العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > القسم المهدوي > منبر ألمنتظر لإقامة ألأمت والعوج

منبر ألمنتظر لإقامة ألأمت والعوج مخصص لمواضيع الإمام المهدي عجل الله فرجه والممهدون له

 
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 04-09-2011, 08:24 PM   #1

 
الصورة الرمزية شجون الزهراء

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 387
تـاريخ التسجيـل : Aug 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : في أرض الله الواسعة
االمشاركات : 635

افتراضي الكلام علــــــى الواقفة ( فساد مذهبهم )

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الكلام على الواقفة


وأما الذي يدل على فساد مذهب الواقفة الذين وقفوا في إمامة أبي الحسن موسى عليه السلام وقالوا: " إنه المهدي " فقولهم باطل بما ظهر من موته عليه السلام، واشتهر واستفاض، كما اشتهر موت أبيه وجده ومن تقدم من آبائه عليهم السلام.
ولو شككنا لم ننفصل من الناووسية والكيسانية والغلاة والمفوضة الذين خالفوا في موت من تقدم من آبائه عليهم السلام.
على أن موته اشتهر ما لم يشتهر موت أحد من آبائه عليهم السلام، لانه أظهر وأحضر(1) والقضاة والشهود.
ونودي عليه ببغداد على الجسر وقيل: " هذا الذي تزعم الرافضة أنه حي لا يموت مات حتف أنفه " وما جرى هذا المجرى لا يمكن الخلاف فيه(2).
2 - فروى يونس بن عبدالرحمن قال: حضر الحسين بن علي الرواسي جنازة أبي إبراهيم عليه السلام.
فما وضع على شفير القبر، إذا رسول من سندي بن شاهك قد أتى أبا


________________________________
(1) في الاصل ونسختي " ف، م " واحضر.
(2) عنه البحار: 48 / 250 ح 1 وج 51 / 180 والعوالم: 21 / 508 ح 9.
(*)






المضا(1) خليفته - وكان مع الجنازة - أن أكشف وجهه للناس قبل أن تدفنه حتى يروه صحيحا لم يحدث به حدث.
قال: وكشف عن وجه مولاي حتى رأيته وعرفته، ثم غطي وجهه وأدخل قبره صلى الله عليه(2).
3 - وروى محمد بن عيسى بن عبيد العبيدي قال: أخبرتني رحيم(3) أم ولد الحسين بن علي بن يقطين - وكانت امرأة حرة فاضلة قد حجت نيفا وعشرين حجة - عن سعيد مولى أبي الحسن عليه السلام - وكان يخدمه في الحبس ويختلف في حوائجه - أنه حضره حين مات كما يموت الناس من قوة إلى ضعف إلى أن قضى عليه السلام(4).
4 - وروى محمد بن خالد البرقي، عن محمد بن عباد(5) المهلبي قال: لما حبس هارون الرشيد أبا إبراهيم موسى عليه السلام وأظهر الدلائل والمعجزات وهو في الحبس تحير الرشيد، فدعا يحيى بن خالد البرمكي(6) فقال له: يا أبا علي أما ترى ما نحن فيه من هذه العجائب، ألا تدبر في أمر هذا الرجل تدبيرا يريحنا من غمه ؟ فقال له يحيى بن خالد البرمكي: الذي أراه لك يا أمير المؤمنين أن تمنن
________________________________
(1) في الاصل ونسخة " ح " بأبي المضا.
(2) عنه البحار: 48 / 229 ح 35 والعوالم: 21 / 461 ح 4.
(3) في نسخة " ف " رحيمة.
(4) عنه البحار: 48 / 230 ح 36 والعوالم: 21 / 459 ح 2.
(5) في نسخة " ف " عباد (غياث خ ل) وفي الاصل: غياث ولم نجد في كتب الرجال ترجمة لمحمد بن غياث المهلبي.
بل الموجود في تاريخ بغداد: 2 / 371 وسير أعلام النبلاء: 10 / 189 والنجوم الزاهرة: 2 / 217 وأنساب السمعاني: 5 / 418 ورغبة الامل: 4 / 138 محمد بن عباد بن عباد بن حبيب بن المهلب بن أبي صفرة الازدي محدث البصرة، واختلفوا في تاريخ وفاته بين: 214 و 216 و 223 وقال السمعاني: إن لمهلب بن أبي صفرة أمير خراسان عشرة أولاد، إحداها المترجم له ولم يذكر منها محمد بن غياث.
(6) هو يحيى بن خالد بن برمك، أبوالفضل: الوزير السري الجواد، سيد بني برمك وأفضلهم.
وهو مؤدب رشيد العباسي ومعلمه ومربيه، ولد في سنة 120 وتوفي سنة 190.
راجع الاعلام للزركلي ووفيات الاعيان لابن خلكان وتاريخ بغداد وغيرها من كتب التراجم.
(*)


عليه وتصل(1) رحمه، فقد - والله - أفسد علينا قلوب شعيتنا.وكان يحيى يتولاه، وهارون لا يعلم ذلك.
فقال هارون: انطلق إليه وأطلق عنه الحديد، وأبلغه عني السلام، وقل له: يقول لك ابن عمك: إنه قد سبق مني فيك يمين أني لا أخليك حتى تقر لي بالاساء‌ة، وتسألني العفو عما سلف منك، وليس عليك في إقرارك عار، ولا في مسألتك إياي منقصة.
وهذا يحيى بن خالد (هو)(2) ثقتي ووزيري، وصاحب أمري، فسله بقدر ما أخرج من يميني وانصرف راشدا(3).
5 - قال محمد بن عباد(4): فأخبرني موسى بن يحيى بن خالد: أن أبا إبراهيم عليه السلام قال ليحيى: يا أبا علي أنا ميت، وإنما بقي من أجلي أسبوع، أكتم موتي وائتني يوم الجمعة عند الزوال، وصل علي أنت وأوليائي فرادى، وانظر إذا سار هذا الطاغية إلى الرقة، وعاد إلى العراق لا يراك ولا تراه لنفسك، فإني رأيت في نجمك ونجم ولدك ونجمه أنه يأتي عليكم فاحذروه.
ثم قال: يا أبا علي أبلغه عني: يقول لك موسى بن جعفر: رسولي يأتيك يوم الجمعة فيخبرك بما ترى، وستعلم غدا إذا جاثيتك بين يدي الله من الظالم والمعتدي على صاحبه، والسلام.
فخرج يحيى من عنده، واحمرت عيناه من البكاء حتى دخل على هارون فأخبره بقصته وما رد عليه، فقال [له](5) هارون: إن لم يدع النبوة بعد أيام فما أحسن حالنا.
________________________________
(1) في الاصل ونسخة " ح " وتصل عليه رحمه.
(2) ليس في نسخة " ف ".
(3) عنه البحار: 48 / 230 ح 37 والعوالم: 21 / 446 ح 3 وعن مناقب ابن شهر آشوب: 4 / 290 مختصرا.
وأخرجه في مدينة المعاجز: 462 ح 105 عن المناقب.
(4) في نسخة " ف " عباد (غياث خ ل).
(5) من نسخ " أ، ف، م ".
(*)
فلما كان يوم الجمعة توفي أبوإبراهيم عليه السلام، وقد خرج هارون إلى المدائن قبل ذلك، فأخرج إلى الناس حتى نظروا إليه، ثم دفن عليه السلام ورجع الناس، فافترقوا فرقتين: فرقة تقول: مات، وفرقة تقول: لم يمت(1)(2).
6 - وأخبرنا أحمد بن عبدون(3) سماعا وقراء‌ة عليه قال: أخبرنا أبوالفرج علي بن الحسين الاصبهاني(4)، قال: حدثني أحمد بن عبيدالله بن عمار(5) قال: حدثنا علي بن محمد النوفلي(6)، عن أبيه.
__________________________________________
(1) أي فرقة تقول: مات حتف أنفه، وفرقة تقول: لم يمت بل قتل بالسم (اشية طبع النجف).
(2) عنه إثبات الهداة: 3 / 184 ح 36.
وصدره في البحار: 81 / 382 ح 41 والوسائل: 2 / 811 ح 1.
وفي البحار: 48 / 230 ذ ح 37 والعوالم: 21 / 446 ذ ح 3 عنه وعن مناقب ابن شهر آشوب: 4 / 290 مختصرا.
وأخرجه في مدينة المعاجز: 462 ذ ح 105 عن المناقب المذكور.
(3) قال النجاشي: أحمد بن عبدالواحد بن أحمد البزاز، أبوعبدالله شيخنا، المعروف بابن عبدون، وعده الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم عليهم السلام وترحم عليه الشيخ في فهرسته في ترجمة عبدالله بن أبي زيد الانباري.
(4) مقاتل الطالبيين: 333.
قال الشيخ في الكنى: أبوالفرج الاصبهاني زيدي المذهب له كتاب الاغاني كبير ومقاتل الطالبيين وغيرهما.
وهو علي بن الحسين بن محمد القرشي، إصبهاني الاصل بغدادي المنشأ ولد في سنة 284 وتوفي سنة 356.
وقد نص على تشيعه أكثر من ترجم له كابن الاثير وابن شاكر والحر العاملي والخونساري.
(5) أحمد بن عبيدالله بن عمار، أبوالعباس الثقفي الكاتب المعروف بحمار العزير له مصنفات في مقاتل الطالبيين وغير ذلك وكان يتشيع.
توفي أبوالعباس أحمد بن عبيدالله بن محمد بن عمار في شهر ربيع الاول من سنة أربع عشرة وثلاثمائة (تاريخ بغداد: 4 / 252).
وقال في لسان الميزان: أنه من رؤوس الشيعة.
وقال في هدية العارفين: أحمد بن عبيدالله بن محمد بن عماد أبوالعباس الثقفي البغدادي، توفي سنة 319، وذكر له كتبا منها: كتاب المبيضة في أخبار آل أبي طالب عليهم السلام.
(6) عده الشيخ والبرقي في رجالهما من أصحاب الهادي عليه السلام.
(*)
قال الاصبهاني: وحدثني أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثني يحيى بن الحسن العلوي(1)، وحدثني غيرهما ببعض قصته، وجمعت ذلك بعضه إلى بعض قالوا: كان السبب في أخذ موسى بن جعفر عليهما السلام أن الرشيد جعل ابنه في حجر جعفر بن محمد بن الاشعث، فحسده يحيى بن خالد البرمكي وقال: إن أفضت الخلافة إليه زالت دولتي ودولة ولدي.
فاحتال على جعفر بن محمد - وكان يقول بالامامة - حتى داخله وأنس إليه.
وكان يكثر غشيانه في منزله، فيقف على أمره، فيرفعه إلى الرشيد ويزيد عليه بما يقدح في قلبه.
ثم قال يوما لبعض ثقاته: تعرفون(2) لي رجلا من آل أبي طالب ليس بواسع الحال يعرفني ما أحتاج [إليه](3) ؟ فدل على علي بن إسماعيل بن جعفر بن محمد، فحمل إليه (يحيى بن خالد مالا)(4).
وكان موسى عليه السلام يأنس إليه ويصله، وربما أفضى إليه بأسراره كلها.
فكتب ليشخص به، فأحسن موسى عليه السلام بذلك فدعاه فقال: إلى أين يا بن أخي ؟.
قال: إلى بغداد.
قال: ما تصنع ؟ قال: علي دين أنا مملق(5).
قال: فانا أقضي دينك وأفعل بك واصنع.
فلم يلتفت إلى ذلك.
فقال له: أنظر يا بن أخي، لا تؤتم أولادي.
وأمر له بثلثمائة دينار وأربعة آلاف درهم.
فلما قام من بين يديه، قال أبوالحسن موسى عليه السلام لمن
________________________________
(1) عده الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم عليهم السلام قائلا: يحيى بن الحسين (الحسن) العلوي، له كتاب نسب آل أبي طالب.ويأتي له ترجمة أيضا في ح 68.وفي نسخ الاصل والبحار والعوالم: محمد بن الحسن العلوي ولم نجد له ترجمة في كتب الرجال وما أثبتناه من مقاتل الطالبيين.
(2) في البحار والعوالم: أتعرفون.
(3) من البحار والعوالم.
(4) ليس في نسخ " أ، ف، م ".
(5) الاملاق: الافتقار.
(*)
حضره.والله ليسعين(1) في دمي، ويؤتمن أولادي.
فقالوا له: جعلنا الله فداك، فأنت تعلم هذا من حاله وتعطيه وتصله ؟ ! فقال لهم: نعم، حدثني أبي، عن آبائه، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " إن الرحم إذا قطعت فوصلت قطعها الله ".
فخرج علي بن إسماعيل حتى أتى إلى يحيى بن خالد فتعرف منه خبر موسى بن جعفر عليه السلام ورفعه إلى الرشيد، وزاد عليه وقال له: إن الاموال تحمل إليه من المشرق(2) والمغرب، وإن له بيوت أموال، وإنه اشترى ضيعة بثلاثين ألف دينار فسماها " اليسيرة " وقال [له](3) صاحبها وقد أحضر المال.
لا آخذ هذا النقد، ولا آخذ إلا نقد كذا(4).
فأمر بذلك المال فرد وأعطاه ثلاثين ألف دينار من النقد الذي سأل بعينه، فرفع ذلك كله إلى الرشيد، فأمر له بمائتي ألف درهم يسبب له(5) على بعض النواحي فاختار كور المشرق، ومضت رسله لتقبض المال، ودخل هو في بعض الايام إلى الخلاء فزحر زحرة(6) خرجت منها حشوته(7) [كلها](8) فسقط، وجهدوا في ردها فلم يقدروا، فوقع لما به وجاء‌ه المال وهو ينزع فقال: ما أصنع به وأنا في الموت.
وحج الرشيد في تلك السنة فبدأ بقبر النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله إني أعتذر إليك من شئ أريد أن أفعله، أريد أن أحبس موسى بن جعفر فإنه يريد التشتيت(9) بأمتك وسفك دمائها.
________________________________
(1) في نسخ " أ، ف، م " ليسعن.
(2) في الاصل ونسخة " ح " الشرق.
(3) من البحار ونسخة " ف " والعوالم.
(4) في نسخ " أ، م، ف " كذا وكذا.
(5) أي يكتب له فإن الكتاب سبب لتحصيل المال، وفي نسخة " ف " يسب له.
(6) الزحير والزحار هو: استطلاق البطن (القاموس المحيط).
(7) الحشوة من البطن: الامعاء (الصحاح).
(8) من البحار والعوالم.
(9) في البحار: التشتت، وفي الاصل: التشيت، وفي البحار والعوالم: بين أمتك.
(*
ثم أمر به فأخذ من المسجد فادخل إليه فقيده، وأخرج من داره بغلان عليهما قبتان مغطاتان هو عليه السلام في إحداهما، ووجه مع كل واحدة منهما خيلا فأخذ بواحدة على طريق البصرة، والاخرى على طريق الكوفة، ليعمي على الناس أمره، وكان في التي مضت إلى البصرة.
وأمر الرسول أن يسلمه إلى عيسى بن جعفر بن المنصور، وكان على البصرة حينئذ فمضى به، فحبسه عنده سنة.
ثم كتب إلى الرشيد أن خذه مني وسلمه إلى من شئت وإلا خليت سبيله، فقد اجتهدت بأن أجد عليه حجة، فما أقدر على ذلك حتى أني لاتسمع عليه إذا دعا لعله يدعو علي أو عليك، فما أسمعه يدعو إلا لنفسه يسأل الرحمة والمغفرة.
فوجه من تسلمه منه، وحبسه عند الفضل بن الربيع ببغداد فبقي عنده مدة طويلة وأراد الرشيد على شئ من أمره فأبى.
فكتب بتسليمه إلى الفضل بن يحيى فتسلمه منه وأراد ذلك منه فلم يفعل(1).
وبلغه أنه عنده في رفاهية وهو حينئذ بالرقة.
فأنفذ مسرور الخادم إلى بغداد على البريد، وأمره أن يدخل من فوره إلى موسى بن جعفر عليه السلام فيعرف خبره، فإن كان الامر على ما بلغه أوصل كتابا منه إلى العباس بن محمد وأمره بامتثاله، وأوصل كتابا منه آخر إلى السندي بن شاهك يأمره بطاعة العباس.
فقدم مسرور فنزل دار الفضل بن يحيى لا يدري أحد ما يريد، ثم دخل على موسى بن جعفر عليه السلام فوجده على ما بلغ الرشيد، فمضى من فوره إلى العباس بن محمد والسندي، فأوصل الكتابين إليهما.
فلم يلبث الناس أن خرج الرسول يركض إلى الفضل بن يحيى، فركب معه وخرج مشدوها(2) دهشا، حتى
________________________________
(1) في نسخة " ف " فلم يفعله وكذا في نسختي " أ، م ".
(2) شده الرجل شدها فهو مشدوه أي: دهش (العوالم).
(*)
دخل [على](1) العباس، فدعا بسياط وعقابين(2).
فوجه ذلك إلى السندي، وأمر بالفضل فجرد ثم ضربه مائة سوط، وخرج متغير اللون خلاف ما دخل، فاذهبت نخوته، فجعل يسلم على الناس يمينا وشمالا.
وكتب مسرور بالخبر إلى الرشيد، فأمر بتسليم موسى عليه السلام إلى السندي بن شاهك وجلس مجلسا حافلا(3)، وقال: أيها الناس إن الفضل بن يحيى قد عصاني وخالف طاعتي ورأيت أن ألعنه فالعنوه.
فلعنه الناس من كل ناحية حتى ارتج البيت والدار بلعنه.
وبلغ يحيى بن خالد فركب إلى الرشيد، ودخل من غير الباب الذي يدخل الناس منه حتى جاء‌ه من خلفه وهو لا يشعر، ثم قال له: التفت إلي يا أمير المؤمنين.
فأصغى إليه فزعا فقال له: إن الفضل حدث، وأنا أكفيك ما تريد.
فانطلق وجهه وسر، وأقبل على الناس فقال: إن الفضل كان عصاني في شئ فلعنته، وقد تاب وأناب إلى طاعتي فتولوه.
فقالوا له: نحن أولياء من واليت وأعداء من عاديت وقد توليناه.
ثم خرج يحيى بن خالد بنفسه على البريد حتى أتى بغداد، فماج(4) الناس وأرجفوا بكل شئ.
فأظهر أنه ورد لتعديل السواد والنظر في أمر العمال، وتشاغل ببعض ذلك ودعا السندي فأمره فيه بأمره، فامتثله.
وسأل موسى عليه السلام السندي عند وفاته أن يحضره مولى له ينزل عند دار العباس بن محمد في أصحاب القصب ليغسله، ففعل ذلك.
قال: سألته أن يأذن لي أن أكفنه فأبى وقال: إنا أهل بيت مهور نسائنا
________________________________
(1) من نسخ " أ، ف، م " والبحار والعوالم.
(2) العقابين: خشبتان يشبح الرجل بينهما الجلد (لسان العرب).
(3) حافلا أي: ممتلئا.
(4) فماج الناس أي: إضطربوا.
(*)


وحج صرورتنا(1) وأكفان موتانا من طهرة أموالنا، وعندي كفني.
فلما مات أدخل عليه الفقهاء ووجوه أهل بغداد وفيهم: الهيثم بن عدي وغيره، فنظروا إليه لا أثر به، وشهدوا على ذلك، وأخرج فوضع على الجسر ببغداد ونودي " هذا موسى بن جعفر قد مات فانظروا إليه ".
فجعل الناس يتفرسون(2) في وجهه وهو ميت.
قال: وحدثني رجل من بعض الطالبيين أنه نودي عليه " هذا موسى بن جعفر الذي تزعم الرافضة أنه لا يموت فانظروا إليه " فنظروا إليه.
قالوا: وحمل فدفن في مقابر قريش، فوقع قبره إلى جانب رجل من النوفليين يقال له " عيسى بن عبدالله "(3).
7 - وروى محمد بن يعقوب(4) عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن الحسن بن محمد بن بشار(5) قال حدثني شيخ(6) من أهل قطيعة(7) الربيع
________________________________
(1) الصرورة يقال: للذي لم يحج بعد، ومثله: امرأة صرورة التي لم تحج بعد.
(2) في نسخة " ف " يتفسرون (يتفرسون خ ل).
(3) عنه البحار: 48 / 231 - 234 ح 38، 39 والعوالم: 21 / 429 ح 1 وعن إرشاد المفيد: 298 مع تغيير ما.
وقطعة منه في إثبات الهداة: 3 / 185 ح 37.
وأخرجه في كشف الغمة: 2 / 230 والمستجاد: 479 ومدينة المعاجز: 452 ح 83 وحلية الابرار: 2 / 256 عن الارشاد.
وأورده في روضة الواعظين: 218 مرسلا كما في الارشاد وفي المناقب لابن شهر آشوب: 4 / 308 مختصرا.
وأخرج نحوه في إحقاق الحق: 12 / 335 - 339 عن كتب العامة.
وأورده في الفصول المهمة: 238 ونور الابصار: 166 عن أحمد بن عبدالله بن عمار مختصرا.
(4) الكافي: 1 / 258 ح 2 وعن مدينة المعاجز: 57 ح 86.
(5) كذا في الكافي وبقية المصادر والبحار والعوالم غير القرب فإن فيه " يسار " وفي الاصل ونسخة " ح " بشناء وفي نسخ " أ، ف، م " سنان.
(6) قال الصدوق (ره) في الامالي والعيون: قال الحسن: وكان هذا الشيخ من خيار العامة شيخ صديق مقبول القول، ثقة جدا عند الناس.
(7) في القاموس: القطيعة كشريفة: محال ببغداد أقطعها المنصور أناسا من أعيان دولته ليعمروها ويسكنوها (*).


من العامة ممن كان يقبل قوله، قال: جمعنا السندي بن شاهك ثمانين رجلا من الوجوه المنسوبين إلى الخير فأدخلنا على موسى بن جعفر عليه السلام، وقال لنا السندي: يا هؤلاء انظروا إلى هذا الرجل هل حدث به حدث ؟ فإن أمير المؤمنين لم يرد به سوء، وإنما ننتظر به أن يقدم ليناظره(1) وهو صحيح موسع عليه في جميع أموره فسلوه وليس لنا هم إلا النظر إلى الرجل في فضله وسمته.
فقال موسى بن جعفر عليه السلام: أما ما ذكره من التوسعة وما أشبهها فهو على ما ذكر، غير أني أخبركم أيها النفر إني قد سقيت السم في سبع تمرات وأنا غدا أخضر وبعد غد أموت، فنظرت إلى السندي بن شاهك يضطرب ويرتعد مثل السعفة(2).
فموته عليه السلام أشهر من أن يحتاج إلى ذكر الرواية به، لان المخالف في ذلك يدفع الضرورات، والشك في ذلك يؤدي إلى الشك في موت كل واحد من آبائه وغيرهم فلا يوثق بموت أحد.
على أن المشهور عنه عليه السلام أنه وصى إلى ابنه علي بن موسى عليه السلام وأسند إليه أمره بعد موته، والاخبار بذلك أكثر من أن تحصى، نذكر منها طرفا ولو كان حيا باقيا لما احتاج إليه(3).
8 - فمن ذلك ما رواه محمد بن يعقوب الكليني(4)، عن محمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن محمد بن علي وعبيدالله بن المرزبان(5)، عن ابن سنان
________________________________
(1) في البحار ونسختي " ف، ح " فيناظره.
(2) عنه البحار: 48 / 212 ح 10 - 12 والعوالم: 21 / 436 ح 2 وعن عيون أخبار الرضا (): 1 / 96 ح 2 وأمالي الصدوق: 128 ح 20 وقرب الاسناد: 142.
وفي إثبات الهداة: 3 / 171 ح 2 عنها وعن الكافي.
وأورده الفتال في روضة الواعظين: 217 عن الحسن بن محمد بن بشار مثله وابن شهر اشوب في مناقبه: 4 / 327 عن الحسن بن محمد بن بشار مختصرا.
(3) عنه البحار: 48 / 250 والعوالم: 21 / 509.
(4) الكافي: 1 / 319 ح 16.
(5) كذا في الكافي والارشاد، وفي الاصل: محمد بن علي بن عبدالله بن المرزبان.
(*)

 

 

 

 

 

 

 

 

شجون الزهراء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 05:47 PM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2025