هل نفرح في الأعياد ؟

اللهم صلِّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
كل عام وأنتم بألف خير اخوتي وعيدكم مبارك وحقق الله أمانيكم وعجل الله لنا بظهور مولانا صاحب العصر والزمان الذي بظهوره يتحقق العيد الاكبر والفرح الأعظم كتبنا الله وإياكم من أنصاره وشيعته .
أنقل لكم اخوتي ماقاله السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر ( قدس سره الشريف )عن الأعياد والفرح بها في الجمعة الحادية والاربعين
[frame="15 98"]

إننا بعد ان عرفنا انقسام الفرح الى دنيوي واخروي فمن غير المحتمل ان الشريعة المقدسة تأمر في الأعياد الدينية المقدسة بالفرح الدنيوي وانما تأمر بالفرح الاخروي فانه من الواضح جدا ان اهل الدنيا يفرحون في اعيادهم بالفرح الدنيوي بمزيد من الغناء والرقص والتعري والعبث ونحو ذلك ( كول لا ! ) في مختلف بلدان العالم مع الاسف ، فيزداد تورطهم بالمعاصي وبعدهم عن رضاء الله سبحانه وتعالى وقربهم من الشيطان فبدلا عن ان يكون العيد لهم سببا للكمال قليلا او كثيرا كان سببا للنقص والهلاك والعياذ بالله انما يجرون البلاء الى أنفسهم .

ومن الواضح ان المحرمات تبقى على حرمتها في العيد وغيره وفي الفرح والحزن طبعا ولا يحتمل ان تكون جائزة في الشريعة اطلاقا وانما المطلوب في الشريعة هو اظهار الفرح بما سميناه بالفرح الاخروي وهو يكون على احد مستويين او كلا المستويين :

أحدهما : إظهار الفرح الدنيوي بالمباحات كاللباس الجيد والابتسام ونحو ذلك ويكون ذلك اخرويا باعتبار كون المناسبة دينية ومقدسة ومرضية لله سبحانه وتعالى .

ثانيهما : إبراز الفرح الاخروي الحقيقي لو صح التعبير بكثرة الطاعات والاستغفار والتذلل والخشوع امام الله سبحانه وتعالى لنيل رضاه وهباته ورحمته .

فاذا خطونا الخطوة الاخرى التي يقول فيها : (ونحن اعيادنا مآتمنا) عرفنا إن إظهار الفرح الدنيوي بالمباحات وان كان مطلوبا ومستحبا فقهيا الا انه في الحقيقة يتضمن غفلة عن الطاعات وعن ذكر الله سبحانه بل المطلوب حقيقة هو الحزن وليس الفرح. ماذا كان يفعل أمير المؤمنين (عليه السلام) في عيد الاضحى أو الفطر ؟ ماذا كانت تفعل الزهراء (سلام الله عليها) ؟ هل تلبس الجديد ؟ انا اقول لا هي وهم اعلى من ذلك (سلام الله عليهم) بل المطلوب حقيقة هو الحزن وليس الفرح وذلك على عدة مستويات :

المستوى الاول : ذكر مصائب اهل البيت (عليهم السلام) والتحزن لها فان ذلك من أعظم الطاعات أمام الله سبحانه .

المستوى الثاني : ذكر المعاصي والنقص والقصور الموجود لدى الفرد نفسه والتباكي والتحزن أمام الله تعالى لذلك والسعي تجاهه بازالة ذلك والسيطرة عليه بحسن توفيق الله سبحانه وتعالى .

المستوى الثالث : ذكر المعاصي والنقص والقصور الموجود لدى الغير والتحزن لوجوده فان ذلك مما يؤلم ويقرح كما قال تعالى : { لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (3)}الشعراء ، وقال : {وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُن فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ (70) } النمل ، لأنه (صلى الله عليه واله) كان يحزن عليهم ويكون في ضيق مما يمكرون .

المستوى الرابع : تمني المؤمن الوصول الى مراتب من الكمال لم يصلها والتحزُن لعدم وصولها والشوق إليها مع الاقتران بالأمل بالله تعالى وحسن الظن به في إيصاله الى تلك المراتب المأمولة منه سبحانه .[/frame]

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
عيدكم مبارك إن شاء الله
ونسأل الله أن يبعدنا عن المعاصي والذنوب وأن يقربنا منه من خلال الطاعات بحق محمد وال محمد
بارك الله بكم على النشر والتذكير بأيام الله

انتقاء رائع
جزاكِ الله تعالى خيرا

شكرا على نشر درر السيد الولي (قدس سره)

بسم الله الرحمن الرحيم
طيب الله انفاسكم