العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > قسم الثورة الحسينية وعطائها المتجدد > منبر مواساة الحسين عليه السلام فكرياً وثقافياً ( بحوث حسينية )

منبر مواساة الحسين عليه السلام فكرياً وثقافياً ( بحوث حسينية ) جزء يسير من المواساة من مداد أقلامنا الى أن يأذن الله ونرخص الدماء لمواساته مع إمامنا المهدي ( ع )

 
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 07-11-2013, 09:15 PM   #1

 
الصورة الرمزية خادم العسكريين

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 174
تـاريخ التسجيـل : Mar 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : بغداد
االمشاركات : 759

جديد العباس (عليه السلام) ذخر و ذخيرة

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلّ على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
المقدمة
ان المتتبع لمسير التاريخ وبالتحديد تاريخ الحضارات والامم السابقة والمعاصرة قديمها وحديثها يرى بكل وضوح بان كل امة منها تسيطر عليها قادتها وملوكها وتكون شعوبها خاضعة لها رغبة او رهبة باختلاف طوائفهم ومذاهبهم ومعتقداتهم وباختلاف نظرياتهم فنرى ان هولاء القادة او الملوك ان شعوبهم يعتبرونهم الرمز في كل شيء من حياتهم حتى في وضع الدساتير والقوانين والاحكام فتلك الامم لها الحق في التعبير عن رأيها بهم واتباع وصاياهم ونشر اقوالهم وآرائهم واهدافهم وان كانت غير منتجة او صحيحة حيث نرى الكثير ممن يقدس هؤلاء الرموز ب( معتقداتهم )ويجعلون لهم مناسبات وطقوس خاصة بهم ويحددون لهم اياما لاجل ذكرهم والسير على نهجهم لعقيدة خاصة بهم فعلى سبيل المثال هناك من يعبد الهواء والشمس والحجر والماء ومنهم من يعبد البقر فنحن كمسلمين نعبد الله الواحد الاحد لنا الحق ايضا في نشر معتقداتنا الحقه وتعظيم شعائر الله ونفتخر بما ارسل الباري تعالى من الانبياء والاوصياء لهداية البشر ونعتقد بهم ونسير تحت رايتهم ونحمل الارواح على الاكف للدفاع عنهم الى قيام الساعة ونقدمهم الوسيلة لقبول الطاعات عند الله سبحانه وتعالى والذي يرضى برضاهم و هم محمد وال محمد الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا وفي هذا لا يوجد خلاف
وهذه الشجرة المباركة والطيبة والتي لها الكثير من الثمار والاغصان .ومن اغصان هذه السلالة الطيبة والدوحة الهاشمية ابا الفضل العباس بن علي بن ابي طالب (عليهما السلام ) الذي ادخره الله تعالى لنصرة الدين وارساء قواعده الرصينة جنباً الى جنب مع اخيه الامام الحسين ( عليه السلام) في ملحمة العشق الالهي على رمضاء كربلاء . فاردت في بحثي المتواضع هذا ان نتطرق الى بعض الجوانب او الاهداف او الغايات من ادخار امير المؤمنين ابا الفضل العباس لنصرة الامام الحسين (عليهم السلام )او من انتقاء الام بمواصفات خاصة لتلد المدخر لهذه المهمة والتي يمكن ان نصفها بالصعبة وهو كما قلنا الامام ابا الفضل العباس . حسب الرواية التي سوف نذكرها . كما اننا لا ننسى بالذكر في هذا البحث كيف ادخر شهيدنا الصدر (المقدس ) ولده المقتدى ليفصح لنا عن هدف يقربنا به الى طاعة الله وطاعة امامنا المهدي (عليه السلام) وكيف نكون له اعواناً وانصاراً ومضحين في سبيل الله سبحانه وتعالى .
الرواية في اختيار او اقتران امير المؤمنين (عليه السلام )بفاطمة او (ام البنين ) نذكر الرواية : جاء في الحديث الذي دار بين الامام العباس والعقيلة زينب (عليهما السلام )في يوم عاشوراء بعد ان بدات (سلام الله عليها)حديثها قالت : ((اعلم انه لما ماتت امنا فاطمة حزن عليها ابونا امير المؤمنين كثيرا ؛))ثم بعد مدة من الزمن ارسل الى اخيه عقيل بن ابي طالب وقال له ((اشر علي بامراءه اخطبها من ذوي البيوت والشرف والشجاعة ))فقال عقيل(ماتصنع بها )فقال ابي ((لارزق منها ولد ا ادخره لغربة ولدي الحسين ))فقال له عقيل (((يا امير المؤمنين هذه فاطمة الكلابية قد انجبتها الفحول من العرب ))وهكذا خطب ابونا امك فاطمة . ( 1)
هنا يسال سائل لم اشار الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام )الى اخيه في الاختيار ولم يختر هو لنفسه ؟
فهل كان عقيل ( عليه السلام ) اعلم منه بأصول العرب مع اننا نعلم ونعتقد بأن امير المؤمنين اعلم من غيره في كل العلوم بعد رسول الله ( صلى الله عليه واله ) وهو القائل اسئلوني عن طرق السماء اعلم بها من طرق الارض ,وهو باب مدينة علم رسول الله
فهنا يكون الجواب :
اولاً / ان عادة العرب او قل عظمائها او ملوكها حتى رؤساء قبائله ان أرادوا التزويج لأنفسهم او لأبنائهم انابوا عنهم ممن يعتمدون عليهم من خاصتهم او من اهل المعرفة ليختاروا لهم الزوجة المناسبة لهم , فها هو رسول الله عندما اراد الزواج بخديجة (عليها السلام ) لم يباشر (صلى الله عليه واله خطبتها بنفسه وانما باشر ذلك اعمامه ابو طالب والحمزة . ثانياً / ان رجوع العالم الى من هو ادنى منه في العلم في السؤال ألمشاورة أو حتى في الاختيار هذا لا ينفي الاول من العلم وسداد الرأي والشواهد كثيرة حينما قال سبحانه وتعالى لرسول الله (صلى الله عليه واله) (وشاورهم في الامر ) في الاية الكريمة :
{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران : 159]
توجد ملاحظة مهمة
هي يمكن ان يرجع العالم لمن هو دونه ..... فهذا يرجع الى الاسباب الاتية :
1/ان رجوع الاعلم لمن دونه تطبيق لنظام السبب والمسبب فقابلية امير المؤمنين (عليه السلام ) مثلاً في اختيار او التخصص في انساب العرب اكثر من عقيل اخيه ولا قياس في ذلك .... الا انه (عليه السلام) الا انه اراد ان يشارك المجتمع في هذه الاعمال ليتكاملوا .
2/ ان رجوع لمن دونه هو من باب الادب والتواضع .
3/ ان هذا الفعل العلوي ممكن اختياره كمصداق لقوله تعالى (وشاورهم في الامر )
4/ ان الاعلم يستعين بمن دونه (باعتبار ه صاحب اختصاص ) انما لبين لنا الاهمية في سؤال اصحاب الاختصاص في جميع الامور
4/ان فعله هذا من باب الاستشارة كما فعل رسول الله مع اصحابه .
كما لا يخفى طلب موسى (عليه السلام ) من ربه المساعدة من اخيه هارون على تأدية الرسالة الى فرعون . قال تعالى : (وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي ۖ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ )﴿34﴾


وغيرها الكثير من الشواهد
ثالثاً / لم يرد بذلك امير المؤمنين اظهار شخصية اخيه في هذا العلم فحسب بل انما اراد ان تكون شهادته عالية الشأن من عالم بأنساب العرب وحتى لا تكون عليها شائبه لأنه يوجد الكثير ممن يثير الشبهات في كل شيء .
رابعاً / بالاضافة انه هناك امر مهم وهو ان امير المؤمنين اراد ان يثير اهتمام الناس ويحول ابصارهم الى مكانة شبله المدخر أبا الفضل العباس (عليه السلام) فكان عقيل (عليه السلام )هو الجهة الاعلامية لذلك .
وهناك امور كثيرة لا يسعني ذكرها
زواج امير المؤمنين (عليه السلام) ليس محل صدفة
ان قضية الامام الحسين قضية اصلاحية بحته وقلع لجذور الفساد والظلم وهي ضمن التخطيط الالهي .
ولم تكن قضية عابرة او صراع قبلي او محل صدفة او ناتجه عن ارهاصات اجتماعية او عن خلافات دنيوية بل هي ضمن الهداية للصراط المستقيم الذي هو الطريق لعبادة الله الواحد الاحد والتي فيها نحصل على العدل الالهي والذي بشر به الناس على يد القائم المهدي من ال محمد (عليهم السلام ) .
فكل الذين كانوا مع الحسين قد اعدوا انفسهم للدفاع عن (مصلحة القضية ) عكس او خلاف وجود اعدائهم في المعسكر المقابل كانوا يقتلون لأجل (قضية المصلحة)
اذن هناك هدف او حكمة في كل شيء .
فهنا اردت ان اتكلم عن ادخار امير المؤمنين (عليه السلام ) واعداد فارس وناصر ومواسي وحامي عن حرم رسول الله و هل هو محل صدفة او امر عبر كغيره من الامور, فزواج امير المؤمنين ليس محل صدفة ففيه اعلان الامام المعصوم عن ام تحمل صفات عالية التكامل.
الغاية او الاهداف من ادخار امير المؤمنين (عليه السلام ) ابا الفضل العباس كما جاء في الرواية .
الهدف الاول /
هو الاشارة الى حتمية المواجه بين الحق المتمثل بالامام الحسين واصحابه والباطل المتمثل بيزيد واذنابه في ارض قد بكت عليها السموات والارض والانبياء والرسل والاولياء والصالحين في ارض الطفوف وهذا العلم كما قلنا سابقاً انه من علم رسول الله واحاديثه وانه كيف ادخر هذه التربة او عند ام سلمه لتكون اشارة الى مقتل سيد الشهداء الامام الحسين واهل بيته وصحبه وهذا موثق ومذكور في كثير من الاحاديث الشريفة ,وحديث القارورة يشهد على ذلك
الهدف الثاني /
شاءت الحكمة الالهية الممهدة لملحمة كربلاء ان تتم احدى حلقاتها , والتي لا تتم الا من خلال الوليد المبارك والذي سماه امير المؤمنين (بالعباس )وقد رصده من وراء الغيب انه سيكون بطلاً من ابطال الاسلام وسيكون عبوساً في وجه المنكر والباطل وباعثاً للفرحة والسرور في وجه الخير .
لأن العباس له ثقله في هذه المواجه والكل كان يهابه حتى انهم ارسلوا اليه ليعطوه الامان ان ترك معسكر الحسين الا انه قد اجابهم بالرفض اولاُ و بالشهادة ثانياً
فأعطى لله تعالى يديه ..
ثم عينه ..
ثم هامته ..
وبتلك الشهادة المتميزة , تحول من شخص الى شاخص ..
ومن مؤمن الى رمز من رموز الايمان ..

الهدف الثالث /
ان امير المؤمنين (عليه السلام )اراد ان يكون حاضراً مع الحسين وتكون له اشراقة تحمل صفاته ومواصفاته ليكون درعاً حصيناً للامام الحسين (عليه السلام ) فكن العباس اشراقةمن اشراقات امير المؤمنين والذي صنع له معجزة فكانت معجزة علي هو( العباس ) كما كان امير المؤمنين معجزة رسول الله (صلى الله عليه واله) فهذا الاختيار كان يجب ان يتصف بصفات عالية وذا خبرة واهلية تؤهلها لنيل ذلك الشرف وتمثيله خير تمثيل .
فكان سيدنا العباس اهلاً لذلك والاختيار الصائب فعنده المؤهلات الكثيرة حينما كان يقاتل تحت قيادة ابيه في الكثير من المعارك التي خاضها الامام علي ( عليه السلام ) ضد الناكثين والقاسطين والمارقين .
فهذا هو العباس يخوض القتال في معركة صفين ويقارع الشجعان في معسكر العدو , وهو بن السابعة عشر .
يقول المؤرخون في احد ايام معركة صفين خرج من معسكر امير المؤمنين شاب على وجهه نقاب تعلوه الهيبة وتظهر عليه علامات الشجاعة فهابه رجال العدو وتذكر الرواية كيفية قتل (ابو الشعثاء ) وان صاحب النقاب الحقه باولاده السبعة الذين قتلهم قبله وكان المقاتلون من كلا المعسكرين ينظرون الى ما يجري في الساحة وهم لايعرفون من هو صاحب النقاب ...
وعندما رجع الى معسكر امير المؤمنين وخلع نقابه تبين انه قمر بني هاشم العباس (عليه السلام) (4)
الهدف الرابع /
ان هناك راية سوف ترفع في ارض كربلاء تحملها اكف تكون لها كفؤة بها ومدافعة عنها وببقائها الخوف يخيم على اعدائها لأنها راية هدى وحق فكان المدخر لها هو بطلها شبل حيدرا وفارسه المغوار ابا الفضل (عليه السلام ) .
وبهذا فأن مرتبة العباس في معسكر الايمان كانت تاتي بعد مقام العصمة ونحن لا ننكر وجود الامام السجاد والامام الباقر (عليهما السلام ) .
ويدل على هذه المرتبة العظيمة للعباس ,حمله الراية في يوم عاشوراء فمسألة حمل الراية ,ليست مسالة عادية ,وللعلم منذ القدم وحتى اليوم قيمة رمزية عليا ,فالعلم يمثل الدولة وفي القديم كان يمثل الامة ,ولذلك فأن للعلم احترامه الخاص ,كما انه كل قوم يرفضون سلطة قوم آخرين فأنهم يعمدون الى احراق علمهم او تمزيقه .
وبمقدار ما للراية من القيمة فأن لحاملها مكانة عظمى , اذ لا تعطى الراية الا للشجعان الاوفياء ,وقد قال الامام علي في ايام صفين :

((لا تميلوا برايتكم ,ولو تزيلوا ,ولا تجعلوها الا مع شجعانكم ... )) (5)
اما اول راية في التاريخ فهي التي حملها ابراهيم الخليل عندما سار لمحاربة الروم .
ان الراية على كل حال تعني اشارة الظفر وعلامة للفوز اما اذا نكست او سقطت فانها تعني الهزيمة لذلك فان الراية تعطى للأكفاء الغيارى .
ولذك كان الامام علي (عليه السلام) هو حامل راية رسول الله في اكثر او معظم حروبه
لقد قال رسول الله في فتح خيبر :
(( لأعطين الراية غداً رجلا يحب الله ورسوله , ويحبه الله ورسوله , كرار غير فرار) (6)
وكانت تلك الراية هي التي حملها أمير المؤمنين في معاركه التي حصلت بعد استشهاد رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حروبه الكثيرة
وكانت تلك الراية هي ذاتها التي حملها العباس(عليه السلام)في يوم عاشوراء .
الهدف الخامس:
امير المؤمنين أرارد ان يواسي رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأن يفدي ابن سول الله بولده ابا الفضل العباس(عليه السلام).
قال رسول الله(حسين مني وانا من حسين)
وكما قال (الحسن والحسين ريحانتاي في الدنيا)
وقال أيضا (صلى الله عليه وآله) (والذي نفسي بيده لا يؤمن عبدٌ لله,حتى أكون أحب أليه من ولد ووالده, وتكون عترتي أحب اليه من عترته) (7)
وهذا أمير المؤمنين كان يقدم ابنائه دون الحسن والحسين في أغلب المعارك التي خاضها .
( فعندما حضر محمد بن الحنفية(رضوان الله عليه)حربي الجمل وصفين, وكان في بعض الحالات صاحب لواء , فعندما قيل لمحمد بن الحنفية أبوك يسمح بك في الحرب ويشح بالحسن والحسين ,فقال :هما عيناه وأنا يده والانسان يقي عينيه بيده ) (8) ولهذا كان أمير المؤمنين يحرص عليهما(اي الحسن والحسين) كل الحرص لأنهما يمثلان نسل الرسالة والحفاظ عليهما واجب بل التضحية دونهما يهون لها كل شئ وسيدنا العباس (عليه السلام) قد أثبت ونفذ ذلك الهدف بكل ما يملك دون تردد أو وجل.
وهناك اهداف أخرى كثيرة لا يمكن الاحاطة بها الا لمن اتخذ الى ربه سبيلا.
س:ما هي الفائدة من هذا البحث أو ما الذي يهمنا نحن؟
ج: ان امير المؤمنين (عيه السلام) كان له هدف مستقبلي فيما بعد واقعة كربلاء
هو ما دام الصراع دائم ما بين الحق وهم أهل البيت(عليهم السلام) والباطل المتمثل بأعدائهم وكل من سار على نهجهم .
فالذي يسعى لنصرة الامام المعصوم فعليه ان يدخر كل ما هو في صالح نصرة الاسلام وأهله ودين الحق واتباعه وخاصة ان هذا العالم يجب ان يمر أو ان يصل الى مرحلة الصراع النهائي
لأعلاء كلمة لا اله إلا الله وان محمد رسول الله غضاً صحيحا لا عوج فيه على يد امامنا المهدي عليه السلام وهذا الظهور او الاعلان يستوجب من المؤمنين المخلصين ان يعدوا كل ما هو في صالح هذه القضية الالهية .
وان يدخروا لهذا اليوم المبارك
اولا: انفسهم لنصرة الامام المعصوم والتضحية في سبيل الله
ثانيا: ان لديهم الهمة العالية والاستعداد البدني والعقلي والنفسي .
لذلك فأمير المؤمنين كما اعد وادخر سيدنا العباس ليوم لم يحن وقته لكنه بعلم الله آت لا محال .
كذلك اليوم الموعود هو آت لا محال وبعلم الله واذنه وكل يعمل وعمل لهذا الموعد المؤجل من زمن الانبياء الى يومنا هذا .
ونجد هذا الامر بأوضح صورة له . ما قام به الشهيدين الصدرين (رضوان الله عليهم) الشهيد الاول محمد باقر الصدر والشهيد الثاني محمد محمد صادق الصدر(قدس الله سرهما) حينما ادخروا لأمامهم الحجة ابن الحسن عجل الله فرجه الشريف القواعد الشعبية من الانصار والمخلصين وادخروا ايضا قائدا كسيدنا العباس انه المقتدى قائدا وناصرا لأمامه المهدي (عليه السلام).
فقد جاء في كتاب (لماذا السيد مقتدى الصدر قائدا) للأستاذ علي الزيدي (اعزه الله)
حيث يقول: جاء في كتاب مجموعة اشعار الحياة للسد الشهيد محمد محمد صادق الصدر(قدس) بمناسبة ولادة ولديه التوأم السيد منتظر والسيد مقتدى ووفاة السيد منتظر منهما حيث قال فيما قال فيهما وهو يمدح السيد مقتدى بكلام يدل
على معرفته بهذا السيد المبارك نتيجة ما يحمله السيد الولي من عرفان عالي حيث كأنه قد شخص دور هذا المولود المبارك في مستقبل العمر
انقل لكم بعض الابيات التي تم شرحها من قبل الاستاذ والذي يقول فيها .
(والآن لو نظرنا نظرة بسيطة الى الكلمات التي وصف بها السيد الشهيد ابنه السيد مقتدى , ونرى ما هي معانيها ودلالتها في اللغة العربية لرأينا امر القيادة بشكل اكثر سعة وشمولية .
وكالاتي :قوله قدس سره
ويكون للدين اعمدة الحق ويوم الظهور جندا وصفا
ويكون معنى قوله قدس سره :
ان يكون السيد مقتدى سندا للحق ويوم خروج الامام المهدي عليه السلام يكون له عونا وناصرا
بحيث يهيئ للأمام قاعدته الشعبية كجيش يكون كالسطر المستوي قد استطف للأمام عليه السلام بطاعته لحرب اعداء الله .
وقوله ( قدس سره)
وخصوصاً بواحد التوأمين الفريد مرأى وعرفا
فيكون معنى وله (قدس سره ) :
انه يؤكد ( قدس سره) على احد التوأمين وهو السيد مقتدى الصدر حيث يقول :
وخصوصاً ان احدهم سيكون كالشذرة الواحدة التي ليس لها مثيل حيث شبه السيد مقتدى الصدر بالشذرة النادرة التي لا ثاني لها , من حيث خروجه وحيداً يحمل اعباء وهموم المجتمع من اجل خلاصه من الظلم والوصول بهم الى الرضا الالهي , بحيث لم يكن احد يدانيه ويشابهه في عمله هذا ولم ترى العيون مثل بهاء وانتشار معروفه وطيب ريح عمله ) (9 ).
كما وقد ذكر الاستاذ في كلامه عن البعد القيادي لتحرك السيد مقتدى الصدر( اعزه الله )فيقول
( نحن قلنا سابقاً ان السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر كان عالماً بل الاعلم من بين الموجودين مضافاً الى روحه العرفانية العالية ,واستطاع من خلال ذلك ان يشخص ويعرف زمانه وما ستؤول اليه الامور داخل العراق وخارج لذلك عمل وضمن تكليفه الشرعي امام الله تعالى وامام الناس بأن ينصب ويؤهل شخصاً بعده يعمل على قيادة القواعد الشعبية ويرتبها وينظم لها امورها , تجاه ما سوف يكون من احداث وتدخلات واحتلال ليرسم لها الطريق الذي تسير عليه بحسب الرؤيا التي تبناها السيد الشهيد والتي تمثل امتداد الخط الصدري الاصيل والتي سار عليها السيد القائد مقتدى الصدر ,ولذلك فأن حياة الصدرين ستستمر في وجودها مع العراقيين وغيرهم , ولعله تكون هذه الحياة من مصاديق التي ذكرها الله تعالى بقوله: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) آل عمران -169-
فهم لا يموتون لأن فكرهم ومنهجهم حي لايموت على ايدي الخلص من المؤمنين المضحين) (10)
انتهى كلام الاستاذ
فنقول ان هذا الادخار يشبه الى حد كبير ادخار امير المؤمنين العباس (عليه السلام)كلاهما كانا لنصرة الامام المعصوم ان كان الامام الحسين (عليه السلام ) او الامام المنتظر (عجل الله فرجه الشريف ) .
وان شاء الله سوف نرى من ورائهم الثمرة والنجاح في الدنيا والاخرة .
نتائج البحث /
1/ ان قول الامام المعصوم لا يخلوا من المصلحة في الحاضر او في المستقبل لأنه في خدمة البشرية جمعاء .
2/ ان لكل قائد وفي اي مجال في السلم او في الحرب يجب او يتطلب وجود شخص يكون بينهما تقرب روحي وعقلي يعرف كل واحد منهما وما الذي يريده منه الاخر ويعتمد عليه دون غيره في جميع اموره .
3 / هناك اهداف كثيرة لايمكن ان نصل اليها الامن خلال معرفة جهة الحق معرفة حقيقية .
4 / العباس فرداً قد اوجد افراداً او مجتمعاً يتمثل به .......... ويسير على نهج ابيه
والسيد القائد فرداً قد اوجد افراداً او مجتمعاً يتمثل به ويسير على نهج ابيه
وكلاهما راية هدى.
المصادر :
1/ العباس بطولة الروح وشجاعة السيف
2 / ال عمران /159
3/ القصص /34
4/ نفس المصدر (1)

5/ الكافي لشيخ الكليني ج5
6/كفاية الطالب الباب 39 ض33
7/ سيد الشهداء /عبد الحسين الدستغيب
8/سير اعلام النبلاء / ابن الحنفية
9/ لماذا مقتدى الصدر قائداً
10/ نفس المصدر
والحمد لله رب العالمين
اسئلة حول البحث :
س / ذكرت ان امير المؤمنين (عليه السلام ) طلب من اخيه عقيل ان يختار له امرأة من اشراف العرب وذكرت عدة اهداف من هذا الطلب وجميعها كانت على ابي الفضل العباس عليه السلام ؟
لكن انا ارى ان الهدف الرئيسي كان بيان لمقام السيدة فاطمة بنت حزام الكلابية (رضي الله عنها )
ج/
ذكرت الاهداف التي تخص جانب ابا الفضل العباس من ادخاره فحصرت هذه الاهداف بابي الفضل (عليه السلام) اما لو نظرت الى حانب ام البنين (رضي الله عنها ) نعم يمكن لنا ان نطرح هكذا احتمال ولكن ليس كعلة رئيسية .
س/ ذكرت ان العباس (عليه السلام ) معجزة امير المؤمنين كما كان امير المؤمنين معجزة رسول الله (صلى الله عليه واله ) ؟
فماذا تقصد بالمعجزة ؟ وهل يصح اطلاقها هنا ؟
ج/
ورد في زيارة امير المؤمنين (سلام الله عليه )( ... معجزةً لرسالته ...) فامير المؤمنين معجزة رسالة نبينا (صلى الله عليه واله ) وكما يقول اهل المعرفة ان معجزة رسول الله (صلى الله عليه واله ) ليست القرآن فقط بل امير المؤمنين (عليه السلام)
فهنا لم اقصد من المعجزة المعنى اللغوي بل قصدت المعنى الاصطلاحي .

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »

التعديل الأخير تم بواسطة خادم البضعة ; 13-11-2013 الساعة 12:45 PM
خادم العسكريين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 08:43 PM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2025