![]() |
![]() |
![]() |
|
ألمنبر الإسلامي العام لجميع المواضيع الإسلامية العامة |
|
![]() |
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
|
![]()
سيرة شريفة فيها عبرٌ كثيرة هذه سيرة احد التابعين قرأتها واحب ان أسلط الضوءعلى ما فهمته من هذه السيرة المشرفة حسب فهمي القاصر بعد ذكر السيرة أويس القَرْنيّ أويس القَرْنيّ!... مِن خير الزّهّاد ولد في مدينة (قَرْن) إحدى مدن اليمن ، ولذلك لقَّب بالقرنيّ. وقيل : إن سبب لقبه بالقرنيّ ، عائد إلى قومه القُدامى (بني قَرَن). ومهما يكن من أمرٍ ، فأويس أحد النّسّاك والعبّاد المقدَّمين ، ومن سادات التابعين. دخل الإسلام مع غيره من النّاس الذين دخلوا دين الله أفواجاً. وكانت رعاية الإبل مهنَته ... وهكذا كان يُمضي أيّامه في القفار ، خلف الإبل ، ينتجع الكلأ و المرعى. و كان يعيش مع والدته التي كان يكرمها غاية الإكرام ، ويحترمها احتراماً عجيباً، فلم يفارقها في آخر أيّامها ، إلا للضّرورة القصوى. ولعلّ انصرافه إلى القيام بواجبه تجاهها ، كان الحائلَ بينه و بين لقاء النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم . وعندما استأذنها في السّفر للقاء النبيّ صلي الله عليه و آله وسلّم والسّلام عليه، أذنت له ، ولكن بشرطٍ هو العودة المباشرة، سواءً وجد الرسولَ صلّى الله عليه وآله وسلّم أم لم يجده. وهكذا كان فقد تجهّز أويَس للسّفر لِلُقْيا الرّسول صلّى الله عليه وآله وسلّم والسّلامِ عليه ، وقصَدَه في منزله، ولمّا لم يجده عاد أدراجه ، دون التَّمَكن من مشاهدته. و عندما عاد النبىّ صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى منزله ، قال لأهل بيته بأنه يجد في البيت نوراً غريباً لا عهد له به، فمَن قَدِم في غيابه؟! ويُقال له : أوُيس القَرنيّ!. فيعرفون أنّه نور أُويسٍ بقيَ في المنزل بعد انصرافه منه. كانت حياة أويسٍ رضي الله عنه مثالاً للبساطة، والزّهد في الدنيا ، والانصراف عن متاعها. وكان ذلك في زمنٍ انهال فيه النّعيم على العرب و المسلمين انهيالاً. فخضعت لهم الدّنيا، ودانت لهم الأقطار، فتنعّموا بأطايب العيش وملذّات النّعيم!. إنّه الزّهد و البساطة و التقشّف ، مقابلَ التّنعّم والجاه العريض والسّلطان!. وأقسم مرّةً بأنّه لا يملك من حطام الدّنيا غير هذا الثّوب المرقّع الرّثّ الخشن ، الذي يرتديه. وعندما كان يأخذ بالكلام واعظاً ، كان ينبعث كلامه كالنّهر الرَّقراق الصَّافي، بعفويَّةٍ وإيمان، فيدخُلُ قلوبَ سامعيه بلا استئذان، فتخشع قلوبهم وجوارحهم ، و تفيض عيونهم بالدّمع، وقد أخذ منهم التّأثّر بما يسمعون، فسيطر عليهم الخشوع، فيسمو بهم أُويس إلى عالمٍ روحانّيٍ تغمره الشفّافيّة و الصّفاء لم يكن أويس صحابياً؛ لأنّه لم يلتقِ ـ كما علمنا ـ بالرّسول صلّى الله عليه وآله وسلّم ولم يصاحبه، ولكنّه كان تابعياً، بل على رأس التّابعين. والتّابعيّ، يلي الصحابيّ ، إنّه الذي أدرك الصّحابة الكرام وأخذ عنهم. وأويس القرني كان من أفضل الزّهاد التابعين، بشهادة الجميع. كيف لا،.. وقد قال النبىّ صلّى الله عليه وآله و سلّم :« خيرُ التّابعين أُوَيس ». كما قال في كرامته عند الله :« أبشِروا برجلٍ من أمتي يقال له أُويس القرني .. فإنّه يشفع لمِثْل ربيعةَ ومُضر!». والتفت الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى عمر بن الخطّاب الذي كان حاضراً يِستمع ، وقال له: « إن أدركتَه فأقرِئْه مني السّلام! ». ولكنّ أويساً رضي الله عنه ، توّج هذه المواقف الفرديّة، والمجاهدات الذاتيّة، بموقفٍ إيجابي رائعٍ حاسمٍ وقد بان له الحقّ كالشّمس السّاطعة لا تَخفى على ذي عينَين!.. فما أن اندلعت موقعة صفّين، حتّى أسرع أويس إلى الحقّ، متجلّياً بالإمام عليّ عليه السلام وأتْباعه، ينصره، لا بقلبه ولسانه فحسب، بل بيده أيضاً، وبكلّ ما آتاه الله من قوّة. ولنتأمّل هذا الموقفَ البطولي الشجاع، يرويه أحد أصحاب الإمام عليه السلام المقرّبين: عن الأصبغ بن نباتة، قال: « كنّا مع عليّ عليه السلام بصفّين، فبايعه تسعةٌ وتسعون رجلاً. ثمّ قال: إين تمام المائة ؟ لقد عَهِد إليّ رسولُ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، أن يبايعني في هذا اليوم مائةُ رجل إذ جاء رجل عليه قِباء صوفٍ ( يشبه المعطف )، متقلّداً بسيفين، فقال: ـ أُبسط يدَك أبايعْك. فقال الامام عليٌّ عليه السلام علامَ تُبايعني ؟ فقال على بذلِ مهجتي دونك ! فبايعه. وكرّ أويس القرني على جند الباطل، وحزب الشّيطان، يضرب فيهم بالسّيفين .. وقد تحوّل ذلك الزَّاهد، البسيط في حياته، إلى أسَدٍ هصورٍ يُحامي عن عرينه !.. لقد غضب لله ولرسوله، وللإسلام، فارتوت شَفُرتا سيفَيه من دماء الأعداء. وما زال يقاتل، رضوان الله عليه، بين يدَيِ الإمام ، حتى خرّ صريعاً شهيداً. وهكذا توّج حياته الشّريفه بتاج السّعادة والشّهادة !.. وحمله أصحابه، والدماء تنزف من أربعين جرحاً، بجسمه الشّريف الطّاهر. وتقدّم الإمام عليّ عليه السلام فصلي عليه، ولَحَده بيده الشّريفة، وترحّم عليه وقد خَنَقته العبرة. من خلال قراءة ما مر من سيرة هذا التابعي الجليل يمكن ان نخرج بعدة فوائد منها : 1 ـ ان القرب من الله ورسوله صلى الله عليه واله ليس بالقرب المكاني وانما بتطبيق ما يريد الله ورسوله وهذا ما لا حظناه من خلال سيرة هذا التابع المخلص حيث انه عرف ان الحق مع امير المؤمنين وتبعه وقاتل دونه على الرغم من انه لم يدرك الرسول او يجالسه ويسمع حديثه فكم من أويس في زماننا الحاضر حيث ان كثير من الاشخاص لم تسمح لهم الظروف بمجالسة السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر الا انهم طبقوا ما يريد وساروا على نهجه واكملوا الطريق مع بيقيته السيد القائد مقتدى الصدر (اعزه الله ) 2 ـ الزهد بالدنيا يوصل الانسان الى اعلا الدرجات . ولعل امر ترك الدنيا من الامور التي اكد عليها السيد الشهيد (قدس سره ) وابنه السيد القائد (اعزه الله ) في اكثر من مرة ولعله يفهم من هذا التأكيد على ترك الدنيا انه المفتاح لمعرفة جهة الحق . والحمد لله رب العالمين
|
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]() |
![]() |