن السجن اصبحوا من اتباع الامام واهتدوا الى نور الهداية فأن الامام الكاظم في الرخاء وفي الحرية تراه يفيض على الناس بقضاء حوائجهم ويدافع عن الاسلام واهل الاسلام ويناظر الملحدين واهل الملل والنحل ليهديهم الى طريق الحق وعندما سجن الامام تراه اصبح هادياً لكل من رآه حتى تلك الجارية التي بعثها هارون لكي تغوي الامام اصبحت زاهدة عابدة خاشعة لله سبحانه وتعالى وعلى هذا الاساس يجب ان نكون دعاة الى الله بتصرفاتنا وبأخلاقنا وبأقولنا لكي نكسب الناس الى طريق الحق مهما كان وضعنا وكما قال الامام (كونوا دعاة لنا صامتين)
4- اننا سمعنا الامام الكاظم (عليه السلام) كان يناجي ربه وهو في السجن قائلاً ((الهي كثير ما دعوتك لتفرغني لعبادتك وقد فعلت فلك الحمد)) فأن تلك المقولة للامام هل كانت تعني ان الامام اراد موضعاً حتى يتفرغ للعبادة فقط ام لا وحسب رائي القاصر ان الامام لا يريد ذلك الموقف والسجن للتفرغ للعبادة وانما هو من باب التسليم المطلق لله سبحانه بل زيادة بالتسليم لله سبحانه وتعالى وكأن لسان حال الامام يقول يا الهي انك مهما فعلت بي وفعلت فأنا راضيٍ به بل انني اطلب ذلك الشيء لكي ارضيك ياالهي وهذا هو مطلق التسليم لامر الله سبحانه وتعالى ولكن لو خير الامام بين الحرية والسجن لاختار الحرية على السجن لما في الحرية من قضاء حوائج الناس والعمل على قضاء امر الرعية وهداية الناس فكل تلك الامور تحتاج الى شخص خارج السجن لكي يعمل بنطاق واسع افضل ممن هو في السجن فأن امر السجن ضيقة بطبيعة الحال تعالوا نسمع ما قاله الامام من الروايات في افضلية قضاء حوائج الناس من عامة الصلاة والصوم والعباده فمنها انه
قال لاحد اتباعه حين راه حاجاً وهو يطوف في بيت الله الحرام حيث قال الامام له او تدري ماللحاج من ثواب فقلت ما ادري حتى تعلمني . فقال الامام ان العبد اذا طاف بالبيت اسبوعاً وصلى ركتين وسعى بين الصفاء والمروة كتب الله له ستة الاف حسنة ومحى له ستة الاف سيئة ووضع له ستة الاف درجة وقضى له ستة الاف حاجة للدنيا وكذا ادخر له للاخرة كذا منها فقلت جعلت فداك ان هذا لكثير فقال (عليه السلام) افلا اخبرك بما هو اكثر من ذلك فقلت بلا
فقال (عليه السلام) لقضاء حاجة مؤمن افضل من حجة وحجة وحجة حتى عد عشر حجج
وقال الامام من اغاث اخاه المؤمن اللهفان ونفس كربته واعانه على قضاء حاجته كتب الله له بذلك اثنين وسبعين رحمة من الله يجعل له منها واحدة يصلح من امر معيشته ويدخر له الباقي ليوم القيامة واهوالها واما حادثة علي ابن يقطين مع ابراهيم الجمال وكيف ان الامام عندما اراد ان يدخل اليه علي ابن يقطين رفض دخوله اليه وعندما جاء في اليوم الثاني اخبره الامام ان رفضه للدخول عليه كان لان ابن يقطين رفض استقبال ابراهيم الجمال عندما اراده بحاجة ولهذا عمل ابن يقطين للذهاب الى ابراهيم الجمال وبقى يطلب منه العفو منه والمغفرة لما بدر منه حتى يرضى عنه الامام موسى الكاظم والرواية معروفة لمن اراد ان يستفيض
والحمد لله رب العالمين

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم
طرح مميز وفقك الله للمزيد

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم
احسنت على البحث المبارك

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم
وفقك الله على الطرح القيم

طرح رائع ومميز
اخي ابو صقيل
جعل الله ما كتبت مواساة لامامنا كاظم الغيض
بحق محمد وال محمد