![]() |
![]() |
![]() |
|
منبر سماحة السيد ألقائد مقتدى الصدر (أعزه الله) المواضيع الخاصة بسماحة سيد المقاومة الإسلامية سماحة القائد مقتدى الصدر نصره الله |
![]() ![]() |
|
![]() |
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
![]() |
#1 |
|
![]()
|
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
|
![]()
. بِسمِ اللهِ الرّحمنِ الرَّحِيم وبكَ يا ربّي نستعين وبهُدى أهلِ البَيتِ نَستبِين أما بعد، فقد قال تعالى: (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ). وهم من يبخسون حقوق الناس من خلال الكيل والوزن.. وذلك بعدم ملء المكيال كما يجب أن يُملأ. وإن هذا الذنب وإن كان عظيماً ومن الكبائر.. ومنهياً عنه، كما في قوله تعالى: (وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ). إلا إنه وحسب فهمي قد ينطوي ذلك الذنب على مطاوٍ أخرى وأقسام أخر لا تقلّ عظمة ذنبه عن تطفيف المكيال. فإن تطفيف المكيال هو عبارة عن عدم إعطاء الشيء حقّه الشرعي والحقيقي، ومن هنا يمكننا التعميم إلى كل ما فيه بخس للحقوق. فالبخس لا يكون في الميزان فقط، والحقوق لا تكون للبشر فحسب بل هناك حقوق للعبد لربه ومع ربّه. وهنا نعطي بعض الأمثلة على ذلك. أما مع الله: المثال الأول: البخس في طاعة الله سبحانه وتعالى.. وذلك بترك بعض الواجبات أو كلها أو فعل المحرّمات.. ومن يفعل ذلك فقد بخس حق ربّه في الطاعة، فحق الطاعة لا ينبغي إغفاله على الإطلاق. وخصوصاً إذا التفتنا الى قوله تعالى: (وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) العبادة هنا بمعنى الطاعة وإعطاء حق الألوهية والخالقية. المثال الثاني: البخس في شكر النعمة، وأن لا يكون مصداقاً لقوله تعالى: (وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسانَ الضُّرُّ دَعانا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِداً أَوْ قَائِماً فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنا إِلى ضُرِّ مَسَّهُ كَذلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ). فكل من لم يقابل النعم وزوال البلاء عنه بالشكر والحمد فهو مطفف، وكل من بخس نفسه بعدم الإستغفار على الذنب فهو مطفف. فإن الله فوق طاعتنا وذنوبنا.. فإن بخس العبد وطفف بالطاعة أو الشكر فإنه يطفف نفسه، فويل له. المثال الثالث: التطفيف والبخس بطاعة الأنبياء والرسل، فقد قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً). وكذا بخس الكتب السماوية وأولياء الله والأوصياء والأئمة الأطهار ونوابهم وكذا بخس حقوق وكلام الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر وما شابه ذلك. المثال الرابع: التطفيف في التمهيد لظهور مولانا الإمام المهدي عليه السلام، وذلك بعدم الجهوزية الشخصية من خلال تهذيب النفس وتطبيق الأحكام الشرعية على الصعيد الشخصي، وعدم الجهوزية العامة بتوحيد الصفوف والتآخي بين المؤمنين الصالحين والعاملين بالإصلاح، فيكون قد بخس حق الإمام المهدي عليه السلام بالظهور المرتقب وهو بمثابة ظلم للإمام وما أعظمه من ذنب. وأما مع الآخرين: المثال الأول: كبخس وتطفيف حقوق الوالدين وعصيانهم بطاعة الله عزّ وجلّ لا بالشرك والمعصية، كما قال تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِنْ جاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُما إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ). المثال الثاني: البخس والتطفيف بالعمل الدنيوي الصالح، كالحاكم الفاسد والظالم أو العامل المهمل أو التقصير في الإنفاق على واجبي النفقة، ومنها الرِشوة والمحسوبية، فإنه يبخس حقوق الآخرين بأخذ الرشوة وتقديم من ليس أهلاً لذلك على حساب المستحق. إلا إنه لا ينبغي إغفال أمر مهم جداً، وهو أنّ من توعدهم الله بالويل في قوله تعالى: (ويل للمطففين) إنما هم من يبخسون حقوقهم أمام ربّهم أو يبخسون الناس أشياءهم وحقوقهم. أما من يبخس حق نفسه في ملذات الدنيا ويتجنب الخوض بالدنيا ويتنازل عن حقوقه الدنيوية أمام الآخرين تواضعاً وإيثاراً ومن أجل المصالح العامة وقربة إلى الله تعالى، فهو إن كان مصداقاً للتطفيف، فهو تطفيف محمود غير مذموم، ومنها (العفو) عن الآخرين، ولذا قال تعالى: (وإن تعفوا أقرب للتقوى). وهذا البخس والتطفيف المحمود لا ينبغي أن يكون ضررياً وضاراً بالمصالح الشخصية أو العامة، كالتنازل أمام أعداء الدين أو المذهب أو الوطن، أو أن يكون الزهد سبباً للضعف والوهن والمرض أو عدم القدرة على القيام بالطاعات وما شاكل ذلك. والسلام على أهل السلام. مقتدى الصدر
|
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
|
![]()
|
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]() |
![]() |