|
منبر التربية الروحية للمواضيع التي تنمي التربية الحقة في السير الى الله تعالى |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
12-10-2014, 04:46 PM | #1 |
|
اليموت يخسر
اليموت يخسر مقولة كثيراً مانسمعها حينما يكون هناك حديث حول الخسارة المادية ، تارة يخاطب بها الفرد نفسه لإقناعها وتقبلها الخسارة وتارة يخاطب بها الآخرين حينما يواسونه على خسارته فياترى هل لهذه المقولة أساس في شريعة سيد المرسلين أدى الى جريانها على لسان المجتمع لتكون إجابة حاضرة ورد سريع في مواقف الخسارة ؟ ولا بأس بالوقوف على هذه المفردة وبيان صحتها من عدمها ومدى موافقتها للشريعة ، فلو نظرنا الى هذه المفردة بمفهومها العام نجد إن الله تعالى خلق الخلق ووهب لهم الحياة بلطفه وكرمه لإعطائهم فرصه للتكامل فقد ورد أن الدنيا مزرعة الآخرة ، يرقى من خلالها الإنسان لو استغلها الاستغلال الأمثل فيكون الموت خسارة من هذه الناحية لأن الفرد خسر فرصته في التزود للآخرة ، ولكننا لو تعمقنا أكثر من ذلك نجد ان الله تعالى وهو رب الرحمة لايضيع فرصة على مخلوق بإمكانه إستغلالها والرقي من خلالها وإنما يعطيه فرصته وزيادة ولو كان هناك يوم لو بقي فيه المخلوق لزاده قرباً الى الله لطول الله عمره حتى يدرك ذلك اليوم فيكون الموت ليس بخسارة من هذه الناحية لأنه لو بقي مازاد شيئاً . أما اذا نظرنا الى هذه المقولة من جهة أخرى يمكن أن نقسمها الى أربعة مستويات : المستوى الأول : ( اليموت يخسر ) إذا كان مضياعاً للفرص غير مستغلاً لها فهو يرحل من هذه المزرعة من غير مزودة يتزود بها في آخرته فيكون موته خسارة له لأن باب العمل قد أُغلق وهو في غفلة لم يميز بين الحق والباطل وربما كان من أعداء الحق عن علم وعمد فتكون خسارته مضاعفة وقد ورد ( الناس نيام إذا ماتوا انتبهوا ) . المستوى الثاني : ( اليموت يربح ) لمن استغل فرصته الإستغلال الأمثل وانتقل من هذه الدنيا حائزاً على رضا الله سبحانه بل وربما أنه أنهى تكامله في هذه الدنيا ويحتاج الى عالم أعلى وأرقى يتحرر فيه الفرد من الماديات ليتسامى في تكامله وصعوده الى بارئه وباعتقادي ان السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره الشريف قد أنهى تكامله في هذه النشأة فاحتاج الإنتقال الى النشأة الأخرى أو العالم الآخر لإكمال مسيره التكاملي ونحن نعلم أن التكامل غير منقطع لصاحب العقيدة الحقة وما كانت صلاة الله تعالى على رسوله الأمين وآله الطاهرين إلا تكامل لهم بكل تأكيد ، وقد ورد عن الإمام الحسين عليه السلام ( ما أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما ) وورد عنه أيضاً ( الموت أولى من ركوب العار .... ) فيكون الموت بهذا المنحى سعادةً وربحاً . المستوى الثالث : (اليعيش يخسر) لمن تمادى في الكفر والعصيان والظلم والطغيان فإن حياته بهذا المعنى تكون خسارة له لأنها مزيدا من الذنوب والتسافل فيكون موته قطعاً لهذا التسافل وإنهاءً لهذا العصيان فهو اوفق له من الحياة المستوى الرابع : (اليعيش يربح ) لمن اطاع الله تعالى في السر والعلن وتبع الحق وبذل نفسه في سبيله فإن حياته ربحاً له ولغيره فهي زيادة في درجات الكمال فإنه قد ربح الدنيا والآخرة فربما كان بيننا يرانا ونراه ولكن روحة متعلقة ببارئها فقد ورد في كتاب ((شهيد بلا حجاب )) للأستاذ الفاضل علي الزيدي ص 15 وهو يتحدث عن سيدي وقائدي مقتدى الصدر : (( فكان في وجوده شهيداً ورأيناه فعلاً بين أعيننا وظهرانينا ((شهيداً بلا حجاب )) لا كما يُحْجَبون الشهداء عن نواظرنا , لقصورنا عن ادراك ذلك . فأصبح النظر اليه يذكرنا بأبطال الإسلام , الذين جاهدوا في الله حق جهاده , بل كانت كل نظرة اليه تذكّرنا بالآخرة , وما سيؤول حالنا عليه هناك .....)) والحمد لله رب العالمين
|
12-10-2014, 11:42 PM | #2 |
|
رد: اليموت يخسر
|
12-10-2014, 11:57 PM | #3 |
|
رد: اليموت يخسر
|
13-10-2014, 10:34 AM | #4 |
|
رد: اليموت يخسر
طرح لطيف جدا بارك الله فيكم عزيزي اسال الله لكم التوفيق
|
13-10-2014, 08:37 PM | #5 |
|
رد: اليموت يخسر
موضوع قيم وطرح رائع ففي مجتمعنا من العادات والكلمات التي تحيط السائل بدرب التكامل بقيود وهميه ومخادعه تحاول ان تحبسه عن معين الهداية
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|