العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > قسم القرآن والمعرفة > منبر التربية الروحية

منبر التربية الروحية للمواضيع التي تنمي التربية الحقة في السير الى الله تعالى

 
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 07-02-2014, 04:07 PM   #1

 
الصورة الرمزية خادم العسكريين

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 174
تـاريخ التسجيـل : Mar 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : بغداد
االمشاركات : 759

افتراضي العجب مفسدة العمل

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم


الانسان المؤمن الذي يعمل جاهداً لنيل الرضا الالهي عليه ان يضع نفسه في دائرة التقصير وذلك ان كثر عمله اوقل فهو لا يرى لنفسه انها على شيء ولا اثر لوقع بين يدي جبار السماوات والارض ومهما وصل من درجة القرب الالهي . فما بالك بالعالم الذي يصاب بمرض العجب ويرى انه على شيء , ولو علم انه على علم وبصيرة ويقين فسوف يقوده ذلك الى معرفة جديدة , وهي انك مهما بلغت من مراتب العلم فأنك مفتقر الى المعرفة ومحتاج الى التذلل والخضوع والخشوع لله سبحانه وتعالى وعلمك وعملك لا قيمة لهما .
(( قال رسول الله (صلى الله عليه واله ) : يا اب ذر من أوتي من العلم ما لا يبكيه لحقيق ان يكون قد أوتي علماً لا ينفعه , ان الله نعت العلماء فقال : (قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً (108) وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا (109)

فالذي نفهمه من هذا الحديث ان كل علم لا يزيد الخوف من الاخرة وخشية الله ولا يبكي صاحبه ويزيد من انينه لما وصل من الحقيقة واليقين فليعلم ذاك بأنه ليس عالماً الاهياً ولا طالباً لرضا الله تعالى , اذا اعجب العالم بعلمه ولا ينطبق عليه وصف الرحمن والمدح في القرآن وكل ما جائت به الروايات بأن العلماء ورثة الانبياء .
والكثير من العلماء قد سقطوا في مصيدة النفس والهوى وشباك الجهل المركب والغفلة والغرور فيكون باختياره قد وقع في العجب ولا يصل كما قلنا الى المعرفة الحقيقية وحتى معرفة الحق من حوله واهله وما يحيط به , لأنه قد بنى حول نفسه صنماً وجداراً ابعده عن البصيرة وعدم الوصول الى الامور الاعتقادية والى مرحلة اليقين في طريق العبودية والسلوك الديني فهؤلاء قد وصفهم الله بقوله : {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} [الكهف : 104]
ولكن من تواضع لله رفعه الى مقام الرضا الالهي ان كان عمله في نظر الاخرين قليل او هو يحسبه لا شيء ,
فلقد انفق الامام علي والزهراء والحسن والحسين (عليهم السلام ) لثلاث ليالي اثناء الافطار خمسة ارغفة من خبز الشعير في سبيل الله وبرغم انه بحسب الظاهر انفاق قليل ولكن حيث انه كان في الدرجة العليا من الاخلاص تقبله الله وانزل فيه سورة هل اتى .
واما الذي يكون جل همه وعمله وعلمه يكون لصالح هداية الناس والتقرب بهم الى الله سبحانه وتعالى فهوا بذلك يكون صاحب رسالة الاهية ,وخير دليل على ذلك ما قام به السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر( قدس سره) الذي نزل بعلمه الى الشارع متواضعاً وراغباً ومضحياً لله وبما اوجبه عليه من هداية الناس والمجتمع المنحرف فقد جلس وتكلم وخاطب الغني والفقير والعالم والجاهل والمؤمن وغير المؤمن ومن المذهب وغيرهم فقد علم من العلم بأن كل عالم مهما وصل من العلم أومن درجات التكامل فعليه ان يكون عبداً ذليلاً لسيده وخالقه يوجهه حيث يشاء لا حيث تشاء نفسه الامارة بالسوء . فأعطاه الله تلك المنزلة من حب الناس والاتباع والانصار لما يمتلكه من الاخلاص في العلم والعمل .
فخاتمة القول :
ان لا يرى المؤمن نفسه على شيء مهما قدم من عمل على أنه أفضل من غيره فقد يكون العجب مفسدة العمل
والحمد لله رب العالمين

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
خادم العسكريين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 01:06 AM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2025