![]() |
![]() |
![]() |
|
منبر سماحة السيد ألقائد مقتدى الصدر (أعزه الله) المواضيع الخاصة بسماحة سيد المقاومة الإسلامية سماحة القائد مقتدى الصدر نصره الله |
![]() ![]() |
|
![]() |
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
![]() |
#1 |
|
![]()
|
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
|
![]()
بسم الله الرحمن الرحيم وبهِ تَعالى نَستَعِين من المعلوم عقلاً ونقلاً: أن كل الطاعات من الواجبات والمستحبات مقيّدة بالاستطاعة في الإتيان بها أو بأحد شروطها أو أجزائها.. كالإتيان بالقيام في الصلاة أو الإيفاء بالنذر وأشباهه أو صوم شهر رمضان وغيرها من الأمور التي قد يحرم الإتيان بها إذا كانت مضرّة أو تسقط مع عدم إمكان الإتيان بها. وهذا هو الموافق للعقل والنقل إجماعاً ولا خلاف فيه. ومعه فلا داعي لتقييد الأوامر الشرعية بالاستطاعة، فقد قال تعالى: أَقِيْمُوْا الصَّلَاةَ، ولم يقيّدها بالإستطاعة للقيام أو الركوع المتعارف أو السجود، كما وقال تعالى: كُتِبَ عَلَيْكُم الصّيامُ، ولم يقيّده بالاستطاعة إلا في القضاء مع ارتفاع المانع بعد انتهاء الشهر المبارك. إلا في حجّ بيت الله الحرام، فقد قال تعالى: فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ. فقد ذُكرت في هذه الآية: (الاستطاعة) في قوله تعالى فيها: وَللَّهِ عَلى النَّاسِ حِجَ البَيتِ مَن (اسْتَطاعَ) إِلَيْهِ سَبِيلاً. فلو كانت الآية خالية من كلمة الاستطاعة لكانت وفق القواعد العامة: ليس لله على غير المستطيع من الناس حجّ بيت الله الحرام، فقد يكون التقييد بالاستطاعة تحصيلاً للحاصل. فلِمَ التقييد بالاستطاعة؟ وهنا يمكننا أن نعطي بعض الأطروحات، البعيدة عن التفسيرات الفقهية والأصولية التي طرحت في كتب الفقه الاستدلالية، منها: الأطروحة الأولى: ولله على الناس حجّ البيت من استطاع إلى ربّ البيت سبيلاً. فيكون المعنى: إن الحج لا يصح إلا ممن استطاع الوصول إلى الله، أي أسلم ودخل في الإسلام، بل ودخل الإسلام في قلبه. ويمكن المساعدة على ذلك: بكون ذلك تقييداً لإطلاق وجوبه على الناس، فالناس أعمّ من المسلمين وغيرهم، فلو كان المراد منه الأخص لقال تعالى: ولله على المسلمين أو المؤمنين حجّ البيت من استطاع إليه سبيلاً. ومن هنا فلا يمكن القول بصحة حجّ غير المسلمين، فقيّده الله بالاستطاعة المعنوية إن جاز التعبير : وهي الإسلام. الأطروحة الثانية: إن المراد بالاستطاعة هي الإيمان وليس الإسلام فحسب، أي: ولله على الناس حجّ البيت من استطاع الوصول إلى الولاية.. ولاية عليّ وأهل بيته صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. وخصوصاً مع الإلتفات إلى إن بيت الله هو مكان ولادة أول أهل البيت عليهم السلام علي أمير المؤمنين ووصيّ رسول ربّ العالمين. الأطروحة الثالثة: إن بيت الله هو (رمز التوحيد) فمن استطاع الوصول إلى التوحيد الصحيح من دون أي قسم من أقسام الشرك الخفي والعلني إن جاز التعبير أو الشرك القلبي أو العملي أو العبادي أو غيره مطلقاً فيجب عليه الحج. وبذلك يكون المعنى: ولله على الناس حجّ البيت من استطاع إلى التوحيد الحقيقي سبيلاً. ولا يخفى أن مقامات التوحيد كثيرة وقد تصل إلى الفناء الأكبر، ومن هنا فلا يجب الحجّ أخلاقياً ومعنوياً وباطنياً وعرفانياً لا ظاهرياً إلا على الفانين في الله ويبقى وجوبه الظاهري عاماً. الأطروحة الرابعة: إن المقصود من الآية: هو الاستطاعة لحجّ بيت الله: وبيت الله هم محمّد وآل محمّد، كما في قوله تعالى: إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً.. أي أهل بيت الله وأهل بيت رسول الله وأهل بيت علي وليّ الله. فيكون المعنى: ولله على الناس حجٌ لأهل بيت الله ورسوله ووليّه من استطاع إليهم سبيلاً وإلى معرفتهم وتحمّل أمرهم الصعب المستصعب. فهذه الآية تحمل في جنباتها المعنوية أمراً إلهياً باتّباع أهل البيت، وهو يتوافق مع إطلاقها، إذ الأمر متوجّه لكل الناس مع شرط التوفيق الإلهي والاستطاعة لذلك معنوياً. فلا إيمان حقيقي بهم إلا بمعرفتهم وعدم المغالاة باتّباعهم أو الإقلال في اتّباعهم أو عدم اليقين بأحقيتهم وخلافتهم أو التشكيك بنسبهم أو مظلوميتهم أو تفضيل أحدٍ عليهم فضلاً عن إعلان نصب العداء لهم أو ظلمهم وقتلهم. فلعنَ الله أمة قتلتهم ولعن الله أمة رضيت بذلك ولم تناصرهم. وآخر دعوانا أن الحمد لله الذي نوّرنا بنور محمّد وآل محمد وأفاض علينا من بركاتهم وجعلنا ممن نطوف حول بيت الله ورسوله ووليه ونسعى بين منطلق الرسالة ومنتهى الولاية ونقف بعرفات الإمام الحسين ونرمي أعداء آل البيت بالحجرات.. والسلام ختام. مقتدى الصدر
|
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
|
![]()
|
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]() |
![]() |