![]() |
![]() |
![]() |
|
منبر التربية الروحية للمواضيع التي تنمي التربية الحقة في السير الى الله تعالى |
![]() ![]() |
|
![]() |
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
![]() |
#1 |
|
![]()
هل نتدبر القرآن في شهر رمضان؟ مع انتقال الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله إلى جوار ربه خلّف في أمته ثقلين مهمين، جُعل في مجموعهما الاهتداء ولا يُستغنى عنهما، كتاب الله وأهل البيت عليهم السلام وبعبارة أخرى المستخلف هو القرآن وهو قد يكون صامتاً كالذي بين الدفتين، وقد يكون ناطقاً كالإمام عليه السلام. إلاّ أن الأمة من بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ولهذا اليوم لم ترع وصيته، فنبذت الأوّل وراء ظهرها وتجاهلت الآخر. عن الإمام الصادق سلام الله عليه عن آبائه عليهم السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله: «إذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن، فإنه شافع مشفّع، وما حل مصدق، من جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار، وهو الدليل يدل على خير سبيل، وهو كتاب تفصيل، وبيان وتحصيل، وهو الفصل ليس بالهزل، وله ظهر وبطن، فظاهره حكمة، وباطنه علم، ظاهره أنيق، وباطنه عميق، له نجوم، وعلى نجومه نجوم، لا تُحصى عجائبه، ولا تبلى غرائبه، فيه مصابيح الهدى، ومنازل الحكمة، ودليل على المعروف لمن عرفه». وكما أن لكل شيء ربيعاً فربيع القرآن هو شهر رمضان ونحن مدعوون لموائد القرآن الكريم في هذا الشهر، (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقَانِ). نحن مدعوون للاقتراب من القرآن ولاستلهام الرؤى منه، والتزود منه بما ينفعنا في حياتنا سواء على صعيدها الشخصي أو الصعيد العام، ويتم ذلك بعدة خطوات: أولاً: تلاوة القرآن تلاوةً مشروطةً بالفهمِ قدر المستطاع أولاً ونعني به فهم عظمة هذا الكلام وعُلوه والتعظيم ثانياً، مستحضرين بذلك عظمة المتكلم، فليست قراءة القرآن كقراءة كتاب عادي بل أنت تقرأ كتاباً من لدن حكيم عليم، يشتمل على كلام إلهي وحديث رباني (لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ). ثانياً: تدبر معاني القرآن الكريم، وهو أمر وراء التلاوة وفهم المعاني العامة، وقد قال تعالى: (أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا). ويقول أمير المؤمنين سلام الله عليه: «لا خير في عبادة لا فقه فيها ولا في قراءة لا تدبر فيها». وتدبر معاني القرآن يعني محاولة القارئ تطبيق الآية على واقعه الشخصي أو محيطه الاجتماعي وذلك بأن يوازن بين خطه العام ومسيرته في الحياة مع خط القرآن الكريم ليستكشف بالتالي هل هما خطان متطابقان أم متقابلان؟ ثالثاً: من الأمور المعيبة والتي تثير العجب أن يكون بعض المتدينين قد وصلوا إلى أرقى الشهادات العلمية في مختلف تخصصات العلم لكنهم يجهلون أغلب مفردات القرآن الكريم في معناها اللغوي أو سياق ورودها فضلاً عن أسباب النزول، أو التفسير أو....، فلماذا لا يحاول الواحد منا الاستفادة من هذا الشهر بقراءة تفسير مبسط يعتني بألفاظ القرآن الكريم من حيث المعنى وأسباب النزول؟ رابعاً: إقامة المحافل القرآنية ودعوة الآخرين إليها وخصوصاً الأقربين، ولنجعل ساعة معينة من يومنا خلال هذا الشهر لنجلس فيها على مائدة القرآن يحف بنا أقرباؤنا ومن يعنينا أمره نتدارس القرآن تلاوة وحـفظـاً وتـدبراً وتفسيراً.
|
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]() |
![]() |