![]() |
![]() |
![]() |
|
منبر مواساة الحسين عليه السلام فكرياً وثقافياً ( بحوث حسينية ) جزء يسير من المواساة من مداد أقلامنا الى أن يأذن الله ونرخص الدماء لمواساته مع إمامنا المهدي ( ع ) |
![]() ![]() |
|
![]() |
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
![]() |
#1 |
|
![]()
ان واقعة الطف من اعظم الوقائع في التاريخ لهذا تدور حولها كثير من الاسئلة فهي متعددة الجوانب والادوار ولا يمكن لاي احد ان يحيط بها من كل جانب فهي واسعة كما ان الحسين ( عليه السلام )واسع ولا يمكن لاي احد الاحاطة به لكن لا باس بان ننهل من عطائها الشيء القليل ولذلك احببت في هذا البحث المتواضع ان اسلط الضوء عل احد جوانب هذه الواقعة الاليمة وهو جانب الجراحات التي اصابت الاصحاب واهل البيت عليهم السلام وكيف انهم تغلبوا على تلك الجراحات بالاضافة الى انهم بالرغم من هذه الجراحات الكثيرة قد اصبحوا بلسما للمعصوم عليه السلام سائلين الله ان يوفقنا لمواساة الحسين ( عليه السلام )بهذه الكلمات البسيطة لونظرنا الى اصحاب امير المؤمنين (عليه السلام ) وما قدموه من تضحيات كبيرة ومواقف عظيمة تبقى عبرة للاجيال ينهل منها كل بحسبه مواقف تستدعي كثيرا من التوقف والتأمل لغرابتها مع طبيعة الانسان وعمقها الايماني فهم سلام الله عليهم قد سلكوا طريقا في الحب وضربوا لنا امثلة به واوصلوا لنا درسا فقد جعلوا من الحب الصادق للمعصوم ثمنا عظيما استطاعوا به ان يتغلبوا على جراحاتهم المادية والاكثر من ذلك انهم كانوا يتلذذون بهذا العذاب الذي يمنحه ذلك الحب الطاهر فلو نظرنا الى كيفية قتلهم لوجدنا اشياء اكثر مما تكلمنا به بكثير حيث ان الروايات تقول عن مقتل ميثم التمار ناخذ منها محل الشاهد : ( ... قال عمرو :فقد كان والله يقول لي اني مجاورك فاحسن جواري فجعل ميثم يحدث الناس بفضائل علي (عليه السلام ) وبني هاشم ,فقيل :لابن زياد قد فضحكم هذا العبد , قال : الجموه ,فكان اول من الجم في الاسلام , فلما كان اليوم الثالث من صلبه طعن بالحربة فكبر ,ثم انبعث في اخر النهار فمه وانفه دما ومات رضي الله عنه ) (1). لكن لو نظرنا الى معركة الطف وما حصل فيها نجد اختلافا كبيرا ففي زمن امير المؤمنين عليه السلام كانو افراد معدودين اما في هذه المدرسة المتكاملة نجد الكثر من هذه الامثلة ومنها الرواية التي تذكر صلاة الامام الحسين عليه السلام في واقعة الطف حيث ورد انه عندما «حضرت صلاة الظهر، فأمر الحسين (عليه السلام) زهير بن القين وسعيد بن عبد الله الحنفي أن يتقدما أمامه بنصف من تخلف معه، ثم صلى بهم صلاة الخوف. فوصل إلى الحسين (عليه السلام) سهم، فتقدم سعيد بن عبد الله الحنفي، ووقف يقيه بنفسه ما زال، ولا تخطى حتى سقط إلى الأرض وهو يقول: اللهم العنهم لعن عاد وثمود، اللهم أبلغ نبيك عني السلام، وأبلغه ما لقيت من ألم الجراح، فإني أردت ثوابك في نصر ذرية نبيك، ثم قضى نحبه رضوان الله عليه، فوجد به ثلاثة عشر سهما سوى ما به من ضرب السيوف وطعن الرماح» وايضا ما ورد من قصة استشهاد مسلم بن عوسجة رضوان الله عليه : وقال الراوي: وارتفعت الغبرة واذا بمسلم بن عوسجة صريع وبه رمق فمشى اليه الامام الحسين(عليه السلام) ومعه حبيب بن مظاهر فقال (عليه السلام)رحمك الله يا مسلم بن عوسجة.ثم تلى قوله تعالى:{ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}. ففتح مسلم بن عوسجة عينه وتكلم معه حبيب فقال له مسلم قولا ضعيفا: بشرك الله بخير يا اخي يا حبيب ،لولا اني اعلم اني في الاثر لاحق بك من ساعتي هذه لاحببت ان توصيني بكل ما اهمك حتى احفظك من كل ذلك بما انت اهله له في القرابة و الدين. قال: بل انا اوصيك بهذا خيرا واشار الى الامام الحسين (عليه السلام) ان تموت دونه. قال: أفعل ورب الكعبة.) (2) ولو نظرنا الى جانب النساء لوجدنا ايضا دروسا عظيمة في التغلب على الجراحات فأي جرح واي الم يصيب الام اكبر من فقد ابنها وبهذه الصورة المروعة وامام عينها وتجدها صابرة مستبشرة واي جرح هو اعمق وامضى يصيب نساء ال البيت وخصوصا السيدة زينب عليها السلام التي لم يعرف لها ظل من جراح والام السبي حتى الموت بالنسبة لها سلام الله عليها اهون بكثير من خروجها امام انظار الناس ولهذا نجد ان كل فرد في واقعة الطف ضحى باغلى ما يملك وتجده غير مبالي بهذا كله وما هذه القدرة والتغلب على الجراح الا بسبب ذوبانهم بالحسين عليه السلام الذي انساهم وهون عليهم كل هذه الجراحات التي لم يكن لها نضير . وهنا نجد ان للأصحاب رضوان الله عليهم دورا اخر لهم اتجاه المعصوم وجراحاته فهم باخلاصهم وتفانيهم من اجله اصبحوا بلسما له ولجراحاته في ايام المحن والضيق ولهذا نجد ان امير المؤمنين عليه السلام كيف يناجيهم عندما اثخن بجراحات المبغضين والمتخاذلين الذين لم يعطوه حقه كيف يناديهم وكانه يطلب دواء عندما يقول :) أَيْنَ إِخْوَانِيَ الَّذِينَ رَكِبُوا الطَّرِيقَ وَمَضَوْا عَلَى الْحَقِّ أَيْنَ عَمَّارٌ وَأَيْنَ ابْنُ التَّيِّهَانِ وَأَيْنَ ذُو الشَّهَادَتَيْنِ وَأَيْنَ نُظَرَاؤُهُمْ مِنْ إِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ تَعَاقَدُوا عَلَى الْمَنِيَّةِ وَأُبْرِدَ بِرُءُوسِهِمْ إِلَى الْفَجَرَةِ . قَالَ ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى لِحْيَتِهِ الشَّرِيفَةِ الْكَرِيمَةِ فَأَطَالَ الْبُكَاءَ. ثُمَّ قَالَ عليه السلام: أَوِّهِ عَلَى إِخْوَانِيَ الَّذِينَ تَلَوُا الْقُرْآنَ فَأَحْكَمُوهُ وَتَدَبَّرُوا الْفَرْضَ فَأَقَامُوهُ أَحْيَوُا السُّنَّةَ وَأَمَاتُوا الْبِدْعَةَ دُعُوا لِلْجِهَادِ فَأَجَابُوا وَوَثِقُوا بِالْقَائِدِ فَاتَّبَعُوهُ (3) وكيف ان الحسين عليه السلام عندما بقي وحيدا يناشد اصحابه بالرغم من علمه القاطع بمقتلهم لكنه بقي يستذكر ذكريات اخلاصهم له وتفانيهم من اجله ووقفتهم المشرفة وكيف انهم كانوا عونا له وسندا في ايام الشدة ولهذا تجده ينادي سلام الله عليه. ( .. نظر ألإمام الحسين يمينا وشمالا فلم ير أحدا من اهله وأصحابه وأنصاره ثم أنشأ يقول : فنادى : يا مسلم بن عقيل ، ويا هاني بن عروة ، يا حبيب بن مظاهر ، يا زهير بن القين ، يا يزيد بن مظاهر . . . وسمى الكثير من أصحابه ثم قال : يا علي بن الحسين ، يا أبطال الصفا ويا فرسان الهيجاء ، مالي أناديكم فلا تجيبون وأدعوكم فلا تسمعون ، أنتم نيام ، أرجوكم تنتبهون ، أم حالت مودتكم عن إمامكم فلا تنصرونه ، فهذه نساء الرسول لفقدكم قد علاهن النحول ، فقوموا من نومتكم أيها الكرام ، وادفعوا عن حرم رسول الله الطغاة اللئام قوم إذا نودوا لدفع ملمة **** والخيل بين مدعس ومكردس لبسوا القلوب على الدروع وأقبلوا **** يتهافتـون على ذهـاب ألأنفس نصروا الحسين فيـا لهم من فتية عافوا الحياة و ألبسوا من سندس (4) وهكذا استمرت مسيرة التحمل والتفاني الى وقتنا الحاضر فلو نظرنا الى المولى المقدس السيد الشهيد محمد الصدر قدس سره . والى الشبهات التي وجهت اليه لوجدناها امضى من السهام حيث انه اتهم بانه احد رجالات الدولة وغيرها من الشبهات التي اثاروها ضده لكن شعوره بالمسؤولية اتجاه اصلاح المجتمع كان همه الاكبر بالاضافة الى اعداد قاعدة للامام المهدي عجل الله فرجه فهذه الامور قد اعانته على التغلب على كل تلك الطعنات التي وجهت اليه من القريب والبعيد هذا اذا نظرنا اليه كونه قائدا اما اذا نظرنا اليه كفرد وتابع للائمة المعصومين سلام الله عليهم فقد كان بلسما لجراحاتهم وذلك حين قاد المجتمع نحو الاصلاح الذي طالبوا به وارادوه الى ان وصل الامر الى السيد القائد مقتدى الصدر فهو ايضا لم يسلم من طعنات المجتمع وهمومه حيث تجده يقول وانت القائل ياوالدي.. سترون من بعدي العجائب ... صدقت والله فقد رأينا من الاهوال ما تنوء منه الجبال فاصبح الصدامي وطنيا واصبح الصدري خائنا واصبح المقاوم عميلا واصبح المهادن مجاهدا واصبح الامريكي يرتع في بلدنا والعراقي محروما ومتلددا . الى اخر الشكوى التي يبثها السيد القائد الى والده المقدس . لكنه تغلب على كل هذه الامور التي تهون عندها المنية بحبه واخلاصه لقضيته التي هي الحفاظ على الثلة التي اعدها السيد الشهيد وبقي يداوي جروحه بانتظار الفرج لكن هنا بقي دورنا نحن كيف ندخل السرور على قلب السيد الشهيد وكيف نعين السيد القائد على تحمل هذه المعاناة الكثيرة فلا بد ان نكون مخلصين ومدافعين ثابتين على نهجهم غير مبالين بكل الشبهات التي تثار في وقتنا الحاضر حتى نكون مثلا لاصحاب الحسين واصحاب امير المؤمنين الذين صاروا خير ناصر ومعين لقاداتهم النتيجة كلما كان الفرد مهتما بقضيته كان اقل تاثرا بالجراحات الخارجية ويكون اكثر من غيره في اعانة المعصوم عليه السلام ومساندته حتى يصبح الفرد المخلص بلسما لجراح قائده .. المصادر ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 - بحار الانوار ج42 2 - الارشاد للشيخ المفيد 3 - نهج البلاغة للشريف الرضي 4 - معالي السبطين ج2 ص19،
|
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
|
![]()
لمواساة الامام الحسين (عليه السلام) واصحابه (عليهم السلام)
|
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
|
![]()
|
![]() |
![]() |
![]() |
#4 |
|
![]()
|
![]() |
![]() |
![]() |
#5 |
|
![]()
احسنت وجزاك الله الف خير على البحث القيم وجعله الله خير مواساة للإمام الحسين (عليه السلام)
|
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]() |
![]() |