البعد الرسالي في ثورة الامام الحسين(عليه السلام) والهدف منها

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران : 169]

ان كل الثورات على مر التاريخ تدعى وتنتسب الى الرسالات السماوية او الحركات الانسانية الا ما شذ منها لكن نرى بعد حين تهاوي هذه العناوين من هذه الحركات او الثورات بعد ان ينكشف القناع عنها الا ان ثورة الامام الحسين (عليه السلام) ومن سار على نهجها على نفس الخط والمنهاج الذي خطه الامام الحسين(عليه السلام)

منذ اليوم الاول لهذه النهضة المباركة حيث قال (عليه السلام)( وإنِّي لم أخرج أشِراً ولا بَطِراً ، ولا مُفسِداً ولا ظَالِماً ، وإنَّما خرجتُ لطلب الإصلاح في أمَّة جَدِّي ( صلى الله عليه وآله ) . أريدُ أنْ آمُرَ بالمعروفِ وأنْهَى عنِ المنكر ، وأسيرُ بِسيرَةِ جَدِّي ، وأبي ...)

ولم يكتفي (سلام الله عليه ) بهذا الشعار الذي اطلقه بل طبق الاصلاح في كل حركاته وسكناته منذ اليوم الاول فأن ثورة الامام الحسين(عليه السلام) ارادها الله (عز وجل) ان تصبح على مر العصور والدهور رسالة خالدة لكل من يبحث عن الحق والدين الالهي واراد (سلام الله عليه) ان يوصل رسالة الى البشرية كافة بدون استثناء من ثورته العظيمة لكي يرسم اروع معاني التحرر والحرية فنرى جانب من جوانب هذه الثورة العظيمة وهو الجانب المعادي صاحب مكر وخداع ومن ظلاله يوهمون الناس بأن الحق مع يزيد واعوانه وان الحسين (عليه السلام) خرج على خليفة زمانه وان تلك الجهة تلبس لباس الدين لكي تضل المجمع المسلم فكان تعامل الامام الحسين(عليه السلام) مع تلك الجهة الضالة لا نتصوره تعاملاً سهلاً فأن تلك الحكومة تضل المجتمع المسلم عن الحق والحقيقة بمكرهم الخبيث وتخويف الناس ببطشهم وقتلهم واعتقال كل من يؤيد نهضة الحسين (عليه السلام) فكيف يكون فضح تلك الحكومة الضالة فأتخذ من واقعة الطف اسلوباً عظيماً لكي يفضح تلك الحكومة الضالة وايصال رسالة على مر العصور والدهور لكل الشرفاء في العالم لكي يبين ما مدى وحشية تلك الفئة فأنه (سلام الله عليه) يعلم مدى وحشيتهم فأنهم لا يرحمون صغارا ولا كبارا فذهب بطفله عبد الله الرضيع(سلام الله عليه) لكي يسقيه من الماء فقال لهم خذوا هذا الرضيع فأسقوه شربة من الماء وكان الرد من الجيش المعادي برميه بسهم فذبحوه من الوريد الى الوريد(سلام الله عليه) اراد ان يلقي الحجة على الجيش المعادي وايصال رسالة الى البشرية عن مدى وحشية حكومة يزيد ابن معاوية بحيث كانت لا تمييز كبير وصغير وان الامام الحسين(عليه السلام) يستطيع ان يتخذ اساليب اخرى لمواجهة الطاغية الكافر يزيد واسياده الدولة البيزنطية ولكن اتخذ هذا الاسلوب العظيم رافضاً للظلم بالقول والفعل فنهض بهذا القيام العظيم لكي يضع اساس الحرية وقام بثورة عظيمة ونه (عليه السلام) رأى ان الدين الاسلامي والرسالة النبوية في خطر من قبل الاستعمار الكافر فقد ضحى بنفسه واهله (سلام الله عليهم) واصحابه المخلصين (سلام الله عليهم) فقد صدق الشاعر حين قال (؟؟)فنرى ان هذه التضحية اروع معاني التضحيات حين قال ان اقصى غاية الجود الجود بالنفس فقد جاد الامام الحسين(عليه السلام) لأجل الدين والمذهب بنفسه واهله (عليهم السلام) وذلك وان الله (عزه وجل) اراد ان تبقى ثورة الامام الحسين وتخلد ليستلهم منها كل من اراد رفض الظلم وان تبقى خالدة على مر التاريخ لأهداف عظيمة نذكر بعض من هذه الاهداف

1- ان الامام الحسين(عليه السلام) كان نصرة دين الله واحياء سنة النبي (صلى الله عليه واله) فقال الله في محكم كتابه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد : 7]

فأن الامام الحسين (عليه السلام) كان مصداقا لهذه الآية العظيمة .
2- لم يكن الامام الحسين (عليه السلام) طالبا للسلطة او كرسي ولكن كانت غايته هو إصلاح المجتمع ومحاربة الظلم والظالمين
3- انقاذ المجتمع المسلم وغير المسلم من بطش الظالم .
4- تفضيل المصلحة العامة على المصلحة الخاصة .
وهذه الاهداف تبقى دروس وعبر لكل الشرفاء في العالم الذين يطالبون بالحرية والعدالة وكذلك نحن نستلهم من هذه الثورة العظيمة العبر والدروس لكي نمضي على هذا الطريق الي خطّه لنا الامام الحسين (عليه السلام ) ونرى في عصرنا عصر غيبة امامنا الامام المهدي (عليه السلام ) نفس الوجوه التي قاتلت الحسين (عليه السلام ) وشايعت وبايعت على قتله والمتمثلة الآن بالثالوث المشؤوم كما قال السيد الشهيد (قدس سره ) " امريكا واسرائيل وبريطانيا ) فنر المستعمر يسعى جاهدا لمحاربة اي فكر يتعلق بالحسين (عليه السلام ) ويريدون ان يوهموا للمجتمع المسلم ان ثورة الامام الحسين (عليه السلام ) فقط للبكاء لا غير وهذا غير صحيح , هي ثورة عكس ما يظهرها المستعمر لها اهداف عظيمة لرفض الظالمين والمحتلين ويحاربون كل من يحمل اهداف الامام الحسين (عليه السلام ) فانه (عليه السلام ) لو كان يستهدف النصر العسكري على بني امية لكان الهدف محدود ولكن هو يريد بهذه الثورة العظيمة ان يوصل لنا وللأجيال اللاحقة رسالة عظيمة بعد الخوف او بعد الخنوع للظالمين والمستعمرين , يريد لنا العيش بكرامة وحرية وتآخي ومحبة لا كما يريد المستعمر البغضاء والقوة فقط , فقد نُقل في مقتل الحسين (عليه السلام ) للمقرم ( ان الامام الحسين ر قد بكى في واقة الطف على اتباعه فسُئل لمن الكباء يا ابن رسول الله فكان جوابه ابكي على هؤلاء فأنهم سيدخلون النار ؟؟؟) فنرى ما اعظم تلك الانسانية التي يمتلكها الامام الحسين (عليه السلام ) حيث بكى على اتباعه الذين يريدون قتله والفتك بعياله فنرى ايضا إن هذا البكاء على اعدائه رسالة لنا ولكل الاجيال , وان نهضة الامام الحسين (عليه السلام ) جاءت لكي تزرع الاخوة والمحبة وتحمل اروع معاني الانسانية فنرى الامام الحسين (عليه السلام ) يعلمنا التآخي والمحبة لا الفرقة والابتعاد وان اهل البيت (عليهم السلام ) سعوا جاهدين على حفظ البعد الرسالي لثورة الحسين (عليه السلام ) رغم الصعاب التي كانوا يلاقونها من قبل حكام الجور , فكان غايتهم العظيمة تربية المجتمع المسلم على مبادئ الامام الحسين (عليه السلام ) والغايات و الاهداف التي من اجلها نهض الامام الحسين (عليه السلام ) .
وفي الختام نستنتج من هذا البحث عدم الخنوع للظالمين ومبايعتهم والتمسك بهذا المنهج العظيم المتمثل الآن بالأمام صاحب العصر والزمان الامام المهدي (عليه السلام ) وكيف يكون التمسك بالأمام الحجة وذلك عن طريق القائد الالهي المتمثل الآن بسماحة السيد المجاهد مقتدى الصدر "اعزه الله " فهو باب للأمام الحجة (عليه السلام ) ويمثل البعد الرسالي لثورة الامام الحسين (عليه السلام ) .
والحمد لله رب العالمين