![]() |
![]() |
![]() |
|
منبر مواساة الحسين عليه السلام فكرياً وثقافياً ( بحوث حسينية ) جزء يسير من المواساة من مداد أقلامنا الى أن يأذن الله ونرخص الدماء لمواساته مع إمامنا المهدي ( ع ) |
![]() ![]() |
|
![]() |
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
![]() |
#1 |
|
![]()
لم تزل واقعة الطف ترفدنا بدروس تلو الاخرى فسنة عن سنة يتجد الطرح وتتغيَّر المفاهيم نحو الافضل والاكمل ... فكربلاء ليست لفئة دون اخرى او لجماعة دون اخرى بل هي للجميع وينهل منها كل حُرّ ابيّ لا يرضا بالظلم والاستبداد فبينت هذه الحادثة الكثير من الامور واصبحت منعطف اساسي في احتمالية زوال الدين عن بقاءه وثباته وارادوا اطفاء نور الله ولكن ابى الله الا ان يتم نوره ولو كره الكافرون . فانتصر الدم على السيف وللمرة الاولى في التأريخ حيث ان الامام الحسين عليه السلام غيَّر مفهوم الانتصار من مادي الى انتصار معنوي بمعنى تحقيق اهداف ومبادئ على الرغم من مقتله عليه السلام عموماً فكربلاء ثبتت للجميع انها مدرسة في كل عناوينها بما فيها العنوان العسكري وان ما اريد بيانه في هذه السطور البسيطة هو ان عاشوراء قد شهدت اعقد الاستراتيجيات الدفاعية والهجومية من قِبل الامام الحسين عليه السلام التي اذهلت العدو وحيّرت قادته العسكريين . فان الحسين عليه السلام قد استخدم اساليب استراتيجية استطاع من خلالها بيان ضعف المعسكر المعادي ومدى هوانه وهزالته ولكن اقتضت حكمة الله ان يكون الحسين عليه السلام مقتولاً مقطع الاوصال في عراء كربلاء ملقاً ثلاث بلا غسل ولا تكفين وتسبى عياله وتحرق خيامهم وهذا ما عبر عنه الحسين عليه السلام عندما قال لأخيه شاء الله ان يراني قتيلاً ويراهنَّ سبايا... قال الامام الحسين عليه السلام عند خروجه الى كربلاء (ألا واني زاحف بهذه الاسرة مع قلة العدد وخذلان الناصر ) (1) فان هذه المرتكزات التي هي: قلة الناصر ووجود العيال بالنظر المادي العسكري البحت هي موانع من قتال الحسين عليه السلام وصموده امام الجيش المعادي بالاضافة الى الطبيعة التي كانت عليها ارض المعركة بحيث كانت ارض مفتوحة مع عدم وجود حصن يلتجأ له الحسين عليه السلام ولا أي حاجز طبيعي كغابة او ما شابه الا بعض التلال البسيطة كالتل الزينبي مثلاً ومن هذه المقدمات نقول انها تؤدي الى اطباق الجيش المعادي الذي يبلغ عدده على اقل الروايات 30 الف مقاتل على معسكر الامام الحسين عليه السلام والقضاء عليه بمدة قليلة جداً وذلك للأسباب التالية : 1- عزم المعسكر المعادي للحسين عليه السلام على قتله بأمر من والي الكوفة عبيد الله بن زياد لعنه الله وبتوجيه مباشر ورسمي من يزيد عليه اللعنة والعذاب . 2- التفاوت بالعدة والعدد فقد ورد تاريخياً ان عدد جيش عمر بن سعد لا يقل عن 30 الف مقاتل (2) بينما معسكر الامام الحسين عليه السلام لا يتجاوز المئة والخمسين مقاتل . 3- عدم وجود حصن او قلاع عسكرية فضلاً عن جبال وغابات او حواجز طبيعية يحتمي بها الامام الحسين عليه السلام مع معسكره فارض الطف كانت منبسطة بالكامل للأعداء الذين تعمدوا انزال الحسين عليه السلام بهذا المكان . إذن فالنتيجة المتوقعة لهكذا مقدمات تنتج لنا بان يبادر عمر بن سعد للاطباق على معسكر الامام الحسين بعد الاحاطة به من كل جانب ومكان والقضاء عليه وكما في الشكل ادناه : ![]() ولعل سائل يسأل هنا: ان المعركة المادية في نهاية المطاف قد خسرها الامام الحسين عليه السلام بقتله طبعاً وسبوا عياله اذن فما الفــائدة من طول فترة المعركة او قصرها . الجواب هنا نعم كنتيجة مادية عسكرية قتل الحسين عليه السلام وكذا اصحابه وبعض من اهل بيته جسدياً ... الا ان الذي او بيانه ان وجود هكذا عدد هائل للمعسكر المعادي كيف صمد الحسين عليه السلام امامه ولفترة حوالي الى ما بعد صلاة الظهرين كما تدل الروايات على ذلك كما ان بقاء المعركة طويلاً من خلال تحويلها الى مواجهة فردية مكَّن الرواة من سرد الاحداث لنا بتفاصيل معتدٍ بها بالاضافة الى انه لو كانت المعركة دقائق ويقتل الجميع لما يصل لنا من الاحداث ما وصل الينا اليوم ! كما الفائدة من طول وقت المعركة استطاع الامام الحسين عليه السلام من المحافظة على الخيام ولنقل الى اخر نفس في حياته الى اخره من الفوائد التي تؤدي بنا .... فألا تدل هذه الخطوات على الاستراتيجية المستخدمة من قبل الامام الحسين عليه السلام في مجريات المعركة ؟ والان لنبين مصطلح الاستراتيجية : هي كلمة من اصل اغريقي تعني حرفياً (قائد الجيش ) فالاستراتيجية كانت بهذا المعنى هي قيادة المجهود الحربي برمَّته واي ارض يقاتل عليها واي مناورات يمكن استعمالها لكسب التقدم على العدو .(3) والان لنأت ونبؤين او نحدد الخطوات التي اتخذها الامام الحسين عليه السلام مما حال دون القضاء على معسكره بسهولة بل تطلب الامر اكثر من المتوقع . اولاً : جمع المعلومات قبل وضع الخطة ان الامام الحسين عليه السلام قبل ان يصل الى كربلاء حيث مصرعه الشريف ومحل سبي نسائه سعى جاهداً الى جمع المعلومات عن عدوه اولاً بأول وهذا ما يحتاجه أي قائد قبل وضع خطته وما تتضمنه المعلومات كالتالي : • نية العدو • عدد قواتهم وتنظيمهم • انواع الاسلحة المستخدمة والامام الحسين عليه السلام قد اتخذ ثلاث اساليب في جمع المعلومات : الاسلوب الاول : استنطاق المسافرين والاستفسار منهم مثال ذلك استفسار الامام الحسين عليه السلام عندما وصلوا الى منطقة ذات عرق تلقى بشر بن غالب قادماً من العراق سأله عن اهلها فقال : خلفت القلوب معك والسيوف عليك فقال الحسين عليه السلام صدقت يا اخا بني اسد . وكذا استفساره من الفرزدق فبادره السؤال عليه السلام : فقال له اخبرني عن الناس خلفك فقال قلوب الناس معك وسيوفهم عليك والقضاء مبرم من السماء والله يفعل ما يشاء . هنا يطَّلع على الموقف بنفسه أول بأول ونقله الى اصحابه ليكونوا على بصيرة من امرهم . الاسلوب الثاني : كان الحسين عليه السلام يكتب الكتب باستمرار الى انصاره وشيعته في البلدان وخاصة الى اليمن والكوفة والبصرة لأنها معروفة بحبها لائمة اهل البيت عليه افضل الصلاة والسلام فيطَّلع على المستجدات هناك ولكن لا نقول انه يعتمد على المكاتبات كلياً في الحصول على المعلومة ذلك لان حامل الكتاب غالباً ما كان يتعرض الى فخ مخابراتي من قبل اعداء الامام الحسين عليه السلام ويقع في يد من لا يرحم وبالتالي يتعرض الى اشد واقسى انواع التعذيب من اجل الحصول على مصدر مطلق الكتاب الذي هو الامام الحسين عليه السلام وبالتالي يؤدي كشف الاسرار كما حصل مع قيس بن مسهر الصيداوي الذي كلَّفه الحسين عليه السلام بإيصال كتاب سري للغاية الى سلام بن صرد الخزاعي ورفاعة بن شداد وجماعة من شيعة الكوفة فلما اراد الدخول للكوفة اعترضه الحصين بن نمير صاحب عبيد الله بن زياد ليفتشه فاخرج الكتاب فمزقه فذهبوا به لعبيد الله بن زياد فقال له لماذا مزقت الكتاب قال له لئلا تعلم ما فيه ..... الاسلوب الثالث : الاستطلاع : فالحسين عليه السلام قد اتخذ هذا الاسلوب عند مسيره نحو العراق واحياناً يؤلف دورية محدودة الأفراد الاستطلاع في مقدمة قواته ومصداق ذلك عندما وصل عليه السلام الى منطقة الثعلبية ونزل بها نظر الى سواد مرتفع فقال لأصحابه ما هذا السواد فقالوا لا علم لنا بذلك فقال انظروا ثانيةً فقالوا خيل مقبلة فقال اعدلو بنا عن الطريق لأنه لا يريد مواجهة العدو كما هو معلوم قبل الوصول الى الكوفة فقال وهو اقف للاستطلاع (لما نظروا عدلنا ... عدلوا الينا). واذا هم الف فارس يقدمهم الحر بن يزيد الرياحي وهذه الحادثة مفادها انه عندما بلغوا منطقة (ذي حسم) كبّر رجل من اصحابه تكبيرة الاعجاب وكان من ضمن قوة الاستطلاع التي وضعها الحسين عليه السلام في طليعة الركب فقد تصور هذا الرجل انه رأى نخيل الكوفة لذا اخذ يكبر في اعلى صوته مشيراً بالوصول اليها ولكن الجماعة المكلفة بالاستطلاع لم تقتنع بذلك وبعد التحقيق والتدقيق تبين انه رؤوس الرماح تحكي عن قدوم قوة عسكرية فتحيَّز الحسين الى هضاب ذي الحزم واتخذ موقفاً دفاعياً واصدر اوامره بان يقربوا الخيام بعضها من بعض ... فالحسين عليه السلام كان يستطلع بين الحين والاخر بنفسه تارة وتر=ارة اخرى بواسطة مفرزة مكونة من عدة افراد من اجل الحصول على اية معلومة متيسرة . ثانياً : تصفية قواته الى ان وصلت الى النوعية المطلوبة . فالحسين عليه السلام لا تهمه الكثرة في هذا المقام بل تهمه النوعية واحتياجه الى فرد متكامل مطيع لقيادته تاركاً لدنياه مروضاً على ملاقاة الله نفسه كما بين عليه السلام شروط الالتحاق به . والكل يعرف ان العدد الذي خرج مع بداية خروج الحسين لم يكن نفسه في اخر المطاف بل تقلص الى ما هو عليه الان من الاخبار وعلى الرغم من حزن هذا المشهد الا انها خطوة من الامام عليه السلام لأكمال هدفه وعدم وجود خلّة في تحقيقه . ثالثاً : تعامل الحسين عليه السلام مع انبساط الارض وحتمية انطباق العدو على معسكره من جميع الجهات . ان الحسين عليه السلام قد قلَّص معسكره الى اقل ما يمكن أذن انه قارب بين خيام الاهل والاصحاب فهو عليه السلام قبل بدء المعركة قد امر اصحابه بان يقرب بعضهم من خيام البعض وان يدخلوا الاطناب بعضها في بعض .(4) كما احدث خندقاً يحيط المعسكر من جهة اليمين والشمال ومن خلفهم ليستقبلوا القوم من وجه واحد والذي جعله الامام عليه السلام طوله منسجم مع عدد اصحابه او عدد جنوده . حيث ذكر انه عليه السلام اتى بالقصب والحطب الى مكان من روائهم منخفض كأنه ساقيه محفورة في ساعة من الليل عدو فجعلوه كالخندق ثم القوا فيه القصب والحطب وقالوا اذا عدو علينا فقاتلونا ابقينا فيه النار كي لا يأتوا من وراءنا وقاتلنا القوم من وجه واحد . (5) وكما مبين في الشكل ادناه : ![]() كان الامام الحسين عليه السلام قد شكل جنوده على شكل قوس كبير وطرفي القوس كان يلامس الخندق ليحقق دائرة محصَّنة يتوسطها المعسكر الحسيني لحمايته وطبعاً هذا القوس عبارة عن ثلاث اقواس ثانوية متضمنةً الميمنة والميسرة والقلب وكما في الشكل ادناه : ![]() بعد الذي الحصن الذي شكله الامام الحسين عليه السلام حول معسكره حوّل بعد ذلك القتال من الجماعي الى الفردي ولجأ بذلك الى اسلوب استنزاف الطاقات بحيث يسمى هذا المبدأ عسكريا بمبدأ (القضم) الذي يسمح للمجموعات الصغيرة من استنزاف الطاقات والقدرات للعدو ولمرحلة او اطول فترة ممكنة . وكلما كان المقاتلين في المجاميع الصغيرة اكثر قوة وصلابة وصبراً نجحت معهم هذه الخطة او الاسلوب . وعندما حس الاعداء بعجزهم امام مواجهة الحسين عليه السلام وصلابة اهل بيته واصحابه لجأوا الى استخدام وسائل مكر وخداع وغدر المقابل ( كضرب العباس رضوان الله تعالى عليه على يديه بعد ان كمن له زيد بن الرقاد من وراء نخلة وعاونه حكيم بن الطفيل فضربه على يمينه فبراها ) وكضرب عابس الشاكري بالحجارة حيث ( صاح عمر بن سعد عنما برز لهم عابس رضوان الله عليه ارضخوه بالحجارة فرمي رضوان الله عليه بالحجارة حتى استشهد) وغيرها من الاساليب الاخرى كضرب القاسم عليه رضوان الله تعالى على رأسه عندما اراد ربط شسع نعله...الخ وخلاصة البحث او ما اريد بيانه هنا هو قابيلة الامام الحسين عليه السلام في تحويل الظرف صعب جداً وحرج الى صالحه بحيث هو يكون صاحب المبادرة وحصر المباغتة وليس العدو ولا تكون هذه الا باستخدام استراتيجية اجربت العدو على اتباع السيناريو الذي اراده الحسين عليه السلام بحيث ما استطاعوا قتله الا باستخدام الحيل والمكر والغدر وكما بيناه سالفاً هذا والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد واله الطاهرين الهوامش : .................................................. ................. 1- مثير الاحزان لابن نما الحلي ص 40 \البحار للمجلسي ج 45 ص 83 2- مقتل الحسين عليه السلام ابي مخنف ص 113 3- من كتاب 33 استراتيجية للحرب تأليف روبرت غوين ص 19 4- اعلام الورى للشيخ الطوسي ص 457 5- مقتل ابي مخنف ص 113
|
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
|
![]()
جزاك الله الف خير اخي الغالي المقاتل وانت تتحفنا بهذا البحث القيم جعل الله ما كتبت في ميزان حسناتك
|
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
|
![]()
احسنت على البحث المبارك وعظم الله لنا ولكم الاجر بمصاب الامام الحسين (عليه السلام)
|
![]() |
![]() |
![]() |
#4 |
|
![]()
جزاك الله خيرا اخي الكريم
|
![]() |
![]() |
![]() |
#5 |
|
![]()
السلام عليك يا صاحب الدمعة الساكبة ورحمة الله وبركاته جزاك الله خير أخي الغالي على هذا الموضوع القيم وجعله الله تعالى في ميزان اعمالك ببركة الصلاة على محمد وال محمد
|
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]() |
![]() |