|
منبر الرسول الأمجد (صلى الله عليه وآله) كل ما يخص رسول الإنسانية صلوات الله عليه وآله |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
25-09-2015, 09:15 PM | #1 |
|
نص خطبة الغدير
الحمد لله الذي علا فى توحده، و دنا فى تفرده، و جل فى سلطانه، و عظم فى أركانه، و أحاط بكل شئ علما و هو فى مكانه، و قهر جميع الخلق بقدرته و برهانه، مجيدا لم يزل، محمودا لا يزال، بارئ الممسوكات و داحي المدحوات و جبار الارض و السماوات، قدوس سبوح رب الملائكة و الروح، متفضل على جميع من برأه، متطول على من أدناه، يلحظ كل عين و العيون لا تراه، كريم حليم ذو أناة، قد وسع كل شئ رحمته، و من عليهم بنعمته، لا يعجل بانتقامه، و لا يبادر إليهم بما استحقوا من عذابه، قد فهم السرائر و علم الضمائر، و لم تخف علي المكنونات، و لا اشتبهت عليه الخفيات، له الاحاطة بكل شيء و الغلبة على كل شيء و القوة فى كل شيء و القدرة على كل شيء و ليس مثله شيء و هو منشيء الشيء حين لا شيء دائم قائم بالقسط،لا اله الا هو العزيز الحكيم، جل عن أن تدركه الابصار و هو يدرك الابصار و هو اللطيف الخبير، لا يلحق أحد وصفه من معاينة، و لا يجد أحد كيف هو من سر و علانية الا بما دل عز و جل على نفسه. وأشهد بأنه الله الذى ملأ الدهر قدسه، و الذي يغشى الأبد نوره، و الذي ينفذ امره بلا مشاورة مشير و لا معه شريك في تقدير و لا تفاوت في تدبير، صور ما أبدع على غير مثال، و خلق ما خلق بلا معونة من أحد و لا تكلف و لا احتيال، أنشأها فكانت، و برأها فبانت، فهو الله الذى لا اله الا هو المتقن الذي أحسن الصنيعة، العدل الذي لا يجور، و الاكرم الذي ترجع اليه الامور. و أشهد أنه الذي تواضع كل شيء لقدرته، و خضع كل شيء لهيبته، مالك الاملاك، و مفلك الافلاك و مسخر الشمس و القمر، كل يجري لأجل مسمى، يكور الليل على النهار و يكور النهار على الليل يطلبه حثيثا، قاصم كل جبار عنيد، و مهلك كل شيطان مريد، لم يكن معه ضد و لا ند، أحد صمد لم يلد و لم يولد، و لم يكن له كفوا أحد، إله واحد و رب ماجد، يشاء فيمضي و يريد فيقضيء و يعلم فيحصي و يميت و يحيي و يفقر و يغني و يضحك و يبكي، و يمنع و يعطي له الملك و له الحمد بيده الخير و هو على كل شئ قدير. يولج الليل في النهار و يولج النهار في الليل لا إله إلا هو العزيز الغفار، مجيب الدعاء و مجزل العطاء، محصي الانفاس و رب الجنة و الناس، لا يشكل عليه شيء و لا يضجره صراخ المستصرخين و لا يبرمه إلحاح الملحين، العاصم للصالحين ، الموفق للمفلحين و مولى العالمين، الذي استحق من كل خلق أن يشكره و يحمده.احمده على السراء و الضراء و الشدة و الرخاء، و أؤمن به و بملائكته و كتبه و رسله، أسمع أمره و أطيع و أبادر الى كل ما يرضاه، و أستسلم لقضائه رغبة فى طاعته و خوفا من عقوبته، لانه الله الذي لا يؤمن مكره و لا يخاف جوره، و أقر له على نفسي بالعبودية، و أشهد له بالربوبية، و أؤدي ما أوحى الي حذرا من أن لا أفعل فتحل بي منه قارعة لا يدفعها عني أحد و ان عظمت حيلته. لا اله الا هو، لانه قد أعلمني أني ان لم أبلغ ما أنزل الي فما بلغت رسالته، و قد ضمن لي تبارك و تعالى العصمة، و هو الله الكافى الكريم، فأوحى الي: بسم الله الرحمن الرحيم (يا أيها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك) فى علي ـ يعنى في الخلافة لعلي بن أبى طالب عليه السلام (و ان لم تفعل فما بلغت رسالته و الله يعصمك من الناس) (المائدة، 67). معاشر الناس! ما قصرت فى تبليغ ما أنزل الله تعالى الي و أنا مبين لكم سبب نزول هذه الآية، أن جبرئيل عليه السلام هبط الي مرارا ثلاثا يأمرني عن السلام ربى ـ و هو السلام ـ أن أقوم فى هذا المشهد فأعلم كل أبيض و أسود أن علي بن أبي طالب عليه السلام أخي ووصيى و خليفتي، و الامام من بعدي، الذى محله مني محل هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، و هو وليكم بعد الله و رسوله، و قد أنزل الله تبارك و تعالى علي بذلك آية من كتابه: (انما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و هم راكعون) (المائدة، 55). و علي بن أبي طالب عليه السلام أقام الصلاة و آتى الزكاة و هو راكع يريد الله عز و جل فى كل حال. و سألت جبرئيل أن يستعفى لي عن تبليغ ذلك إليكم أيها الناس لعلمي بقلة المتقين و كثرة المنافقين و إدغال الآثمين و ختل المستهزئين بالإسلام الذين وصفهم الله فى كتابه بأنهم يقولون بألسنتهم ما ليس فى قلوبهم و يحسبونه هينا و هو عندالله عظيم، و كثرة أذاهم لى غير مرة حتى سموني أدنا، و زعموا أني كذلك لكثرة ملازمته إياي و إقبالي عليه، حتى أنزل الله عز و جل فى ذلك قرآنا: (و منهم الذين يؤذون النبي و يقولون هو أذن قل أذن ـ على الذين يزعمون أنه أذن ـ خير لكم يؤمن بالله و يؤمن للمؤمنين) (التوبة، 61). و لو شئت أن أسمي بأسمائهم لسميت، و أن أومي إليهم بأعيانهم لأومأت، و أن أدل عليهم لدللت، و لكني و الله فى أمورهم قد تكرمت، و كل ذلك لا يرضي الله مني الا أن أبلغ ما أنزل إلي، ثم تلى صلى الله عليه و آله و سلم: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ـ فى علي ـ و إن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) . فاعلموا معاشر الناس! إن الله قد نصبه لكم وليا و إماما مفترضا طاعته على المهاجرين و الانصار و على التابعين لهم بإحسان، و على البادي و الحاضر و على الأعجمى و العربي، و الحر و المملوك، و الصغير و الكبير، و على الأبيض و الأسود، و على كل موحد، ماض حكمه، جائز قوله، نافذ امره، ملعون من خالفه، مرحوم من تبعه، و من صدقه فقد غفر الله له و لمن سمع منه و أطاع له. معاشر الناس! إنه آخر مقام أقومه فى هذا المشهد، فاسمعوا و أطيعوا و انقادوا لامر ربكم، فإن الله عز و جل هو مولاكم و إلهكم، ثم من دونه رسوله محمد صلى الله عليه و آله و سلم وليكم القائم المخاطب لكم، ثم من بعدي علي وليكم و إمامكم بأمر الله ربكم، ثم الامامة فى ذريتي من ولده الى يوم تلقون الله عز و جل و رسوله، لا حلال إلا ما أحله الله، و لا حرام إلا ما حرمه الله، عرفني الحلال و الحرام، و أنا أفضيت بما علمني ربى من كتابه و حلاله و حرامه اليه. معاشر الناس! ما من علم إلا و قد أحصاه الله في، و كل علم علمت فقد أحصيته فى إمام المتقين، و ما من علم إلا علمته عليا، و هو الإمام المبين. معاشر الناس! لا تضلوا عنه و لا تنفروا منه، و لا تستنكفوا من ولايته، فهو الذي يهدي إلى الحق و يعمل به و يزهق الباطل و ينهى عنه، و لا تأخده فى الله لومة لائم، ثم إن أول من أمن بالله و رسوله، و هو الذي فدى رسوله بنفسه وهو الذي كان مع رسول الله و لا أحد يعبد الله مع رسوله من الرجال غيره. معاشر الناس! فضلوه فقد فضله الله، و اقبلوه فقد نصبه الله. معاشر الناس! إنه إمام من الله، و لن يتوب الله على أحد أنكر ولايته، و لن يغفر الله له، حتما على الله أن يفعل ذلك بمن خالف أمره فيه، و أن يعذبه عذابا نكرا أبد الأبد و دهر الدهور، فاحذروا أن تخالفوه فتصلوا نارا وقودها الناس و الحجارة أعدت للكافرين. أيها الناس! بي والله بشر الأولون من النبيين و المرسلين، و أنا خاتم الانبياء و المرسلين، و الحجة على جميع المخلوقين من أهل السماوات و الأرضين، فمن شك في ذلك فهو كافر كفر الجاهلية الأولى، و من شك فى شئ من قولي هذا، فقد شك فى الكل منه، و الشاك في ذلك فله النار. معاشر الناس! حباني الله بهذه الفضيلة منا منه علي و إحسانا منه إلي، و لا إله إلا هو، له الحمد مني أبد الآبدين و درهر الداهرين على كل حال. معاشر الناس! فضلوا عليا فإنه أفضل الناس بعدي من ذكر و أنثى، بنا أنزل الله الرزق و بقى الخلق، ملعون ملعون مغضوب مغضوب من رد على قولي هذا و لم يوافقه، ألا إن جبرئيل خبرني عن الله تعالى بذلك و يقول: «من عادى عليا و لم يتوله فعليه لعنتي و غضبني، فلتنظر نفس ما قدمت لغد، و اتقوا الله أن تخالفوه فتزل قدم بعد ثبوتها إن الله خبير بما تعملون». معاشر الناس! إنه جنب الله الذى ذكر في كتابه فقال تعالى: (أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت فى جنب الله) (الزمر، 56) معاشر الناس! تدبروا القرآن و افهموا آياته، و انظروا إلى محكماته، و لا تتبعوا متشابهه، فوالله لن يبين لكم زواجره و لا يوضح لكم تفسيره إلا الذي أنا آخذ بيده و مصعده الي ـ و شائل بعضده ـ و معلمكم أن من كنت مولاه فهذا علي مولاه، و هو علي بن أبي طالب عليه السلام أخي و وصيي، و موالاته من الله عز و جل أنزلها علي. معاشر الناس! إن عليا و الطيبين من ولدي هم الثقل الأصغر، و القرآن الثقل الاكبر، فكل واحد مبني عن صاحبه و موافق له، لن يفترقا حتى يردإ؛ علي الحوض، هم أمناء الله فى خلقه و حكماؤه فى أرضه. ألا و قد أديت، ألا و قد بلغت، ألا و قد أسمعت، ألا و قد أوضحت، ألا و إن الله عز و جل قال و أنا قلت عن الله عز و جل، ألا إنه ليس أميرالمؤمنين غير أخي هذا، و لا تحل إمرة المؤمنين بعدي لأحد غيره. (ثم ضرب بيده إلى عضده فرفعه، و كان منذ اول ما صعد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم شال عليا حتى صارت رجله مع ركبة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، ثم قال: معاشر الناس! هذا علي أخيي و وصيي و واعي علمي و خليفتي على أمتي و على تفسير كتاب الله عز و جل و الداعى إليه، و العامل بما يرضاه، و المحارب لأعدائه، و الموالي على طاعته، و الناهي عن معصيته، خليفة رسول الله و أميرالمؤمنين و الامام الهادي و قاتل الناكثين و القاسطين و المارقين بأمر الله، أقول ما يبدل القول لدي بأمر ربي أقول: اللهم وال من والاه، و عاد من عاداه و العن من أنكره و اغضب على من جحد حقه؛ اللهم إنك أنزلت علي أن الامامة بعدي لعلي وليك عند تبيانى ذلك، و نصبي إياه بما أكملت لعبادك من دينهم و أتممت عليهم بنعمتك و رضيت لهم الاسلام دينا، فقلت: (و من يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه و هو في الآخرة من الخاسرين) (آل عمران، 85)؛ اللهم إني أشهدك و كفى بك شهيدا أني قد بلغت. معاشر الناس! إنما أكمل الله عز و جل دينكم بإمامته، فمن لم يأتم به و بمن يقوم مقامه من ولدي من صلبه الى يوم القيامة و العرض على الله عز و جل، فأولئك الذين حبطت أعمالهم و فى النار هم خالدون، لا يخفف عنهم العذاب و لا هم ينظرون. معاشر الناس ! هذا علي انصركم لي و أحقكم بي و أقربكم إلي و أعزكم علي، و الله عزو جل و أنا عنه راضيان، و ما نزلت آية رضى إلا فيه، و ما خاطب الله الذين آمنوا إلا بدأ به، و لا نزلت آية مدح فى القرآن إلا فيه، و لا شهد بالجنة فى (هل أتى على الإنسان) (الانسان ، 1) إلا له، و لا أنزلها فى سواه، و لا مدح بها غيره. معاشر الناس! هو ناصر دين الله و المجادل عن رسول الله، و هو التقي النقي الهادي المهدي، نبيكم خير نبي ووصيكم خير و صي و بنوه خير الأوصياء. معاشر الناس! ذرية كل نبى من صلبه و ذريتي من صلب علي. معاشر الناس! إن إبليس أخرج آدم من الجنة بالحسد، فلا تحسدوه فتحبط أعمالكم و تزل أقدامكم، فأن آدم أهبط إلى الأرض بخطيئة واحدة و هو صفوة الله عز و جل، فكيف بكم و أنتم أنتم و منكم أعداء الله، ألا إنه لا يبغض عليا إلا شقي و لا يتوالى عليا إلا تقي و لا يؤمن به إلا مؤمن مخلص، و فى علي و الله نزلت سورةو العصر: (بسم الله لرحمن الرحيم. و العصر إن الإنسان لفي خسر) (العصر ). معاشر الناس! قد استشهدت الله و بلغتكم رسالتي، و ما على الرسول إلا البلاغ المبين. معاشر الناس! (اتقوا الله حق تقاته و لا تموتن إلا و أنتم مسلمون) (آل عمران، 102). معاشر الناس! آمنوا بالله و رسوله و النور الذى أنزل معه من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها. معاشر الناس! النور من الله عز و جل في، ثم مسلوك في علي ثم في النسل منه الى القائم المهدي الذي يأخذ بحق الله و بكل حق هو لنا لان الله عز و جل قد جعلنا حجة على المقصرين و المعاندين و المخالفين و الخائنين و الاثمين والظالمين من جميع العالمين معاشر الناس! أنذركم أني رسول الله قد خلت من قبلي الرسل أفإن مت أو قتلت انقلبتم على أعقابكم و من ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا و سيجزى الله الشاكرين، ألا و إن عليا هو الموصوف بالصبر و الشكر، ثم من بعده ولدي من صلبه. معاشر الناس! لا تمنوا على الله إسلامكم فيسخط عليكم و يصيبكم بعذاب من عنده إنه لبالمرصاد. معاشر الناس!إنه سيكون من بعدي أئمة يدعون الى النار و يوم القيامة لا ينصرون. معاشر الناس! إن الله و أنا بريئان منهم. معاشر الناس! إنهم و أنصارهم وأشياعهم و أتباعهم في الدرك الأسفل من النار و لبئس مثوى المتكبرين، ألا إنهم أصحاب الصحيفة فلينظر أحدكم في صحيفته. قال: فذهب على الناس إلا شرذمة منهم أمر الصحيفة. معاشر الناس! اني أدعها إمامة و وراثة في عقبي إلى يوم القيامة، و قد بلغت ما أمرت بتبليغه حجة على كل حاضر و غائب و على كل أحد ممن شهد او لم يشهد ولد أو لم يولد، فيبلغ الحاضر الغائب، و الوالد الولد الى يوم القيامة، و سيجعلونها ملكا و اغتصابا، ألا لعن الله على الغاصبين و المغتصبين، و عندها (سنفرغ لكم أيها الثقلان) (الرحمن، 30) (فيرسل عليكما شواظ من نار و نحاس فلا تنتصران) (الرحمن، 35) . معاشر الناس إن الله عز و جل لم يكن يذركم على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب، و ما كان الله ليطلعكم على الغيب. معاشر الناس! إنه ما من قرية إلا و الله مهلكها بتكذيبها، و كذلك يهلك القرى و هى ظالمة كما ذكر الله تعالى، و هذا علي إمامكم و وليكم، و هو مواعيد الله و الله يصدق ما وعده. معاشر الناس! قد ضل قبلكم أكثر الأولين، و الله لقد أهلك الأولين و هو مهلك الآخرين، قال الله تعالى: (ألم نهلك الأولين * ثم نتبعهم الآخرين * كذلك نفعل بالمجرمين * ويل يومئذ للمكذبين) (المرسلات). معاشر الناس! إن الله قد أمرني و نهاني، و قد أمرت عليا و نهيته، فعلم الأمر و النهي من ربه عز و جل، فاسمعوا لأمره تسلموا، و أطيعوا تهتدوا، و انتهوا نهيه ترشدوا، و صيروا إلى مراده و لا تتفرق بكم السبل عن سبيله. معاشر الناس! أنا صراط الله المستقيم الذي أمركم باتباعه، ثم علي من بعدى، ثم ولدي من صلبه أئمة يهدون بالحق و به يعدلون ثم قرأالحمد لله رب العالمين...) (الفاتحة) و قال: في نزلت و فيهم نزلت و لهم عمت و إياهم خصت، أولئك أولياء الله لا خوف عليهم و لا هم يحزنون. ألا إن حزب الله هم الغالبون. ألا ان أعداء علي هم أهل الشقاق و النفاق و الحادون و هم العادون،و إخوان الشياطين الذين يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا. ألا إن أولياءهم الذين ذكرهم الله فى كتابه فقال عز و جل : (لا تجد قوما يؤمنون بالله و اليوم الآخر يوادون من حاد الله و رسوله...) (المجادلة، 22). ألا إن أولياءهم الذين وصفهم الله عز و جل فقال: (و الذين آمنوا و لم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الامن و هم مهتدون) (الأنعام، 82). ألا إن أولياءهم الذين يدخلون الجنة آمنين، و تتلقاهم الملائكة بالتسليم أن: (طبتم فادخلوها خالدين) (الزمر، 73). ألا إن أولياءهم الذين قال لهم الله عز و جل: (يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب) (الغافر، 40). ألا إن أعداءهم يصلون سعيرا. ألا أن أعداءهم الذين يسمعون لجهنم شيهقا و هي تفور و لها زفير. ألا إن أعداءهم الذين قال الله فيهم: (كلما دخلت أمة لعنت أختها) (الأعراف، 38). ألا إن أعداءهم الذين قال الله عز و جل: (كلما ألقى فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير * قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا و قلنا ما نزل الله من شئ إن أنتم إلا فى ضلال كبير) (الملك، 8 ـ 9). ألا إن أولياءهم الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة و أجر كبير. معاشر الناس! شتان ما بين السعير و الجنة، عدونا من ذمه الله و لعنه، و ولينا من مدحه الله و أحبه. معاشر الناس! ألا و إني مندر و علي هاد. معاشر الناس! إني نبي و علي وصيي. ألا إن خاتم الائمة منا القائم المهدي صلوات الله عليه. ألا إنه الظاهر على الدين. ألا إنه المنتقم من الظالمين. ألا إنه فاتح الحصون و هادمها. ألا إنه قاتل كل قبيلة من أهل الشرك. ألا إنه المدرك بكل ثار لأولياء الله عز و جل. ألا إنه الناصر لدين الله. ألا إنه الغراف فى بحر عميق. ألا إنه يسم كل ذي فضل بفضله و كل ذي جهل بجلهه . ألا إنه خيرة الله و مختاره. ألا إنه وارث كل علم و المحيط به. ألا إنه المخبر عن ربه عز و جل و المنبه بأمر ايمانه. ألا إنه الرشيد السديد. ألا إنه المفوض اليه. ألا إنه قد بشر به من سلف بين يديه. ألا إنه الباقي حجة و لا حجة بعده، و لا حق الا معه، و لا نور إلا عنده. ألا إنه لا غالب له و لا منصور عليه. ألا و إنه ولي الله في أرضه، و حكمه فى خلقه، و أمينه فى سره و علانيته. معاشر الناس! قد بينت لكم و أفهمتكم، و هذا علي يفهمكم بعدي. ألا و أني عند انقضاء خطبتي أدعوكم الى مصافحتي على بيعته و الاقرار به، ثم مصافحته بعدي. ألا و أني بايعت الله و علي قد بايعني و أنا آخذكم بالبيعة له عن الله عز و جل (فمن نكث فإنما ينكث على نفسه) (الفتح، 10). معاشر الناس! (ان الصفا و المروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما) (البقرة، 158) . معاشر الناس! حجوا البيت، فما ورده أهل بيت إلا استغنوا، و لا تخلفوا عنه إلا افتقروا . معاشر الناس! ما وقف بالموقف مؤمن إلا غفر الله له ما سلف من ذنبه الى وقته ذلك، فإذا انقضت حجته استؤنف عمله. معاشر الناس! الحجاج معانون و نفقاتهم مخلفة، و الله لا يضيع أجر المحسنين. معاشر الناس! حجوا البيت بكمال الدين و التفقه، و لا تنصرفوا عن المشاهد إلا بتوبة و إقلاع. معاشر الناس! أقيموا الصلاة و أتو الزكاة كما أمركم الله عز و جل، فلئن طال عليكم الامد فقصرتم أونسيتم، فعلي وليكم، و مبين لكم الذي نصبه الله عز و جل بعدي، و من خلفه الله مني و أنا منه، يخبركم بما تسألون عنه، و يبين لكم ما لا تعلمون . ألا إن الحلال و الحرام أكثر من أن أحصيهما و أعرفهما، فآمر بالحلال و أنهي عن الحرام فى مقام واحد، فأمرت أن آخذ البيعة منكم و الصفقة لكم بقبول ما جئت به عن الله عز و جل فى علي أمير المؤمنين و الائمة من بعده الذين هم مني و منه، ائمة قائمة منهم المهدي ـ إلى يوم القيامة الذي يقضي بالحق. معاشر الناس! و كل حلال دللتكم عليه، و كل حرام نهيتكم عنه، فإني لم أرجع عن ذلك و لم أبدل. ألا فاذكروا ذلك و أحفظوه و تواصوا به و لا تبدلوا و لا تغيروه. ألا و إني أجدد القول: ألا فأقيموا الصلاة و آتوا الزكاة و امروا بالمعروف و انهوا عن المنكر. ألا و إن رأس الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر أن تنتهوا إلى قولي و تبلغوه من لم يحضر و تأمروه بقبوله و تنهوه عن مخالفته، فإنه أمر من الله عز و جل و مني و لا أمر بمعروف و لا نهي عن منكر إلا مع إمام معصوم. معاشر الناس! القرآن يعرفكم أن الائمة من بعده ولده، و عرفتكم أنهم مني و منه، حيث يقول الله فى كتابه: (و جعلها كلمة باقية فى عقبه) (الزخرف، 28) و قلت: «لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما». معاشر الناس! التقوى التقوى، احذروا الساعة كما قال الله عز و جل: (إن زلزلة الساعة شىء عظيم) (الحج، 1) اذكروا الممات و الحساب و الموازين و المحاسبة بين يدى رب العالمين و الثواب و العقاب، فمن جاء بالحسنة أثيب عليهاو من جاء بالسيئة فليس له في الجنان نصيب. معاشر الناس! إنكم أكثر من أن تصافحوني بكف واحدة، و قد أمرني الله عز و جل أن آخذ من ألسنتك الإقرار بما عقدت لعلي من إمرة المؤمنين، و من جاء بعده من الائمة مني و منه على ما أعلمتكم أن ذريتي من صلبه، فقولوا بأجمعكم: «إنا سامعون مطيعون راضون منقادون لما بلغت عن ربنا و ربك فى أمر علي و أمر ولده من صلبه من الائمة، نبايعك على ذلك بقلوبنا و أنفسنا و ألسنتنا و أيدينا، على ذلك نحيى و نموت و نبعث، و لا نغير و لا نبدل و لا نشك و لا نرتاب، و لا نرجع عن عهد و لا ننقض الميثاق و نطيع الله و نطيعك و عليا أمير المؤمنين و ولده الائمة الذين ذكرتهم من ذريتك من صلبه بعد الحسن و الحسين» اللذين قد عرفتكم مكانهما مني و محلهما عندي و منزلتهما من ربي عز و جل، فقد أديت ذلك إليكم، و أنهما سيدا شباب أهل الجنة، و أنهما الامامان بعد أبيهما علي و أنا أبوهما قبله. و قولوا: «أطعنا الله بذلك و إياك و عليا و الحسن و الحسين و الائمة الذين ذكرت، عهدا و ميثاقا مأخوذا لأمير المؤمنين من قلوبنا و أنفسنا و ألسنتنا و مصافحة أيدينا من أدركهما بيده و أقر بهما بلسانه و لا نبتغي بذلك بدلا و لا نرى من أنفسنا عنه حولا أبدا، أشهدنا الله و كفى بالله شهيدا، و أنت علينا به شهيد، و كل من أطاع ممن ظهر و استتر و ملائكة الله و جنوده و عبيده و الله اكبر من كل شهيد». معاشر الناس! ما تقولون؟ فإن الله يعلم كل صوت و خافية كل نفس (فمن اهتدى فلنفسه و من ضل فإنما يضل عليها) (الزمر، 39)، و من بايع فإنما يبايع الله (يد الله فوق أيديهم) (الفتح، 10). معاشر الناس! فاتقو الله و بايعوا عليا أميرالمؤمنين و الحسن و الحسين و الائمة كلمة طيبة باقية، يهلك الله من غدر، و يرحم الله من وفى (فمن نكث فانما ينكث على نفسه) (الفتح، 10). معاشر الناس! قولوا الذي قلت لكم، و سلموا على علي بإمرة المؤمنين، و قولوا: (سمعنا و أطعنا غفرانك ربنا و إليك المصير) (البقرة، 285)، و قولوا: (الحمد لله الذى هدانا لهذا و ما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله) (الأعراف، 43). معاشر الناس! ان فضائل علي بن ابي طالب عليه السلام عند الله عز و جل و قد أنزلها القرآن أكثر من أن أحصيها في مقام واحد، فمن أنبأكم و عرفها فصدقوه. معاشر الناس! من يطع الله و رسوله و عليا و الائمة الذين ذكرتهم فقد فاز فوزا عظيما. معاشر الناس! السابقون السابقون إلى مبايعته و موالاته و التسليم عليه بإمرة المؤمنين، أولئك هم الفائزون في جنات النعيم. معاشر الناس! قولوا ما يرضي الله به عنكم من القول، فإن تكفروا أنتم و من في الأرض جميعا فلن يضر الله شيئا، اللهم اغفر للمؤمنين واغضب على الكافرين و الحمد لله رب العالمين.
|
26-09-2015, 10:28 AM | #2 |
|
رد: نص خطبة الغدير
جزاك الله خير أخي على النشر المبارك ثبتنا الله وإياكم على ولاية أمير المؤمنين عليه السلام
|
26-09-2015, 01:30 PM | #3 |
|
رد: نص خطبة الغدير
احسنت وبارك الله بك على المساهمة المباركة وفقك الله لكل خير
|
26-09-2015, 06:38 PM | #4 |
|
رد: نص خطبة الغدير
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم انتقاء جميل جدا احسنت وبارك الله بك على النشر
|
26-09-2015, 07:59 PM | #5 |
|
رد: نص خطبة الغدير
أخوتي الأعزاء جزاكم الله خيراً على مروركم الجميل
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|