![]() |
![]() |
![]() |
|
منبر شهيد ألله السيد محمد محمد صادق الصدر (قدس) المواضيع الخاصة بسماحة السيد الشهيد محمد الصدر قدس الله نفسه الزكية |
![]() ![]() |
|
![]() |
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
![]() |
#1 |
|
![]()
[align=center]كتاب فقه الاخلاق ( جواهر تحت التراب ) للشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس الله سره[/align] هل المطلوب كثرة العبادات أو قلتها؟[/align] قد يقول قائل: بل المطلوب كثرتها لأنَّ فيها زيادةً في التقربوالخشوع اتجاهه سبحانه. وقد يجاب على ذلك: إنَّ ذلك منافٍ لأحوال الدنيا حتى الضرورية منها، كالإكتساب للحاجات الضرورية. ومن هنا نرى المتعبدين والمتزهدين، قد فاتت منهم كثيرٌ من الحاجات أو أصبحوا في حالٍ دنيويٍّ بسيط. وهذا يجاب بعدَّة وجوه: الوجه الأول: الإلتزام بما اعتبره السائل محذوراً، والإتجاه إلى تقليل مصالح الدنيا من أجل مصالح الآخرة. الوجه الثاني: إنَّ العبادة ليست فقط الصلاة ونحوها من العبادات الفردية، بل العبادة تشمل أكثر أحوال المؤمن، بما فيها قضاء حاجات الآخرين، وزيارة المؤمنين والحضور في صلواتهم ومناسباتهم، وتشييع موتاهم، وغير ذلك كثير. وهذا لا ينافي الحاجات الدنيوية الضرورية،لأنَّ الكسب نفسه عبادة، كما ثبت شرعا . الوجه الثالث: إنَّ العبادة ليست فقط هي العبادة الظاهرية، بل هناك العبادة القلبية أو الباطنية، كالذكر والخشوع والإخلاص والإيمان وغيرها. وهذا أمرٌ لا يكاد يكون مرتبطاً بالسلوك الخارجي أياً كان،فلا يلزم منه أيُّ محذور. الوجه الرابع: الإلتزام بالإتجاه الذي فرضه السائل، وهو المنع مناستمرار العبادة، بالمعنى الظاهريِّ أو الجسديِّ كالصلاة المستمرةأو الدعاء الدائم. فإنَّ هذا مما لم يلتزم به الأنبياء والأولياءوالمعصومون سلام الله عليهم أجمعين. فكيف يمكن طلبه ممن سواهم؟. وهنا ينبغي أن نلتفت إلى موارد رجحان التقليل من العبادة، حسب ماهو واردٌ ومطابقٌ للقاعدة وليس تشهياً من قبل المتعبد أو اعتباطاً: المورد الأول: مورد الملل، فإنَّ كثرة العبادة قد تكون مملةً أحياناً، وعندئذٍ ينبغي للفرد تركها، حتى تنفتح الرغبة إليها مرةًأخرى. ولا ينبغي إيقاع العبادة حال الملل فيها، ووجود ردِّ الفعل النفسيِّ السيِّء تجاهها. المورد الثاني: حين تبلغ العبادة أقصى التحمل، فإنَّ الفرد لا يجوزله أن يحمل نفسه فوق طاقته من أيِّ عملٍ كان. فإن بلغت العبادة بهغاية التحمل وكان الزائد خارجاً عن طاقته نفسياً، لزم تركها بطبيعةالحال. المورد الثالث: في مورد طيبة القلب وإخلاصه لله تعالى ورضائه بقدره. ومن هنا ورد الحديث بمضمون: من رضي من الله بالقليل منالرزق رضي الله منه باليسير من العبادة . المورد الرابع: في حالة استغناء الفرد المؤمن عن العبادة الظاهريةبالعبادة القلبية أو الباطنية، ونعني بالعبادة الظاهرية: الصلاة والصيام ونحوهما، وبالعبادة القلبية: الذكر والرضا والخشوع ونحوها. وهذه مرتبةٌ أكثر من سابقتها في مدارج الكمال النفسي. ولا تكون إلالأهلها، وليس لأحدٍ أن يدَّعيها زوراً. المورد الخامس: عند منافا العبادة مع الحاجة الضرورية أو شبهالضرورية للحياة. فان هذه الحاجات تكون مقدمة على العبادة المستحبة والمتزايدة. ويكون الفرد معذوراً عنها أمام الله سبحانه. بغض النظرعما صرحت به الأدلة من كون السعي للمعاش بنفسه عبادة. إذن، فسوف ينتقل الفرد من عبادة إلى عبادة. المورد السادس: عند منافاة العبادة الشخصية كالصلاة والصيام المستحبين، مع العبادة العامة كقضاء حاجات المحتاجين وزيارةالمؤمنين والأمر بالمعروف وغير ذلك كثير، فإنه مع التنافي أوالتزاحم بين الشكلين من العبادة، تكون العبادة العامة أولى بالإنجاز، وأفضل عند الله عزوجل. وإذا أعرض عنها الفرد واشتغل بالعبادة الشخصية أو الفردية، فقد خسر ما هو الأهمُّ والأفضل. المورد السابع: تقليل العبادة عند نزول البلاء الدنيوي والمصاعب التي تمرُّ بالفرد. فإنَّ المنصوح به في الأدلة في مثل ذلك تقليل العبادة الفردية والنوافل المستكثرة ريثما يزول البلاء، فيعودالفرد إلى حاله السابق مع حسن التوفيق. وهناك مواردُ أخرى لجواز التقليل من العبادة أو رجحانه أحياناً، لاحاجة إلى الدخول في تفاصيلها. وقد يخطر في الذهن: أنَّ الأسباب السابقة، إنما تجعل قسماً من العبادة مرجوحاً، وهو غير الموقوت منها وأما العبادة الموقوتة،فإنها تبقى على أهميتها. والعبادة الموقوتة هي المحددة بالوقت كصلاة الليل وغسل الجمعة وصومالنصف من شعبان وغيرها من المستحبات. والعبادة غير الموقوتة هي العبادة غير المحدودة بوقت، وإنما يأتي بها العبد زيادةً في الخشوع وطلباً للثواب. وقد ورد: الصلاة خير موضوعٍ من شاء استقلَّ ومن شاءاستكثر. ومراده ـ والله أعلم ـ الصلاة الغير الموقوتة. لأنَّ المؤقت منها غير منوطٍ بالمشيئة ظاهراً. ومحلُّ الشاهد هنا: إنَّ الأسباب السابقة للتقليل من العبادة إنماتشمل غير الموقوت، ولا تشمل الموقوت. إلا أنَّ ذلك غير صحيح، لأنَّ الأسباب السابقة لها الإطلاق الكافيلكلِّ الأقسام، ولها أيضاً التسبيب الشرعي والمعقول للتقليل منالعبادة. وليس التقليل اعتباطياً حتى يختصُّ بغير الموقوت. نعم، ظاهر هذه الأسباب خاصٌّ بالعبادة الظاهرية الفردية كالأمثلةالسابقة. أما العبادة العامة أو الإجتماعية، وكذلك العبادةالقلبية، فلا تشملها. والحقُّ أنَّ شمولها لها نادر، ولكنَّ مع افتراض شمول بعضها لأحدهذين النوعين من العبادة، فمن الراجح والمنطقيِّ التقليلُ منهاأيضاً. وإن كان التقليل منها أحياناً صعباً بل متعذراً. مع كونهاعادةً مستمرةً أو ملكةً راسخة. ولا يخفى أنَّ عدداً من الأسباب السابقة لا مورد لها مع هذين النوعين الأخيرين من العبادة، إلا أنه لا حاجة إلى الدخول إلى تفاصيلها، بل نوكله إلى فطنة القارئ اللبيب، وهو يستطيع أن يدركهابقليلٍ من المقارنة والتفكير. كما ينبغي الإلتفات إلى أنَّ التقليل من العبادة أياً كانت، لايعني التقليل من أهميتها أو الحد من آثارها المعنوية. وإنما فقطلأجل أنَّ المصلحة في تلك الموارد السابقة، تقتضي التقليل منهاعملياً. ولا شكَّ أنه مع إمكان الجمع وعدم تعذره أو شدة صعوبته،أعني الجمع بين العبادة وموارد تلك الوجوه السبعة السابقة، فهوأفضل عند الله عزَّ وجلَّ بشرط أن لا يحصل حيفٌ أو نقصٌ على الجانبالذي هو الأفضل منهما عنده سبحانه وتعالى. ويتضح ذلك مع مقارنةالوجوه نفسها ونوكلها أيضاً إلى فطنة القارئ اللبيب.
|
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
|
![]()
بوركت على نشرك لجواهر ودرر السيد الشهيد محمد الصدر قدس سره شكرا لك
|
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
|
![]()
سلام الله عليك سيدي ابا مصطفى لم تترك شاردة ولا واردة الا وناقشتها وبينتها وفصلتها جزاك الله عن الاسلام وأهله خير الجزاء وجزاك الله اخي الحبيب ابو زهراء خيرا على نقل هذه الكلمات الربانية
|
![]() |
![]() |
![]() |
#4 |
|
![]()
بارك الله فيك على نشر درر السيد الشهيد محمد الصدر ( قدس )
|
![]() |
![]() |
![]() |
#5 |
|
![]()
أحسنت حبيبي الغالي وفقك الله على نشر علوم آل الصدر الأطهار
|
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]() |
![]() |