|
منبر مواساة الحسين عليه السلام فكرياً وثقافياً ( بحوث حسينية ) جزء يسير من المواساة من مداد أقلامنا الى أن يأذن الله ونرخص الدماء لمواساته مع إمامنا المهدي ( ع ) |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
30-11-2013, 02:01 PM | #1 |
|
العطاء مرهون بالعمل
اللَّهُمُّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَالِ مُحَمَّدٍ وَعَجِلَ فَرَجَـهُمْ وَالْعَنْ عَدْوَهُمْ بسم الله الرحمن الرحيم كثير من الأمور حصلت في واقعة الطف والتي تستدعي التوقف عندها وأخذ العبر والدروس منها , فإخلاصهم لقائدهم وتفانيهم من أجل هدفهم وتضحيتهم وكثير من الأمور تستدعي التوقف . والذي سيكون محل النقاش في هذا البحث البسيط هو هل كان وصول أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) إلى هذه المرتبة بدون عمل؟ وبفضل بركات الحسين ع ؟ وهل يمكن للإنسان أن يحصل على عطاء معين بدون عمل؟ أم انه يكون بشق الأنفس؟ وسنناقش هذا الأمر على شكل نقاط ومن الله التوفيق : 1- كثير من الآيات التي تنفع في هذا الصدد والتي تدل على عدم الوصول إلى الهدف بسهولة ما لم يمر الفرد بإختبارات وبلاءات حتى ينال مراده , نذكر بعض منها : ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ) البقرة 155 (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) البقرة 214 (وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا...) آل عمران 141 (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ) آل عمران 142 (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً) الأنبياء 35 (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ) العنكبوت 2 (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ) محمد 31 (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا) الملك 2 (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) الرعد 11 2- لم تذكر روايا ولم نسمع يوماً ان أصحاب الامام الحسين (عليه السلام) في داخل كربلاء أو خارجها قد طلبوا أو انتظروا من الامام الحسين الأمور المعنوية لينصرهم بالإعجاز وما شابه ذلك , بل انهم كانوا يسيرون بالأسباب الطبيعية وبعملهم وعلمهم وصلوا إلى هدفهم , وكما ان مطلبهم نصرة الحسين وارادوا تحقيقه ولم ينتظروا إعجاز أو توفيق للنصر... والآن نأخذ مثال من أحد فرسان الهيجاء وهو "حبيب بن مظاهر الأسدي" جاء في كتاب حياة حبيب بن مظاهر الأسدي : (كان جليل القدر , عظيم الشأن , قائداً شجاعاً مشكور السيرة كان محدثاً صدوقاً ...اشترك مع امير المؤمنين في حروبه كلها...شارك في جميع الغزوات والمعارك التي حصلت في تسع سنين , ومنها : 1- غزوة العشيرة , معركة بدر 2هـ غزوة قرقرة الكدر , بني قنيقاع 2- غزوة بني سليم , واقعة أحد , غزوة الرجيع , غزوة ذات الرقاع 3هـ 3- غزوة بني النضير , غزوة السويق , دومة الجندل , بني المصتلطق 4هـ 4- الخندق , غزوة بني قريظة 5هـ 5- غزوة بني لحيان , غزوة الحيط , فتح مكة المكرمة , غزوة حنين 8هـ 6- غزوة طيء 9هـ 7- واقعة الجمل 36هـ 8- واقعة صفين 37هـ 9- واقعة النهروان 39هـ ) وهذه الابيات التي قالها في واقعة الطف : أنا حبيب وأبي مظهر *** فارس هيجاء وليث قسور في يميني صارم مذكر *** وفيكم نار الجحيم تسعر أنتم أعد عدة وأكثر *** ونحن في كل الأمور أكثر وأنتم عند الوفاء أغدر *** لنحن أزكى منكم وأطهر ونحن أوفى منكم وأصبر *** ونحن أعلى حجة وأظهر حقاً وانقى منكم وأعذر *** الموت عندي عسل وسكر من البقاء بينكم يا خسر *** اضربكم ولا أخاف المحذر عن الحسين ذي الفخار الأطهر *** أنصر خير الناس حين يذكر فمشاركته في هذه الغزوات تدل على استعداده البدني للقتال في أي لحظة فمواجهته للأعداء في الطف لم يكن أمراً صعباً عليه فقد أعد نفسه بما يكفي لأن يواجه مثل هكذا ظرف (أي القتال) وهنا قد يسأل سائل : (ان القوة البدنية ليست اساسية للوصول إلى المراتب العالية , فقد يملكها أهل الباطل؟) والجواب , صحيح , فإذا امتلك الفرد القوة البدنية فإنها لا تدل على انه على الطريق الصحيح , ولكنها مطلوبة فبعض العطاءات لا يمكن الحصول عليها إلا بالقوة البدنية وسنذكر لكم فوائد القوة البدنية التي جاءت في كتاب اسئلة معاصرة حول الامام المهدي في الأسطر القادمة . وهنا يرد سؤال أيضاً , كيف وصل اصحاب الامام الحسين إلى هذه المرتبة؟ الجواب: جاء في كتاب اسئلة معاصرة حول الامام المهدي السؤال الثامن عشر حول أفضلية أصحاب الحسين (... أصحاب الامام الحسين(عليه السلام) كانت لهم قابليات خاصة ومميزات انفردوا بها نتيجة جهد معين بذلوه, وقد يكون البعض غير ملتفت إليه في بادئ الأمر, هذا الجهد أو العمل المميز استطاعوا من خلاله عبور مراحل زمنية طويلة, بحيث انهم فهموا المعصوم (عليه السلام) فهماً عالياً عميقاً ضمن مراحل زمنية من الرسالة الإسلامية لا تتجاوز الستين عاماً, بحيث يحتاج الآخرون للوصول إليها أكثر من ألف سنة, وربما تصل إلى الألفين أو أكثر, حتى يستطيعوا من خلالها فهم الإمام الثاني عشر ومن ثم التضحية والإخلاص له بالشكل التام.) وفي موضع آخر (ثانياً : رد الفعل المباشر والسريع لإختيار الموقف الأصلح ...أصحاب الامام الحسين رضوان الله تعالى عليهم امتازوا عن غيرهم , بردة فعلهم تجاه واقعة كربلاء , فكان موقفهم موقفاً مميزاً من حيث السرعة والفعالية أولاً , ومن حيث الإختيار الأصلح والأمثل لمرضات الله ورسوله ثانياً . ... ثالثاً : إعطاء الإمام الحسين (عليه السلام) الإذن بالمغادرة أعطاهم الإمام الحسين (عليه السلام) الإذن بالمغادرة , بلإضافة إلى قوله إنهم في حلٍّ من أمره , إلّا أنهم لم يروا الفرج والخروج من المأزق بهذا الإذن , بل على العكس , أخذوا بالبكاء وإظهار الولاء للإمام الحسين (عليه السلام) بشكل أعمق وأدق , ورأوا بأن الإذن بمفارقة الإمام هو انتكاسة لهم ولمستوى إيمانهم فلم يرضوا بذلك , فكان أحرج اختبار وأبهى نجاح للأصحاب الذين أُختبِروا به . .... ...رابعاً : مثّلوا مع إمامهم الحسين قضية المظلومية الكبرى في العالم ان أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) مثّلوا مع إمامهم قضية المظلومية الكبرى في العالم , وخصوصاً عند المجتمع الإسلامي , بل أن الفتح الإلهي الذي يتحقق على يدي الإمام المهدي (عليه السلام) , سيكون شريانه الذي يمده بالحياة دماء الحسين (عليه السلام) وأصحابه . ففي كتاب الإمام الحسين (عليه السلام) إلى بني هاشم جاء فيه : (( بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن علي بن أبي طالب إلى بني هاشم , أما بعد فإن من لحق بي منكم استشهد , ومن تخلف لم يبلغ مبلغ الفتح والسلام)) عوالم العلوم , للمحدث البحراني , ج17 ص179 ومن المتيقن أن الحسين (عليه السلام) لم يقصد بهذا الفتح , الفتح الجزئي المحدود , بل قد يكون إشارة إلى الفتح العالمي الموعود به المسلمين , لنشر الإسلام وتطبيق دستوره في جميع أنحاء المعمورة . ... خامساً : اللبنة الأولى للأجيال في نصرة الأئمة عليهم السلام إن سبب أفضلية أصحاب الحسين (عليه السلام) , هو أنهم كانوا السبب الأول واللبنة الأولى التي مهدت الطريق للأجيال القادمة , بأن تحذوا حذوهم لنصرة المعصومين عليهم السلام واحداً بعد الآخر ولولاهم لما تمكن أي فرد من تقديم النصر لأي معصوم بعد الإمام الحسين (عليه السلام) وبالخصوص نصرة مولانا صاحب العصر والزمان الإمام المهدي (عليه السلام) . ....) والآن بعد ان ذكرنا الجانب الذي يخص أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) ننتقل إلى عصرنا الحالي وما يمكن الإستفادة منه . كثيراً ما نسمع , وفكرة موجودة عند الكثير من الناس وهي ان الامام المهدي (عج) يمسح على رؤوس أصحابه فتكتمل نواقصه! وهذا غير صحيح فإن تأثير المسحة يكون بعد جهد الفرد , فكيف بمن ينتظر مسحة دون عمل؟! كالساعي إلى سراب فيجب على الفرد أن يعمل ما بوسعه والباقي على الله , خطوة من العبد والباقي على الرب , فيجب عليه ان يسعى حتى يضفر بما يريد . [/frame]
التعديل الأخير تم بواسطة المطيع ; 30-11-2013 الساعة 02:04 PM |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|