![]() |
![]() |
![]() |
|
منبر سماحة السيد ألقائد مقتدى الصدر (أعزه الله) المواضيع الخاصة بسماحة سيد المقاومة الإسلامية سماحة القائد مقتدى الصدر نصره الله |
![]() ![]() |
|
![]() |
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
![]() |
#1 |
|
![]()
بسمه تعالى إنَّ ما أستطيع قوله: إنّ هناك أزمة طبقيَّة حادّة ومُستشرية في المجتمع. أعني بها الأزمة الطبقيَّة بين الفقير والغني، ولهذه الأزمة أسبابها، وهي تتوزّع على كِلا الطرفين: الغنيّ والفقير. فالغنيّ لاهٍ بماله لا يعطي للفقير حقّه بل ويتعالى عليه، وندر مَنْ في ماله حقّ للسائل والمحروم. والفقير يُسيء الظنّ بكل الأغنياء ولا يُفرّق بين المِعطاء والبخيل، مُعتمداً على ما وَرَدَ: ما جُمِعَ مالٌ إلّا من بخلٍ أو حَرام. وقد تناسى الفقير والغنيّ أنّ الدين الإسلامي فرضَ على الغنيّ الزكاة والخمس وردود المظالم وبعض الصدقات والفدية وغيرها من الواجبات المالية الأخرى. نعم، لو تذكّر الغنيّ أنّ الفقراء أحباب الله لَما تعالى عليهم ونسيَهم وغرّته الأموال والتجارة. ولو تذكّر الفقير أنّ الله قد جعل من البعض أغنياء لكي يكون في أموالهم حقّ له ولأمثاله، لم يكُ في قلبه غلّ على الغنيّ. فللغنيّ واجبات وحقوق وللفقير واجبات وحقوق يجب أنّ يطبّقها وفقاً للشرع الإسلامي. بل ومن أهم المُحاكاة الإسلامية للفقير وبعيداً عن الإستحقاقات المالية، هو: ( الصوم ) بمعنى أنّ الصوم تذكيرٌ للغنيّ بالفقير وجوعِه وعطشِه الذي يُعاني منه بسبب الفقر بطبيعة الحال. ولكي يتساوى الغنيّ مع الفقير في الجوع والعطش ولو لبعض الوقت، ولكي لا تكون الواجبات المالية المفروضة على الغنيّ هي الوجه الوحيد بمُحاكاة الفقير، بل لا بُدّ أنْ تتضح وتتجلّى بالمشاعر والمُعاناة الحقيقية للفقير .. سواء في ذلك الغنيّ الذي يتعالى على الفقير ويغفل عنه، أم الغنيّ الذي يتفاعل مع الفقير بكل ما عليه من الواجبات المالية والمعنوية. والعجب كل العجب من بعض الفقراء والمُتحرّرين من الواقع الديني مِمّن ينتفضون ويحتجّون ويتظاهرون ضدّ الصوم ويكرهون الشعائر الرمضانيّة مُدّعينَ أنها من التشدّد، أو أنها من شعائر الدواعش وما شاكل ذلك. مع إنهم يتغافلون أنّ إحدى أهم فوائد الصوم هي الفقراء وتحسّس معاناتهم مع كل الأسف. فكان لا بُدّ عليهم أنْ يتمسّكوا بالشعائر الرمضانيّة ويدعموها لا أنْ ينتفضوا ضدّها، وأهمها عدم التجاهر بالإفطار في شهر رمضان. فعدم التجاهر ليس إجبارياً وإنما هو بمثابة وقفة أخلاقيّة وصحوة ضمير وتفاعل مع مشكلة الفقر وفيها الكثير من التواضع أمام الفقراء. وما إعلانهم مُعاداة الشعائر الرمضانيّة إلا بمثابة مُعاداة للفقير ورفض لمواساته والتي أخذ الإسلام على عاتقه نصرتهم ودعمهم. فيا أيها الإخوة، لا ينبغي أنْ يكون الفقر باباً للكفر كما ولا ينبغي أنْ يكون الغنى باباً واسعاً للظلم والطغيان، كما وينبغي أنْ يقرأ الفرد الأحكام الشرعيّة بإنصافٍ وتعقّل، فليس عدم التجاهر بالإفطار إكراه أو إجبار بل هو بمثابة مُراعاة للفقير من ناحية ومُحاكاة لفريضة إسلاميّة لا ينبغي التعالي عليها بل مُراعاة المسلمين بها. كما أنَّ الصوم ليس فريضة إسلاميّة فحسب بل الصوم فرض في أديان أخرى، سواء الصوم عن الطعام أو الكلام أو ما شاكل ذلك، إذن هو ليس وليد التشدّد الداعشي بل جاء وفقاً للشرائع السماويّة السمحاء. فلا ينبغي على المُتحرّرين والمُنفتحين والمُتمدّنين بل وحتى المُلحدين التعالي على الأحكام الشرعيّة من جهة ومُعاداة المُتديّنين من جهةٍ أخرى وخصوصاً في المُجتمعات الإسلاميّة وعدم التشبّه بالغرب الذي يريد نزع الهويّة الإسلاميّة في بلدانه الى أنْ ينزعها في بلداننا كما في منع الحجاب وتحليل الزواج المثليّ وما شاكل ذلك. ثم إنّ تصرّفاتكم هذه قد تكون بمثابة تحدٍ للسماء وربّ السماء، وستكون باباً لاستمرار البلاء والجائحة والحروب والفقر والظلم .. فلا تَتَحدّوا خالق السماء، فإنّه بما تعملون بصير. مقتدى الصدر
|
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
|
![]()
|
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]() |
![]() |