المعجزات والكرامات

اكمالا للحلقات الأربع السابقة نتوكل على الله بطرح النقطة الخامسة والأخيرة من موضوع اثبات وجود الله سبحانه وتعالى نقلا عن المولى المقدس محمد صادق الصدر علما ان للموضوع تكملة في جمع اخرى من دستور الصدر كلجمعة الخامسة عشر وغيرها :-
النقطة الخامسة: المعجزات والكرامات ، ما حصلت اي معجزة ولا كرامة على طول البشرية من آدم الى يوم القيامة ؟ ((سبحان الله)) حتى الماديون يقولون ان عصر المعجزات انتهى ، والآن عصر الصناعة ، يعني ان المعجزات حدثت ، رغما عليهم ، على كل حال ، الشي الذي باليد انه باليقين حصلت معجزات وكرامات لمئات من الناس ، لآلاف من الناس ، وعلى رأسهم الانبياء سلام الله عليهم ، وعلى رأسهم المعصومون لما بعد الاسلام ، ابتداء من النبي صلى الله عليه واله وسلم الى الامام المهدي سلام الله عليه ،حدثت فعلا ونحن غافلون عنها في الحقيقة ، غافلون ودائخون في الدنيا هذه ، والا في حقيقة الامر ان المعجزات والكرامات تحصل باستمرار من اول الخلق الى اخره ، من حيث لا نعلم ولا نشعر {وكأين من اية في السماوات والارض يمرون عليها وهم عنها معرضون}(1)ولكننا قوم غافلون نحسب الاشياء جدا بسيطة ومتدنية ، لانني انا المتدني فلا افهم الا المتدني ، واما اذا دققت قليلا ، ومشيت قدما واحدة لا ازيد ، لا احتاج الى ازيد على اي حال ، فسوف افهم اشياء اخرى غير التي كنت افهمها بطبيعه الحال ، مما هو يتصل بالله سبحانه وتعالى .
فالكرامات والمعجزات متواترة ويقينية الحصول ، وعلى رأسها كرامات الانبياء ، ومعجزات الانبياء ، حينئذ نقول : من الذي اوجدها ؟ وباي قانون وجدت ؟ وبأي سبب وجدت ؟ وهي خارقة لنواميس الطبيعة ، وغير ما تعود عليها اهل الدنيا والماديون والمنكرون للقدرة الالهية ، يكفينا معجزة واحده من خلال اول الخلق الى اخره ، لتثبت انها ناطقة بلسان حالها بوجود مدبرها وبقدرته وبعزته وبعظمته ، فضلا عن ان تكون هناك معجزات كثيرة وايضا ناطقة بفشل النظام الطبيعي ، وانه مجرد صورة لا واقع له ، وانا قلت – سبحان الله – وفي بعض مؤلفاتي ايضا كتبت ، ان القوانين الطبيعية انما هي صورة ذهنية ، ما يحدث هو ان هذه الحصاة تجلبها الارض ، وهذه الحصاة تجلبها الارض ، اما انه نسمي شيئا بقانون الجاذبية ، فهذا عبارة عن مجموعة حوادث جمعناها في ذهننا فسميناها قانون الجاذبية ، فحين اذ قانون الجاذبية انما هو فكرة ، والفكرة لا تؤثر في الخارج ، ليس هناك قانون اسمه قانون الجاذبية وانما كل شي يحدث بقدرة الله سبحانه وتعالى ، فحينما يزعم الزاعمون الماديون باننا نعوض عن الله في القوانين المادية ، خسروا وخسئوا ، الانها غير موجوده اصلا ، وانما هي مجرد افكار في اذهاننا ، كما مثلا نقول الانسانية ، الانسانية موجودة ؟ انما الموجود هو الافراد زيد وعبيد وسعيد وفلان ، اما الكلي ، المعنى العام غير موجود بطبيعة الحال – فلاحظوا – كذالك القانون بالمعنى العام غير متحقق ، سبحان الله هم يقولون ان ما هو غير محسوس غير موجود ، اعطوني عن حس وعن رؤية وعن بصر القانون ، قانون الجاذبية مثلا ، او قانون سرعة الضوء ، او قانون ( كيت او كيت ) لا يوجد ، انما ماهو الموجود هو المصاديق والجزئيات ، والحوادث الفردية ، فهذه الحوادث الفردية من الذي يعملها القانون غير موجود والقانون الموهوم ؟ بطبيعة الحال لا ، اعجز من ذلك ، ومن يؤمن به اعجز من ذلك ، وانما الله سبحانه وتعالى بعزته وقدرته ، ربما نكمل في الخطبة في الاسبوع الآتي . (انتهى)
1- سورة يوسف 105 .
استحلفكم بالله اليس نزوله قدس سره الشريف الى الشارع وقيادة الجموع المؤمنة في نهاية التسعينات خاصة ونحن نخاطب اجيال السبعينات فما دون لان هذه العقود من الولادات قد عايشت وواكبت تلك الفترة العصيبة من تاريخ العراق في ظل طاغية لم يعرف التاريخ له مثيل في العصور الحديثة
بحيث وصل الامر ان الجار لا يؤمن من جاره عند التحدث عن الاوضاع في ذلك الوقت بل عدم الثقة بين رب الاسرة وعائلته لدرجة راح الكثير من الضحايا بسبب ان احد افراد الاسرة ينتقد الطاغية عندما يستلم شاشة التلفاز في ذلك الحين ويخرج الينا محمد صادق الصدر (قدس) لينتشلنا من ذلك الخوف ومن ذلك الوضع المزري الى فضاء الايمان والحرية والشجاعة والتضحية وهو ينادي باسم الاسلام بل باسم محمد وال محمد (صلوات الله علسهم) بل باسم الامام المهدي (سلام الله عليه) والحديث يطول ولكن هل نريد معجزة اكثر منه (قدس) وهو القائل اعلاه {ولكننا قوم غافلون نحسب الاشياء بسيطة جدا ومتدنية ...}
والحمد لله رب العالمين

بارك الله فيك

بارك الله فيك

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم أحسنت أخي وفقك الله لكل خير

احسنت اخي على الموضوع