ملائكةٌ للرحمة للرحمة أم شياطينٌ للنقمة / للمحامي رامي احمد كاظم الغالبي

هذا المقال صادر من المكتب الإعلامي للأستاذ المحامي
رامي احمد كاظم الغالبي

ملائكة للرحمة ام شياطين للنقمة

ان عنوان ملائكة الرحمة كان ولازال عنوان ينفرد به الاطباء والطبيبات, والممرضين والممرضات في كل بقاع العالم كون ان المريض عندما يدخل الى المستشفى سيكون بيد ملائكة انسيين يقومون بمراعاته وازالة آلآمه قدر المستطاع, وهذا الإلتزام التزام شرعي تقره جميع الاديان السماوية بل وهو التزام انساني, يحتمه ضمير الإنسانية على الطبيب او الممرض, او على كل انساني يتمتع بضميرٍ حي.

اما في العراق وخاصة الفترة ما بعد احتلال العراق من قبل القوات الامريكية وحلفائها وإلى يومنا هذا لا نرى في مستشفياتنا الحكومية ملائكة للرحمة بل نرى شياطين للنقمة وخاصة في المستشفيات المختصة بالولادة, ففي هذه المستشفيات تتعرض المرأة الى شتى انواع التعذيب النفسي والجسدي من قبل القائمات على توليد النساء, فتتعرض المرأة وهي في حالة الولادة الى الشتم والسب والتجريح بكلماتٍ يندى لها جبين الإنسانية ويجل القلم عن ذكرها من قبل الممرضات, القائمات على توليد المرأة, وعندما تقدمن مجموعة من النسوة الى مكتبنا لتقديم الشكوى القانونية جراء هذه الاعمال الهمجية, سألناهم ماهي الأسباب التي دعت الممرضات الى التجاوز فأجابت المواطن (ن, ج,ك) الى ان الممرضات الاتي اشرفن على ولادتي في مستشفى السيد محمد باقر الحكيم (( مستشفى النور سابقاً)), والكائنة في منطقة الشعلة ببغداد, قامن بضربي بقوة على وجهي عندما أتتني ساعة الولادة وقالن اياك وان تصرخي لأن الصراخ يسبب لنا الصداع !!!!!!!!!, ونحن نتسائل بدورنا اذا لم يكن وضع الجنين مؤلما وحالة الطلق التي تمر بها المرأة من اشد الحالات والتي قال عنها رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) ذكر رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) الجهاد فقالت امرأة لرسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)): يارسول الله فما للنساء من هذا شيء ؟
فقال : (( بلى ، للمرأة ما بين حملها إلى وضعها إلى فطامها من الأجر كالمرابط في سبيل الله ، فإن هلكت كان لها مثل منزلة الشهيد )) .

واضافة المواطن (ف,ع,م) انها تعرضت للسب والشتم والضرب اثناء الولادة حتى قالت بصريح العبارة ان الممرضات ((قطعن شعري)) وانا اطلق وهن يصرخن عليها انه لا نريدك ان تتنفسي صدعتي رؤوسنا من الصراخ, وهذا التجاوز حصل في مستشفى اليرموك للولادة.

وغيرها وغيرها........ وماخفي كان اعظم من الحالات المؤذية في جميع المستشفبات في العراق, وبالأخص بغداد.

أن تكييفنا القانوني لهذه الجرائم البشعة بحق الإنسانية هو مانصت عليه المادة (410) ((من اعتدى عمدا على اخر بالضرب او بالجرح او بالعنف او باعطاء مادة ضارة او بارتكاب اي فعل اخر مخالف للقانون ولم يقصد من ذلك قتله ولكنه افضى الى موته يعاقب بالسجن مدة لا تزيد على خمس عشرة سنة. وتكون العقوبة السجن مدة لا تزيد على عشرين سنة اذا ارتكبت الجريمة مع سبق الاصرار او كان المجني عليه من اصول الجاني او كان موظفا او مكلفا بخدمة عامة ووقع الاعتداء عليه اثناء تادية وظيفته او خدمته او بسبب ذلك)).

ونحن بدورنا نخاطب الأخوة في وزارة الصحة العراقية ومكتب المفتش العام في الوزارة بأن يأخذوا الموضوع بعين الإعتبار, وان يحققوا في مثل هكذا جرائم لأن من يتعرضن للضرب هن رعية وزير الصحة ورعية المفتش العام وكما يقول رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) . ((كلكم راع ومسؤول عن رعيته ، فالإمام راع ومسؤول عن رعيته ، والرجل في أهله راع وهو مسؤول عن رعيته ، والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسؤولة عن رعيتها ، والخادم في مال سيده راع وهو مسؤول عن رعيته . قال فسمعت هؤلاء من النبي صلى الله عليه وسلم ، وأحسب النبي صلى الله عليه وسلم قال : والرجل في مال أبيه راع ومسؤول عن رعيته ، فكلكم راع ، وكلكم مسؤول عن رعيته))
‏وقال العلماء من اهل التفسير بالحديث : إن الراعي هو الحافظ المؤتمن الملتزم صلاح ما قام عليه , وما هو تحت نظره , ففيه أن كل من كان تحت نظره شيء فهو مطالب بالعدل فيه , والقيام بمصالحه في دينه ودنياه ومتعلقاته .

وأنتم من الحفاظ المؤتمنين على ارواح الناس فعليكم ان تنقذوا رعيتكم من بطش هؤلاء المعتوهين. وجزاكم الله خير ما جزا راعٍ عن رعيتهِ.