جعفر بن محمد الصادق عليه السلام

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
عاش الامام الصادق ( عليه السلام ) الحكم الاموي مدة تقارب ( 40 سنة ) وشاهد الظلم والارهاب والقسوة التي كان يسلطها الحكم الاموي على أبناء الأمة بصورة عامة وللعلويين خاصة وبعد سقوط الحكم الاموي سنة 132 من الهجرة آلت الخلافة الى بني العباس فعاصر كل من أبو العباس السفاح وكذلك ابو جعفر وقد شهد الامام خلال فترة حياته احداث مهمة منها ثورة ( زيد بن علي بن الحسين ) ضد الخليفة الاموي هشام بن عبد الملك الذي بلغ في زمنه الظلم والفساد وقد عانى الناس اشد الظروف في زمانه وكذلك سقوط الدولة الاموية ومجيء الدولة العباسية الى الحكم حيث بدء تضييق الخناق على الامام الصادق (عليه السلام ) وكذلك ثورة محمد بن عبد الله بن الحسن ( ذو النفس الزكية ) عام 145 من الهجرة ضد المنصور العباسي الذي كان من اشد الحكام نقمة وعداوة الى اهل البيت ( عليهم السلام ) وتميز عصر الامام ( عليه السلام ) بأنه عصر للنمو والتفاعل العلمي والثقافة والتفكير الاسلامي من جهة وبين الثقافات الشعوب من جهة اخرى حيث شهد المجتمع الاسلامي في عصره حركة علمية وفكرية نشطة وانشغل المسلمون بعلوم الطب والفيزياء والفلك والرياضيات وغيرها من العلوم والمعارف وابدعوا فيها ووضعوا فيها آراء ونظريات جديدة وقد تلقى الامام الصادق (عليه السلام ) العلوم والمعارف عن آبائه وعن جده رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) حيث كان المسجد النبوي الشريف المكان الذي ينشر به العلم والمعرفة وقد قال في حقه المحقق العلامة السيد محسن ( ان الحافظ بن عقدة الزبيري جمع في كتاب رجاله اربعة الاف رجل من الثقات الذين رووا عن جعفر بن محمد وكذلك قول ابي حنيفة النعمان لولا السنتان لهلك النعمان لانه تتلمذ على يد الامام الصادق عليه السلام ففي حياة الامام عليه السلام اشتد ظلم الامويين وارهابهم وتعاظمت نقمة الامة عليهم لذا بدات الحركة ضد الحكم الاموي باسم ال البيت واعلن دعاتها بانهم يدعون لعودة الخلافة والامامة الى اصحابها الشرعيين وانهم يدعون الى الرضا من ال محمد صلى الله عليه واله وسلم اي الى من هم اهل للامامة والخلافة من ذرية فاطمة بنت محمد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ومع ذلك فان الامام الصصادق عليه السلام اعلن انسحابه من المواجهة المكشوفة لانه يعرف النتائج التي ستنتهي اليها الحوادث فهو يعرف ان الشعارات زائفة والدعوة ليست صادقة وان اهل البيت عليهم السلام سيكونون هم الضحية ومن الجدير ان نذكر رواية عن منهج الامام عليه السلام والتي اثبت وعيه السياسي وتخطيطه النير في عدم التخبط في متهات الاوضاع السياسية في ذلك الوقت حينما قام ابو سلمه الخلال احد ابرز قادة الثورة ضد الامويين حينما بعث برسالة الى الامام عليه السلام ويعرض عليه البيعة اي ان يبايع الامام كخليفة للمسلمين حيث قام الامام بحرق رسالته ورفض طلبه . ان الامام لم يتجنب التدخل في الثورات التي قامت في عصره بهدف السكوت ولكنه فضل اختيار الوقت المناسب لعدد الكافي من الاكفاء لقيادة الثورة السياسية والعقائدية التي تجنب الشيعة والمسلمين من التعرض للتعذيب والتنكيل من قبل الدولة الاموية والعباسية ونذكر رواية اخرى ان الامام عليه السلام مر مع اصحابه في مكان توجد فيه الشياه فتحدث اصحابه عن القيام بثورة يقودها الامام نفسه فقال عليه السلام لو كان لي اصحاب بعدد هذه الشياه لقمت بالامر فذهبوا فعدوا الشياه فوجدوها سبعة خراف فقط ومما يقصده الامام ان اصحابه لم يكونوا على استعداد تام للتضحية بنفس دون دين الله واقامة الحق ونصرة محمد وال محمد الطيبين الطاهرين وقد استشهد الامام عليه السلام على يد الخليفة ابو جعفر المنصور ودفن في البقيع في جوار عمه الامام الحسن وجده الامام السجاد وابيه الامام الباقر عليهم السلام فسلام عليه يوم ولد ويوم ادى رسالته ويوم استشهد ويوم يبعث حيا