عبر من الدعوة النبوية والنهضة الحسينة.

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل بيت محمد وعجل فرجهم وآلعن عدوهم

عبر من الدعوة النبوية والنهضة الحسينة.

ونحن نعش عبر الإسلام والوعي الذي نريد أن نجتنية من حركة الإسلام في الواقع والحياة , كان لابد لنا نمر بثورتين عظمتين , هما الدعوة النبوية المباركة , وثورة الحسين (عليه السلام ).
فما هي المشتركات بين هاتين النهضتين , أو قل بين هاتين الشخصيتين العظيمتين ؟ويكفينا لمعرفة سعة الاشتراك والتطابق بل الاتحاد وهو قول النبي (صلى الله علية وآله وسلم ) في سبطة الحسين (عليه السلام ) : ( حسين مني وأنا من حسين ).
ولكننا نستغل في هذا الحديث عن الهدف المشترك لهاتين الحركتين المباركتين , حركة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في دعوته لقريش مكه , وهجرته إلى المدينة وجهادة ( صلى الله علية وآله وسلم ) لتحقيق الأهداف الإلهية لرسالتة , وحركة الإمام الحسين (عليه السلام ) نحو الشهادة في كربلاء , حيث بذل أبطال كربلاء أرواحهم وأبنائهم وكل الذي يمتلكونه لما هم عليه من المعرفة بالله تعالى وسيدهم سيد الشهداء (عليه السلام ) قال الله تعالى في محكم كتابة : (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا اليك وما وصينا به أبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه ). سورة الشورى : 13
كيف لطاقتنا المحدودة أن تدرك عظمة الامام الحسين ( عليه السلام ) والله سبحانه يعبر عنه بآيته الكبرى , ويقول عنه :إنه مصباح الهدى وسفينة النجاة . فهذا ليس قول الامام الصادق( عليه السلام ) أو آمير المؤمنين ( سلام الله عليهما ) أوجده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ), بل هو كلام مكتوب على ساق العرش وقبل إن ولد الامام الحسين ( سلام الله عليهما ) .
وهنا نسأل لماذا يرى الله أشرف أنبيائه هذه الكلمة عن حفيده ويعده آية كبرى ؟ وما هو السر وراء ذلك ؟
والجواب : هو أنه الحسين (سلام الله عليه ) خير من طبق الآية التي صدرنا بها البحث , وما وصى بها الله نوحا وأبراهيم وموسى وعيسى ومحمد ( سلام الله عليهم أجمعين ), وهو (أن أقيموا الدين ).ان الحسين ( عليه السلام ) أقام الدين وحفظ الشريعة . فلولا الحسين (عليه السلام )لما كانت الصلاة اليوم ولا الصيام , ولا حج البيت أحد ,لأن بني أمية كانوا على وشك القضاء على الدين , ولكن الحسين ( عليه السلام ) حفظه وأقامه بدمه ودماء أهل بيته .
ان رسالة عاشوراء الحسين (عليه السلام ) إحياء الاسلام ,وارجاع القرآن الى الحياة , وهذا هو ماكان يهدفه الامام الحسين ( عليه السلام ) من نهضتة وشهادته .
وكانت حركتة معلنة وواضحة , ولم تستطيع النهضة الحسينية أن تجتذب الناس , ولم ينتمي لها إلا النزر القليل من هذه الإمة حتى قال ( عليه السلام ) : ألا تروا أن الحق لا يعمل به , وان الباطل لا يتناهى عنه , فأني لا أرى الموت إلا سعادة , والحياة مع الظالمين إلا برما . إن الناس عبيد الدنيا , والدين لعق على ألسنتهم , يحوطونه ما درت معا ئشهم , فأذا محصوا بالبلاء قل الديانون ).
وخاطب الامام الحسين ( عليه السلام ) الناس يوم أجتمعوا يريدون قتاله, قائلا لهم: ( فلا تغرنكم هذه الدنيا , فأنها تقطع رجاء من ركن اليها , وتخيب طمع من طمع فيها وأراكم قد أجتمعتم على أمر قد أسخطتم الله فيه عليكم , فأعرض بوجهه الكريم عنكم , وأحل بكم نقمته ,وجنبكم رحمته , فنعم الرب ربنا , وبئس العبيد أنتم .... أستحوذ عليك الشيطان فأنساكم ذكر الله العظيم ...)وان الله عز وجل يقول : إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتتلون وعدا عليه حقا ) التوبة 11. وقال عز وجل : التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين )التوبة 112.
وعن الامام علي بن الحسين (عليه السلام ) :إذا رأينا هؤلاء الذين هذه صفتهم فالجهاد معهم أفضل من الحج ).
(السلام على الحسين , وعلى علي بن الحسين , وعلى أولاد الحسين , وعلى أصحاب الحسين ).
اللهم صل على محمد وآل بيت محمد وعجل فرجهم وآلعن عدوهم