|
منبر مواساة الحسين عليه السلام فكرياً وثقافياً ( بحوث حسينية ) جزء يسير من المواساة من مداد أقلامنا الى أن يأذن الله ونرخص الدماء لمواساته مع إمامنا المهدي ( ع ) |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
06-11-2015, 04:11 PM | #1 |
|
المنهج التربوي للأمام الحسين (عليه السلام ) و دوره في الاصلاح
بسم الله الرحمن الرحيم [/gdwl]اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم عنوان البحث المنهج التربوي للأمام الحسين (عليه السلام ) ودوره الاصلاحي المقدمة قال تعالى : وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ لا شك ان من اعظم الواجبات هي الامر بالمعروف والنهي عن المنكر , لأن سلامة المجتمع هي بالدعوة الى المعروف ومواجهة المنكر الذي يمكن ان يساهم في اسقاط حياة الناس فكرياً وعقائدياً , معنوياً ومادياً , سياسياً وامنياً , اجتماعياً واقتصادياً . فلهذا عندما طرح الامام الحسين (عليه السلام ) مسألة الاصلاح اعلن عنها من خلال منظور هذه الفريضة والتي جعل لها منهجاً تتفتح به عقول الناس ولتعمل به اجسادهم وتطبقه جوارحهم , حتى لا يكون الفرد في عداد العاصين ويكون من الذين قد ساهموا في ان يعصى الله في ارضه . اهل البيت والحث على مسألة الامر بالمعروف والنهي عن المنك وعن الامام الحسن ( عليه السلام ) عن أبيه عن جده ( صلى الله عليه واله وسلم ) قال: لا يحلّ لعين مؤمنة ترى الله يعصى فتطرف حتى تغيره . وعن جابر عن أبي جعفر ( عليه السلام) قال :أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة عظيمة بها تقام الفرائض قال علي ( عليه السلام): وما اعمال البر كلها والجهاد في سبيل الله عند الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا كنفثة في بحر لجي . الآثار الايجابية في التصدي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في هذا البحث لا اريد ان اتكلم عن مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تفصيلاً او اجمالاً بل اردت ان اتكلم عن الاصلاح والمنهج التربوي الحسيني من خلال تلك الفريضة التي تعتبر الركيزة او القاعدة لكل مصلح يريد ان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر . (( عن الامام الحسين (عليه السلام ) قال: ويروى عن علي (عليه السلام ): اعتبروا أيها الناس بما وعظ الله به أولياءه من سوء ثنائه على الأحبار، إذ يقول، " لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الاثم " ) ( وقال: " لعن الذين كفروا من بني إسرائيل " إلى قوله: " لبئس ما كانوا يفعلون " ) (وإنما عاب الله ذلك عليهم لأنهم كانوا يرون من الظلمة المنكر والفساد فلا ينهونهم عن ذلك رغبة فيما كانوا ينالون منهم، ورهبة مما يحذرون، والله يقول: " فلا تخشوا الناس واخشون " ) ( وقال: " المؤمنون بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ") ( فبدا الله بالامر بالمعروف والنهى عن المنكر فريضة منه لعلمه بأنها إذا أديت وأقيمت استقامت الفرائض كلها هيهنا وصعبها )) وسائل الشيعة ج16 ص130 ح21160 نتوقف عند كلمة ( فبدأ ) فما الذي يريده ( عليه السلام ) بأن يلفتنا اليه ؟ عندما استخدم هذه المفردة وما تلاها ( فبدأ الله بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر ... ) فالذي نفهمه ان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو بمثابة المفتاح او عمود للخيمة والقلب للجسد , فاذا ضاع المفتاح او انكسر العمود وتوقف القلب فأن المجتمع سوف ينهار بتحطم قواعده واركانه . فقد صرح (عليه السلام ) بقوله انها اذا اديت وأقيمت استقامت الفرائض كلها هينها وصعبها . اذا اديت قولاً وفعلاً , ولها مراتب لست بصدد ذكرها في هذا البحث ولكن يمكن معرفتها من خلال الحديث النبوي الشريف من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان المنهج الحسيني هو نفسه المنهج القراني والذي لم يفارقه خلال حياته أو اثناء ثورته , فكان يرد على الذين رفضوا خروجه من وجهة نظرهم هم فكان يقول ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) فالامام الحسين وأصحابه على بصيرة وعلم ودراية من امرهم في مواجهة المد المنحرف المتمثل بيزيد وحزبه الضال المضل , وانه عليه السلام خرج حسب فريضة فرضها الله سبحانه وتعالى عليه وعلى من اتبعه واطاعه لأنقاذ الامة من الضلال والتيه بعد ان خيم الصمت عليها وتركت تكليفها الشرعي . فهنا يرد سؤال ؟ ما هو اعلى مصداق للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟ يقول الامام الحسين ( عليه السلام ) مخاطباً رجلاً : قال أبو محمد (عليه السلام) : قال الحسين بن علي صلوات الله عليهما لرجل : أيهما أحب إليك؟ رجل يروم قتل مسكين قد ضعف أتنقذه من يده ، أو ناصب يريد إضلال مسكين من ضعفاء شيعتنا تفتح عليه ما يمتنع به ويفحمه ويكسره بحجج الله تعالى؟ قال : بل إنقاذ هذا المسكين المؤمن من يد هذا الناصب إن الله تعالى يقول : من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا. أي ومن أحياها وأرشدها من كفر إلى إيمان فكأنما أحيا الناس جميعا من قبل أن يقتلهم بسيوف الحديد. فأن انقاذ المسكين المؤمن من يد هذا الناصبِ هو المصداق الاعلى للآية القرانية الشريفة , أي من أحياها وأرشدها من كفر الى ايمان فكأنما أحيا الناس جميعاً فالناصبي المضل يكون اسوء حالاً من الناصبي القاتل وذلك لأن الناصبي القاتل يقضي على حياة زائلة وفانية وقد يكون المقتول مصيره الى الجنة بينما الناصبي الضال الذي يريد هدم الدين والعقيدة والشريعة في نفوس الناس وهو بذلك يقضي على الحياة الباقية الخالدة الأبدية . وعلى هذا الاساس فأن انقاذ الشخص من ان ينحرف فيساق الى نار جهنم احب من انقاذ شخص ليعيش بضعة ايام أو سنين في هذه الدنيا الفانية هذا من جانب أما من جانب الاخر فأن الشخص الذي ضل بسب الناصبي سوف يعمل على اضلال الكثير من الناس ويسبب في افساد عقيدتهم فيكون الجميع النار والخلود فيها بعد ان اصبح قاتل لما لا يحصى من البشرية , فأن الانحراف الفكري والعقائدي هو الاحب في التصدي له والوقوف ضده ثم يتبعه الدفاع عن الانفس من القتل . لأن الذي يكون انحرافاً في فكره وعقيدته يكون باباً أو مفتاحاً للأرهاب والجريمة وقتل الالاف من الناس فهذا تجده بصورة جلية وواضحة في عقيدة الدواعش والتكفيريين (عليهم اللعنة والعذاب ) المنحرفين الضالين المضلين والقاتلين للناس مادياً ومعنوياً. فلهذا انطلقت ثورة الحسين ( عليه السلام ) لتصحح بعض المفاهيم والافكار والعقائد التي اخذت تنتشر في بعض الاوساط الأسلامية أو المحسوبة على الاسلام انذاك وشكلت انحرافًاً فكرياً وانقلاباً على المفاهيم والعقائد الاسلامية الاصيلة فكان للامام الحسين (عليه السلام ) دوراً في : اولاً / القضاء على فكرة اطاعة السلطان الجائر , فقد هدم المخطط الذي يؤسس الى عدم شرعية الخروج عليه, وهذه من الافكار التي روج لها الامويين وانصارهم من وعاظ السلاطين بهدف ادامة سلطانهم أو سلطتهم على رقاب المسلمين فأن مدرسة أهل البيت ومنهج الحسين التربوي يرفض هذه الفكرة رفضاً قاطعاً ويعتبر أن عدالة الحاكم هي المسوغ الشرعي لحكمه وبدونها يفقد الحاكم شريعته من منطلق ( لا ينال عهدي الظالمين ) ثانيا / القضاء على مبدا الاعتزال الدي كان يتستر فيه الكثيرون هربا من مواجهة الباطل ونصرة الحق وبذل المال والنفس لمواجهة اعداء الاسلام وانهم قد عطلوا فريضة فرضها الله عليهم فقد بين الامام الحسين مدى انحرافهم بالرغم من بقائهم في الساحة ومن امثال هؤلاء عبدالله بن مسعود وسعيد بن مالك وغيرهم ثالثا / القضاء او معالجة السبب وهو الانحراف الفكري قبل معالجة المسبب اي قتل الفكر المنحرف قبل ان يكون قاتل وذلك لان الفكر هو القائد والموجه لحركة الجوارح ولهذا ركز الامام الحسين (عليه السلام ) على مسالة تعطل خط الحق وعدم العمل بحدود الله حيث يقول : ( الا ترون ان الحق لا يعمل به وان الباطل لا يتناهى عنه ) فقد وضع عنوانا او واجه لحركته الاصلاحية وهي ( اني لم اخرج اشرا ولا بطرا انما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي رسول الله اريد امر بالمعروف وانهى عن المنكر واسير بسيرة جدي وابي علي بن ابي طالب (عليهم السلام ) ) لماذا ؟ ليذكر المسلمين المصاحبين له بالعناوين الشرعية التي تفرض عليهم التحرك معه وبان قضيته ليست قضية ثائر يتطلع للسلطة انما مضحي من اجل ان لا يعصى الله وان لا يترك طريق الحق ويسلك طريق الباطل . اذن فأحياء الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يتوقف عند الحسين وثورته بل يجب ان يستمر لان المنهج او الدستور الحسيني ثابت لا يتزحزح ولا يتبدل الى قيام الساعة ولكن نحتاج الى حسين العصر ليظهره لنا ونسير عليه وخير من سعى وامر واطاع هو المولى المقدس محمد محمد صادق الصدر (قدس ) فمرجعيته هي امر بالمعروف والنهي عن المنكر واوضح مثال لهذه الفريضة هو اقامة صلاة الجمعة وكذلك مؤلفاته وهو القائل هدمت مخططات الف عام والتي سعى الغرب الكافر لها من خلال الطاغية يزيد العصر ليؤسس لانحراف جديد في الفكر والعقيدة الاسلامية ولأقامة دولة ظالمة غير شرعية ليبعدوا الامة عن طاعة الله ورسوله واهل بيته الكرام وليبعدوا الناس عن فكرة المصلح وعدم السعي او التكامل للوصول اليها والتحاق بها فقد كان يعمل على سلامة المجتمع وهو هدف السيد الوالد كما صرح السيد القائد لانه كما صرح اعزه الله قد ينتج منه نتائج من ضمنها او اهمها (تحول الحكم بيد المؤمنين ولو شيئا فشيئا ولا يغيرالله ما بقوم من ظلم الدكتاتورية حتى يغير ما بانفسهم وكذلك قال (اعزه الله ) عن العمل العسكري ضد الطاغية صدام نعم هناك توجيهات بالعمل السري العسكري او الجهاد ضد الظلم والطغيان ،الا انه ليس الهدف الاول بل هو احد المقدمات للوصول الى الهدف الاسمى ؛ولكن الاهم على الاطلاق : هو التمهيد لظهور مولانا وقائدنا وامامنا صاحب العصر والزمان الحجة بن الحسن ارواحنا له الفداء اذن فالذي يسعى لأقامة العدل والاصلاح او ان يكون مجاهدا فيجب ان يكون محاربا للأفكار الضالة والمنحرفة قبل ان يخوض الحرب في ساحة الجهاد فيكون كما قال السيد موسى الصدر (فرج الله عنه ) ما مؤداه (( المحارب او المجاهد بدون فكر كقاطع الطريق )) و ليس كل منتصر باسم الدين هو على الدين والحق لأنه قد يكون غير آمر بالمعروف او ناهي عن المنكر لوجود الانحراف في ايمانه وعقيدته ولا يطلب بذلك طاعة الله ورضاه . الخلاصة ان الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة فالحسين مصباح يهديك الصراط المستقيم ويضيء لك الدرب الى الطريق القديم وبه وباتباع تعاليمه تكون النجاة من المهالك والخاطر ومن عذاب النار وغضب الملك الجبار فالحسين النموذج الأجلى لذلك المصباح الهادي بمعنى ان الامام الحسين (عليه السلام )يبين لنا انك اذا اردت الاخرة ورضا الله سبحانه وتعالى ؛فالأفضل والاهم والانفع لاخرتك هو ان تجند طاقتك في سبيل هداية الناس ,وارشادهم وحمايتهم عقائديا وايمانيا وتوفير السدود التي تحول دون ان يتسلل سراق العقيدة والايمان الى حدود المؤمنين ويهاجموا دار السلام والاسلام ليقضوا على دعائم الايمان او يزلزلوا اركان الاعتقاد . والحمد لله رب العالمين اللهم صل على محمد وال مجمد وعجل فرجهم والعن عدوهم المصادر 1/ القران الكريم 2/ كتاب العشق الايدي في سيرة والدي 3/ بحار الانوار 4/ وسائل الشيعة اسئلة حول البحث س/ قلت ان الامام الحسين (عليه السلام) قضى على الاعتزال فهنا يرد اشكال وهو ان باقي المعصومين قد اعتزلوا ولم يخرجوا ؟ الجواب / لقد قصدت بالاعتزال هو الاعتزال المنحرف وهو يختلف عن اعتزال المعصوم ( عليه السلام ) فهو اعتزال مرضي عند الله جل وعلا هذا ان صح ان نطلق عليه اعتزال س/ من المعلوم ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب كفائي فكيف يلام الذي لم يخرج ؟ الجواب / نعم هذا صحيح الا ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر يمكن ان يتحول الى واجب عيني وهذا في حال ان المجتمع يعيش في سبات كما هو عليه في زمن الامام الحسين (عليه السلام ) حتى قال )الا ترون ان الحق لا يعمل به وان الباطل لا يتناهى عنه ... ) لذا فأن الخروج معه سلام الله عليه كان واجباً على الكل ...
التعديل الأخير تم بواسطة الراجي رحمة الباري ; 09-11-2015 الساعة 05:31 AM |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|