حرية الرأي

بعد مضي فترة زمنية من ولادة الإنسان تتراكم لديه مجموعة من المعلومات المكتسبة فتشكل منظومة فكريه عنده قابله للزيادة والتغيير ترافق مسيرته وتؤثر على سلوكه العملي، ونتيجة بحثه عن الحقائق، ولجلب المنفعة والأمن من الضرر ...يقوم بالسؤال والنقاش وإبداء رأيه حول مختلف المسائل...
وهذا مما لا إشكال فيه، إنما الإشكال في انتهاك البعض لحرية الآخرين متذرعين بحجج مخالفه للقوانين العقلية والشرعية ، ومن ابرز هؤلاء المنتهكين لحرية الآخرين هم الطواغيت المتسلطين على رقاب الناس وأموالهم...
وبالرغم من الأذى العظيم لهؤلاء المجرمين إلا إني لا أعنيهم بهذه الكلمات المتواضعة بل اعني المتمسك بإنسانيته الباحث عن الحقيقة فأذكره بأن إلهنا العظيم الذي اخرج الممكنات من العدم وألبسها لباس الوجود لم يعاقب الملائكة حين قالوا:
( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك)
بل فسح لهم المجال في حرية التعبير عن رايهم وألزمهم الحجة ، حتى قالوا:
(سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا)
وهكذا انبيائه ورسله واوليائه ...بل لطالما برز من بعض الناس سوء تصرف وقلة ادب في مقابلتهم مع اولياء الله نتيجة فسحهم المجال للناس في حرية التعبير عن رايهم مهما كان ولم يؤثر ذلك على اخلاق اولياء الله وعظيم سعة صدورهم اطلاقا
عليه يجب أن نتخلق بأخلاق أولياء الله ونقتدي بسيرتهم سيما إننا ندعي الانتماء لهم
ونقف موقف أصحاب الصدور الواسعة في موضوع حرية الرأي والتعبير ...
ما دامه غير خارج عن ما اقره العقل السليم والشرائع المقدسة ، عسى ان يكون عملنا خالصا لوجه الله تعالى ببركة الصلاة على محمد وآله الطيبين الطاهرين.