نص كلمة السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله الى المعتقلين الابرياء والمقاومين الشرفاء (منضدة ) بتاريخ 24 / 9 / 2013

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
السلام عليكم اخوتي الاحبة ورحمة الله وبركاته
فيما يلي نص كلمة السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله
الى المعتقلين الابرياء والمقاومين الشرفاء
بتاريخ 24 / 9 / 2013
[frame="11 75"]
بسم الله الرحمن الرحيم
من غياهب السجن الأكبر وخلف قضبان الدنيا الدنية التي جعلت للمؤمن سجناً وللكافر جنةً ، اكتب لكم هذه الكلمات المفعمة بالحب والولاء ، اكتبها بقلب قد اعياه الفراق ، وكأني اخط هذه الكلمات بدموعٍ قد ترقرقت ، وبدماءٍ قد تحرّقت شوقاً وفرقاً بلقيا الحبيب .
فقد ضاقت الدنيا بما رحبت وكثر اهل الشر وافتقدنا اهل الخير وساد فيها الظالم وضيّق فيها على العادل فصارت الدنيا ترتدي جلباباً اسوداً وتتشح بوشاح احمر لتعلن نقمتها على كل من اراد إخراجها من قلبه فصار يهوى الاخرة ويبتعد عن ملذاتها ، حتى صار المؤمن فيها غريباً والعاصي فيها مهيباً فتكالب اهل الباطل على اهل الحق فقلّ الدّيانون وكثر من في الغي سادرون إلا ان الجميل في الامر ان هناك بصيص امل يتراءى لي من بين اقفال السجون ونفحات تهب من قعر المعتقلات التي تعجّ بالمقاومين الشرفاء والمؤمنين الاخيار الذين اختاروا لأنفسهم طريق النجاة ،بالدفاع عن عراق محتل ولم تهمهم اصفاد الاحتلال ولا طوامير الظلم ولا سياط السجان فأنتم أسطورة المؤمن ودستور الصابر وقانون المحتسب فيفوح من ثنايا معتقلاتكم اروع ملاحم الضيم والظلم وانتم اُباتُه وتترنم اسماعنا بانغام صبركم وعزيمتكم لتكون لنا نغمة الحياة الابدية التي يعلو معها شأن المؤمن الذي ما هادن المحتل ولا خضع للظلم ولم يظلم اخاً او صديقاً او جاراً ولم تمتد يده الا على عدو أثم بل وعانق كل صديق غانم .
فأنتم تستلهمون من إمامكم الغائب في مطامير السجون بأيدي الظلم والغدر اروع معاني الآباء والصبر والشجاعة والاناة ونحن نستلهم منكم ذلك لتكونوا لنا عونا على مصائب الدنيا واهل الدنيا كما اعنتمونا على ان نقف بوجه الطغاة الكافرين لتحرير ارضنا المعطاء وسطرنا مثال المقاومة الشريفة وكتبنا معكم عهداً على انفسنا ان الحوزة والاستعمار ضرتان لا تجتمعان وفعلا لم نهادنهم ولم نساومهم على خروجكم من السجون على الرغم من انهم الى الان يساوموننا عليكم ونحن نأبى لانكم لا تريدون ذلك فنحن نريد عزتكم وشرفكم وثباتكم فلن نركع ولن تركعوا لأي ظالم او اي كافر.
فحياكم الله ايها المعتقلون المقاومون وتباً لمن يسعى لتشويه سمعتكم ويفتّ بعضدكم ويسعى لتفريقكم عنا ، فنحن كالجسد الواحد اذا تداعى عضو تداعى له سائر الجسد .
وانتم وسام لنا في دنيانا وفي اخرتنا فاصبروا وصابروا ورابطوا واذكروا الله كثيرا والعنوا كل ظالم وكافر فاني على يقين ان دعاؤكم مقبول وشكواكم مسموعة واتقوا الله واعلموا ان الله مع المتقين .
وفي نهاية المطاف اكرر كلمات السيد الوالد "قدس سره " حينما طالب بالمعتقلين والافراج عنهم حيث قال : (انا قلت واكرر ان اعتقال اي واحد من المؤمنين كأنه اعتقال لي لأن المؤمنين كالجسد الواحد اذا تداعى فيهم عضو تداعى سائر الجسد بالسهر والحمى .... فيجب على كل خطباء الجمعة في العراق التبليغ عنهم والمطالبة باطلاق سراحهم بالحكمة والموعظة الحسنة جزاهم الله خير جزاء المحسنين ) وشكراً .
مقتدى الصدر

[/frame]