المكي والمدني

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم .
من علوم القرءان الكريم علم ( المكي والمدني)وقد وضع الباحثين في علوم القرءان الكريم عدة اوجه لتمييز بين ( المكي والمدني) فجملة منهم ذهب الى نفس السورة ومن خلالها يتبين المكي من المدني واطلقوا عليه ( شخصي) فمن خلال الامور التي تطرحها السورة يتبين نزولها فالمكي غالبا ما يكون متناولا للتوحيد والنبوة والمعاد والوعد والوعيد وجملة السور تكون قصيرة ويوخذ على هذا ان بعض السور القرانية الشريفة النازلة في مكة هي من السور الطويلة كا ( الانعام ) وغيرها والتي لم تقتصر على بيان مباني التوحيد والنبوة والمعاد فقط بل تعدها الى الكثير من التفاصيل وبعضهم ذهب الى التمييز بحسب مكان النزول فما نزل بمكة فهو مكي وما نزل بالمدينة فهو مدني واطلقوا علية ( مكاني ) ويوخذ عليه ان بعض السور الشريفة قد تكرر نزولها في مكة والمدينة كا( الفاتحة ) وغيرها وبعضهو ذهب الى التمييز بزمان النزول واطلقوا عليه ( زماني) فما نزل بمكة فهو مكي وما نزل بالمدينة فهو مدني ويوخذ عليه ان بعض الايات لم ينزل لا بمكة ولا بالمدينة كقوله تعالى ( يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك ...............) فقد نزلت في غدير خم بين مكة والمدينة .
وعلى هذا فالاطروحات الثلاثة غير قائمة لانها غير قابلة للجزم و الظاهر ان الباحثين لم يجدوا نصا صريحا صادرا من الائمة صلوات الله وسلامه عليهم لتمييز بين المكي والمدني هذا اولا وثانيا لم يصل الينا بسب تعاقب الظلمة والغاصبين على الحكومة الاسلامية ومنع ائمه الهدى من ان ياخذوا مكانهم المنصوص لهم من قبل الله ورسوله كي يبينوا لنا اسرار وغوامض واحكام كتاب الله العزيز فهذا امير المومنين يصرح بما معناه( ما من ايه نزلت بليل او نهار بسهل او جبل بحضر او سفر الا وانا عالم بما نزلت وفيمن نزلت ) وتمعن بكلمة( عالم) فهو ادرى واعلم وافقة الناس بعد رسول الله صلى الله عليهما والهما الطيبين الطاهرين ) بكتاب الله كيف لا وهو عدل القرءان في الطاعة وهو كتاب الله الناطق الذي لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وثالثا قصور وتقصير الامة فهم لم ياخذوا علوم الكتاب من اهله الذين هم اعلم به وانما اخذوا عن من لا يعرف معنى ( وفاكهة وابأ) وعن المستسلمين من احبار اهل الكتاب الذين لم يرعووا من تضليل الامة التي بئس ما فعلت فقد ابدلوا نعمة الله كفرا واحلوا قومهم دار البوار