تساؤلات حول زكاة الفطرة

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

السلام عليكم اخوتي الاحبة ورحمة الله وبركاته

من الامور التي اوجبها الله جل وعلا على عباده ( زكاة الفطرة ) وهي مشروحة في الرسائل العملية للعلماء حيث بينوا كل ما يتعلق بها ومقدارها ثلاث كيلوات تقريبا من مما يقتات عليه الناس عادة كالحنطة او الشعير او التمر او الزبيب او الارز او الذرة وهنا سوف اطرح عدة تساؤلات مع الاجابة عليها بعد عون الله وحسن توفيقه :

1 – ما هو سبب التسمية ؟

2 – الحكمة في ان يكون موعد اخراجها هو يوم العيد وهو اول ايام شهر شوال بعد ان يقضي الفرد صوم شهر رمضان المبارك ؟
3 – هل من الممكن ان يوجد سبب اخر لهذا التنوع مضافاًً الى كون تلك المواد هي الغالب لقوت الناس ؟
فجواب السؤال الاول يمكن ان نستشفه من كتاب فقه الاخلاق للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس حيث يقول في الجزء الثاني : ((ان فطرة الانسان خلقته ، وماله هو ما يحصل عليه من نتائج في هذه الدنيا .فكما ان المال يحتاج الى زكاة وتطهير ضمن زكاة المال ، تحتاج الفطرة الى زكاة وتطهير ضمن زكاة الفطرة .
والفطرة الاصلية ، وان كانت طاهرة حقيقية ، الا ان الفطرة الفعلية التي وجد بها الانسان في الدنيا ليست كذلك ، فان المودع في الانسان كل من جانبي الحق والباطل ، قال تعالى : (( وهديناه النجدين )) لا يستثنى من ذلك حتى المعصومون عليهم السلام ، ولكن حصل بلطف الله ورحمته ان اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا .
فالفطرة اذن ، قد تكون متدنسة بالباطل . ومن هنا احتاجت الى زكاة وتطهير ، وكان دفع هذه الزكاة واجبا لا مستحباً ً .)) ( 1 )
كما يمكن ان اعتبار ما ورد في نفس الكتاب جواباًً للسؤال الثاني :
(( ان العبادة قد تكون تامة ، وقد تكون ناقصة امام الله سبحانه ، بل العبادة عموماً ناقصة امامه جل جلاله ، لانها لم تؤد حق طاعته ومقدار عظمته ، والمطلوب من بذل العبودية تجاهه ، بما في ذلك صوم شهر رمضان ، الذي يقول عليه السلام عنه في الدعاء : اننا قد ادّيناه مع اعترافٍ بالتقصير ، واقرار بالتضييع .
ومن هنا امكن لزكاة الفطرة ان تكون سدا لتلك الثغرة ، اما بعنوان ملء الفراغ الحاصل ، او التسبيب الى غفران ذلك التقصير ، او بعنوان اضافة تضحية المال الى تضحية البدن ، لتكون التضحية اتم واكمل واشمل ........ الى ان يقول قدس : وباعتبار موعدها ، وهو الزمن اللاحق لشهر رمضان المبارك ، فقد تكون شكرا على توفيقه لاداء العبادة ، او على اعطائه فرصة التوبة والغفران في شهر رمضان ، ونحو ذلك .)) ( 2 ) .
وفي صدد الجواب عن التساؤل الثالث فيمكن القول كاطروحة : ان احد اسباب هذا التعدد في اجناس زكاة الفطرة هو لاعطاء فسحة للفرد في اخراجها حسب امكانيته قياساًً على اختلاف تلك المواد في الاسعار .
وما اريد ان اطرحه من تساؤل في المقام لنفسي اولاًً وللقاريء ثانياًً:
1 – لماذا نحرص على ان نخرج تلك الزكاة قياساًً على ارخص تلك المواد سعراًً دون ان نقفز بانفسنا الى ما هو الاعلى مع قدرتنا عليه ؟ .
2 – ثم اذا تم اختيار احدى المواد لماذا نحرص على اخراجها قياساًً على الاردأ منها لا الافضل مع اننا نقرأ في كتاب الله جل وعلا قوله تعالى {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ} ( 3)

لنبحث انا وانت عن جواب هذين التساؤلين

لنجد العلاج ونحظى برضا رب العالمين

المستحق للحمد على السنة الخلق اجمعين

وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم والعن عدوهم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ

( 1 ) فقه الاخلاق الجزء الثاني ص74

( 2 ) نفس المصدر ص74 - 75

( 3 ) [آل عمران : 92] .

احسنت وبارك الله بك على الموضوع القيم

احسنت وبارك الله بك على الموضوع القيم

وفقك الله بحق محمد واله الطاهرين

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
وفقكم الله لكل خير اخوتي الاحبة على مروركم الطيب