|
منبر أئمة أهل البيت (عليهم السلام) المواضيع التي تخص ائمة الهدى (سيرتهم وهديهم) |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
07-04-2016, 03:44 PM | #1 |
|
الإمام الهادي عليه السلام في سطور
--------------------------- الإمام علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن أبي طالب (عليه السلام ) وهو عاشر أئمة أهل البيت (عليهم السلام) الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرأ . فمعدنه هو معدن الرسالة والنبوة وهو فرع من هذا البيت النبوي الطاهر الذي جسّد للانسانية خط محمد خاتم الأنبياء (عليهم السلام) وجمع كل المكارم والمآثر الزاخرة بالعطاء والهداية الربانية مؤثراً رضا الله تعالى على كل شيء في الحياة . ولد الإمام الهادي (ع) محاطاً بالعناية الإلهية . فأبوه الإمام المعصوم والمسدَّد من الله (محمد الجواد) عليه السلام وأمه الطاهرة التقية سمانة المغربية . ونشأ الإمام الهادي (ع) على مائدة القرآن المجيد وخُلق النبي العظيم التجسّد في أبيه الكريم خير تجسيد . لقد بدت عليه آيات الذكاء الخارق والنبوغ المبكر الذي كان ينبىء عن الرعاية الإلهية التي خُصّ بها الإمام العظيم منذ نعومة أظفاره . وقد تقلّد منصب الإمامة الإلهي بعد أبيه في الثامن من عمره الشريف فكان مثالاً آخر للإمامة المبكر التي أصبحت أوضح دليل على حقّانية خط أهل البيت الرسالي في دعوى الوصية والزعامة الدينية والدنيوية للأمة الإسلامية خلافة عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) ونيابة عنه في كل مناصبه القيادية والرسالية . وتنقسم حياة الإمام العظيم إلى حقبتين متميزتين : أمضى الأولى منهما مع أبيه الجواد (ع) وهي أقل من عقد واحد . بينما أمضى الثانية وهي تزيد عن ثلاثة عقود , وعاصر خلالها ستة من ملوك الدولة العباسية وهم : المعتصم والواثق والمتوكل والمستعين والمعتز . واستشهد في أيام حكم المعتز عن عمر يناهز اثنان وأربعون وقد عانى من ظلم العباسيين كما عانى آباؤه الكرام حيث أحكموا قبضتهم على الحكم وأتخذوا كل وسيلة لإقصاء أهل البيت النبوي وابعادهم عن الساحة السياسية والدينية , وإن كلّفهم ذلك تصفيتهم جسديّاً كما فعل الرشيد مع الإمام الكاظم , والمأمون مع الإمام الرضا , والمعتصم مع الإمام الجواد (عليهم السلام ) وتميز عصر الإمام الهادي (عليه السلام) بقربه من عصر الغيبة المرتقب , فكان عليه أن يهيىء الجماعة الصالحة لإستقبال هذا العصر الجديد الذي لم يُعهد من قبل حيث لم يمارس الشيعة حياتهم إلاّ في ظل الارتباط المباشر بالأئمة المعصومين خلال قرنين من الزمن . ومن هنا كان دور الإمام الهادي (عليه السلام) في هذا المجال مهمّاً وتأسيسيّاً وصعباً بالرغم من كل التصريحات التي كانت تتداول بين المسلمين عامة وبين شيعة أهل البيت خاصة حول غيبة الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت عليهم السلام أي المهدي المنتظر الذي وعد الله به الأمم . وبالرغم من العزلة التي كانت قد فرضتها السلطة العباسية على هذا الإمام حيث أحكمت الرقابة عليه في عاصمتها سامراء ولكن الإمام كان يمارس دوره المطلوب ونشاطه التوجيهي بكل دقة وحذر , وكان يستعين بجهاز الوكلاء الذي أسسه الإمام الصادق عليه السلام وأحكم دعائمه أبوه الإمام الجواد (عليه السلام) وسعى من خلال هذا الجهاز المحكم أن يقدّم لشيعته أهم ما تحتاج إليه في ظرفها العصيب . وبهذا أخذ يتّجه بالخط الشيعي أتباع أهل البيت عليهم السلام نحو الاستقلال الذي يتطلبه عصر الغيبة الكبرى , فسعى الإمام علي الهادي (عليه السلام) بكل جدّ في تربية العلماء والفقهاء إلى جانب رفده المسلمين بالعطاء الفكري والديني – العقائدي والفقهي والأخلاقي - . ويمثّل لنا مسند الإمام الهادي (عليه السلام ) جملة من تراثه الذي وصل إلينا بالرغم من قساوة الظروف التي عاشها هو ومن بعده من الأئمة الأطهار (عليهم السلام ) فسلام عليه يوم ولد تقلّد الإمامة وهو صبي لم يبلغ الحلم ويوم أستشهد ويوم يبعث حيّاً والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد واله الطاهرين . أعلام الهداية تصحيح ابن عاشور
|
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|