نَشَرَ سَماحَةُ القائِد السَّيّد مُقتَدَىٰ الصَّدر (أعَزّهُ اللّٰهُ) فِي حِسابِهِ الشَخصِيّ عَلىٰ مِنصَّةِ التواصُلِ الإجتماعِيّ "إكس" بتاريخ ١ / ٤ / ٢٠٢٤

.
بسم الله الرحمن الرحيم

من المعلوم عندنا نحن الشيعة الإمامية الإثنا عشرية.. أن لكل إمام من الأئمة لقبه الخاص.. إلا إنه ورد تعميم تلك الإلقاب لكل الأئمة فكلهم باقر وكلهم صادق وكلهم كاظمون للغيظ وكلّهم جواد وكلهم شهداء وكلهم مهديّون وهكذا.
قد يستثنى من ذلك.. لقب العسكري لإنه نسبة لمكان معين.
إلا إن المهم في ما استثني هو لقب (أمير المؤمنين) فهو خاص بمولانا وإمامنا علي بن أبي طالب فقط لا غير ولا يعمم لغيره.
وحسب فهمي والإنسان لا يتعدى فهمه.. إن لذلك عدّة أسباب منها :
أولاً: إن رسول الله صلى الله عليه وآله قد خصّ علياً بهذا اللقب.. حينما قال صلى الله عليه وآله في يوم الغدير: من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه...
ثم اعترف بذلك عمر بن الخطاب، حينما قال لعلي عليه السلام: بخٍ بخٍ لك يا علي أصبحت (مولاي) ومولى كل مؤمن ومؤمنة.
نعم إن أغلب الألقاب لباقي الأئمة عليهم السلام كانت بإيعاز منه صلى الله عليه وآله إلا إن ألقابهم كانت تسند إليهم منه صلى الله عليه وآله إما سراً أو للخواص فقط، أما لقب علي فكان علنياً وأمام جمع غفير من الصحب والتابعين.
ثانياً: إنه يجب الإلتفات إلى أن سيّدنا ومولانا علي بن أبي طالب هو (خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله) الأول.. وباقي الأئمة روحي لهم الفدى هم خلفاء الخليفة الأول: علي بن أبي طالب.. وخليفة خليفة رسول الله خليفة لرسول الله صلى الله عليه وآله، وهذه الميزة والصفة تجعل منه (الأمير الأوحد للمؤمنين) والمؤمنات.. فهو الخليفة المباشر بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، فكما فُضّل (الصحب) على التابعين فيفَضل الخليفة الأول على باقي الخلفاء.
ثالثاً: إن المراد من صفة (أمير المؤمنين) التي اتّصف بها علي بن أبي طالب عليه السلام.. أحد معنيين:
الأول: أميرٌ لمطلق المؤمنين أو كافة المؤمنين أدناهم وأعلاهم.
الثاني: وهو الأدق.. إنه أمير للمؤمنين المطلقين.. فهو أمير على الأئمة المعصومين سلام الله عليهم أجمعين.
وهذه صفة خاصة به.. فلا يمكن القول بأن الإمام الحسن والحسين روحي لهما الفدى أمراء على علي بن أبي طالب، فهو لا محالة أفضل منهم.
رابعاً: إنه من الضروري معرفة الفرق بين (أمير المؤمنين) و (أمير المسلمين) والفرق بين الإيمان والإسلام، فقد قال تعالى: (قالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتُكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ).
فمن لم يؤمن بولاية علي بن أبي طالب فهو مسلم.. ومن أسلم وأذعن لولايته عليه السلام فهو (مؤمن).
فيكون علي لمن آمن بولايته أميراً.. ولا يمكن إسناد صفة أمير المؤمنين لغيره من المشايخ أو كما أسندت لبني أمية عليهم اللعنة والعذاب أو بني العباس.. فهم خارجون تخصصاً وتخصيصاً، فهم جحدوا ولاية علي بن ابي طالب عليه السلام.
وبالتالي ستكون صفة (أمير المؤمنين) صفة خاصة به عليه السلام.. وذلك لأن صفة الإيمان خاصة بمن آمن بولايته وإمامته وخلافته الحقة فقط لا غير.
وولايته للمؤمنين لا يعني اختصاصها بهم وعدم شمولها للمسلمين بل إن شمولها للمسلمين بطريق أولى.. غاية الأمر أنهم ليسوا ممن أطاعوه حق طاعته خلافاً للمؤمنين.
فولايته شاملة لكل الخلق من الإنس والجن فهو أمين الله في أرضه وحجته على عباده.
والسلام على المسلمين والمؤمنين ورحمة الله وبركاته والسلام على أميرهم ومولاهم علي بن أبي طالب يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حياً.

مقتدى الصدر

احسنتم النشر