![]() |
![]() |
![]() |
|
منبر مواساة الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام بحوث ثقافية في الدروس والعبر المستوحاة من السيرة العطرة لإمامنا الكاظم عليه السلام |
![]() ![]() |
|
![]() |
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
![]() |
#1 |
|
![]()
![]() ان الله سبحانه وتعالى منذ ان خلق الانسان واوجده اراد له الخير من ذلك فاؤدع في داخله فطرة النزوع الى الكمال والسعي لنيله ومن ثم من عليه بارشاده الى الكمال اللائق به واسبغ عليه نعمة التعرف على طريقه فكانت المعرفة والعبادة وسيلة وطريق موصلة الى الكمال . وبعد ان زود الله الانسان بالقوى المختلفة للسير قدما كان لابد من استخدام تلك القوى بعيدا عن تاثير هوى النفس وما تمليه بل وفقا لما اراده الله جل وعلا وليميز الله الخبيث من الطيب اوجد الله البلاءات المختلفة فكانت حياة الفرد لا تخلو منها وبكل مراحلها فصارت لا تنفك عنه وعلى الانسان بما لديه من قوى ان يكون مستعدا لمواجهة البلاء وبالتالي تصبح وسيلة لصالحه عندما ينجح وحجة عليه عند الفشل . ولا يخفى ان مستوى البلاء الذي يمتحن به الفرد يختلف من شخص لاخر وهذا الاختلاف في درجات البلاء ياتي وفق علاقة طردية مع المستوى الايماني للفرد ( ان زادت زاد وان قلت قل ) وكما جاء عن الامام جعفر الصادق (عليه السلام ) ( ان اشد الناس بلاء الانبياء ثم الذين يلونهم ثم الامثل فالامثل )) - بحار الانوار جزء 67 ص 200 – وقد جرت هذه السنه على نبينا الاكرم (صلى الله عليه واله )وامير المؤمنين وفاطمة الزهراء والائمة المعصومين من بعدهم ( سلام الله عليهم )ولم يستثنى من ذلك صاحب الذكرى الامام موسى بن جعفر عليه السلام والذي ابتلي بمختلف البلاءات واشدها الا ان ابرز هذه البلاءات واشهرها هو سجنه حتى اذا مر ذكره العطر راح يتبادر الى الذهن بلاء السجن ومحنته . ولما كان اهل بيت العصمة يريدون تثبيت القيم الاخلاقية في نفوس الافراد واركان المجتمع البشري فلم يقصرو في ذلك وان استوجب الامر تقديم اكبر التضحيات فكما قدم الحسين (ع) نفسه وعياله واصحابه من اجل ان تبقى شريعة السماء تشع بنورها الساطع لتنير للاجيال طريق الحرية كانت تضحية الامام الكاظم (ع) ان يغيب في سجون الظالمين لاجل انتشال الامة من دوامة التيهان وليكون نورا في زمن ساد فيه الظلام وعم فيه الجهل وكيف لا يكون ذلك وهم عليهم السلام المبعوثون رحمة للعالمين . وسنحاول ان نستوضح بعض المصالح التي ارادها الامام الكاظم عليه السلام للامة وتحمل لاجلها محنة السجن ومعاناته - وهذا طبعا لا ينفي تسبب الظالمين في سجنه والتضييق عليه ومسؤوليتهم المباشرة عن تلك الجريمه الكبيرة ضد المعصوم - . وكما جاء في (خطبة الجمعة السابعة )للسيد الشهيد الصدروهويتحدث عن واقعة كربلاء {الامر الثاني قوله "خير لي مصرع انا لاقيه "..... الى ان يقول .....خير لي من الخير لان مقتل الحسين عليه السلام واصحابه خير كله وليس فيه شر الا المسؤولية التي تحملها اعداؤه في ايجادهم لهذه المصيبة العظيمة والجريمة الكبيرة ضد الامام المعصوم المفترض الطاعة مسؤولة اعداؤه موجودة ، الا انه بالنسبة الى اولياءه لا ، في الحقيقة شهادته خير له ولاصحابه وللبشرية اجمعين ولنا اجمعين يكفي ان ندرك بعض نتائجها الحسنه امام الله سبحانه وتعالى وامام التاريخ } ــ دستور الصدر ص 77ــ فما دام الامر كذلك فيحسن بنا ان نحاول استخلاص وادراك بعض المصالح والنتائج الحسنة التي كان يتوخاها الامام الكاظم (عليه السلام ) من تلك التضحية العظيمة ــ السجن ــ على سبيل الاطروحة ومنها : 1- فضح الحكومة العباسية القائمة : بعد ادعائهم بانهم الممثل الاسلامي الحق والوريث الصحيح لخلافة رسول الله (ص) واستغلال صفتهم احفاد ابن عم الرسول وهو(العباس ) وتسخير ذلك اعلاميا . فقد كانت الحكومة ممثلة بهارون العباسي تظهر الدين والاخلاق وان سياستها مبتنيه على اساس ديني تحرص فيه على الرعية ومصالحهم ساعد على ذلك توصيات وتوجهات البعض من علماء الدين الذين باعو دينهم واخرتهم اضافة الى بعض الشخصيات البارزة والمعروفة الذين راحو يعطون الصبغة الشرعية لاعمال تلك الحكومة فراح الامر ينطلي على نسبة مهمة من الناس البسطاء في المجتمع حينها. فجاء سجن ذلك العبد الصالح ــ الامام الكاظم (ع) ــ المعروف بورعه وتقواه وكثرة عبادته وتواضعه للناس وحب الخير لهم والمشهوربالعلم والفقه والمعرفة فضلا عن صلته ونسبه المباشر برسول الله كاشفا عن زيف ادعاءاته وبيان مكره وخداعه ضاربا عرض الحائط ما يظهره ويدعيه من الد ين فلا يمكن لمن له دين ان يؤذي مثل شخص الامام فضلا عن سجنه . 2- التخفيف من مسؤولية الامة في تقصيرها تجاه المعصوم عليه السلام : حيث لا يخفى التسامح الكبير والتقصير الواضح للمجتمع حينها تجاه الشريعة الاسلامية وعدم الاهتمام بوصايا الامام وابتعادهم عن النهج الرسالي الصحيح وانشغالهم بالدنيا والحرص عليها مما كان احد اسباب حجب المعصوم عنهم فكان السجن لسان حال ينطق عن عدم استحقاقهم لوجوده بينهم حيث ان وجودشخصه بين ظهرانيهم وهم والحال هذه من عدم الاتعاظ والاعتبار يحملهم مسؤولية اكبر امام الله ويزيد حسابهم صعوبة وهوامر لايقبل به المعصوم ولا يريده لهم فهم المبعوثون رحمة للعالمين . 3- الاسوة الحسنة والمواسآة الطيبة للجيل حينها والاجيال اللاحقة : فان سجن الامام الكاظم (ع) ومحنته فيه الاسوة والمواساة للمؤمنين في عصره وما عانوه من سجن الحكام العباسيين حينها وللمؤمنين في الاجيال الاخرى التي بعده ، فعلى مر التاريخ تعرض الشيعة لانواع البلاءات كانو فيها بحاجة الى اسوة يواسيهم في محنهم وبلاءاتهم للتخفيف من وطأتها عليهم والتقليل من شدتها ومن تلك البلاءآ ت السجن الذي عانوه ويعانونه مع تعاقب الحكومات الظالمة .فكان سجن الامام حاضرا دائما في اذهان الشيعة وخصوصا لمن ابتلي بالسجن لما يحضى به ائمة اهل البيت من زخم معنوي في نفوس محبيهم وتاثير كبير عليهم ــ فلك ان تلاحظ الفرق في معاناة السجن لمؤمن بدون ان تكون هناك محطة تاريخية سجن فيها الامام الكاظم (ع) ومعاناة مؤمن آخر في السجن وهو يستحضر في ذهنه سجنه عليه السلام وما جرى له فيه . 4- تحريك الضمير الانساني للامة : فالافراد الذين لديهم نصيب من الايمان واولو الفطرة السليمة سيحز في نفوسهم سجن وحجب الامام عنهم وانقطاع عطاياه وخيره وسؤثر بهم بشكل غير مباشر بقليل او كثير و سياخذ مداه في نفوسهم حيث ان اعتقال الامام والاعتداء عليه اعتداء على المسلمين جميعا وعلى الدين واعتداء على رسول الله (ص) وسيعمل ذلك كحافز حي ينبض دائما لاصلاح الفرد نفسه وتانيبا مستمرا للضمير مما يشكل دافعا لاعادة نظر الافراد في اعمالهم ومداركة تقصيرهم وعلاج نفوسهم والسعي لاتباع امامهم ومحاولة دفع اسباب سجنه . 5- حقن دماء الشيعة في عصره والحفاظ عليهم من يطش الحكومة العباسية : ان هارون العباسي كان يمارس مختلف انواع القمع والابادة ضد الشيعة وذلك للحفاظ على كرسيه وبقاء حكمة ويعلم باهمية وتاثير الامام الكاظم عليه السلام عليهم ويعتقد ا ن اي تهديد لكرسيه لن ياتي الا عن طريق الامام عليه السلام فكانت بوصلة الاتهام والخطر لديه تتجه الى كل من يقترب من شخص الامام ويتكلم معه او يسلم عليه او يقدم له خدمة وغير ذلك وعليه فان سجن الامام سيضمن عدم قيام الانتفاضات والثورات واثارة الناس ضده وضد حكمه لا سيما وانه وضع الجواسيس فكانما وقد جعله تحت المراقبة ووضع اليد عليه وبذلك يمنع اصدار او توجيه اية تعليمات اليهم وبالتالي عدم تحرك الشيعة والموالين ضده ويطمئن الى سلامه كرسي خلافته وهذا كله كان له الاثر الواضح في التقليل من بطشه وباسه ويخفف من جماح نفسه في الفتك والانتقام منهم . 6- الهداية بشكل مباشر للعديد من الافراد : فكان السجن سببا في هداية الكثيرين وتغيير بوصلة اهتمامهم وتوجهاتهم نحو الاخرة بعد ان كانت تريد الدنيا وتسعى لنيها . وهؤلاء قد لا يمكن للامام الالتقاء بهم وهدايتهم خارج السجن وبالتالي يفوتهم شرف الهداية على يديه ، مثل الجارية التي ادخلها عليه هارون ومثل بشار مولى الملعون السندي بن شاهك وكذلك ابنته ــ اي السندي ــ اضافة الى العديد من موظفي السجن وحراسه . توصيات البحث أ- ان بعد المعصوم واحتجابه عنا بسبب تقصيرنا نحن قبل ان يكون الظالمون هم سبب ذلك فعلينا ان نعرف ان تحركات القيادة جاءت نتيجة لاعمالنا . ب- ان ممارسة الهداية والاصلاح يبدا من الفرد نفسه ومن مكانه الذي هو فيه ولايجب ان تكون صاحب سلطة او جاه او مال لاجل ان تمارس هذا الدور . ت- مهما بلغت تحديات الحياة والظروف الصعبة للفرد للمؤمن يجب ان لا توقف مسيره التكاملي وعليه ان يسعى لايجاد افاق جديدة لذلك التكامل قدر الامكان . ث- ان القرب المادي من القيادة لا يعني بالضرورة التبعية والتمثيل لها بل ان احد القرائن لذلك هو السعي الجاد لارضاء القيادة وذلك باطاعتها وفهم اهدافها . ج- على المؤمن ان يدرك مقدار وقيمة تضحيات المعصوم الجسيمة ومعاناته الكبيرة والتي هي لاجل هدايتنا وخيرنا والعبور بنا الى بر السلامة والامان . والحمد لله رب العالمين
|
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
|
![]()
طرح قيم بارك الله فيك
|
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
|
![]()
|
![]() |
![]() |
![]() |
#4 |
|
![]()
طرح قيم بارك الله فيك موفقين
|
![]() |
![]() |
![]() |
#5 |
|
![]()
احسنت أخي على هذا البحث القيم جعله الله في ميزان أعمالك بحق باب الحوائج موسى بن جعفر عليه السلام
|
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]() |
![]() |