بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على خير عباد الله ابي الزهراء محمد وعلى ال بيته الطيبين الطاهرين اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم قال الامام زين العابدين (عليه السلام)مخاطباً عمته زينب : (وانت يا عمة بحمد الله عالمة غير معلمة و فهمة غير مفهمة )كلما تذكر واقعة كربلاء والامام الحسين ( عليه السلام ) الا ويتبادر الى ذهنك اسم السيدة زينب بنت امير المؤمنين (عليها السلام) ودورها الكبير في النهضة الحسينية وهذه النهضة تتكون من مرحلتين : الاولى : هي مرحلة الجهاد والشهادة والتي انتهت باستشهاد اخوانها وابنائها يوم عاشوراء المرحلة الثانية : وهي مرحلة كشف الفساد الاموي ونشر ابعاد ثورة الامام الحسين وافكارها وكانت السيدة زينب هي رائدة هذه الثورة بالتنسيق مع امامها وابن اخيها الامام زين العابدين (عليهما السلام) فقد مرت ( سلام الله عليها ) بمحن ومصاعب منذ صغرها فكانت تعيش آلآم فراق امها الزهراء الى مظلومية ابيها علي عليه السلام ثم ما جرى على اخيها الحسن ان هذه المحن التي عاشتها في صغرها حتى كبرها جعلت منها المرأة الصابرة المحتسبة حتى نالت بكل جدارة لقب شريكة اخيها الحسين في نهضته الخالدة بحيث اصبحت ثورة الامام الحسين والسيدة زينب ( عليهما السلام ) هي من اعظم الثورات التي خلدها التاريخ فكانت عليها السلام هي من خاض الثورة ضد الظلم بعد استشهاد اخيها وامامها ابي عبد الله الحسين سلام الله عليه والوقوف في وجه الطغاة حيث نأخذ من مواقفها عليها السلام عندما واجهت طواغيت الشام والكوفة وعندما ادخلوها في مجلس الطاغية عبيد الله ابن زياد عليه لعائن الله لما سألها عن رأيها فيما رأته من مصارع اخوانها واهلها فأجابته بكل قوة واصرار وبصيرة : (ما رأيت الا جميلاً هؤلاء قوم برزوا الى مضاجعهم وسيجمع الله بينك وبينهم حيث تحاج وتخاصم فانظر لمن الفلج ثكلتك امك يومئذٌ يبن مرجانة ... ) . ولننظر موقفها عندما ادخلوها على طاغية الزمان يزيد ابن معاوية عليهم لعنة الله عندما قالت له فكد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك فوالله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا ولا يسقط عنك عار ما فعلت وهل رأيك الا فند وايامك الا عدد وجمعك الا بدد يوم ينادي المنادي الا لعنة الله على الظالمين ) ونستلهم من مواقفها عليه السلام انها قالت كلمة الحق في وجه سلطان جائر وهي اعظم الجهاد وكان خطابها الاول والثاني له اثر واي اثر في تأنيب الضمائر وتحفيز النفوس وغرس الهمم على الطلب بثأر الامام الحسين عليه السلام والثورة على بني امية وبذلك فقد نشرت زينب واخواتها بذور الجهاد وغرست اشجار الرفض على بني امية ومن يرى مواقف هذه المرأة الصابرة المجاهدة والمضحية - من حيث انها لا تأخذها في الله لومة لائم وكانت تدافع عن دين جدها المصطفى (صلى الله عليه واله) - يصل الى نتيجة وهي انها من المستحيل ان تبقى ساكتة او تظل صامتة بعد استشهاد اخيها دون ان تثير العواطف وتهيج المشاعر وتحفز بالأخذ بثأر الحسين فلولاها لاندثرت تلك الثورة ولولاها ما بقى اي اثر لكربلاء وهذه صرخة المظلوم اليوم نرى لها دوي كدوي النحل فهي من خلد ثورة الحسين وانتصار المظلوم على الظالم فالسلام عليها يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا والحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وعلى ال بيته الطيبين الطاهرينِ
المصدر:مقتل الحسين عليه السلام /عبد الزهره المقرم