سلام الله على مسلم بن عقيل رضوان الله عليه مهما اثخنته الجراح لم يترك الخطاب الذي يبين فيه للناس درب الحق

[align=right]مع اشتداد ساعات الحرب ولجوء ازلام ابن زياد الى ارذل الوسائل في قتال مسلم بن عقيل سلام الله عليه كما ينقل ارباب المقاتل (( وأخذ يقاتلهم وحده في ذلك المجال الضيّق حتى أكثر القتلى والناس من أعلى السطوح يرمونه بالحجارة ، ويقلبون عليه القصب المضرم بالنار (14) وهو يرتجز في حملاته (15) :
أقسمت لا أقتـل إلا حـرا * وإن رأيت الموت شيئا نكرا
كل امرئ يوما ملاق شـرا * ويخلط البـارد سخنا مـرا
رد شعاع النفس فاستقـرا * أخـاف أن أكـذب أو أغرا
ولما أثخنته الجراح وأعياه نزف الدم استند الى جنب تلك الدار فتحاملوا عليه يرمونه بالسهام والحجارة فقال : « ما لكم ترموني بالحجارة كما ترمى الكفار وأنا من أهل بيت الأنبياء الأبرار ألا ترعون حق رسول الله في عترته (16) ». ))(1)
نجد ان ارجوزته وخطابه للقوم تركز على انه لايابه بالموت ان كان في مرضاة الله كما انه يشير الى نهجه المتمثل بنهج عترة الرسول الاكرم صل الله عليه واله
فكل لحظات المعركة التي تذهل الفرد العادي لم تصرفه عن ناطقيته بالحق
واكيد ان تركيز كلماته وبلاغتها انما لعمق اخلاصه لما يعتقد
فشدة الاحداث تخرج مكامن النفس واصح اعتقادات الفرد
فنجد كيف يجب ان يكون الداعي لله لا تعطل الاحداث التي تجري عليه سبيل دعوته للحق
باي وسيلة كانت وكما تتلائم مع كل عصر فكان سلام الله عليه مثالا يحتذى للسيف وكلمة حق
في اصلاح الواقع وتاملنا في خطوات السيد القائد السيد مقتدى الصدر اعزه الله لوجدناه نعم المقتدي بسيرة هذا البطل
فالقائد لم تذهله معركة عن توضيح طريق الحق كما انه لم يترك السيف في نفس الوقت
بل انه نهى مرارا وتكرارا عن سيف بدون علم لانه سيكون غير قادر على نشر معارف اهل البيت عليهم السلام ولايستطيع هذا المقاتل الغير متكامل من ان يدعي انه ينتمي لمدرسة الحسين عليه السلام وهذه سيرة الشهيد مسلم بن عقيل عليه السلام احد عناوينها وباب من ابوابها
يريد لنا السيد القائد اعزه الله ان نلجه ونتعلم من دروسه
----------------------------------------------------
(1)ص139-
كتاب الشهيد مسلم بن عقيل عليه السلام للعلامة المرحوم عبد الرزاق الموسوي المقرم



[/align]